معركة أولي البأس

ترجمات

"واشنطن بوست": الغرب يواجه لأول مرة ثنائيًّا روسيًّا صينيًّا يملك قدرات قوية
09/02/2022

"واشنطن بوست": الغرب يواجه لأول مرة ثنائيًّا روسيًّا صينيًّا يملك قدرات قوية

 قال مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" إنّ اللقاء الأخير الذي جمع ما بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين كان له رمزية كبيرة. 

وتحدّثت الصحيفة عن دعم متبادل بين "الدكتاتورين الاثنين" وفق تعبيرها، مشيرة إلى أنّ البيان المشترك الصادر عن الجانبين تضمّن أكثر من ٥،٠٠٠ كلمة،  كما وصفت هذا البيان بأنّه مخطّط "للمواجهة المشتركة مع الولايات المتحدة"، وأضافت أن" البلدين وافقا على أهداف السياسة الخارجية لكليهما، حيث أكدت روسيا وقوفها إلى جانب الصين فيما يخص رفض الأخيرة منح أي شكل من أشكال الاستقلال لتايوان، بينما استنكرت الصين توسيع حلف "الناتو""، لافتة في الوقت نفسه إلى أن بكين وافقت على شراء النفط والغاز من موسكو بقيمة ١١٧.٥ مليار دولار. 

وتابعت الصحيفة أنّ البيان هذا انما يفيد بأنّ الصين ستساعد روسيا على الوقوف بوجه العقوبات الاقتصادية التي تنوي الولايات المتحدة وحلفاؤها فرضها على موسكو، كما نبّهت إلى ما ورد في البيان عن علاقات الصداقة بين الجانبين والاستعداد للتعاون في كافة المجالات، حيث قالت إن ذلك انما يعني أن هذا التعاون قد يشمل في المستقبل المجال الاستخباراتي وتطوير السلاح. 

وأضافت الصحيفة أنّه لم يسبق وأن تعهدت موسكو وبكين بهذا الشكل العلني والشامل بالتعاون في الشؤون الدولية منذ أوائل الحرب الباردة والتحالف بين جوزيف ستالين وماو تسي تونغ، كما قالت إن الغرب وربما لأول مرة في التاريخ المعاصر يواجه ثنائيًّا روسيًّا صينيًّا لا يتشارك العداء فقط وانما يملك قدرات عسكرية قوية وتكنولوجيا متطورة، فضلاً عن أنه يتمتع باقتصاد جيد واستقرار سياسي، معتبرة أن هذا الثنائي لديه نفس "الوقاحة" الايديولوجية كما كان الحال مع ستالين، وفق تعبيرها. 

"National Interest": على واشنطن إقامة علاقات مع موسكو على الأمد الطويل 

وفي سياق غير بعيد كتب جون إي. هيربست مقالة نشرت على موقع "National Interest" تحدث فيها عن ضرورة أن تسعى واشنطن إلى إقامة علاقات مع موسكو على الأمد الطويل تقوم على الاحترام المتبادل والالتزام بالقانون الدولي واحترام النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة.  

وأشار الكاتب إلى استراتيجية من أربع نقاط يجب أن تتبعها الولايات المتحدة من أجل تحقيق الهدف المذكور، حيث أوضح أن النقطة الأولى هي العمل مع الحلفاء والشركاء من أجل مواجهة "الخطر الوشيك" من موسكو، معتبرًا أن ذلك يعني دعم الخاصرة الشمالية الشرقية لحلف "الناتو" وتكثيف وجود القوات البحرية في البحر الأسود وكذلك دعم "الحركات الديمقراطية من بيلاروسيا وصولاً إلى فنزويلا". 

وشدد في نفس السياق على ضرورة أن تكون الولايات المتحدة على نفس الصفحة مع أوروبا وتقديم جبهة موحّدة في موضوع العقوبات وتموضع القوات والعمل الدبلوماسي، مضيفًا أنّ على الولايات المتحدة المباشرة بهذه الخطوات على الفور كما فعلت خلال الحرب الباردة حيث تحدث عن إقناع الحلفاء والشركاء بتبنّي السياسات المطلوبة التي تخدم مصالح جميع الأطراف في المجتمع الأطلسي. 

أما ثانيًا، فتحدّث الكاتب عن وضع خطوط حمر "لسلوك موسكو" واتخاذ التدابير المناسبة عند تخطي هذه الخطوط، مضيفًا أن ذلك يبدأ بالأزمة الحالية حول أوكرانيا وأن الأخيرة "بحاجة الآن" إلى أسلحة متقدمة"، وتابع "على الولايات المتحدة أن ترسل صواريخ "الـStinger" إلى أوكرانيا "قبل فوات الأوان"".

وفي الإطار نفسه، تحدّث أيضاً عن ضرورة أن تفرض واشنطن "العقوبات الأكثر فاعلية" ضد النظام المصرفي الروسي في حال صعدت موسكو في أوكرانيا، كما شدّد على ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بالمزيد على صعيد "كشف فساد النظام الروسي" -وفق زعمه- عبر خطوات مثل تخصيص مبالغ مالية ضخمة لوسائل إعلام مثل إذاعتي صوت أميركا وأوروبا الحرة، كذلك تحدث عن ضرورة أن تستفيد الولايات المتحدة من أي توتر في العلاقات بين روسيا والصين. 

ثالثًا، رأى الكاتب أنّ هناك بعض المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا مثل الحد من انتشار السلاح ومواجهة انتشار "الإرهاب الاسلاموي" -وفق تعبيره- في آسيا الوسطى واحتواء وباء الكورونا، كما تحدث في هذا السياق عن وجود فرص للشراكة حول مستقبل أفغانستان وأيضاً مستقبل العالم في ظل موضوع التغير المناخي، وأردف أن بإمكان واشنطن السعي لتحقيق هذه الأهداف "المشتركة" وفي نفس الوقت الرد بقوة على "استفزازات الكرملين" حسب قوله. 

وفي ما يخص النقطة الرابعة، قال الكاتب إنها تتمثّل "بالجزرة" حيث تحدّث عن زيادة التبادل الثقافي والعلمي بين الطرفين وعن عقد محادثات غير رسمية حول نشوء علاقات ثنائية جديدة. 

وفي نفس الوقت، اقترح الكاتب تجميد ومصادرة ممتلكات المسؤولين في الكرملين ومعاونيهم ووضعها في صندوق ائتمان على أن تعاد إلى الشعب الروسي عندما تتشكّل حكومة روسية "تحترم سلطة القانون".
 

صحيفة واشنطن بوست

إقرأ المزيد في: ترجمات