ترجمات
الصحافة الأجنبية: الـ"CIA" تدرّب "قوات شبه عسكرية أوكرانية" لمواجهة روسيا
كتب الدبلوماسي الأميركي الصهيوني السابق المعروف والباحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى -وهو مركز دراسات صهيوني- دنيس روس والباحثة في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى آنا بورشجفسکایا مقالة نشرت على موقع "National Interest" قالا فيها "إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيواصل نهجه "القسري" طالما يرى أن السياسات الأميركية تقوم على تجنب المخاطر".
وأضاف الكاتبان أنّ "التطور هذا لديه جذور قديمة إذ إنّ الإدارات الأميركية من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي تصرّفت بشكل يدل على الضعف في نظر بوتين، كما تابعا بأنّ الطريقة التي انسحبت فيها الولايات المتحدة من أفغانستان توجت ما حصل في الماضي كرد فعل أميركي "محدود" على الحرب في جورجيا و"الاستيلاء على" شبه جزيرة القرم و"تشجيع" بوتين النزاع في شرق أوكرانيا و"تدخله" في سوريا و"تمكينه لجرائم الحرب على أيدي نظام الأسد" على حد زعمهما، كذلك تحدثا في نفس السياق عن عدم الالتزام "بالخط الأحمر" الذي وضعته الولايات المتحدة في سوريا والردود "المقيدة" على الهجمات التي تشنها ما أسمياها "الميليشيات الشيعية" ضد القوات الأميركية و"التواجد" الأميركي في العراق وسوريا حسب ادعائهما.
وقال الكاتبان :"إنّ أميركا وإذا ما أرادت أن يتصرّف بوتين بشكل مختلف فعليها أن تبين بأنها مستعدة للمخاطرة"، وأردفا في هذا الإطار بأن:" بوتين يراقب السلوك الأميركي في كل مكان وليس فقط في أوروبا"، وبناء عليه قالا :"إنه ربما حان الوقت للرد بشكل أقوى على التهديدات ضد القوات الأميركية في سوريا والعراق"، بينما تحدثا في نفس الوقت عن ضرورة بدء المحادثات من أجل انضمام السويد وفنلندا إلى حلف "الناتو" وإرسال المزيد من القوات إلى بولندا وليثويانا.
كذلك اقترح الكاتبان توجيه رسالة إلى إيران بأنّ المفاوضات حول الملف النووي ستتوقّف وبأنّ واشنطن ستهيئ خيارات بديلة، وذلك في حال امتنعت طهران عن إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة واستمرّت في تكثيف برنامجها النووي، كما أوضحا بأن هذه الخيارات البديلة يجب أن تشكل خطرًا على برنامج إيران النووي.
وأضاف الكاتبان "أنه ربما حان الوقت للبحث فيما يمكن أن تقدمه تركيا على ضوء استخدام أوكرانيا للطائرات المسيرة التركية"، وقالا :"إن استخدام هذه الطائرات من قبل أوكرانيا أثار مخاوف روسيا".
تمويل وتدريب وتسليح "قوات مقاومة" لمواجهة روسيا
وفي سياق متّصل، كتب تيد غالين كاربنتر مقالة نشرت على موقع "The American Conservative" اعتبر فيها أنّ احتمالات اندلاع الحرب بين حلف "الناتو" وروسيا على خلفية ملف أوكرانيا تراجعت بشكل كبير بعد ما وجّهت واشنطن ودول أعضاء أخرى في حلف "الناتو" رسائل تفيد بأنّ الغرب لن يقدم على "رد" عسكري، مشيرًا في نفس السياق إلى استمرار المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا حول المطالب الأمنية التي وضعتها موسكو.
غير أنّ الكاتب دعا في نفس الوقت إلى توخّي الحذر في هذه الاستنتاجات حيث لفت إلى تقارير إعلامية تفيد بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبحث عن "خيار وسطي" يتجنّب الذهاب إلى الحرب وفي نفس الوقت لا يقتصر على "احتجاجات دبلوماسية" وعقوبات اقتصادية جديدة.
وأضاف الكاتب "أنّ الخيار الأكثر تداولًا هو تمويل وتدريب وتسليح "قوات مقاومة" لمواجهة روسيا في حال أقدمت الأخيرة على "غزو واحتلال" أوكرانيا"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى تقارير أفادت بأن "ال-CIA" بدأت بالفعل بتدريب "قوات شبه عسكرية أوكرانية" من أجل هذه المهمة.
الكاتب حذّر من أنّ هكذا توجه يحمل معه الكثير من الأخطاء، لافتًا أولًا إلى أنّ حجم و"مدى التزام" أي قوة مسلحة يعتمد على حجم الأراضي التي قد تستولي عليها روسيا، معتبرًا أنّ بناء قوة "مقاومة" معتبرة هو مشروع قابل للتنفيذ على الأرجح في حال استولت القوات الروسية على كافة المناطق الأوكرانية، فيما شكك الكاتب في نجاح مثل هكذا مشروع إذا ما قامت روسيا بالاستيلاء فقط على المناطق المحاذية لمنطقة دونباس ومناطق قريبة من شبه جزيرة القرم، حيث قال :"إن العلاقات مع روسيا في هذه المناطق هي قوية بسبب الدين واللغة وكذلك عوامل اقتصادية".
الدعم الأميركي للمسلحين سيدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو
بالموازاة، حذّر الكاتب من أن تقديم دعم أميركي لمسلحين معادين لروسيا سيؤدى إلى تدهور العلاقات أكثر فأكثر بين واشنطن وموسكو. وشرح الكاتب بأن مشكلة موسكو الأساس مع الغرب تتمثل بسياسات "أطلسية" تهدّد مصالح روسيا الأمنية الأساسية وخاصة محاولة جعل أوكرانيا دولة تابعة للحلف الغربي عسكريًا وتحويل الأراضي الأوكرانية إلى نقطة متقدّمة للقوة العسكرية الأطلسية، ونبّه من أن دعم مسلحين أوكرانيين من أجل شن حرب بالوكالة سيفاقم هذه المشكلة مع موسكو ويعطيها كذلك حافزاً لترد بالمثل.
كما حذّر الكاتب من أنّ لدى موسكو الكثير من الخيارات للرد، مشيرًا إلى أن القوات الأميركية الموجودة في العراق وسوريا هي عرضة للهجمات، وحول هذا الموضوع قال :"إن القوات الأميركية في العراق وسوريا قد تُستهدف من قبل "الميليشيات الموالية لإيران" حسب زعمه، متحدثًا عن توطيد العلاقات بين موسكو وطهران، كما قال :"إن موسكو بإمكانها إثارة المشاكل في الحديقة الخلفية لأميركا وخاصة في دول مثل كولمبيا ودول أخرى في أميركا الوسطى"، وبناء عليه شدّد على ضرورة أن يلتفت القادة في أميركا إلى أن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تستطيع تبنّي مثل هذه الاستراتيجيات قبل أن يشنوا حربًا بالوكالة في أوكرانيا.
وختم الكاتب محذّرًا أيضًا من أن دعم "قوات مقاومة" أوكرانية قد يسبّب الإحراج ويضر بالولايات المتحدة على صعيد مصداقيتها بشأن التزاماتها المزعومة بالليبرالية والديمقراطية، وأشار في هذا السياق إلى أن "الثورة" في أوكرانيا عام ٢٠١٤ التي شهدت الإطاحة برئيس مقرب من روسيا شارك فيها عددًا ملحوظًا من القوميين المتطرفين وحتى الفاشيين، كما أضاف بأن الحكومة الأوكرانية الحالية تبنّت سياسات سلطوية، لافتًا إلى أن منظمة "Freedom House" صنفت الحريات في أوكرانيا بالجزئية فقط، كذلك أردف بأن" جذور الديمقراطية في أوكرانيا هي "سطحية وضعيفة" وبأن أي قوة مقاومة تأتي من ذات الفصائل التي تدعم الحكومة الحالية "غير الليبرالية" ستصبح على الأرجح أكثر سلطوية مع مرور الوقت واستبدال العناصر المعتدلة في صفوفها".
وأردف الكاتب بأن "الولايات المتحدة تسببت بالإحراج لنفسها خلال العقود الماضية حيث قامت بدعم وكلاء أجانب لا يستحقون الدعم، وذلك في حروب بالوكالة ضد أنظمة يصنفها صناع السياسة في أميركا بالخصوم"، وأشار في هذا السياق إلى دعم جماعة الكونترا في نيكاراغوا ومنظمة UNITA في انغولا، كما تحدث في نفس السياق عن قرار إدارة أوباما دعم "المتمردين المعادين للأسد في سوريا" حيث قال :"إن أغلب الفصائل من هذه الفئة تبين أنها كانت من "إسلاميين راديكاليين" وليس ممن يدعم "القيم الغربية الديمقراطية"".
عقب ذلك، شدّد الكاتب على ضرورة عدم تبني سياسة مماثلة في أوكرانيا وعلى ضرورة أن تبذل الولايات المتحدة مساعي حقيقية لترميم العلاقات مع روسيا حيث قال :"إن المصالح بين البلدين لا تتعارض في الأصل"، كما قال :"إن السياسة الأميركية لو أنها "أكثر مستنيرة" لكانت ساهمت في إجراء المباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول المساعي المشتركة لاحتواء الصين"، غير أنه قال :"إنّ واشنطن وبدلًا من ذلك دفعت ببوتين إلى حضن الرئيس الصيني شي جينغ بينغ"، واعتبر أن" شن حرب بالوكالة في أوكرانيا سيكون عمل استفزازي إضافي يؤدي على الأرجح إلى القضاء على ما تبقى من العلاقات الأميركية مع روسيا"، مشددًا على ضرورة أن ترفض إدارة بايدن هكذا مشروع.
بوتين يخطّط لطرد أميركا من أوروبا
هذا وكتب "Tom McTague" مقالة نشرت على موقع "The Atlantic" نقل فيها عن "بعض الخبراء" بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطّط لطرد أميركا من أوروبا بينما يجري المفاوضات تعترف بروسيا كلاعب شرعي في النظام الأمني للقارة.
كما تحدث الكاتب عن "التموضع الجيوسياسي" داخل أوروبا ليس من أجل التأثير على الأزمة في أوكرانيا فحسب بل أيضًا على مستقبل أوروبا والغرب عمومًا، وأضاف بأن" بوتين يطالب ليس فقط بالسيطرة على أوكرانيا وإنما على مناطق شاسعة في أوروبا الشرقية كي تكون ضمن مناطق نفوذ موسكو" حسب قوله، وأردف بأن" ذلك يمثل تهديدًا للنظام السائد ويشكل تحديًا لهيكل التحالف الغربي بحيث تُجبر كل دولة داخل هذا الحلف على تقييم التداعيات على مستوى مصالحها القومية".
كذلك تابع الكاتب بأن" الأزمة الحالية على خلفية ملف أوكرانيا تذكر بأهمية حلف "الناتو" وفي نفس الوقت بأهمية "النظام العالمي بقيادة أميركا"، لكنها تذكر أيضًا بنقطة الضعف الهيكلية في هذا التحالف التي قال إنها تتمثل بالرأي العام الأميركي".
وتحدّث الكاتب عن غياب التوافق حول الخطوات المطلوبة من أجل إعادة إحياء الغرب، مشيرًا أولًا إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وما قاله الأخير عن ضرورة أن يكون لأوروبا "استقلال استراتيجي" عن الولايات المتحدة.
وحول هذا الموضوع، قال الكاتب :"إن أوروبا ليس لديها استقلال استراتيجي حتى وإن صنفت بريطانيا جزء من هذه القارة"، أما بريطانيا فتحدث الكاتب عن تكثيف الأخيرة لنشاطها، لافتًا إلى ما كشفته لندن من "معلومات استخباراتية" حول "خطط حربية روسية" وإرسالها السلاح إلى أوكرانيا، وكذلك إلى دعمها الدبلوماسي لعدد من الدول في أوروبا الشرقية، غير أنه قال في نفس الوقت أن على بريطانيا أن تبذل جهودًا أكبر كي تحافظ على نفوذها كون الاتحاد الأوروبي (الذي انسحبت منه لندن) من المرجّح أن يزداد قوة.
أما المانيا فقال الكاتب :"إنها تستمر في تبني نهج على أساس أنها ليست بتلك الدولة القوية".
عقب ذلك، تحدّث الكاتب عن مفارقة وهي أن المواقف التي تتخذها دول "الترويكا" الأوروبي تقوّض بعضها البعض وأنّ أميركا تبقى "السيد الأعلى" لأوروبا إلا أنها دخلت مرحلة الشيخوخة وأصبحت أمام أعداء يبدون أكثر قوة مما كانوا عليه في الماضي.
كما قال الكاتب :"إن المشكلة بالنسبة لأوروبا هي أن التزام واشنطن "بنظامها العالمي المهيمن" يستمر في التراجع مع اندلاع كل أزمة جديدة"، مضيفًا بأن" لا أحد يعرف حقيقة بما سيستبدل هذا النظام".
كذلك ختم الكاتب بأن" الأجواء توحي بلحظة مفصلية في القرن الواحد والعشرين بغض النظر عما سيحدث".
إقرأ المزيد في: ترجمات
18/10/2024
عشاء زفاف زوجين إيرانيين یصل إلى لبنان
16/10/2024
ملابس هذا المحلّ هديّةٌ لأطفال لبنان
15/10/2024