فصل الخطاب
كلمة سماحة السيد حسن نصر الله بتاريخ 11-10-2021
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي تطرق فيها إلى عدد من المستجدات والتطورات السياسية بتاريخ 11-10-2021:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة و السَّلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبا القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
الأيام القليلة المقبلة إن شاء الله تطل علينا مناسبة عزيزة وغالية وعظيمة جداً، هي مناسبة ذكرى ولادة رسول الله الأعظم خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، بهذه المناسبة مبكراً أُبارك لجميع المسلمين في العالم ولجميع اللبنانيين هذه المناسبة العظيمة والجليلة. إن شاء الله نحن بهذه المناسبة سنقيم احتفالاً لائقاً ومناسباً بعد أيام، وبالتالي أترك الحديث عن صاحب المناسبة وعن المناسبة نفسها إلى ذلك الاحتفال، وكذلك فيما يتعلق بعدد من الموضوعات انا قسّمت الموضوعات إلى نوعين، نوع سأتكلم به اليوم ونوع سأتركه إن شاء الله للخطاب في ذلك الاحتفال.
أبدأ بموضوعات هذه الليلة، الموضوع الأول سأتكلم قدر الامكان بالإختصار المناسب غير المُخلّ.
الموضوع الأول: الانتخابات، البلد اليوم مشغول في التحضير لموضوع قانون الانتخابات، مواعيد الانتخابات، الاجراءات الادارية المرتبطة بالانتخابات، المقدمة الطبيعية للدخول في مرحلة الجو الانتخابي والانتخابات في موعدها.
في عنوان الانتخابات أريد التأكيد على عدة نقاط:
النقطة الأولى: إجراء الانتخابات في موعدها، سبق وتكلمنا بهذا الصّدد وأكّدنا عليه بأكثر من مناسبة، ويبقى على كل حال من يحاول التشويش بأن الجهة الفلانية والجهة الفلانية ويشملنا أحياناً معهم، أنهم يُخططون للتمديد ولتأجيل الانتخابات وما شاكل...، هذا كله كلام ليس له أي أساس من الصحة، نحن نؤكّد ونصرّ وندعو الى إجراء الانتخابات في موعدها ضمن المهلة الدستورية، ونعتقد أنّ الكل – كي لا نوجّه اتهامات كما بعض الخصوم تفعل من غير أساس – لكن للإنصاف وحسب متابعتنا مع كل الكتل النيابية والاحزاب والقوى السياسية، ليس لدينا أي مؤشّر يقول أن هناك من أحد ضمناً أو ظاهراً يخطط أو يحضّر لدفع الأمور باتجاه تأجيل الانتخابات النيابية والتمديد للمجلس النيابي الحالي، لذلك هذا الموضوع دعونا نخرج منه وليتعاطى الجميع على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ونحن بالتأكيد من هؤلاء.
النقطة الثانية: إقتراع المغتربين، في القانون الجاري والذي تم التصويت عليه عام 2018 وجرت عليه انتخابات 2018 نحن في القانون كنا موافقين نتيجة النقاشات بكل صدق مراعاةً للحلفاء، نحن وافقنا على مجموعة أمور في ذلك القانون. في اللجان النيابية المشتركة إن كان بشكل رسمي أو غير رسمي حدث نقاش منذ مدّة وبعض الكتل النيابية فتحوا المجال مجدداً لإعادة النظر أو طالبوا بإعادة النّظر، البعض من نوابنا عبّروا عن موقف مُنطلِق من واقع قائم، ونفس هذا النقاش كان قائماً في الـ 2018 وزاد في حينه عما كان عليه في الماضي، وهو موضوع الاغتراب خارج البلد. اليوم عندما نريد ان نذهب لإعداد حملات انتخابية أو أشخاص تريد أن تترشّح أو تنتخب، لا يوجد هناك تكافؤ فرص إن كان في إجراء الحملات الانتخابية ولا في الترشيح ولا حتى بالذهاب الى صناديق الاقتراع لممارسة الانتخاب الحرّ فيما يتعلّق بحزب الله تحديداً، الآن يمكن أن تكون هناك قوى سياسية أخرى قد يكون وضعها أقل حساسية، لكن معروف ان حزب الله في الخارج كبعض الدولة الاوروبية وأميركا الشمالية ودول عربية في الخليج وبعض الدول العربية الاخرى، لا يوجد هناك إمكانية إن كان لجهة إعداد حملة إنتخابية أو ترشّح أو انتخاب وفي الحقيقة هذا نقطة طعن، وكنا قد ذكرنا حتى لحلفائنا أنه على صعيد حزب الله لن نُقدِم على طعن، ولكن يمكن أن يأتي أحد ويقدّم طعن في كل الانتخابات لناحية عدم تكافؤ الفرص، الأخوة أثاروا الموضوع من هذه الزاوية، وبرز جو في البلد أن هناك من يريد ان يمنع المغتربين من أن يقترعوا وتم اجراء مناظرات - طويلة عريضة – عليها ولا مشكلة، نحن عدنا وناقشنا الموضوع وخرجنا بالخلاصة التالية التي عبّر عنها نفس أخواننا النواب في آخر لقاء للجّان المشتركة، ولكن أنا أحببت أن أُثير الموضوع بهدف اختتامه، نحن عدنا وتناقشنا وقيّمنا وقلنا، طالما أنّه بمعزل كم يوجد من دول يشارك المغتربون او المقيمون خارجها في الانتخابات النيابية، عادةً يشاركون في انتخابات رئاسية، واذا ما كان هناك من دول تشارك في انتخابات نيابية يمكن أن يكون ذلك موجوداً وربما قد يكون عددها قليل، لكن بكل الاحوال، طالما الظّلم علينا خاصّة، جيّد؟ بمعنى اننا نحن سنكون مظلومين، بالتحديد حزب الله، نحن لن يُتاح لنا في الاغتراب وفي بلاد الانتشار وحيث يقيم اللبنانيون في اغلب دول العالم خارج لبنان، لن يُتاح لنا لا القيام بحملات انتخابية ولا ترشيح ولا حرية انتخاب حتى لجمهورنا ومناصرينا، لكن ما دام الظّلم خاص بنا ووجود مصلحة وطنية وحق وكونه يُشعر اللبنانيين المقيمين خارج لبنان أنهم شركاء ويحملوا المسؤولية نحن ليس لدينا مشكلة في ذلك، سنتجاوز عن هذه الملاحظة ولذلك اخواننا عادوا وعدّلوا اننا نؤيّد مبدأ اقتراع المغتربين من حيث المبدأ قطّعنا الموضوع. الآن هناك تفصيل ان المغتربون او المنتشرون او المقيمون خارج الاراضي اللبنانية ينتخبون على الدوائر المنتشرة في لبنان أي انهم ينتخبون بدوائر لبنان او ينتخبوا النواب الستّة الذين قالوا انهم سيُخصَّصُونها لانتخابات الخارج، اذا كانوا سينتخبون على الدوائر في لبنان نحن ليس لدينا مشكلة في ذلك، واذا كان سيتم تثبيت موضوع النواب الستّة نحن منفتحون على النقاش عندما يُناقَش في مجلس النواب، واذا لم يُناقش الموضوع، هناك قانون موجود اذهبوا واعملوا على القانون، لذلك نحن نعتبر ان هذا الموضوع انتهى، ونتمنّى إن شاء الله من الإخوان، كل اهلنا المغتربين والمقيمين والمنتشرين خارح الأراضي اللبنانية ان يسجّلوا ويشاركوا في الانتخابات وأهلاً وسهلاً بهم ونتمنّى أن تكون لديهم الفرصة الحقيقية للتعبير عن رأيهم بصراحة.
بالنسبة لموضوع سن الـ18، طبعاً عندما يتم طرحه أنا بكل صدق أقول لكل الشعب اللبنانيي وأقول للشباب الذين هم من سن الـ 18 حتى الـ 21، يُطرح في البلد للإستهلاك المحلّي فقط، دائماً يُطرح في وقت ان المهل محشورة وان الوقت لا يساعد رغم انه طُرح في وقت كانت المهل تساعد وحصل شيء غريب في هذا الأمر، نحن منذ 1992 معروف من أول دخولنا في الانتخابات النيابية كنا نؤيد بشدّة أن يُعطى الشباب في سن الـ 18 حق الاقتراع، ودائماً عندما تتحدّث مع القوى السياسية تجد ان الكل مؤيّد، تذهب الى مجلس النواب ويسقُط هناك، هناك شيء غريب في هذا البلد، نحن لسنا فقط نقوم بطرحه في خطاباتنا وشعاراتنا وبرامجنا السياسة والانتخابية، بل ذهبنا وعملنا لأجله جدياً وقاتلنا لأجله، مثلما بآذار 2009، تقدّمت كتلة الوفاء للمقاومة بإقتراح قانون تعديل دستوري لخفض سن الاقتراع الى 18 لأن هذا يحتاج إلى تعديل دستوري، في آذار 2009 تم التصويت عليه بالإجماع، كان قبل موعد انتخابات 2009، حسناً التعديل الدستوري يحتاج الى ثلثيّ أعضاء المجلس، الحكومة أيضاً صوّتت بالإجماع على هذا الاقتراح، أعيد الى المجلس بعد الانتخابات النيابية في جلسة شباط 2010 ، الجلسة حضرها أكثر من 100 نائب، لم يصوّت على المشروع إلا 34 نائباً، بشكل أساسي حركة أمل وحزب الله وبعض الكتل الاخرى، أمّا بقية الكتل امتنعت عن التصويت وسقط، حقاً هناك شيء غريب في هذا البلد، اذا قمت الآن باستمزاج رأي واجريت حملة على الكتل النيابية والقوى السياسية، كلهم يقولون لك نعم هذا حقهم الطبيعي ويجب ان ينتخبوا و..و..و.. طبعاً الغريب انني سمعت كلام منذ يومين ان هذا يحتاج الى تحضير وتوعية الشباب و..و..و.. ما هذا الكلام! في لبنان ابن الـ 5 و 6 سنوات يتكلم سياسة، تتكلم عن شباب 18 سنة هؤلاء يحتاجون توعية وتحضير وبرامج دراسية ومدارس؟!!! ما هذا الكلام الفارغ!؟ على كلّ، نحن مجدداً ندعو كما أنّ هناك حق للمغتربين، على جميع الناس ان تطالب بهذا الحق وتحترم هذا الحق واذا كانت مظلومة في مكان ما مثلنا، ان تتجاوز عن هذه المظلومية، في موضوع سن الـ 18 ليس هناك مظلومية لأحد، اذا لم يُعطى هذا الحق فهذه مظلومية لكل الشباب اللبنانيين الذين يتم حرمانهم من حق المشاركة في الانتخابات النيابية ونتائج الانتخابات النيابية فقط لاسباب حزبية محضة، وشخصية محضة، وليس لأسباب وطنية ولا لأسباب حقيقية. أيضاً في موضوع الانتخابات، موضوع الميغا سنتر أيضاً ليس لدينا مشكلة حتى لا يأتي أحد لاحقاً ويقول أن حزب الله يمنع، من الآن نحن ليس لدينا مشكلة، تريدون اجراء ميغا، يا الله، من دون ميغا سنتر، يا الله، بطاقة ممغنطة لا مانع، تعتمدونها يا وزارة الداخلية، اتكلوا على الله، لا تريدون؟ بماذا تريدوننا ان ننتخب!؟ ببطاقة الهوية؟ ننتخب، بإخراج القيد؟ ننتخب، بالذي تريدونه نحن ليس لدينا مشكلة بأي شيء، اتكلوا على الله، اذهبوا واجروا الانتخابات ولا أحد يأتي بذريعة لعدم اجراء الانتخابات في مواعيدها الدستورية. بقية الأُمور التي لها علاقة بالإنتخابات والترشيحات والتحالفات والبرنامج الإنتخابي وقراءة المشهد الإنتخابي هذا كله يأتي في وقته إن شاء الله.
العنوان الثاني: ملف الكهرباء، في الحقيقة، كان الحق أن أبدأ بهذا الملف، إلا أنني تعمّدت ان لا أبدأ به لأن هذا الملف فيه (مُقاهرة)، لذلك أحببت أن أبدأ بموضوع الإنتخابات. في ملف الكهرباء، الأيام القليلة التي مضت مثلما يقولون باللبناني "دبّو ولي" على اللبنانيين انه قد نفذ الفيول والمعامل ستتوقف والبلد سيدخل في عتمة شاملة وانقذونا ماذا علينا ان نفعل؟ حسناً، الآن استجد حل مؤقّت أنهم وجدوا شيء عند الجيش اللبناني والجيش أوعز بالإستفادة مما لديه لتقطيع هذه المرحلة، وطبعاً مشكورة قيادة الجيش اللبناني على هذه الخطوة الانسانية الكريمة، لكن السؤال: اليوم هذا الموضوع يجب أن يكون أولوية مطلقة لدى الحكومة الحالية، أساساً عندما خرجت الصّرخة كان يجب – اقتراحنا الشخصي - ان تُجري الحكومة جلسة استثنائية وليس جلسة ساعتين أو ثلاثة، وانما تبقى من الفجر حتى المساء ولا تخرج من مجلس الوزراء قبل ان تجد حلاً، ماذا يعني أن البلد دخل في عتمة كاملة؟ يعني ليس أن بلداً دخل في عتمة كاملة بسبب انقطاع الكهرباء، بل أن البلد دخل في موت سريري، لأنك هنا تتكلم عن مستشفيات، تعاونيات، كهرباء للناس و..و..و.. كل شيء، لكن مع ذلك ما الذي حصل في البلد من حينه الى الآن؟ بدل ان تصدح صرخة اللبنانيين ويتنادوا من أجل استنفار ومعالجة جدية وجذرية وحقيقية، كالعادة ذهبوا الى تقاذف المسؤوليات ويشتّموا بعضهم، ويسبّوا بعضهم، وذاك يتهم ذاك، وهكذا.. وكل هذا لا يجلب كهرباء. حسناً في النهاية يجب ان تُحدّد المسؤوليات، لكن عادةً بالطريقة اللبنانية السّائدة يدخل الناس بالمتاهة، وتخرج المزيد من الضغائن والأحقاد والشتائم والسُّباب، ورأيتم مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين المنصرمين، ما أُريد أن أُطالب به الليلة، حيث أنّ الحكومة تعقد جلستها كل يوم اربعاء، أولوية عن كل نقاط الجدول هو موضوع الكهرباء، انظروا ماذا تريدون ان تفعلوا في موضوع الكهرباء، تجدوا حلّ أو تضعوا البلد على طريق الحلّ، لا أن تغدقوه بالمسكّنات، بأن تأخذ سلفة من البنك المركزي تذهب وتشتري به فيول وتشغّل المعامل لتضيء بضع ساعات، هذا يحل مشكلة؟ كم يوم وكم اسبوع؟ لكن الموضوع يحتاج الى حل جذري، هناك عقود موجودة احسموا أمركم، قولوا نعم أو لا، لكن عالجوا الموضوع بأي شكل من الأشكال. اليوم هناك مبلغ اُرسل إلى الحكومة اللبنانية - الدولة اللبنانية - مليار ومئة مليون دولار موجود في يد الحكومة اللبنانية، الأولوية إذا ما أردنا أن نتكلم من باب الأولوية المطلقة، استفد من هذا المبلغ أو جزء منه بشكل أساسي لمعالجة موضوع الكهرباء جذرياً، بناء معامل جديدة، معالجة مشكلة المعامل الحالية، الموضوع في يدك، حسناً، عروض، موجود عروض متعددة من دول متنوعة في العالم من الشرق ومن الغرب، لا تريدون من الشرق؟ حسناً الغرب، إلا اذا هناك فيتو أميركي، إذا الأمريكان مانعين لكم، قولوا بصراحة للشعب اللبناني: أيها الشعب اللبناني، نحن مرعوبين وغير قادرين على استحضار شركات أوروبية لأن الأمريكان سيغضبون علينا ومانعينا. حتى تقول الناس رأيها، يحبّوا ان يعيشوا في العتمة وفي ذلّ الكهرباء، مثلما كان اللبنانيين يعيشون في ذلّ البنزين والمازوت، وإلاَ فلا، يُبنى على الشيء مقتضاه، أنا اعرف مثلاً في العراق وهذا امر شائع ومعروف هناك، انّ العراقيين لديهم مشكلة كهرباء، عندما حاولوا ان يتفاهموا مع بعض الدول الأوروبية، الأمريكان تدخّلوا بقوّة ومنعوهم، حسناً، هل يوجد هنا فيتو في لبنان، فيتو أمريكي يمنع ذلك؟ بالنسبة للإيراني، هناك عرض قديم واليوم يوجد عرض جديد، منذ يومين عندما كان معالي وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت عاود وأكّد أننا جاهزون لإنشاء معملين وتقديم كمية معيّنة كبيرة ومحترمة و..و..و.. أجيبوه؟ أطلبوا استثناء؟ بما ان أمريكا بالنسبة لكم هي صديق، وهي بالنسبة لنا عدوّ والعدو متوقع منه كل شيء، وهو يفعل كل شيء، لكن بالنسبة لكم هي صديق وحليف وحبيب وأنيس جيّد، حبيبكم هذا، أنيسكم، صديقكم الذي تثقون به والذي تعتبرون ان لديه انسانية وأخلاق وقيم وحقوق إنسان، اطلبوا منه استثناء، العراق مستحصل على استثناء، افغانستان في زمن حكومة غني الحكومة السابقة كان لديها استثناءات ما شاء الله تأخذ من إيران، دول أخرى دول الجوار مستحصلة على استثناءات، انتم اطلبوا استثناء. انا علمت، وهو شيء مضحك حقيقةً ونُشر في وسائل الاعلام، ان أحد المسؤولين اللبنانيين عندما عرض عليه وزير الخارجية الايرانية هذا الموضوع، قال له: أنكم انتم كمسؤولين لبنانيين اطلبوا استثناء كما فعلت الدول الاخرى، فردّ عليه أحد المسؤولين: أتمنّى أن تطلبوا أنتم الاستثناء. عن جد شيء مضحك، تصوّر أنا مسؤول لبناني أقول للإيراني، الإيراني الذي بينه وبين الأمريكي عداوة. هناك حرب داحس والغبراء بينه وبين الأمريكي أقول له أنت أطلب من الأمريكان استثناءً حتى تأتي لتبني لنا مثلًا معامل كهرباء، أو حتى تبيعنا فيول لمعامل الكهرباء، أو حتى تبيعنا بنزين، أو حتى تبيعنا مازوت. ما هذا المستوى من تحمل المسؤولية؟
على كلٍ، هذا الموضوع أنا اليوم مع كلّ الناس سنرفع الصوت، الحكومة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يحددون جدول الأعمال، لكن نحن من الناس الذين لدينا الحق أن نطالب بأن يكون على رأس جدول الأعمال موضوع الكهرباء، أو خصّصوا جلسة استثنائية طارئة وعاجلة وضعوا هذا الموضوع على خط المعالجة الجذرية الحقيقية. إذا بقيت المسألة مسألة تقاذف تهم وتسجيل نقاط، ومن عطّل ومن لم يعطل، لن نصل إلى أي مكان.
اسمحوا لي لأول مرة من قبل حزب الله وغير حزب الله في السابق قد يكون أحد قد أثار هذه الشبهة. لأول مرة أنا أودّ أن أثير شبهة، أنا واحد من الناس عندي إحساس أنّه في مكان ما قد يكون هناك لعبة معيّنة حتى أقول كيف؟ مثلما حصل في البنزين، وكما جرى في المازوت والمواد الغذائية. الدولة تعرف أنّها ستصل إلى مكان ترفع الدعم، وفي النهاية الكل يقول لك ليس هناك حل إلا صندوق النقد الدولي، وصندوق النقد سيطلب رفع الدعم، ولا يجرؤ أحد على تحمّل مسؤولية رفع الدعم. أترك الناس تخابط واترك الناس تتقاتل وتتسابق على التعاونيات، واترك الناس تترك في الطوابير على محطات الوقود ذلًا من أجل البنزين والمازوت الخ.
شهر وشهران وثلاثة يطلقون النار على بعضهم، ويسبّون بعضهم ويضربون بعضهم سكاكين حتى يأتي وقت دخيلكم يا خيي ارفعوا الدعم وخلصونا إن شاء الله تصبح صفيحة البنزين بـ 500000 نقبل ارفعوا الدعم. إذا رفع الدعم تحلّ مشكلة طوابير الذل، ولذلك إذا لاحظتم ويمكنكم مراجعة وسائل الاعلام بوقت الذي كنّا نشهد فيه طوابير الذل ارتفعت الأصوات التي تطالب برفع الدعم هذا كان يخدم هذا. مقصودة مخططة، مش مخططة يحتاج لتدقيق.
بموضوع الكهرباء دائماً عندما يتحدث عن الخصخصة، ويتحدث عن بيع بعض أصول الدولة، وبيع بعض القطاعات في القطاع العام ومنها قطاع الكهرباء دائما قطاع الكهرباء العين عليه بهدف الخصخصة. هناك خشية أودّ اليوم طرحها أن يكون في مكان ما الآن لا أتهمّ أحدًا أبدًا، وعن جد غير واضح عندي حتى أكون صادق معكم، لكن الإنسان يشعر أنّه في مكان ما في مكان ليس شرطًا داخل الحكومة، ربّما خارج الحكومة، داخل الحكومة خارج الحكومة، بالموالاة بالمعارضة فوق تحت لا أعرف أين. علينا أن نبحث يمكن أن يكون في مكان ما مطلوب أنّ قطاع الكهرباء في لبنان ينهار، ويسقط، والدولة تبدو عاجزة وغير قادرة على الحل، ويقال أن لا حلّ إلا بالخصخصة، يطلع مع الشعب اللبناني يا خيي شو بدنا نعمل نجلس بالعتمة، خصّخصوا وخلصونا هذه خشية حقيقية. وفي هذا الموضوع يجب أن يحصل انتباه له، بهذا الموضوع الذي سيدخلني إلى العنوان الثالث المازوت والبنزين وما شاكل.
أنا أعود وأوجّه نداء لمختلف القوى السياسية في لبنان والقيادات السياسية أنّه يا أخي إذهبوا وشوفوا حلفاءكم وأصدقاءكم. أعيد وأكرّر ما نحن قادرون عليه نفعله مع حلفائنا ومع أصدقائنا، مع إيران إيران شو بدها تعمل أكثر من هيك يأتي ويقول لك: أنا حاضر بيعك بنزين ومازوت وفيول، وأشيّد لك معامل وماترو، وأقوم بعمل للتعاون معك، وأقدّم لك تسهيلات هذا حل. السوري يقول: أنا ليس لدي مشكلة تفضلوا استجرّوا الغاز المصري، واستجرّوا الكهرباء من الأردن أقدّم لكم تسهيلات التي تريدونها إن كان هناك شيء آخر أنا بخدمتكم أيضًا، هؤلاء حلفاؤنا هلأد.
أنتم ما شاء الله حلفاؤكم لم نرَ فعلتم شيء، لم تحركوا شيئًا، ولم تقوموا بشيء. تحدّثوا مع أحد يأتي باستثناء، تحدّثوا مع أحد ليساعد اللبنانيين. يا أخي وإن قال لك تصل المساعدة إلى الشعب اللبناني، وفي من الشعب اللبناني حزب الله يا خيي اقطعوا عن حزب الله، لا تفعلوا مثلنا اقطعوا عنا لكن أحضروا لبقية المناطق اللبنانية. تصرّفوا بمسؤولية وليس بكيدية. اليوم مازلنا نسمع حتى الآن مثلًا أنّه جاؤوا بالمازوت من إيران أدخلوه عبر الحدود على سوريا إذا 1 2 3 4 5 نسمعها يوم الأحد نسمعها وقبل الأحد وبين الأحدين الخ. وآخر الأمور الجميلة انظروا للمستوى الموجود لدينا في البلد من يتحمل مسؤولية والله سياسي بالبلد يطلع معه أنّ إنقطاع الكهرباء حصل عندما جاء المازوت من إيران، تعطّلت المعامل. أنتم تعرفون والقصة معروفة لا يعرف المعني، لا يعرف أنّ معامل كهرباء الدولة تعمل على الفيول، وما جيء به من إيران هو مازوت لا علاقة بين المازوت وبين الفيول وبين معامل الكهرباء. على كل حال هذا المستوى الموجود في البلد.
هناك نداء للمرة الأخيرة تزحزحوا قليلًا، تلحلحوا شوي بلا كيد. أنتم شو شغلتكم أساسًا، أنتم غير شغلتكم الانتقاد، والشتم، والسباب، والاتهام، قوموا بشيء إيجابي لناسكم وشعبكم وبلدكم.
أنقل للموضوع الثالث، والموضوع الثالث سأتحدّث عمّا جرى معنا وسيحصل بموضع المازوت والبنزين. نحن نعتبر أنفسنا حتى الآن مازلنا في المرحلة الأولى، طبعًا صار واصل عدد من البواخر حتى الآن، ننقلهم تدريجيًا إلى لبنان. نحن نعتبر أنّ المرحلة الأولى ستستمر إلى نهاية تشرين الأول. بالمرحلة الأولى نحن قمنا بأمرين، وسنكمل بهما. الأمر الأول قلنا هناك مجموعة عناوين سنقدّم لها هبة لحاجتها من المازوت لمدّة شهر ومجموعة عناوين سنبيعها مازوت، نحن لم نفتح لم نأتِ بالمازوت ووضعناه بالمحطات، وقلنا يا ناس تفضّلوا من يريد أن يشتري ليأتي. معنى ذلك نحن نعمل أكثر من الهدف، نحن قلنا إنّ الهدف هو أنّ هناك حالات ملحة سنسعى لتأمين هذه المادة لهذه الحالات المضغوطة والملحة، ونحن لا نريد أن ننافس، ولا نودّ قطع الطريق على الشركات والمحطّات التي تبيع مازوت. بالنهاية نحن سنعطي لمجموعة عناوين، بقية العناوين يمكنها أن تشتري من المحطّات، وبالتالي لا نكون قد قطعنا بأرزاق الناس. سرنا بهذه الطريق وفعلًا سنكمل بهذه الطريقة حتى نهاية تشرين الأول كمرحلة أولى.
ضمن هذه المرحلة الأولى حاليًا هناك نقطتان أودّ إضافتهما، النقطة الأولى هي كُنا قد أعلنّا عن هدية أو هبة لمجموعة عناوين لمدة شهر واحد، مدّة الشهر انتهت، هناك كمية وصلت وكمية مازالت على الطريق ستصل لهم إن شاء الله. ما أودّ الإعلان عنه اليوم أنّنا سنجدد هذه الهبة، وهذه الهدية لنفس هذه العناوين لمدة شهر إضافي للشهر الثاني. أعيد التذكير بهم هم المستشفيات الحكومية، ودور العجزة والمسنين، ودور الأيتام، ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، ومؤسسات ومصالح المياه الرسمية، وآبار المياه التابعة للبلديات شرط أن تكون بلدية فقيرة، وأفواج الإطفاء في الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني. أنا أعلن اليوم بعد انتهاء مدة الشهر الأول نحن ما يحتاجونه أيضًا لمدة شهر ثانٍ إن شاء الله نقدّم لهم هذه المادة على سبيل الهبة والهدية والمساعدة.
النقطة الثانية التي أودّ الإعلان عنها بالعناوين، عناوين البيع نتيجة المراجعات الكثيرة التي جرت أضفنا عنوان الصيادين، وباشرنا فعلًا وليس الآن سنباشر، حصل هذا في الفترة الماضية. أضيف عنوان الصيادين إلى الشرائح التي يمكن أن تباع لها هذه المادة أضفنا الصيادين، وتبقى نفس العناوين التي تحدثنا سابقًا عنها، المستشفيات الخاصة، ومعامل الأدوية، والمطاحن، والأفران إلخ.... نفس العناوين التي عملنا عليها الشهر الماضي سنكمل بها بتتمة المرحلة الأولى.
عندما نصل للمرحلة الثانية، وهي تبدأ من بداية تشرين الثاني هنا سيدخل علينا عنوان التدفئة للعائلات، نحن ندرس وإخواننا ما هي الضوابط والحدود والمعايير لأنّه الأهم هو الالتزام بالمعايير خلال الشهر الماضي من خارج العناوين التي أعلنا أنّها للبيع هناك حالات اتصلت ناس بعزّوا علينا كثيراً، وناس كنّا نحب أن نخدمهم. ولكن مع ذلك كان لدينا التزام جاد بالمعايير وبالعناوين لأنّه إذا لم نلتزم ستفلت الحكاية، وبالتالي سنعجز عن تلبية العناوين التي اعتبرنا أنّها أولوية. اليوم عندنا موضوع التدفئة أيضًا يحتاج لدراسة وهو عنوان كبير جدًا. ونحن مثلًا يوجد بين عناوين البيع مستشفيات خاصة وأفران ومطاحن ومعامل و.. و.. و... إلخ.
كنّا نعتبر أنّ المؤسّسات وشركات إشتراك الكهرباء هي الشريحة الأوسع، وهي فعلًا التي تستحوذ على الكمية الأكبر. لكن عندما ندخل لموضوع التدفئة لا يقاس لأنّه هنا تتحدث عن العائلات اللبنانية في المناطق التي فيها برد وصقيع وما شاكل. هذا يحتاج لضوابط ومعايير وآلية توزيع مختلفة نعكف على دراستها إن شاء الله قبل بداية تشرين الثاني نتحدث عن هذا الموضوع أنا أو أحد آخر من إخواني، ويعلن عنه بشكل مفصّل. وأيضًا نتيجة الشتاء قد ندخل عناوين جديدة، هذا أيضًا يتم تقييمه ودراسته. فعليًا بهذا العنوان، وهذا الملف نظرًا أولًا للإقبال الكبير الذي حصل. حجم الطلبات التي وصلت بكل المناطق اللبنانية كان كبيرًا جدًا، وأقول أكبر من المتوقع نعم أكبر من المتوقع، فهو كبير جدًا في كلّ المناطق هذا من جهة. ومن جهة ثانية موسم الشتاء قادم، وطبعًا سيزداد الطلب بأضعاف مضاعفة على مادة المازوت معنى ذلك، ونحن كنّا قد بدأنا بأولوية المازوت، نحن الآن قررنا أن نستمر بأولوية المجيء بمادة المازوت. البنزين أجلّناه حتى إذا جاءنا بنزين سنبدّله بمادة المازوت مع التجار على سبيل التبادل لأنّ الأولوية الآن لتوفير مادة المازوت بالطريقة التي تؤمّن بها. والحمد لله الآن بشكل أو بآخر طوابير الذل انتهت، البنزين متوفر في المحطات وإن كان بسعر عالٍ. كان نحن همّنا الأساسي التخلص من طوابير الذل. الآن هذه الطوابير انتهت مادة البنزين موجودة، ولا نعتقد نحن الآن ونتيجة كبر الملف أنّنا يجب أن نعمل على كل العناوين، علينا أن نركّز أولويتنا على المازوت خصوصًا أنّنا بعد أسابيع قليلة مقبلون على موسم الشتاء.
أختم هذا الملف كلّه، سمعنا كلام يقول طيب إترك الدولة اللبنانية هي تشتري البنزين والمازوت من إيران، يا الله نحن نؤيد هذا الكلام أصلًا هذا مطلبنا. الحكومة اللبنانية لتطلب استثناءً من الأمريكان ولتقم الشركات اللبنانية هي تذهب وتشتري، ونحن نضمن لها الحصول على تسهيلات من إيران، وتذهب وتشتري المازوت من إيران والبنزين والفيول.... إلخ، وحينئذٍ نحن سننسحب من هذا الملف خلص نخرج من الملف كليًا لا نشتري، ولا نأتي بباخرة ولا ننقل على بانياس ولا من بانياس إلى بعلبك نخرج من الموضوع نهائيًا. تفضّلوا تحمّلوا المسؤولية، افتحوا هذا الباب فقط يحتاج لبعض الشجاعة والجرأة، وهذا منطقه موجود هذه دول أخرى حصلت على استثناء، استثناء بالبنزين والمازوت والمشتقات النفطية وبأمور كثيرة موجودة في جوار إيران تفضّلوا واعملوا على هذا الموضوع. هذا أحد الأبواب التي تعتبرون أنّ ما نقوم به خرق للسيادة، جيد ساعدونا حتى لا نخرق السيادة. إذهبوا واطلبوا هذا الاستثناء، وافتحوا هذا الباب.
العنوان الرابع قضية التحقيقات في المرفأ، مرفأ بيروت. نحن من البداية وأودّ التذكير بكلام كنت أقوله، نحن نريد التحقيق ونؤيّد التحقيق، وأنا أقول صادقًا، وأقول لكم لو تخلت عائلات الشهداء والجرحى عن التحقيق، نحن حزب الله لن نتخلى عن التحقيق. نحن نعتبر أنّنا من الذين أصيبوا ليس فقط عندما نأتي ونحصي الشهداء، ونقول لدينا شهداء وجرحى ونقول هناك بيوت وهناك...، لا لا ليس فقط من هذه الزاوية من الذين أصيبوا معنويًا وسياسيًا وإعلاميًا. ونحن بالاعتبار الإنساني لعوائل الشهداء نريد الحقيقة والمحاسبة، وأيضًا بالعنوان السياسي والمعنوي الذي يتعلّق بنا كحزب الله نريد الحقيقة ونريد المحاسبة، هذا موضوع ليس فيه نقاش. خلفية كل ما تحدّثنا به وسنتحدث به اليوم أبدًا ليس قطع الطريق على التحقيق ولا ضبضبة الملف ولا إلغاء الملف، ولا إنهاء الملف أبدًا، ومن يقول هذا هو ظالم. خلفيته أنّنا نريد أن نصل إلى نتيجة، المطلوب حقيقة، والمطلوب عدالة، طيب القاضي السابق واضح ذهب إلى الاستنسابية والتسييس وتحدّثنا بكلام عالٍ ونصحنا، قام الرجل وطلب بارتياب مشروع وترك. القاضي الحالي بدلًا من أن يستفيد من كل الأخطاء ويستفيد من الملاحظات التي أسديت للقاضي السابق، بالعكس هو تابع بنفس الأخطاء وضرب بهذه الملاحظات عرض الحائط وذهب إلى ما هو أسوأ.
في عمل القاضي الحالي هذا عمل استنسابي وعمل سياسي، وفيه استهداف سياسي وليس له علاقة لا بالحقيقة وليس لديه علاقة بالعدالة. وأنا أقول من أول الكلام وقبل أن أختم بهذه النقطة لعوائل الشهداء، إذا كنتم تتوقعون عبر هذا القاضي أن تصلوا إلى الحقيقة لن تصلوا. وإذا كنتم تتوقعون مع هذا القاضي أن تصلوا إلى العدالة ولو على مستوى القرار الظني لن تصلوا إلى العدالة، هذا القاضي يعمل سياسة ويوظّف دماء الشهداء والجرحى والمأساة والمصيبة في خدمة أهداف سياسية واستهدافات سياسية. والدليل تحدّثنا سابقا ببعض الأمور، لكن الآن أودّ الإضاءة على المسألة أكثر لأنّنا وصلنا إلى محل، هذا محل لم يعد يحتمل. نأتي ببساطة لنتحدث منطق هذا تدخل بشؤون القضاء أول شيء قل لي هذا قضاء حتى أقبل معك أنّه تدخل أو ليس تدخلاً، هذا ليس قضاءً هذا شغل سياسي طالما شغل سياسي اسمحوا لنا أن نتحدث كلمتين. العلم والعدل ماذا يقول؟ يقول هناك انفجار حصل بهذا المستوى أنت تأتي وتبحث عن المسؤوليات، هذا إشكال سأعود إليه بعد قليل.
أنا أودّ أن أسأل القاضي الحالي والقاضي السابق شو بدنا بالسابق القاضي الحالي مضى منذ وصول باخرة نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت إلى لبنان رئيسا جمهورية الرئيس ميشال سليمان وفخامة الرئيس ميشال عون، طيب فخامة الرئيس ميشال عون في أكثر من مناسبة رجل واضح وشفاف، وقال أنا عرفت باليوم الفلاني وتابعت بهذه الطريقة، وأنا حاضر في أكثر من مناسبة قال أنا جاهز ليأتِ القاضي ويسمع لي جاهز، هل ذهبت واستمعت له؟ أنت القاضي الذي تعمل قضاء وعلم، هل ذهبت لتستمع لفخامة الرئيس وأخذت افادته هو يقول لك تعا لعندي، ممّ تخاف؟
طيب الرئيس ميشال سليمان سألته استمعت له قلت له أنت كنت رئيس جمهورية عندما أتت هذه الباخرة ودخلت وبقيت كان لديك علم لم يكن لديك علم ماذا فعلت؟ بمعزل مسؤول أو غير مسؤول لم تسأله وفخامة الرئيس لم تستمع له بالرغم من أنّه عزمك ودعاك. من يوم دخول الباخرة إلى لبنان بشهر تشرين الثاني 2013 تعاقب على رئاسة الوزراء عدد من رؤساء الوزراء، أنت يا جناب القاضي ذهبت سريعًا إلى الرئيس حسان دياب استضعفته قلت هذا يمكنني المسّ به.، ووجهت له اتهاماً ودعوة واستدعاء وجلب.... إلخ.
سؤال، هل سألت رؤساء الحكومات السابقين؟ هل استمعت إليهم؟ أنا لا أقول لك بأن تستدعيهم، هل ذهبت إليهم؟ هل جلست معهم؟ هل سألتهم ولو سؤال حول علمهم بالموضوع ؟ وماذا فعلوا لو كان لديهم علم؟ وهل هم مسؤولين او غير مسؤولين؟ هذا كله لم تقم به أنت، ذهبت سريعاً الى الرئيس حسان دياب، هل يمكنك ان تقول لي الرئيس حسان دياب هو الرئيس الذي حصل في زمن رئاسته الانفجار، لماذا ذهبت الى الوزراء السابقين ولم تذهب الى الوزراء الحاليين؟ انا هنا لا أدافع عن أناس هم أصحابنا فقط، يوجد من بينهم من هم أصحابنا ومن هم غير أصحابنا، ومن بين من أقول لك أن تحقق معهم هناك من هم أصحابنا أيضا، لماذا لم تأتي وتسأل الوزراء في الحكومة الحالية الذي حصل الانفجار في فترة توزيرهم؟ بدل من ذلك ذهبت الى الوزراء السابقين، لماذا ليس على كل الوزراء السابقين؟ ووزراء المالية هل سألتهم جميعهم؟ هل استدعيتهم جميعهم؟ وحققت معهم؟ وزراء الأشغال كلهم من شهر11- 2013 هل سألتهم وحققت معهم؟ إلى وزير الأشغال الحالي الذي هو صديقنا أيضاً، وزراء الداخلية من شهر 11- 2013 الى اليوم والذي كان صديقنا أيضاً، وزراء الدفاع، هم أيضا وزراء الوصاية، المالية والأشغال هؤلاء وزراء الوصاية، حسنا وزراء الدفاع هل سألتهم؟ كلا لم تسألهم، هل سألت وزراء العدل؟ كلا لم تفعل، هل سألت كل قادة الأجهزة الامنية والعسكرية ؟ كلا لم تفعل، أنا أقول لكم كلا لأنه فعلاً لم يسألهم، سأل بعضهم وليس جميعهم، ماذا يُسمون هذا؟! تذهب الى أجهزة معينة وتذهب الى وزراء معينين ورئيس حكومة معين، إذاً الاستهداف واضح، يعني هل الموضوع بحاجة الى قليل من الشطارة والفهم لكي يرى وضوح الاستهداف؟! استهداف واضح في السياسة، هذا أول نقطة، وتكلمنا سابقاً، وحذرناك، لا تعمل باستنسابية ولا تسييس قبل أن نُطالب برحيلك، وتُكمل طريقك كأن شيئاً لم يكن، وبالعكس صار يطلع بالعالي أيضاً، ويتعاطى الآن كالحاكم بأمره في هذا الملف.
حسناً، هذه هي النقطة الاولى، النقطة الثانية: الموضوع الأساسي في الانفجار، غير مفهوم الموضوع كله وبالرغم من ذلك انت مقطع عنه، الأصل مثل ما قال الكثير من اللبنانيين، أنا لا أتكلم بشيء جديد، الأصل يا جناب المحقق العدلي أن تذهب وتقول لعوائل الشهداء قبل أن تُحرضهم على السياسيين، هؤلاء العوائل الذين تجلس معهم كل يومين ثلاثة، أن تقول لهم من أتى بالباخرة؟ وكيف اتت؟ ومن أدخل الباخرة؟ وبإذن من أبقى على المواد في العنبر رقم 12؟ وبإذن من؟ وبموافقة من؟ انت كل هذا لا تقوم به، أنت ذاهب الى موضوع ثاني، الذي يأتي بالمرتبة الثانية الذي هو الإهمال في الوظيفة، وانت تكبر في هذا الملف لكي تقص رؤوس وتعمل تصفيات سياسية، الموضوع الأول، انا واحد من الناس منذ المحقق السابق ومعه لهذا المحقق الجديد، يا أخي فلتخرج ولتقول للشعب اللبناني وإذا كنت لا تريد ان تُخبر الشعب اللبناني فلتخبر عوائل الشهداء، وأنتم يا أهلنا وأحبائنا يا عوائل الشهداء فلتذهبوا وتطالبوا وهذا حقكم أن تطالبوا، أسالوه كيف قُتل أولادكم؟ انت يا محقق عدلي لا تقول لهم، لأنك لا تريد ان تقول لهم، لأن هذا لا يخدم التسييس الذي انت تعمل عليه، حسناً، إلى أين ذهبت؟ إلى الإهمال الوظيفي وانت تكبر ملف الإهمال الوظيفي، المُهمل وظيفياً والمقصر في هذا الموضوع يجب أن يَنال أقصى العقوبات، أنا لا أطالب بشيء ما، ولكن أنا أقول في الجزء الأول لماذا تتعاطى معه بتجاهل وتغافل؟ لماذا لا تُقال الحقيقة للبنانيين؟ ان السرية القضائية هي الموضوع، القضية ليست فلان قتل فلان، هذا كارثة صارت في البلد، والبلد ذاهب الى كارثة، إذا أَكمل هذا القاضي بهذه الطريقة، فلذلك الموضوع بحاجة إلى مقاربة مختلفة.
النقطة الثالثة: أيضاً في الاستنسابية، حسناً، القضاة الذين لهم علاقة والذين هم مسؤوليتهم أعظم من مسؤولية رؤساء الجمهورية إذاً عليهم مسؤولية، وأنا لا أعرف، أنا لست قاضٍ لكي أحكم في هذا الموضوع، ومسؤولية القضاة أكبر من مسؤولية رؤساء الحكومات والوزراء وقادة الأجهزة الأمنية، لأن القضاة هم من أجازوا بإدخال المواد وهم الذين أجازوا بإبقاء المواد، والجميع الباقين موضوع إجرائي، القاضيان أو القضاة هم المسؤولون الأوائل يا عوائل الشهداء، إذهبوا واسألوا هذا القاضي، اسأله عن هؤلاء القضاة الذين لا نقاش حول مسؤوليتهم، يُمكن يوجد نقاش عن مسؤولية رئيس الحكومة ومسؤولية الوزير الفلاني ومسؤولية الجهاز الأمني ولكن لا يوجد نقاش أن هؤلاء القضاة مسؤولين، ماذا فعلت لهم؟ لم تفعل شيئاً، أرسلت ادعاء عليهم للقضاء، مجلس القضاء الأعلى والنيابة العامة التمييزية، وأن يعينوا محكمة خاصة، عظيم، إذاً، لا تستدعي القاضي ولا تأخذ به مذكرة توقيف ولا تحبسه، لأنه قاضي، لأن القضاء يريد أن يحمي نفسه، أما رئيس حكومة مثل حسان دياب المحترم تُريد أن تستدعيه وتُرسل له جلب وتأتي به إليك، وتُصدر بحقه مذكرة توقيف وتَرميه في الحبس، هل هذه دولة قانون؟ هل هذه دولة مؤسسات؟ هل لهذه الدولة أخلاق؟ حسناً، القانون يقول أن القضاة يذهبون الى مجلس القضاء، عظيم، الدستور يقول بأن الرؤساء والوزراء يذهبون إلى محكمة الرؤساء، لماذا بالرؤساء والوزراء لا تقبل وتعتبر ان هذا حقك وتتجاوز كل الأصول الدستورية وتعتدي على الناس وفي القضاة كلا القانون يقول بأنهم يذهبون الى مجلس القضاء الاعلى، جاوبونا؟ لكي نعرف هل هذا الذي يحصل هو حق وعدل وانصاف أو أنه إستهداف سياسي؟
حسناً، المقطع الاخير في هذا الكلام في هذا الملف، يا أخي عندما يوجد رؤساء ووزراء ونواب شعروا حالهم أنهم مظلومين الى أين يلجأون؟ يقول لك بأن القاضي الفلاني يُسيس، القاضي الفلاني يستنسب ويتعدى علينا ويظلمنا، يريد أن يعتقلنا عن غير وجه حق، حتى بالشكل بالأمور الشكلية لا يُطيل باله، لكي يناقش معنا ومع المحامين، حسناً ونحن مظلومين، إلى من نلجأ؟ في دولة القانون والمؤسسات يجب على القانون أن يُجيب، ذهبوا ولجأوا إلى جهة قضائية، ونرى بأن هذه الجهة القاضية لم تأخذ وقتها لتدرس الدعوى ولم تناقش ولا تستدعي ولا تحقق ولا شيء، يرد الطلب أنه خارج الاختصاص، يا اخي اختصاص من؟ فلترشدونا، أنتم تقولون قانون ودولة مؤسسات، يا مجلس قضاء أعلى فلتجيبوا؟؟ رئيس الحكومة الذي سيستدعى للإعتقال ولتجيبوا الوزراء وغيرهم من الذين يمكن ان تلحقهم الدعاوى فلتجيبوهم هؤلاء أين يظلّمون؟ إذا لا يوجد إختصاص لفلان ولفلان ولفلان، حسنا عند من الإختصاص؟ هذا بحاجة إلى حل وجواب، في كل الأحوال نحن لدينا إشكالات كبيرة، نحن نعتبر أن ما يحصل هو حطأ كبير جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً حتى ينقطع النفس، لن يوصل إلى حقيقة ولن يوصل إلى عدالة بل سيوصل إلى ظلم وإلى إخفاء الحقيقة، هذا لا يعني أننا نُطالب بإغلاق التحقيق أبداً، نحن نُريد قاض صادق وشفاف، أن يعمل على تحقيق واضح وشفاف وعلى الأصول وتحقيق لا يوجد فيه إستنسابية، وأن يكمل التحقيق وهذا الأمر يجب ان لا يقف على الاطلاق.
أولا نريد جواباً، يا أخي المرتاب والمظلوم إلى من وإلى أين يلجأ في هذه الدولة؟
الأمر الآخر، الموضوع لم يعد موضوعاً شخصياً، الموضوع له تداعيات على مستوى الوطن وعلى مستوى البلد، انا اليوم أُوجه نداء الى مجلس القضاء الأعلى، هذا الموضوع، ما يحصل ليس له علاقة لا بالقضاء ولا بالعدل وبالعدالة ولا بالحقيقة، يجب أن تجدوا حلاً للموضوع، القضاء الأعلى لا يريد ان يحل الموضوع، المطلوب من مجلس الوزراء أن يحل هذا الموضوع، وهو أحال هذه القضية، في مجلس الوزراء سيحكى، نحن سنتكلم وغيرنا سيتكلم، هذا الموضوع لا يكمل بهذه الطريقة، لا يوجد إمكانية أن يُكمل بهذه الطريقة، خصوصاً في الأيام القليلة المقبلة، لذلك من ضمن المؤسسات، فلتتفضل مجلس القضاء الاعلى ولتجتمع لترى كيف تعالج هذا الموضوع، نحن نتكلم معكم وبإسم الكثير من الناس الموجودين في هذا البلد، نحن شريحة كبيرة في هذا البلد وحقنا ان تستمعوا لنا، وحقنا أن تُجيبونا وأن تَردوا علينا، وحقنا أن نُطالب في مجلس الوزراء، وحقنا أن مجلس الوزراء يُناقش في هذا الموضوع ويأخذ فيه توجه، بكل صدق وصراحة أقول لكم هذا الموضوع لا يكمل بهذه الطريقة.
بالنسبة إلى بقية العناوين، كُنت أريد ان أتكلم بموضوع ترسيم الحدود البحرية بموضوع المنطقة المتنازع عليها، المفاوضات الجديدة، الخطوات الاسرائيلية، ملفات اخرى، هذا كله يحمل إن شاء الله للمناسبة بعد بضعة أيام التي سنتكلم فيها.
أريد فقط ان أختم بنقطتين أدبياً وأخلاقياً يجب أن أقف عندها، النقطة الأولى هي التفجير الذي حصل في قندوز قبل أيام في أفغانستان في مسجد في صلاة الجمعة وأدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، طبعاً هذا أمر مؤلم، أي إنسان يتألم مسلماً كان أو غير مسلم عندما يرى كبار بالسن وأطفال يُقتلون فقط لأنهم يقفون في المسجد ويصلون، هذا أمر محزن كثيراً ومؤلم كثيراً، وعلى بعد المسافة نحن أيضاً نشارك أهلنا وأحبائنا وهذه العائلات المظلومة حزنها وألمها ونأسف لما جرى ونُدين ما جرى، لكن الأهم الذي قام بهذه الجريمة وأعلن مسؤوليته هو تنظيم داعش، وأنا اقول تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، وأتمنى على كل اصدقائنا وأصحابنا ووسائل الاعلام في محورنا إذا تقبل مني يعني يجب ان يُقال تنظيم داعش الوهابي الارهابي، لأن ما يقوم به تنظيم داعش هو نتيجة هذا الفكر الذي يكفر الآخر وليس فقط يكفره، يمكن أن يكفر أحد الآخر ولكن لا يستبيح دمه وماله وعرضه، خلاف عقائدي، فلان يقول عن فلان كافر وهذا لا يؤمن بقضية فلان وهذا لا يؤمن بقضية فلان، لكن الأخطر من التكفير هو إستباحة الدم والمال والعرض والأمن العام الاجتماعي، هذا الفكر هو الذي أدى الى هذه النتائج على إمتداد العالم وخصوصاً في عالمنا العربي والإسلامي، حسناً، أيضاً الذي يتحمل المسؤولية هي أميركا، أنا سابقاً، قبل أن يخرج الأميركيون من أفغانستان وفي أكثر من مناسبة، ذكرت لكم في الإعلام والخطابات وقلت أنه لدينا معلومات وغيرنا، لدينا معلومات أن الأميركيين ينقلون داعش من شرق الفرات ومن مخيم الهول وحتى نقلوا بعضهم من العراق الى أفغانستان، كان وقتها الكثيرون يتساءلون ماذا يريد الاميركي من داعش في أفغانستان؟ طبعاً وقتها حتى عندما نقلوهم الى أفغانستان، داعش في أفغانستان لم تنفذ عملية واحدة ضد القوات الاأميركية، وإنما كانت تقاتل أولئك الذين يُقاتلون الأميركيين والذين من جملتهم طالبان، لكن اليوم ظهر الهدف أكثر، من أجل التأكيد، أنا يا أخي عدو للأميركيين وأتهمهم، قبل أيام وزير خارجية تركيا وهو حليف مع الأميركيين ولكن لديه مشكلة معهم، هو أيضاً قال بأن الأميركيين قاموا بنقل داعش من شرق الفرات وشرق سورية إلى أفغانستان، هذا وزير خارجية تركيا، دولة ليست صغيرة في المنطقة، هو صديق للأميركيين، هذا الأمر معروف، حسناً، لماذا الأميركيين أخذوا داعش إلى أفغانستان في السنة التي كانوا بها يُفاوضون فيها طالبان في الدوحة على الانسحاب؟؟ كانوا يُحضرون لمرحلة ما بعد الانسحاب، ما هي مرحلة ما بعد الانسحاب؟ هي التحضير لحرب أهلية في أفغانستان، كان لها أداتان، الأداة الأولى الدولة الأفغانية والجيش الأفغاني الذي دفعوا عليه مئات مليارات الدولارات، هذا انهار وسقط، لكن البديل كان جاهزاً وهو داعش، اليوم عمل داعش في أفغانستان جر البلاد إلى حرب أهلية، هم قاموا بعمليات على غير الشيعة في جلال أباد وفي نفس كابل، لكن استهداف المسجد في قندوز الذي هو مسجد يُصلي فيه المسلمون الشيعة هو أيضاً لمزيد من ايجاد حالة احتقان داخلي تدفع إلى حرب أهلية في أفغانستان. الأميركيون مسؤولون والسياسات الأميركية والإدارة الأميركية والجيش الأميركي والـ"CIA" وكل هؤلاء الذين يعملون في موضوع داعش وأفغانستان نحن أيضاً نحملهم مسؤولية الدماء المظلومة البريئة التي سُفكت في أفغانستان. ومسؤولية السلطات الحالية - سواء اعترف فيها العالم أو لا هي سلطة الآن موجودة قائمة في أفغانستان - هي حماية هؤلاء المواطنين بمعزل عن انتمائهم إلى أي دين أو طائفة أو مذهب.
أمر آخر أيضاً أجد من الناحية الأخلاقية وإن بَعد الزمن قليلاً أن أَتعرض له، قضية حصلت في فلسطين قبل مدة حيث تعرض الشهيد نزار بنات، هو أخ فلسطيني مقاوم وصاحب فكر وصاحب موقف جريء وشجاع، قامت مجموعة من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية باعتقاله وضربه وتعذيبه مما أدى إلى استشهاده، طبعاً يُمكن أن يسأل أحد لماذا تتحدث الآن وأن هذه القصة قديمة؟ نحن وقتها ورغم أننا شاهدنا أن كل الفصائل الفلسطينية أخذت موقف نحن فضلنا التريث لأن الموضوع لم يكن واضحاً كثيراً واعتبرنا أنه يُمكن أن يكون شأناً داخلياً. لكن اليوم أنا واجبي إذا ليس أداءً فقضاءً عما فات، أن أقف ولو لدقائق قليلة أمام هذا الشهيد المقاوم، المجاهد، المفكر، الجريء، الشجاع، المظلوم، الشهيد نزار بنات. أنا واحد من الناس الذي خلال الفترة السابقة – يعني في حياته وليس بعد استشهاده - أنا عادةً ولأسباب أمنية ليس عندي انترنت ولكن كل مدة ومدة الشباب يُقدموا لي خلاصات مسجلة، أَتسمع وأُشاهد، فلان ماذا قال وفلان ماذا قال؟ هم كيف يتحدثون؟ هذا كيف عبر عن موقف؟ ففي فترات متفاوتة كنت أستمع، أستمع وأعطي وقتاً للأخ نزار، وكنت أعجب كثيراً بوضوحه، بفكره الصافي في مسألة المقاومة، بموضوع "إسرائيل"، بموضوع الوضع في المنطقة، بالموقف من محور المقاومة، من الصراعات الموجودة في المنطقة وتستهدف محور المقاومة وكنت أستعجب كثيراً من هذا المستوى من الجرأة، أنه بالنهاية هو يعيش في الضفة ومن الممكن أن يُطال أو يُعتقل أو يُقتل في أي لحظة من اللحظات، طبعاً كان في بالي أن يقتله الإسرائيلي وليس أحد من جماعة السلطة. ففي الحقيقة أحببت أنا أن أتحدث بكلمتين أولاً لأضيء على هذه الشخصية الجريئة، الشجاعة، الواضحة، الأصيلة، القوية في موقفها في مسألة المقاومة، في القضية الفلسطينية، الشجاعة إلى حد الاستشهاد. ثانياً، أنا باعتبار أول مرة أتحدث عن الموضوع بالنسبة لعائلته الكريمة والشريفة فرداً فرداً، كل أفراد عائلته، محبيه، أصدقائه، أصحابه، أيضاً نُشاركهم بالعزاء والألم والحزن الذي لم ينتهِ وأنا أعرف أن عندهم لم ينتهِ هذا الأمر. والنقطة الثالثة هي المطالبة بالعدالة، مطالبة السلطة الفلسطينية والقضاء الفلسطيني وكل الشعب الفلسطيني أن قضية الشهيد نزار يجب أن تواجه بالعدالة والحقيقة، لا الوقت يقطعها ولا هذا الدم يضيع نتيجة أن الذين أخطأوا أو أجرموا بحقه ينتمون إلى جهاز أمني فلاني أو ما شاكل، هذا بموضوع الشهيد نزار أحببت أن أتحدث به.
أختم بما يلي، قلت في بداية الكلمة أن بعد أيام قليلة نحن لدينا ذكرى عظيمة وعزيزة جداً هي ذكرى ولادة رسول الله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، طبعاً تحصل احياءات واحتفالات في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، لكن في السنوات الماضية مما يجب التوقف عنده أيضاً بإعجاب وإكبار واعتزاز هو ما يقوم به الشعب اليمني العزيز والمظلوم في إحياء هذه الذكرى، نَتحدث عن مناطق سيطرة ما يُسمونه حكومة صنعاء، يعني في مناطق وجود أنصار الله، نجد في وقت واحد، في كل المحافظات، في كل المدن، حشود هائلة ومذهلة، يعني السنة الماضية والتي قبلها كل العالم شاهد كيف يُحيون ذكرى ولادة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بالرغم من الحرب والدمار والأوضاع الاقتصادية الصعبة والأوضاع المعيشية الصعبة والأمراض المستشرية والمخاطر الكبيرة والحصار الذي يعيشونه، لكن حقيقةً عندما يُحيون هذه الذكرى بهذه الطريقة شيءٌ مذهل وأنا واحد كمسلم أقول لكم أني أشعر بالخجل، هؤلاء الناس بأي ظروف وبأي وضع وبأي مُعطى هم كيف يُحيون هذه الذكرى؟ ونحن بقية المسلمين في مختلف أماكن العالم كيف نحيي هذه الذكرى مع أن ظروفنا أحسن بكثير من ظروفهم ولو كانت صعبة من كل الزوايا والجهات؟
أولاً: تحية للشعب اليمني العزيز والمظلوم والمحب والعاشق لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ما سيقومون به خلال الأيام القليلة المقبلة. ثانياً: أنا أعتبر أن ما يقومون به هو حجة أخلاقية وإنسانية وشرعية على كل المسلمين في العالم حول تعاطيهم الشعبي والإحيائي مع هذه المناسبة. طبعاً البعض حاول أن يَطرح شُبهات شرعية ساقطة، أن يقول لك هذا الاحياء بدعة، للأسف الشديد أصحاب هذا الفكر إقامة اليوم الوطني ليس بدعة، لا بأس اعملوا عيد واعملوا يوم وطني واعملوا مراسم لأنه تأسست فيه الدولة الفلانية أو الدولة الفلانية، أما ذكرى أو عيد أو مناسبة ولادة خاتم الأنبياء وسيد الرسل ومنقذ البشرية وصاحب الفضل الأعظم على الأمة الإسلامية بعد الله سبحانه وتعالى وهو محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تفرح في ذكرى في ولادته وأن تحيي هذه الذكرى هذه بدعة، هذا كلام ساقط بكل المعايير.
إحياء اليمنيين أنا أعتبره حجة علينا جميعاً كمسلمين في العالم الإسلامي.
نحن في السنوات الماضية كُنا نقيم احتفالات، يمكن السنة الماضية والتي قبلها بسبب الكورونا خَففنا قليلاً، هذه السنة نُريد أن نُقيم احتفالاً يكون لائقاً ومحترماً، ولذلك أنا من الآن أوجه الدعوة إلى عشاق رسول الله، إلى محبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جميعاً أن يكون إحيائهم وأن يكون حضورهم هذا العام بهذه المناسبة أن يكون لائقاً بهذه المناسبة وبمستوى حبهم وعشقهم ووفائهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أعطاكم الله العافية، البقية تأتي لاحقاً إن شاء الله إن أبقانا الله على قيد الحياة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إقرأ المزيد في: فصل الخطاب
25/08/2024