#صيف_الانتصارات
13 عاماً على الانتصار: العرس في بنت جبيل.. والفرحة في عيتا الشعب
سامر حاج علي
تماماً ووفق تقويم مهندس الانتصارات، وفي أي مكان تُقام فيه أعراسُ الحرية، تكون عيتا الشعب سيّدة الحضور، فعلى حدودها رُسمت معادلات المنطقة من جديد وفي كل شبر منها سَطر من حكاية تحولت مع الوقت إلى أسطورة يطلَق عليها في مفهوم العلوم العسكرية اسم المدرسة القتالية، مدرسة كان أبو محمد سلمان وعلى مدى أيام حرب تموز يبدع في تطبيق قواعدها ودروسها المؤدّية نحو مسلك يصعد بالمقاومة نحو مرتبة المجد الذي لا يعرف إلا طريق الانتصار، بينما يُدخل العدو في منعطف الزوال المكتوبة عند كل منحدراته واقعة من وقعات الذل والهزيمة.. ذلك مصير محتوم لا مفر منه بعد هزيمة عيتا وأخواتها من القرى العاملية.
تكاد تمر السنوات على عجل، وفي الوقت الذي كان يلقي فيه سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمته في مهرجان نصر وكرامة في بنت جبيل، نصل بصحبة أبو حسين ـ وهو أحد ضباط المقاومة الإسلامية الذين شاركوا في معارك الصمود والتحدي في عيتا الشعب ـ إلى مرتفع أبو طويل على أطراف عيتا الشعب، وتحديداً إلى محيط مدرسة ذوي الحاجات الخاصة التي يدرك العدو تماماً مكانها، كيف لا ولا زالت جدرانها تذكر كيف تناثرت أشلاء جنوده عليها.
ينظر أبو حسين إلى المكان. قبل 13 عاماً كانت المدرسة هدفاً للعدو، تقدمت إحدى مجموعاته نحوها لتتخذ منها نقطة تتقدم بعدها نحو البلدة. "عندما تمركزت المجموعة بداخل الطابق الأرضي باغتناها بصاروخ مضاد للدروع، وبعد بعض الوقت تقدمت مجموعة أخرى لسحب القتلى والجرحى من داخل المبنى، وعندما وصلت أطلقنا صاروخاً آخر فأوقع في المجموعتين صيداً ثميناً هو أشبه إلى حد كبير إن لم يكن أشد قوة من وقع الكمين الذي وقع في بلدة دبل وعُرف فيما بعد بكمين كاراج دبل".
"كثيرة هي معارك التحدي في عيتا الشعب"، يضيف أبو حسين، "قبيل وقف الأعمال الحربية بيومين وجّه ضابط إسرائيلي برتبة عقيد عرّف عن نفسه باسم "الكولونيل غازي" رسالة لنا عبر الجهاز اللاسلكي: "يا مناضلي عيتا الشعب، عليكم بالاستسلام ولا جدوى من مواجهة جيش الدفاع، في حال استسلامكم نضمن لكم معاملة حسنة وأن تعودوا قريباً إلى عائلاتكم" وقبل أن ينهي غازي كلامه قاطعه الشهيد القائد الحاج أبو محمد سلمان: "يا ابن الأدعياء، ألست تدري من تقاتل؟ نحن أبناء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، والله لا نعطيك إعطاء الذليل ولا نقر اقرار العبيد فاسعَ سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا وهل أيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد؟"، غضب غازي وأمر بقصف عيتا الشعب حتى صب العدو نار حقده على البلدة التي دمّر جزء كبير منها في ذلك اليوم. وحاول غازي أن يثبت قوة كيانه بنفسه فتقدم مع مجموعة من جنوده إلى عيتا عبر الحي الغربي، وما إن وصل لطريق ترابي مواجه لأحد مواقع العدو حتى أمطرته مجموعة من المقاومة بالنار وبصاروخ موجّه فقُتل وسقط من معه بين قتيل وجريح ليبقى لساعات دون أن يتمكن العدو من سحبه".
ب
ويتابع: "في هذه المدرسة لم يتمكن العدو من إجلاء كل شيء فحجم الخسائر كان كبيراً، تمكنّا من سحب خُوذ فيها الكثير من الشعر وجلود الرؤوس المحترقة. وجدنا قطعاً من وجوه ورؤوس لقوات النخبة هنا من بينها أكثر من 13 فكاً وأسنان متطايرة وأصابع وأسلحة محطمة".
جولة سريعة في شوارع عيتا تظهر شكل الحياة الجديد في البلدة. أعيد إعمار ما تهدّم وعادت البنى التحتية أفضل مما كانت. صور الشهداء العشرين ترتفع في شوارعها (11 شهيداً مقاوماً و9 شهداء مدنيين) وها هي تستعيد عافيتها في ظل نمو عمراني يُشهد له خاصة في أماكن متاخمة ومواجهة لمواقع العدو "الذي إن فكر بعدوان جديد على لبنان سيكون رجال الله بانتظاره بقدرات لا تذكر أمامها قدراتهم عام 2006"، ويؤكد أبو حسين أن ما تمتلكه المقاومة اليوم من كل أنواع السلاح يصد أي عدوان قد يفكر العدو الإسرائيلي بشنّه. "لقد رأت إسرائيل بعضاً من بأس وعنفوان المقاومين وفي أي حرب قادمة سترى كل البأس وستكون المفاجآت الصاعقة ليس على صعيد الكيان فقط بل على صعيد العالم كله، سيرون مجاهدينا استشهاديين كربلائيين كما كان أصحاب الإمام الحسين(ع)".
ينهي أبو حسين كلامه لتتردد أصداء كلمة السيد في بنت جبيل..
#صيف_الانتصارات
الانتصار الإلهيسامر حاج عليعيتا الشعب#صيف_الانتصارات
إقرأ المزيد في: #صيف_الانتصارات
27/08/2021