#صيف_الانتصارات
ذكرى الانتصارين: نهج وحياة بمواجهة الأعداء
سعد حمية
لطالما كانت ذكرى عدوان تموز عام ألفين وستة على لبنان أو "حرب لبنان الثانية" بحسب الاعلام العبري حافلة بالذكريات لمن عاش أحداثها، وعامل جذب مشوق لمن لم يعشها للإستفسار عن أسبابها وظروفها ومآلاتها وصولاً إلى تحقيق مجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان نصراً إلهياً لا يمكن عزله عما سبقه من انتصارات سابقة بدءاً من عدوان تموز عام 1993 مروراً بعدوان نيسان عام 1996 ووصولاً إلى إنجاز التحرير عام ألفين.
خمسة عشرة عاماً مرت على ذلك العدوان الوحشي الذي واجهه المجاهدون المقاومون بعزيمة واقتدار، وصمود جماهيري قلّ نظيره رفع رصيد اللبنانيين من العزة والكرامة إلى مستويات غير مسبوقة.
تلك الأيام انطبعت في وجدان الجميع كباراً وصغاراً باستثناء أولئك الذين أرادوا منذ الطلقات الأولى لعملية "الوعد الصادق" اعتبارها "مغامرة"، فكانوا هم المغامرين بالتأمر من تحت الطاولة ومن فوقها على المقاومة ومجاهديها وشعبها.
هؤلاء، أرادوا إخراج أنفسهم من عزة الإنتصار وذرفوا دموع التماسيح ولبسوا ثوب الهزيمة وارتضوا الاستسلام للإملاءات والشروط الاسرائيلية ـ الأميركية بالرغم من الانجازات الميدانية وتسطير المجاهدين آيات عز بتدمير هيبة نخبة جنود العدو في مدينة بنت جبيل وإسقاط أسطورة دبابات "الميركافا" في وادي الحجير وسهل الخيام، ومباغتة ألوية وفرق الجيش الاسرائيلي بالمفاجآت بدءاً من ضرب ساعر خمسة في عرض البحر وصولاً إلى قصف الجبهة الداخلية الاسرائيلية بالصواريخ وبدء العمل بمعادلة حيفا وما بعد بعد حيفا وغيرها من المعادلات التي أذلت الجيش الاسرائيلي.
لم تكن إنجازات المقاومين لتغادر وجدان اللبنانيين كباراً وصغاراً، وهي منذ خمسة عشر عاماً لم تغادر يومياتهم، وهم لم يعيشوها كذكرى انقضت في أيام محددة يُعاد الحديث عن معانيها ودلالاتها في احتفالات رسمية أو شعبية فقط، بل باتت نهجاً وأسلوب حياة في مواجهة العدو سواء كان إسرائيلياً أو مجموعات ارهابية تكفيرية تصادف هذه الأيام ذكرى اندحارها من السلسلة الشرقية عام 2017، لتتكامل معاني الانتصارين وتؤكد أن المقاومة بمجاهديها قوة تحررية قادرة على خوض حرب التحرير والدفاع عن سيادة وكرامة لبنان جنوباً بمواجهة "إسرائيل"، وشرقاً بمواجهة التكفيريين، وإن لم يُرضِ ذلك بعض اللبنانيين ممن لديهم مفهومهم الخاص للمقاومة أو الدفاع عن سيادة وكرامة لبنان!
ومن الطبيعي أن تتكثف معاني ودلالات الإنتصارين يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، وتُروى ذكريات تلك الأيام المجيدة عفوياً على لسان المجاهدين الذين خاضوا تجربتي الدفاع والتحرير وشهدوا آيات التسديد الالهي وكذلك روايات من عايشوا تلك المرحلة من الصغار والكبار بعيداً عن الجبهات الأمامية وعاشوا فصولاً منها في قراهم ومدنهم وطالتهم اعتداءات الجيش الاسرائيلي او المجموعات الارهابية.
ولعل أهم ما يُسجل في الذاكرة الجماعية، أن فتية بلغوا الحلم خلال عدوان تموز عام 1993 شهدوا وعايشوا عدوان نيسان عام 1996 هم انفسهم تذوقوا معنى الانتصار والتحرير عام ألفين، وهؤلاء هم من صنع انتصارعام 2006 الذي توّج بانتصار جديد مع فتية تحرير الجرود الشرقية عام 2017 لتستمر مسيرة الانتصارات وتبقى حاضرة بقوة في وجدان الأباء والابناء جيلا بعد جيل وإن كره المبغضون ذلك.
إقرأ المزيد في: #صيف_الانتصارات
27/08/2021