يوم القدس العالمي
التونسيون يحيون يوم القدس العالمي: التزام بنهج المقاومة ورفض للتطبيع الصهيوني
تونس – عبير قاسم
أحيا التونسيون يوم القدس العالمي على مدى أسبوع كامل بالأنشطة الميدانية والفعاليات الفكرية، والتي نظمتها مؤسسات المجتمع المدني في تونس على غرار الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، والهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع والرابطة التونسية للتسامح، ومركز الشهيد محمد براهمي للسلم والتضامن، وبمشاركة القسم الثقافي في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في تونس ممثلة برئيسه هادي أجيلي
، وتكلّلت الفعاليات بمسيرة جماهيرية في شارع الحبيب بورقيبة بوسط العاصمة التونسية والتي ضمّت مشاركين جاؤوا من كل الولايات التونسية تأكيدا على الوفاء لنهج المقاومة وفلسطين .
صلاح المصري : نفتخر بيوم قدس تونسي ينجز بأياد وأموال تونسية
تحت شعار "الضفة درع الأقصى والقدس درع فلسطين" كانت المسيرة الجماهيرية التي تضمنت احتفالا خطابيا أكد فيه الحاضرون ان هذه المشاركة الجماعية والمكثفة في احياء "يوم القدس العالمي"، تؤكد الالتزام بدعم المقاومة حتى التحرير والعودة ومناهضة التطبيع والصهيونية حتى زوالهما".
وقال صلاح المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح في كلمته للمشاركين بأن التونسيين سيبقون على العهد وعلى نهج المقاومة . وأضاف المصري :" سلام للجرحى الذين ما زالوا يحملون آثار المواجهة الكاملة ضد الإرهاب والعدو الأمريكي والسلام على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين يسطّرون لنا أروع ملاحكم البطولة ... والسلام على كل شريف رفع صوته عاليا ضد الظلم العالمي".
وأكد المصري: "نعاهد الله وشهداءنا أن نستمر على الطريق ، ونعاهد الله بأن لا نترك القدس وهي راية الحق ، ونعاهد أنفسنا ونعاهد الله ان نهجر الكسل وننفق في سبيل انتصار المقاومة ". ووجّه في كلمته تحية شكر خاص الى المئات الذين حضروا وساهموا بأموالهم لتولد مقاومة ويولد يوم قدس تونسي ينجز بأياد وأموال تونسية في سبيل إنجاح أنشطة المقاومة في تونس وهو – بحسب المصري - هو أعظم علامة على ولادة هذه المقاومة الوطنية الصادقة من أجل تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني والاستمرار في دعم المقاومة الفلسطينية والثبات على خط كلمة الحق .
وختم المصري كلمته معاهداً: " نستمر معا ونتجاوز الصعوبات معا وننتصر على أنفسنا وذواتنا معا لتبقى راية الحق عالية، إن طريق خلاصنا هو طريق الشهداء وطريق الإستمرار في التضحية والعطاء وأن لا ينتصر علينا العدو في حربه الناعمة ."
رئيس المركز الثقافي الإيراني: يوم القدس العالمي هو يوم وحدة المسلمين
كما تخلّل احياء يوم القدس العالمي ندوات فكرية من بينها ندوة مركز الشهيد محمد البراهمي " تحت عنوان تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني دعم للمقاومة الفلسطينية ومناهضة للامبريالية " وبمشاركة وحضور رئيس القسم الثقافي بسفارة ايران بتونس هادي أجيلي الذي اكد في حديث لموقعنا على على أهمية يوم القدس العالمي وأسباب اعلانه من قبل الإمام الخميني(قده).
وأضاف أجيلي :" أنّ الإمام الخميني، من خلال إشارته إلى القضية الفلسطينية قام بتأسيس نقطة قانونية وأخرى محورية من أجل تأصيل الوحدة في العالم الإسلامي، خلال فترة الحرب الباردة ، شهدنا كتلتين أحدهما غربية بقيادة أمريكا ذات إيديولوجيا ليبرالية ورأسمالية وأخرى شرقية بقيادة الاتحاد السوفياتي ذات ايديولجيا اشتراكية شيوعية. لو كان العالم الإسلامي متّحدًا، لكاد أن يكون قطب قوة أخرى مع ايديولوجيا اسلامية. فيكتسب المسلمون بذلك قوتهم وموقعهم."
وتابع أجيلي لموقعنا: " إذا كان على العالم الإسلامي أن يتحد، فإنّه لابد من الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن الدول الإسلامية تعانى اليوم من مشكلة كبرى لاعتبار أن بعض الدول العربية ــ الاسلامية تضطر اليوم إلى الاعتماد على قوى غير إسلامية مما تسبب في توسعة التفرقة فيما بينهم وتسبب بالانقسام. حيث تحافظ أغلب الدول الإسلامية الآن على أمنها بفضل القوى العظمى مثل أمريكا والدول الغربية، وحتى قبل ذلك أي خلال فترة الاتحاد السوفياتي، حافظت بعض الدول الإسلامية على أمنها بفضل الحكومة السوفياتية. أي أن معظم الدول الإسلامية ليست مستقلة في أمنها. إذا جاز التعبير، فهم ليسوا أنفسهم لكونهم يعتمدون على غيرهم قصد ضمان أمنهم."
وأضاف أجيلي: " إن توحدت الصفوف، فإنّ العالم الإسلامي سيصبح كتلة ذات قوة في العالم. وهم لا يريدون ذلك. لذلك اقترح الإمام الخميني موضوع القدس وأسس اليوم العالمي للقدس وجعله قضية رئيسية في العالم الإسلامي".
وقال اجيلي :" يمكن أن تكون قضية فلسطين سببًا لتوحيد الدول الإسلامية مع جميع الأمم والحكومات المضطهدة التي عانت من الاستعمار. بالنظر إلى أهمية هذه القضية التي أثارها الإمام الخميني، أي يوم القدس العالمي وقضية فلسطين، فإنه كان بإمكان المسلمين تحرير فلسطين. فالمسألة متعلقة فقط بهذا الشرط أي اتحاد الدول الإسلامية لأننا نجد في المقابل قوى عظمى. لذلك وقعت الدول الإسلامية في فخ التفرقة والتفكك وما حصل مع فلسطين يمكن أن يتكرر مع قضايا أخرى".
وختم أجيلي حديثه لموقع "العهد" الإخباري بالقول: "إن شاء الله يتحقق هدف توحيد صفوف المسلمين والأمة الإسلامية ونشاهد تحرير فلسطين المحتلة وأرض القدس المقدسة. وإن شاء الله نشاهد عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم الشرعية. وإن شاء الله نجتمع جميع لنفطر في القدس في شهر رمضان المقبل."
يشار الى انه قد رفعت لافتات في مختلف شوارع العاصمة التونسية حملت شعار "سنفطر في القدس" في اطار احياء يوم القدس العالمي.