يوم القدس العالمي
الأمين العام لكتائب سيد الشهداء لـ"العهد": الركون لخيار المقاومة والالتفاف حول ابطالها يجعل الصلاة في القدس أقرب
مصطفى عواضة
ركنٌ من أركان المقاومة العراقية، وأحد أعمدتها الأساسيين، وقائدٌ جهاديٌّ كان له دور بارز في عملية تحرير العراق من الإرهاب الداعشي، العراق الذي ارادت صانعة داعش الولايات المتحدة الاميركية وربيبها الكيان الصهيوني المؤقت تقسيمه.
لم تمنعه الحدود التي رسمتها سايكس بيكو من التصدي للمؤامرة على سوريا واعلانه عن استعداده للذهاب الى اليمن وفلسطين. لم ترهبه الولايات المتحدة بتهديداتها، ولم تثنه عن مواصلة مسيرة الجهاد والمقاومة استهدافات الاميركيين والاسرائيليين لمواقع الكتائب التي قادها منذ العام 2014 وهو امينها العام حتى اليوم، وبات قائدا في محور المقاومة على عهد اخويه الشهيدين القائدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس.
تميز بعلاقته الأخوية والوطيدة بقوى المحور من حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية وحركة أنصار الله في اليمن وإخوانهم على امتداد المحور.
انه الأمين العام لكتائب سيد الشهداء الحاج ابو آلاء الولائي الذي اجرينا معه حوارا في يوم القدس العالمي الذي يتزامن مع الذكرى العشرين للاحتلال الأميركي للعراق:
* في الذكرى العشرين للاحتلال الاميركي للعراق، كيف تقيمون دور المقاومة العراقية في افشال المشاريع الاميركية في العراق والمنطقة؟
ـــ نعزيكم بذكرى استشهاد امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) ونسأل الله لنا ولكم قبول الطاعات في شهر رمضان الفضيل وليالي القدر المباركة. قبل سقوط الطاغية وبعثه المجرم في 2003 استشعرت الحركات الاسلامية العراقية الخطر المحدق بالعراق بسبب آلية اسقاط الحكم البعثي المجرم بالتدخل العسكري الأميركي المباشر، والتي ستفضي حتماً الى وصاية واحتلال اميركي. من هنا وطّن رجال المقاومة انفسهم لهذه النتيجة المحتملة التي تحولت الى واقع فيما بعد، تعاملت معه فصائل المقاومة العراقية بكل حزم وشجاعة من خلال آلاف العمليات العسكرية التي اوجعت الاحتلال الاميركي وكبدته خسائر فادحة، تلك الخسائر التي اكدتها تقارير رسمية بالرغم من محاولات التعتيم وأقر بها الاحتلال نفسه في أكثر من مناسبة، حيث بلغت اعداد قتلى الاحتلال الاميركي الالاف واضعافها من الجرحى، فضلاً عن خسائر مادية بلغت الترليونات من الدولارات، الأمر الذي ادى الى افقاد المحتل الاميركي توازنه واريحيته بالحركة داخل المدن والتنقل فيما بينها واضطراره الى الانكفاء داخل قواعد الاحتلال التي لم تسلم هي الاخرى من الضربات المتكررة على مدى ثمانية أعوام، حتى أجبر على الخروج المذل في عام 2011 بعد ما يسمى باتفاقية الاطار الاستراتيجي، حين جلس الاحتلال الاميركي صاغراً امام المفاوض العراقي.
ان المقاومة العراقية كانت حاجزاً منيعاً للوقوف بوجه المشاريع الاميركية في العراق من خلال قطع الطريق على محاولاتها المساس بسيادة العراق وتحويله الى ضيعة من ضياع الاحتلال في المنطقة والعالم ورعايتها المعلنة لانشاء التنظيمات الارهابية كتنظيم القاعدة وغيره، والتي تسببت بإراقة الكثير من الدماء العراقية البريئة.
المقاومة العراقية والحشد الشعبي
* لا يخفى على أحد الدور المحوري للمقاومة العراقية في تأسيس الحشد، كيف تصفون علاقة المقاومة العراقية مع الحشد الشعبي اليوم؟
ــ لقد كانت المقاومة العراقية حاضرة في تخوم بغداد قبل تأسيس الحشد الشعبي ومنعت سقوط العاصمة بيد داعش الارهابي بعد سقوط الموصل وعدد من المدن. وبعد صدور فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجعية الدينية العليا، والاقبال المليوني لملبي الفتوى الذين فاقوا الثلاثة ملايين متطوع من المحافظات الجنوبية والوسطى مارست فصائل المقاومة العراقية دوراً اساسياً باستقبال وتجهيز وتدريب تلك الاعداد الهائلة من المتطوعين، لا سيما بعد عجز المؤسسات العسكرية عن استقبالهم، لقلة مواردها اللوجستية وبناها التحتية والتراجع المعنوي الذي لحق بها ابان سقوط الموصل، فكان للمقاومة العراقية دور بارز بتثبيت دعائم الحشد الشعبي على مستوى التدريب والتجهيز والتخطيط والقيادة والاشتباك المباشر مع العدو. ولا ننسى الدور التاريخي للجمهورية الاسلامية في ايران والاخوة في حزب الله اللبناني الذين حضروا منذ الساعات الأولى لسقوط الموصل وفتحوا مخازن اسلحتهم بالمجان، وأرسلوا المئات من قادتهم، وعلى رأسهم القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، لتدريب رجال الحشد الشعبي على الاسلحة الحديثة والمشاركة جنباً الى جنب مع اخوتهم في المقاومة العراقية والحشد الشعبي والقوات الامنية في خنادق المواجهة مع عصابات داعش الارهابية، لتختلط دماؤهم مع دماء شهداء العراق. ولعلّ أكثر ما ميز معارك التحرير هو الحضور الميداني لقادة المقاومة والحشد في خطوط المواجهة الأمامية، وعلى رأسهم الشهيد الخالد ابو مهدي المهندس رضوان الله عليه وباقي الاخوة قادة المقاومة والحشد. كل ذلك اسس لعلاقة عقائدية وجهادية ووطنية بين المقاومة والحشد رسمتها دماء الشهادة.
فلسطين ومحور المقاومة
* في ظل أجواء التصعيد العسكري للكيان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة كجزء من محور المقاومة، ما رسالتكم لفلسطين وشعبها ومقاومتها وللعدو كذلك؟
ـــ اننا نعتقد ان الاحتلال واحد وإن اختلفت عناوينه ومسمياته ومرتكبوه. وإن المحركات الاساسية لاضطهاد الشعوب انما تنبع من ذات القوى الامبريالية التي لا تريد للبلدان أن تعيش بعز وكرامة واستقلال، وإن حركات المقاومة في المنطقة والعالم تنطلق من ذات المفهوم الشرعي والاخلاقي الذي يتيح لها انتهاج كل وسائل المقاومة الممكنة لطرد كل اشكال الاحتلال. من هنا نعتقد اننا جزء من فصائل المقاومة الفلسطينية وهم جزء منّا، نقف معهم بكل قوة في حربهم الشرعية لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب، ونؤكد لهم ان النصر آت لا محالة، وأن الكيان الهزيل مصيره الزوال ما دامت اكفهم قابضةً على زناد الكرامة واقدامهم منغرسةً في خنادق الشرف. كما ونؤكد للاحتلال الصهيوني ان حق الشعب الفلسطيني باستعادة اراضيه المحتلة وتحرير القدس الشريف من براثنه النجسة هو حقيقة قادمة لا شك فيها ولا ريب، وأن حق الشعب الفلسطيني بأرضه ومقدساته لا يسقط بالتقادم مهما تجبّرت آلات القتل الاجرامي وتمادت معاول الهدم الظالم للكيان الصهيوني الهجين.
يوم القدس العالمي
* في يوم القدس العالمي، ما هي رسالتكم لعموم الشعوب العربية والاسلامية في هذه المناسبة؟
ـــ ان يوم القدس العالمي الذي اسس له الامام الخميني الراحل (قدس الله نفسه) ليس مجرد حدث تاريخي عابر، بل هو اعادة توجيه لبوصلة الشعوب الاسلامية نحو قضيتها الاساس التي يجب ان تبقى حاضرةً في وجدانها وتحظى بالاولوية القصوى في ضمائر احرارها مهما حاولت قوى الشر حرف الانتباه عنها. ونستطيع أن نؤكد يوم القدس العالمي بات يشكل كابوساً يقض مضاجع الصهاينة بعد ان تحول الى مناسبة عالمية تجمع كل حركات المقاومة في العالم تحت راية واحدة عنوانها العز والكرامة والسيادة، فطريق القدس يمر عبر الضمائر الحية، مثلما يمر طريق اليقين بالنصر عبر القلوب المؤمنة، فكلما ركنت الشعوب الاسلامية المضطهدة الى خيار المقاومة والتفت حول ابطالها المقاومين كانت الصلاة في القدس أقرب.
القدس المحتلةكتائب سيد الشهداء في العراق