الانتخابات البلدية والاختيارية 2025

مقالات مختارة

فرعون يقود محاولة تفاهم مسيحي على البلدية والمخاتير: من يضمن مجلساً بلدياً يحفظ المناصفة؟
18/04/2025

فرعون يقود محاولة تفاهم مسيحي على البلدية والمخاتير: من يضمن مجلساً بلدياً يحفظ المناصفة؟

رلى ابراهيم- صحيفة "الأخبار"

تتسارع وتيرة المفاوضات في بيروت بين ليلة وضحاها، حتى إن الاتفاقات التي يظن حائكوها أنها ثابتة ونهائية لا تلبث أن تتبدّل في اليوم التالي. هكذا تنام العاصمة على توافق وتستفيق على شياطين التفاصيل.

حصل الأمر نفسه في عام 2016 حيث لم تدخل الأحزاب في توافق على اللائحة الائتلافية سوى في الأسبوع الذي سبق موعد الانتخابات البلدية، وكانت عقدة «المخترة» أشد من عقدة المجلس البلدي.

يومها ألزم الاتفاق السياسي بين «القوات اللبنانية» والتيار الوطني الحر السياسي الطرفين في بيروت بلدياً أو اختيارياً، ما تسبب بخلاف كبير بين «القوات» ورئيس مجلس إدارة مصرف سوسييتيه جنرال أنطون صحناوي، الذي رفض التعاون مع العونيين. ولجأ إلى تأليف لائحة مخاتير لمواجهة لائحة «القوات» والتيار لكنه خسر المعركة. وتلك كانت الشرارة الأولى بين الصحناوي ومعراب.

اليوم تبدو الصورة معكوسة مع تعاظم الخلاف بين «القوات» والصحناوي، ولا سيما بعد مقتل مسؤول «القوات» في كرم الزيتون في الأشرفية رولان المر نتيجة إطلاق نار عليه من عناصر في حرس الصحناوي كما يقول القواتيون، لذلك لا يمانع المصرفيّ التحالف مع التيار في حال رفضته «القوات» في اللائحة الائتلافية. وبحسب المعلومات، فإن التوافق الذي تعمل عليه معراب يستثني الصحناوي، ويشترط على المخاتير التابعين له في حال أرادوا الترشح مجدداً أن يعلنوا بشكل واضح قطع علاقتهم به.

حاول النائب نديم الجميل الدخول على خط المصالحة وعرض تبنيه لثلاثة مخاتير محسوبين على الصحناوي تحت عباءة أرزة الكتائب، إنما بقي شرط «القوات» حاضراً.

الأمر الذي أثار حفيظة النائب جان طالوزيان المكلّف بالتفاوض نيابة عن صحناوي. وقد أدى شدّ الحبال بين الطرفين إلى فتح كوة في العلاقة مع التيار الوطني الحر، وثمة حديث عن إمكانية اتفاق بينهما في حال فشلت المساعي التوافقية بين الأطراف كافة، علماً أن موقف حزب الطاشناق ليس واضحاً بعد في ما خصّ الجهة التي سينحاز إليها إن فرط «الديل»، خصوصاً أنه سبق لأمين عام الطاشناق الجديد البير بالابانيان والنائب أغوب بقرادونيان أن زارا رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» قبل مدة واتفقوا على حدّ أدنى من التفاهم في كل الدوائر المشتركة.

على صعيد المجلس البلدي، يقترب الاتفاق بين الأحزاب المسيحية، وتبيّن أن «الطبّاخ» هو الوزير السابق ميشال فرعون الذي سبق له أن أتمّ اتفاق 2016 بين القوى بنفسها.

ولكن ثمة تفاصيل لا تزال عالقة تتعلق بعدد الأعضاء الممثّلين لكل حزب في المجلس. فاليوم يبلغ عدد الأعضاء المسيحيين 12 وهم مقسّمون على الشكل التالي: 2 للقوات اللبنانية، 2 للتيار الوطني الحر، 1 للكتائب، 2 للمطران الياس عودة، 1 لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، 1 للنائب السابق عاطف مجدلاني، 2 لحزب الطاشناق و1 لحزب الهانشاك.

وهؤلاء ولو أنهم محسوبون على الجهات السياسية إلا أنهم لم يكونوا حزبيين بل أُعدّت لائحة غير حزبية بضمانة تيار «المستقبل». لكن بعد قرار «المستقبل» بالامتناع عن المشاركة، وفوز النائب إدغار طرابلسي المنتمي إلى التيار الوطني الحر بمقعد مجدلاني وزيادة حصة «القوات» النيابية في الدائرة ورغبة الكل في تمثيل حزبي واضح، تغيّرت خارطة التوزيع ومطالب الأفرقاء.

«القوات» تريد قيادة اللائحة وتوزيع الأعضاء كما تراه مناسباً، وهاجسها الأول هو تحجيم التيار، الذي يسعى من جانبه إلى زيادة حصته إلى ثلاثة أعضاء مع فوزه بالمقعد الإنجيلي في بيروت الثانية، لكنّ «القوات» تريد زيادة حصة الكتائب لتصبح اثنين كما التيار.

الأمر الذي يعترض عليه التيار لناحية تفوّقه بالأصوات والتمثيل على الكتائب. ويردّد نائب «القوات» غسان حاصباني خلال الاجتماعات أنهم يريدون 4 أعضاء، بمن فيهم العضو المحسوب على المطران عودة وبالتوافق بينهما. أما حصة الأرمن فلا خلاف عليها: 2 للطاشناق و1 للهانشاك.

الخلاف بين «القوات» والتيار، ينسحب على المخاتير أيضاً. وقد سمع بعض النواب العونيين خلال جلسة اللجان النيابية يوم أول أمس عتباً من النائبين أمين شري ومحمد خواجة على القبول بسيطرة «القوات» على اللائحة في حين أن الصوت الشيعي مضافاً إلى أصوات التيار الوطني الحر وبعض الحلفاء السنّة تشكّل قوة وازنة تجعلهم طرفاً يصعب القفز فوقه.

في مقابل ذلك، يبقى عائق المناصفة حاضراً بعد إعلان الحريري عدم مشاركته في الانتخابات البلدية، في ظل حديث القوى المسيحية عن ضمانة يحاول تأمينها كل من رئيس الحكومة نواف سلام ودار الإفتاء. وتشير المصادر إلى أن السؤال لا يجب أن يكون إذا ما سيتم الحفاظ على المناصفة بل العكس بمعنى من سيعمل ضد المناصفة ومن سيوصي بالتشطيب ومن سيقف في وجه هؤلاء إن وجدوا؟

حتى الساعة، لم تخرج أي جهة لتعلن رغبتها في كسر العرف القائم في البلدية أو التشجيع على التشطيب كما حصل سابقاً.

وإذا التزم الأحباش والنائبان فؤاد مخزومي ونبيل بدر والمقاصد والجماعة الإسلامية، فإن احتمال التشطيب يصبح ضئيلاً جداً، علماً أن الجميع يبقى أمام تحدّي تشكيل لائحة أخرى لمواجهة لائحة الأحزاب، ما سيقسم الأصوات ويشتّتها ويساهم ولو عن غير قصد في الإطاحة بالمناصفة بصيغتها الحالية في حال كانت اللائحة قوية واستطاعت تقسيم الرأي العام حولها، خصوصاً أن «النواب التغييريين» كلّفوا النائب إبراهيم منيمنة بتشكيل لائحة، وهو يرفض أي تفاوض مع الآخرين، ما أثار استياء بعض المجموعات المدنية التي ترى في قراره انتحاراً ولا سيما أن المجموعات غير جاهزة للاستحقاق والوقت ضيق والتوافق أفضل من الخسارة وإضعاف موقف التغييريين؛ اذ يصعب عليهم إعادة تجربة «بيروت مدينتي». وبالتالي الخسارة في أول استحقاق انتخابي قبيل عام من الانتخابات النيابية، لأن ذلك سيضعف موقف «التغييريين» في أي مفاوضات لاحقة.

الانتخاباتبيروت الكبرى

إقرأ المزيد في: مقالات مختارة

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة