مقالات مختارة
الوجبة الأميركية الإسرائيلية المسمومة
ناصر قنديل - صحيفة البناء
– قد يعتقد الكثير من اللبنانيين، بأن الإفراج عن عدد من الأسرى اللبنانيين من سجون الاحتلال علامة مزدوجة، من جهة تأكيد على فعالية الخيار الدبلوماسي في دفع الاحتلال إلى التزام موجباته، ومن جهة مقابلة إشارة تدعو للتفاؤل بقرب التوصل إلى حلول تنهي احتلال الأراضي اللبنانية المنصوص على عودتها إلى السيادة اللبنانية وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، طالما أن الصورة الظاهرة تقول إن لبنان الرسمي نجح باستنهاض المساعي الأميركية للضغط على الاحتلال وطالما أن هذه الضغوط قد تمت وانتهت بالإفراج عن الأسرى. وهذا يعني أن الشيء نفسه يمكن أن يحدث في ما يخصّ المناطق الواجب الانسحاب منها، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟
– في الحقيقة أمامنا اجتماع حدث أمس، للجنة متابعة وقف إطلاق النار، كان على جدول أعماله ثلاثة بنود، الإفراج عن الأسرى واحد منها، والانسحاب من المناطق الواجب الانسحاب منها بموجب وقف إطلاق النار، والثالث التفاوض على ما يسمّيه الاحتلال ترسيم الحدود البرية ويسمّيه لبنان الانسحاب من الأراضي اللبنانية المتحفظ عليها منذ العام 2000 والتي تضمّ النقاط الثلاث عشرة ومنها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والذي حدث أننا أمام تصريحات علنية أميركية وإسرائيلية تقول إن الذي جرى هو دمج البنود الثلاثة، حيث يتم الإفراج عن عدد من الأسرى في سياق بدء التفاوض على الانسحاب وترسيم الحدود.
– هذا ما أعاد تأكيده ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي قال «إنه تم الاتفاق في لقاء الناقورة على تشكيل 3 فرق عمل مشتركة لتعزيز الاستقرار في المنطقة». ولفت ديوان نتنياهو إلى «أن فرق العمل التي اتفق على تشكيلها بلقاء الناقورة ستبحث مسألة النقاط الـ5 التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، كما أن فرق العمل التي اتفق على تشكيلها بلقاء الناقورة ستبحث النقاط الحدوديّة الخلافيّة والخط الأزرق، وستبحث مسألة الأسرى اللبنانيين في «إسرائيل»». والنص نفسه ورد في بيان معاونة المبعوث الأميركي الى المنطقة وممثلته في ملف الإشراف على وقف إطلاق النار مورغان أورتاغوس، جاء فيه، «أننا جمعنا لبنان و»إسرائيل» لإجراء محادثات بهدف حل قضايا عالقة بين البلدين دبلوماسيًا»، موضحة أنّ «القضايا تشمل إطلاق سراح أسرى لبنانيين ونقاطاً متنازعاً عليها على طول الخط الأزرق»، مضيفة «القضايا تشمل النقاط الخمس التي لا تزال القوات الإسرائيلية تنتشر فيها»، وذكرت أنّ «محادثات عسكريّة جرت اليوم في الناقورة تم بعدها إطلاق سراح 5 أسرى لبنانيين»، وقال: «نتطلّع لالتئام مجموعات العمل التي يقودها الدبلوماسيّون لحل القضايا العالقة بين «إسرائيل» ولبنان».
– الوجبة الأميركيّة المسمومة تقوم عملياً على تقديم الإفراج عن عدد من الأسرى لتفعيل معادلة تفاوضيّة جديدة، تضمّ عبرها قضيّة الانسحابات الواجبة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، والمستحقة فوراً وفق القرار 1701، وخلال ستين يوماً وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، لكن في الحالتين دون تفاوض ودون منازعة، إلى النقاط المتنازع عليها، وفقاً للتعبير الوارد في القرار 1701، بخلاف نص القرار الذي ميّز أصلاً بين هذه النقاط التي فتح الباب لحلها وفقاً لمقترح يفترض أن يقدّمه الأمين العام للأمم المتحدة، وهو ما بات اليوم وفق مسار تفاوضي، بحيث لم يعد وارداً الحديث عن النقاط التي لم يتم الانسحاب منها والواقعة داخل الخط الأزرق، أي خط الانسحاب عام 2000، ويصبح مصير الأراضي الواقعة داخل هذا الخط مرتبطاً بمصير الأراضي الواقعة خارجه والتي رفض الاحتلال الانسحاب منها عام 2000، ما يعني عملياً توسيع رقعة الأراضي التي يرفض الاحتلال الانسحاب منها تحت قناع الحاجة للتفاوض.
– في التفاوض سوف يضع الأميركي والإسرائيلي على الطاولة، ما يسمّونه بالمصالح الأمنية للاحتلال والحاجات الجغرافيّة لتحقيق هذا الأمن، والبدائل معلومة، فإذا أراد لبنان أن يترك الاحتلال هذه النقاط، عليه أن يمنح «إسرائيل» أسباباً أقوى للشعور بالأمن، وهي ببساطة اتفاق سلام وتطبيع ونزع سلاح المقاومة!
– هذه هي الوجبة الأميركية الإسرائيلية المسمومة فلا تفرحوا ولا تحتفلوا، بل انتبهوا واحذروا قبول التفاوض وربط مصير الأراضي الواقعة داخل الخط الأزرق بالأراضي الواقعة بينه وبين خط الهدنة؛ نصيحة بجمل، اللهم اشهد أني قد بلغت!
لبنانالولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيونيجيش الاحتلال الاسرائيليناصر قنديل
إقرأ المزيد في: مقالات مختارة
12/03/2025
أميركا تُدخل لبنان في مغامرة التطبيع
12/03/2025
الوجبة الأميركية الإسرائيلية المسمومة
11/03/2025
«الجزيرة» لم ترتوِ من الدم السوري
10/03/2025
الإعلام "الثوري" متل الأطرش بالزفّة!
التغطية الإخبارية
زيلينسكي: الضمانات الأمنية لأوكرانيا ستُبحث خلال الهدنة في حال وقف إطلاق النار
زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة لهدنة وعلى روسيا أن ترد
زيلينسكي: علينا المحاولة لبدء المحادثات مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالخطوات الأولى لوضع نهاية لهذه الحرب
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: الضمانات الأمنية لأوكرانيا ستُبحث خلال الهدنة في حال وقف إطلاق النار
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تقتحم قرية مثلث الشهداء جنوب جنين
مقالات مرتبطة

جلسات رمضان القرآنية تزدان بمحضر الشهداء

حصاد نشاط حزب الله الرمضاني في صيدا والجوار على مدى أسبوع

العدو يفرج عن 4 أسرى لبنانيين بعد اختطافهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية

شهيدان في غارات لمُسيّرات معادية على الجنوب

في عيد المعلم.. الهيئات النسائية في البقاع الغربي تستحضر الشهداء

ترامب يُشعل حرب رسوم جمركية مع أوروبا

المكسيك تردّ على اجراءات ترامب: تعديل دستوري ضدّ التدخلات الأجنبية

أميركا تُدخل لبنان في مغامرة التطبيع

ترامب يواصل حربه التجارية على كندا ويهدّد بإغلاق قطاع تصنيع السيارات فيها
محادثات أميركية - أوكرانية في جدة لوقف الحرب مع روسيا

منتدى سري لرؤساء أمنيين وعسكريين سابقين في كيان العدو: خشية من أزمة وشيكة

المهلة تنتهي والبحر لن يقبل السفن "الإسرائيلية"

حملات توعية في تونس لتكثيف مقاطعة الشركات الداعمة للصهيونية

حماس: هكذا انتهك الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

نتنياهو ينفجر غضبًا في المحكمة والقاضية توبّخه

جيش الاحتلال يواصل التوغّل في ريفي القنيطرة ودرعا

ما هي الهدايا المجانية التي تقدمها مجازر سورية لـ"اسرائيل"؟

مئات المستوطنين يعتدون على سيادة الأراضي اللبنانية ويقتحمون حولا

لماذا تصمت السلطة على بقاء الاحتلال؟

وحدة الساحات ووحدة الجبهات قدر وخيار

8 و14 آذار وبينهما التيار وجنبلاط
قوة المقاومة بحيوية الحالة و"الانفصام" جزء منها

يوم القدس مجدداً
