مقالات مختارة
«الجزيرة» لم ترتوِ من الدم السوري
إسراء اسماعيل- صحيفة "الأخبار"
المجزرة الأخيرة التي شهدتها قرى ومدن الساحل السوري أثبتت أنّ الفضائية القطرية بالفعل لم تغير خطها الفتنوي، بل ما تزال تدعم كفة الإرهاب وتصوره بهيئة «دولة» تحارب الإرهاب. ومع بداية تصاعد الأحداث مساء الخميس وصباح الجمعة الفائت، صهرت الشبكة كل إمكاناتها الإعلامية في تصوير المشهد على أنّه عملية عسكرية مشروعة لوزارة الدفاع السورية في ملاحقة فلول النظام.
لم تغير قناة «الجزيرة» القطرية جلدتها، ولم تفلح خلال 14 عاماً من التحريض وبث الفتن في سوريا، في التخلي عن الاسم الذي أطلقه عليها السوريون منذ عام الـ2011، فهي «قناة سفك الدم السوري» التي لا تتأخر عن استغلال الفرص لإشعال النزاعات عبر نشراتها الإخبارية وتقاريرها الملفقة، مستغلةً جماهيريتها الكبرى في العالم العربي، لإيصال الصورة التي يريدها مشغلوها.
المجزرة الأخيرة التي شهدتها قرى ومدن الساحل السوري أثبتت أنّ «الجزيرة» بالفعل لم تغيّر خطها الفتنوي، بل ما تزال تدعم كفة الإرهاب وتصوره بهيئة «دولة» تحارب الإرهاب. ومع بداية تصاعد الأحداث مساء الخميس، وصباح الجمعة الفائت، صهرت «الجزيرة» كل إمكاناتها الإعلامية في تصوير المشهد على أنّه عملية عسكرية مشروعة لوزارة الدفاع السورية في ملاحقة فلول النظام.
تدفق أرتال الفصائل المسلحة نحو محافظتي طرطوس واللاذقية، وشرعت يوم الجمعة بعمليتها العسكرية على الأرض، لكنها لم تكن عسكرية بقدر ما كانت «انتقامية»، فالفصائل التي دخلت مدن بانياس وجبلة وأرياف اللاذقية وطرطوس كانت لمسلحين غالبهيتم من المرتزقة الأجانب. وبحسب شهادات الأهالي الناجين من المذبحة، فـ«نسبة كبيرة منهم من الإيغور والشيشان، وبعضهم عرب من دول المغرب العربي ومصر».
هؤلاء الأجانب ارتكبوا أبشع المجازر بحق المدنيين العزل بتهمة انتمائهم إلى الطائفة «العلوية»، وكدسوا جثثهم في الطرقات العامة وعلى مداخل منازلهم، وأحرقوا منازلهم ومحالهم التجارية وسياراتهم. ومع اعتراف الإدارة السورية الجديدة بنفسها أنّ بعض العناصر غير المنضبطة قامت بارتكاب تجاوزات تستحق العقاب، إلا أن مراسل «الجزيرة» ومن أطراف بانياس، كان يعلق على أصوات الرصاص التي كانت تخترق أجساد المدنيين بالقول إنّ «ما يجري الآن هو ملاحقة فلول النظام المطلوبين من قبل إدارة العمليات العسكرية».
هذا الدور كانت تقوم به «الجزيرة» في السنوات الأولى للحرب في سوريا، إذ كانت تسلط الضوء على الانتهاكات التي تقوم بها القوات التابعة للنظام السابق، والعمل على تضخيمها، بدءاً من إطلاق الرصاص على التظاهرات وصولاً إلى العمليات العسكرية للجيش السوري آنذاك في أرياف حلب وإدلب. ومع أنّه لا يخفى على دول العالم قاطبةً أنّ المعارك في سوريا كانت بالفعل ضد تنظيمات إسلامية متطرفة تندرج في قوائم الإرهاب حول العالم، إلا أنّ «الجزيرة» وحدها، كانت تصوّر أن كل ما يجري هو حرب بحتة على المدنيين، لتأجيج الرأي العام العالمي، واللعب على وتر عواطف السوريين، وانتمائهم لبلادهم وأبناء جلدتهم.
القناة القطرية نفسها، بثت مداخلات مراسليها من أطراف المدن الساحلية وجلّها كان من الأوتستراد الدولي طرطوس – اللاذقية، أي إنهم لم يدخلوا إلى الأحياء خصوصاً في مدينتي بانياس وجبلة، أو يرافقوا ألوية المرتزقة الأجانب خلال عمليات «التمشيط»، والسبب أنهم على دراية أنّ ما من كاميرا تدخل إلى الأحياء ستتمكن من طمس الوحشية التي ارتكبت بحق الأبرياء، فالجثث كانت تملأ الشوارع، والدخان يتصاعد من كل المنازل والسيارات والمقاهي، وفقاً لما قاله لنا أهالي من مدينة جبلة.
أما إذا كان السؤال: متى بثت «الجزيرة» مداخلات مراسليها من داخل الأحياء المقتحمة؟ فالجواب هو بعد إجهاز الفصائل المتشددة على البشر والحجر وانتهاء عملية مطاردة الفلول، ودخول الجرافات لسحب الجثث وتسليمها إلى الهلال الأحمر السوري، للتعرف إليها وتسليمها لذويها.
وبحسب سيدة من بانياس، فإنّ «التلفزيونات ومن ضمنها «الجزيرة» وتلفزيون «سوريا» دخلوا المدينة مساء يوم الأحد، بعد انتهاء أعمال الإبادة، وكانت الشوارع خالية تماماً من الجثث، ولا دخان متصاعداً من الممتلكات المحروقة، فبدا المشهد وكأنّ الأمر بالفعل، كان مجرد عملية عسكرية دقيقة ومحدودة»، بحسب وصفها.
إقرأ المزيد في: مقالات مختارة
12/03/2025
أميركا تُدخل لبنان في مغامرة التطبيع
12/03/2025
الوجبة الأميركية الإسرائيلية المسمومة
11/03/2025
«الجزيرة» لم ترتوِ من الدم السوري
10/03/2025
الإعلام "الثوري" متل الأطرش بالزفّة!
التغطية الإخبارية
لبنان| توغل دبابتي "ميركافا" صهيونيتان باتجاه منطقة الحلواني عند أطراف بلدة راميا
لبنان| الرئيس عون: الثروة الفكرية أساسية للبنان
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تواصل اقتحامها لبلدتي عرابة وقباطية جنوب مدينة جنين
فلسطين المحتلة| اتحاد بلديات قطاع غزة: نطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لتأمين الإمدادات الضرورية
فلسطين المحتلة| اتحاد بلديات قطاع غزة: ندين القرار "الإسرائيلي" بقطع الكهرباء ما يعطل الخدمات الأساسية ويهدد بانتشار الأمراض
مقالات مرتبطة

فنانو سورية خرجوا عن صمتهم.. رسالة غضب وتنديد ومطالبة بمحاسبة القتلة

بالأرقام| هربًا من المجازر.. موجات نزوح واسعة من الساحل السوري إلى لبنان

شهادات صادمة عمّا حدث في الساحل السوري.. إعدامات ميدانية ومعركة تطهير

"إسرائيل" تلعب في الصحن الدرزي في سوريا ولبنان

سوريا | رغم المزاعم بانتهاء "العملية الأمنية" في الساحل.. مجموعات مسلّحة تواصل إجرامها بحق السكان
