معركة أولي البأس

مقالات مختارة

في أربعين السيّد هاشم صفي الدين
13/11/2024

في أربعين السيّد هاشم صفي الدين

الحاج محمد رعد- صحيفة "الأخبار"

يا صفيّ الشهداء

سلام عليك حيث ارتقيت...‏

وهنيئًا لك مسك الختام، ونعم عقبى الدار... ‏

سنوات عمرك بذلتها في سبيل الله ترجو رضاه، حتى صرنا نشفق عليك لثقل الحمل فوق منكبيك، وبسمة الرضا والصفاء لا تغادر وجهك.

سكينة روحك مؤنسة وجاذبة، هدوؤك ميزة يختص بها الله أولياءه. ‏

أشهد أنك تستحق علوّ المقام يا أبا رضا. ‏

عايشتك أخًا ودودًا، مخلصًا، رزينًا، زاهدًا، طالب علم محصّلًا وجادًا، متواضعًا ومحبوبًا. حسن التدبير، صاحب قرار، كريمًا، منصفًا، خلوقًا وحازمًا، متابعًا ومديرًا واثقًا، حازمًا، ‏واضحًا، شجاعًا، عطوفًا، ولقد كنت لسماحته، الشهيد الأسمى، الوفيّ والمعتمد والوكيل لتَنَاسُبٍ بينكما في ‏الخصال ولأخوّةٍ تبلُغُ معكما وحدة الحال.
استهدافك من قبل العدوّ الصهيوني سببه معرفته بمكانتك وأهليّتك وموقعك من القرار ‏وصاحبه.

وسرعة لحاقك بالسيد القائد الشهيد هي إشارة عطف إلهي يبلسم جرح إحساسك بوطأة ‏الفراق. ‏

ولله في مسيرتنا المقاومة سُحُبُ رحمةٍ ولطفٍ وإحاطة إلهية دائمة لا تنقطع ولله الحمد ‏والشكر. ‏

وكأنكما أيّها السيّدان تغادران على يقين بأنّ الله هو وليّنا وكافلنا والناصر والمعين، وما عنده خيرٌ لنا ولكما أبقى، وهو اللطيف الخبير.‏

ومع ذلك، بقيت حتى اللحظة الأخيرة من عمرك تقوم بواجبك وتتابع مسؤوليّتك، وإثر شهادة ‏الأسمى كتبت تقول: «الوقت ليس لتبادل اللوعة والشجن، أمامنا مسؤوليّات جسامٌ علينا أن ‏نتحمّلها». وبهذا العزم مضيت وقضيت، وفي قلبك عشقٌ لله ولرسوله وللأئمة المسلمين ‏المعصومين الطاهرين (ع) وحبٌ للذين تلحق بهم من الشهداء القادة والمسؤولين ‏والمجاهدين، وللذين ينتظرون وما بدّلوا تبديلا. ولبقيّة المؤمنين الموالين والمحبّين للمقاومة ونهجها والملتزمين بها خيارًا يتقرّبون بتعاهدهم ‏إيّاه سبحانه.‏

في أربعينك أيّها القائد الشهيد، أسأل الله عزّ وجل أن يُحسن وفادتك ويُعلي مقامك ويحشرك مع ‏محمد وآل محمد (ص)، ويقرّ عينك وروحك بسيّد الشهداء الإمام الحسين (ع) وبأخيه الحسن ‏‏(ع) وبأبويهما علي (ع) وفاطمة الزهراء (ع) وبالتسعة المعصومين من وِلد الحسين (ع) ‏وخاتمهم صاحب العصر والزمان الحجة المهدي المنتظر (عج).‏
وأرجوه عزّ وجل أن يمنّ على مسيرتنا الجهادية وشعبها الأبيّ والوفيّ والثابت على الحق ‏وخياره، بالنصر العزيز الموعود بإذن الله سبحانه، وأن يسدّد رميات المجاهدين ليدحروا عدوّهم ‏المتوحّش، وليسقطوا أهداف العدوان الغاشم واللئيم، وأن يحسن عاقبتنا ويشفِي بنا صدور قوم ‏مؤمنين. ‏
 

السيد هاشم صفي الدينمحمد رعد

إقرأ المزيد في: مقالات مختارة

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل