طوفان الأقصى

مقالات مختارة

وقف النار أوْلى من الردّ.. إيران لأميركا: تنحّوا جانبًا
10/04/2024

وقف النار أوْلى من الردّ.. إيران لأميركا: تنحّوا جانبًا

الأخبار - محمد خواجوئي 


في ذروة التصعيد بين إيران و"إسرائيل" عقب الهجوم الذي استهدف، الأسبوع الماضي، القنصلية الإيرانية في دمشق، والتكهنات المختلفة في شأن ردّ طهران عليه، وشكله وتوقيته، بدأ وزير خارجية الجمهورية الإسلامية، حسين أمير عبداللهيان، جولةً إقليمية شملت كلًّا من سلطنة عمان وسورية. ووفق مصادر مطّلعة تحدّثت إلى "الأخبار"، فإن إيران تريد، من خلال مشاوراتها الدبلوماسية، ممارسة الضغط لإقرار وقف لإطلاق النار في غزّة، وكذلك الحدّ من توسّع رقعة الحرب، في حال الردّ على الاعتداء الإسرائيلي. وكانت العاصمة العمانية، مسقط، محطّة عبداللهيان الأولى، حيث التقى، الأحد، نظيره العماني بدر البوسعيدي، إلى جانب لقائه الناطق باسم حركة أنصار الله، رئيس وفدها المفاوض محمد عبد السلام. 

وتفيد المعلومات التي استقتها "الأخبار"، بأن الزيارة كانت مقرّرة يوم الثلاثاء، في الثاني من نيسان، بيد أن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق يوم الاثنين، والذي أسفر عن مقتل سبعة من أعضاء "الحرس الثوري"، بمن فيهم محمد رضا زاهدي، أحد كبار قادة "فيلق القدس"، تسبّب في إرجائها. وكانت اضطلعت سلطنة عمان بدور لافت في القضايا الخلافية بين طهران وواشنطن، ومهّدت، من خلال وساطتها على مدى السنوات الأخيرة، مرارًا لتقريب وجهات النظر وتقليص الخلافات بين البلدَين. وطوال الأشهر الماضية، عقب عملية السابع من أكتوبر، تبادلت إيران والولايات المتحدة رسائل - بشكل رئيسي - عبر القناة العُمانية، بهدف خفض التصعيد في المنطقة، حتّى إن محادثات عُقدت بين الجانبين في كانون الثاني الماضي في مسقط، شكّلت قضايا المنطقة، بما فيها وقف إطلاق النار في غزّة وأيضًا تطوّرات الوضع في البحر الأحمر وحراك "أنصار الله" في اليمن، أحد موضوعاتها.

وأبلغ مصدر دبلوماسي إيراني مطّلع، "الأخبار"، بأن "ثمّة خلافات كبيرة قائمة بين إيران وأميركا، بيد أنهما تبادلتا، خلال الأشهر الأخيرة، رسائل تهدف إلى الحدّ من خروج التصعيد عن السيطرة في المنطقة، وأحدثها جاءت بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على القنصلية الإيرانية في دمشق"، لافتًا إلى أن "أحد أهمّ أهداف زيارة أمير عبداللهيان لمسقط، هو تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن للسيطرة على الوضع". وقال إن "إيران طلبت من أميركا ألّا تتدخّل في حال ردّت طهران على الهجوم الإسرائيلي، فيما بعثت واشنطن برسالة إلى طهران تدعوها فيها إلى الامتناع عن مهاجمة الأهداف الأميركية في المنطقة". وبحسب المصدر المطّلع، فإن إيران "سعت، في ظلّ المشاورات الدبلوماسية، إلى توفير ظروف تسهم في الحدّ من توسّع نطاق الحرب في المنطقة في حال أبدت ردّ فعل تجاه "إسرائيل"، وألّا تتدخّل أميركا في هذه الحرب؛ وهو الهدف الذي قد تبتغيه "إسرائيل"، وعلى وجه التحديد رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو".

وتابع المصدر قائلًا إن "إيران لا تزال تطرح ما يلي: إذا تمّ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزّة ولم تهاجم "اسرائيل" مدينة رفح، فإنها جاهزة، وفي سبيل خفض التصعيد والتوتّر، لأن لا تُقدِم في الوقت الراهن على أيّ عمل ضدّ "إسرائيل"، على رغم أن ردًا لم يُعطَ إلى الآن على هذا الاقتراح". ووفق المصدر، فإن "طهران توصّلت إلى استنتاج مفاده أن "اسرائيل" في صدد الخروج من مأزق غزّة من طريق إثارة أزمات جديدة، وهي تحاول جرّ إيران وأميركا إلى مواجهة مباشرة؛ وعليه، فإن تبادل الرسائل الأخيرة بين طهران وواشنطن، تمّ بهدف احتواء المخطّط الإسرائيلي المتقدّم". وفي هذا السياق، أعلن الناطق باسم مجلس الأمن القوميّ الأميركي، جون كيربي، الاثنين، أنه "إذا كانت طهران ترغب في وقف إطلاق النار في غزّة، فيتعيّن عليها أن تستخدم كلّ قوّتها للضغط على حماس لحمْلها على قبول الاتفاق المطروح على الطاولة".

وفي ختام زيارته لمسقط، توجّه وزير الخارجية الإيراني، الاثنين، إلى دمشق، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، ووزير خارجيته فيصل المقداد، كما افتتح المبنى الجديد للقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية، وذلك بعد أسبوع واحد من الهجوم الإسرائيلي. ومن هناك، قال بصراحة: "أعلن بصوت عالٍ من دمشق أن "اسرائيل" ستُعاقَب"، مضيفًا أن "أميركا تتحمّل مسؤولية مهاجمة السفارة الإيرانية"، وأن "كيفية ردّ الجمهورية الإسلامية على "إسرائيل"، ستتّضح في الميدان". 

وفي الموازاة، عزّز تأخّر الردّ التكهنات القائلة إن السلطات الإيرانية تقوم بدراسة الظروف، حتّى لا يُفرز الهجوم على "إسرائيل"، في الظروف الحالية، أوضاعًا تخدم نتنياهو الساعي إلى البقاء في السلطة من طريق زيادة التصعيد. وهكذا، كلّما مضى الزمن، عزّزت الشواهد والمعطيات في طهران، الاعتقاد السائد بأن إيران قد لا تقوم بردّ مباشر على الهجوم الإسرائيلي، بل إن حلفاءها في المنطقة سيتولّون المهمّة، علمًا أن مراقبين يذهبون إلى القول إن هذا الأمر يتوقّف على عوامل أخرى، بما فيها مصير المحادثات الرامية إلى وقف الحرب في غزّة.

إقرأ المزيد في: مقالات مختارة