مقالات مختارة
ذاكرة حرب تموز 2006.. النازحون يعودون من طرابلس والشمال بالتزامن مع وقف إطلاق النار: لن ننسى إحتضانكم ورعايتكم
لم يكد وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ حتى سارع النازحون في طرابلس وأقضية الشمال الى حزم حقائبهم والانطلاق في مسيرة العودة الى مناطقهم وأراضيهم.
فقد إستعادت مدينة طرابلس حيوية كانت فقدتها خلال أيام العدوان، فاكتظت الشوارع منذ الساعة الثامنة صباحا بسيارات المواطنين الذين عطل العدوان الاسرائيلي مصالحهم، وبسيارات وقوافل النازحين العائدين الى مدنهم وقراهم الجنوبية، وبالشاحنات الكبيرة التي عادت للظهور بعدما كانت هدفا للطائرات الحربية في كل المناطق اللبنانية دون إستثناء.
في مدارس طرابلس التي إحتضنت النازحين خلال العدوان حركة غير إعتيادية، متابعة للأخبار عبر أجهزة التلفزيون والراديو للتأكد من سلامة الاوضاع والالتزام من قبل "إسرائيل" بوقف إطلاق النار، ونشاط داخل الصفوف لجمع وتوضيب الأغراض، والاحتفاظ ببعض التذكارات من الفيحاء التي أكد النازحون أنها ستبقى في قلوبهم، ولن ينسوا هذا الاهتمام الكبير الذي أحاطهم به أبناء طرابلس ما خفف عنهم ظلم العدوان ووطأة التهجير.
في ملاعب المدارس أطفال أطلقوا العنان لصرخات الفرح إبتهاجًا بالانتصار الذي تحقق وبالعودة، الى قراهم. فيما انشغل الاهالي باتصالات مكثفة للاطلاع على حجم الاضرار التي ألحقها القصف الاسرائيلي في منازلهم، ومن كانت أضراره طفيفة شد الرحال بشكل فوري على طريق العودة، أما من تهدم منزله، فآثر البقاء لحين تأمين البدائل.
النازحون الذين غادروا المدارس الطرابلسية أشادوا بالاهتمام الذي أحاطهم من قبل الطرابلسيين، وأكدوا ان الايام التي أمضوها في هذه المدينة لن تنسى، حيث لم يشعروا بتاتا أنهم خارج مناطقهم، وخارج بيئتهم، لافتين الى أنهم عملوا على نسج العديد من الصداقات مع العديد من الطرابلسيين الذين وعدوهم بزيارتهم في مناطقهم في وقت قريب لتمتين عرى هذه الصداقات.
الضنية
وفي الضنية بدأ النازحون استعداداتهم للعودة إلى قراهم وبلداتهم التي هجّرهم العدوان الصهيوني منها، حيث شهدت المنطقة عودة العشرات من العائلات وسط أجواء من الارتياح سادت صفوف المواطنين الذين تنفسوا الصعداء بعد الاعلان عن انتهاء العمليات العسكرية، في الوقت الذي فضل الكثيرون منهم التريث وعدم الرحيل لحين اتضاح الصورة واستكمال عملية فتح الطرقات المؤدية إلى قراهم.
وكان قسم من النازحين المقيمين في قرى وبلدات الضنية والبالغ عددهم نحو 13 الفاً قد بدأوا منذ ساعات الصباح الأولى بالعودة إلى ديارهم وتحديداً ابناء المناطق التي لم تتعرض للتدمير بشكل كامل مستخدمين كل وسائل النقل المتوفرة من سيارات وفانات وغيرها وساروا في مواكب رافعين الأعلام اللبنانية وعلم حزب الله وشارات النصر، في حين انشغل الباقون بتوضيب أغراضهم وحزم امتعتهم استعداداً للرحيل والعودة إلى الديار.
زغرتا
في زغرتا غادر النازحون وفي قلبهم غصتان، الاولى لانهم لا يعلمون ماذا سيجدون في البلدات التي نزحوا منها قسراً، والثانية لانهم يودعون اهل وأحبة احتضنوهم على مدى شهروكان هناك خبز وملح رغم مرارة الايام.
البترون
في البترون، كان الفراق مؤلمًا والوداع محزنًا وذرفت الدموع من ألم الفراق في ثانوية البترون الرسمية حيث التقى النازحون وفرق العمل في لجنة المتابعة لشؤون النازحين في حضور رئيسها المونسنيور منير خير الله، مدير الثانوية يوسف حنا، وممثلي الجمعيات الانسانية والخيرية الذين توجه النازحون اليهم بالشكر والى "زهرات البترون وشبابها" كما كتبوا على لافتاتهم. كما شكروا لاهالي البترون كرم الضيافة، وشكروا الذين واكبوهم طيلة ايام المحنة متملين وزر الآلام والأعباء.
النازحون وصفوا يوم الوداع في البترون باليوم الحزين واخلوا بعض المدارس وما زالت بعض العائلات موجودة لتأمين أماكن السكن في بلداتهم.
عكار
وفي عكار التي تعرضت لوابل من الغارات في الأيام الأخيرة للعدوان، سارع النازحون الى مغادرة المراكز التي كانوا يقطنون فيها في البلدات والقرى المختلفة، حاملان معهم ذكريات طيبة من أبناء عكار الذين لم يقصروا معهم وتاركين أثرًا طيبًا عزز الوحدة الوطنية والعيش الواحد.
الكورة
ومن الكورة غادر النازحون البلدات التي لجأول إليها بفعل العدوان وكان مشهد الوداع مؤثرًا بفعل العلاقات التي توطدت بشكل كبير بينهم وبين الأهالي.