معركة أولي البأس

مقالات مختارة

"ظل المطر": "المنار" تشتبك (درامياً) مع الأزمة!
18/03/2022

"ظل المطر": "المنار" تشتبك (درامياً) مع الأزمة!

مهدي زلزلي - "الأخبار"

بعد دبلجة المسلسل الإيراني «البيت الآمن» الذي سلّط الضوء على التحديات الأمنيَّة التي تواجهها إيران والمرتبطة بالتجسّس وتهديدات تنظيم «داعش» في الموسم الفائت، تعود عجلة الإنتاج المحلّي في «مركز بيروت الدولي للإنتاج الفني» هذا الموسم، إلى الدوران مع مسلسل ثلاثيني جديد من كتابة فتح الله عمر وإخراج شادي زيدان يحمل اسم «ظلّ المطر».

تدور أحداث المسلسل بين عامَي 2019 و2020، ويتناول محاولات الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي المتواصلة لتطويق المقاومة إعلاميّاً بهدف إسقاطها شعبيّاً، بالتوازي مع الحرب الأمنيَّة المفتوحة ضدّها، عبر استغلال أيّ حدث على الساحة المحلية في هذا الاتجاه، فضلاً عن صناعة الحدث نفسه من خلال جيش من ضعاف النفوس في الداخل، في إطار عمليَّة منظَّمة اسمها الحركي «ظلّ المطر».
المسلسل الذي ستعرضه قناة «المنار» في شهر رمضان المقبل، هو من بطولة علي سعد الذي يؤدي شخصية «طالب» الكاتب والأستاذ الجامعي الأرمل الذي يواجه فجأة مشكلات كبيرة في عمله على إثر رفضه عرضاً قُدّمَ إليه من جهة خارجيَّة لتناقضه مع ما يؤمن به من أفكار وما يحمله من مبادئ. يضطّر إلى الانتقال وعائلته إلى قريته، ليُدير مشروعاً زراعياً يعتاش منه مع أبنائه، قبل أن تنشأ علاقة حب تنتهي بالزواج بينه وبين نسرين (ماري تيريز معلوف) قريبة حميه العائدة من الأرجنتين مع ثروة كبيرة ورثتها من والدها المتوفى حديثاً. ولكنّ اتّهامه ظلماً بجريمة قتل، ومن ثمّ خطف الطفل نبيل (صالح زلزلي) ابن صديقه وقريبه زياد (جهاد ياسين) الذي تركه بعهدة طالب بعدما اختاره الأخير لتنفيذ مهمة أمنيَّة خطرة لصالح المقاومة داخل معاقل «داعش» في سوريا، ينغّصان عليه فرحته بزواجه من نسرين.
وعلى المقلب الآخر، يستفيد زياد من صداقته القديمة بأحد أمراء داعش «أبو بلال» (وسام سعد) للتغلغل داخل نسيج التنظيم والاطّلاع على أسراره ومخطّطاته للساحة اللبنانيَّة، ولكنه يبقى في دائرة الخطر حتى النهاية من جرّاء اشتباه «أبو قتادة» (آغوب دوجيرجيان) به وتشكيكه الدائم بولائه للتنظيم.
وإلى جانب انشغالهم بمتابعة وتحليل ما يرد تباعاً من زياد حول مخطّطات «داعش»، يخوض الحاج حسين (مجدي مشموشي) رئيس غرفة العمليات والمعلوماتية في المقاومة ومجموعته المؤلّفة من مجتبى (محمد شمص) وعقيل (عدي رعد) وزين (خليل الحاج) وناصر (حسن صباغ) صراعاً أمنياً مشوّقاً مع مخابرات العدو الممثلة بكاليف (سعد حمدان) وآميرا (نيللي معتوق) يمتد على طول حلقات المسلسل.
وتشتبك أحداث المسلسل مع الأزمة الراهنة بشكل جريء يُحسَب للقيّمين على العمل، فيجد المشاهد نفسه في مواجهة انتشار جمعيَّات المجتمع المدني والأدوار المشبوهة لبعضها من خلال شخصيَّتَي سوزان (ألين لحود) وحبيبها جاد (مهدي فخر الدين)، فضلاً عن المآلات الملتبسة لانتفاضة 17 تشرين والانهيار الاقتصادي، وصولاً إلى اكتشاف خلية «داعش» في كفتون وغيرها من الأحداث الحقيقيَّة التي تتقاطع مع خطوط العمل بطريقة ذكيَّة ومتقنة.
وتضم قائمة أبطال العمل عدداً كبيراً من النجوم والممثلين المحليّين ومنهم أحمد الزين (ظهور مميّز بشخصيّة الحلاق أبو مرعي)، وحسن فرحات، وسارة قصير، وربيع الحاج، وزينب اسماعيل، وإياد نور الدين، وآلان الزغبي، وحسن حمدان، وسهير ناصر الدين، ومحمد فوعاني، وفاطمة اسماعيل، وسعيد بركات، وسمير عاشور، وفدوات علوية، وفؤاد متري، ورجا مروة والطفلة مريم زلزلي.

ويرى كاتب العمل فتح الله عمر في حديث إلى «الأخبار» أنَّ المسلسل يحكي قصة الحرب الناعمة على المقاومة بكلّ دقائقها وتفصيلاتها وتجلّياتها وآثارها والأهداف المتوخّاة منها وما يقوم به الأفراد المنتمون إلى بيئة المقاومة في مواجهة هذه الحرب التي لا تقل عدوانيَّةً وضرراً عن أي حرب أمنيَّة أو عسكريَّة. ويرى أنَّ وصول عدد أعماله مع «مركز بيروت» إلى ستة، دليل على الانسجام الكبير بينه وبين المركز والثقة المتبادلة، متمنياً أن يلقى العمل بعد عرضه قبولاً يتناسب مع الجهود الكبيرة التي بُذِلَت ليخرج إلى الجمهور بصورة لائقة.
بدوره، فإنّ المخرج شادي زيدان الذي عمل منذ تخرّجه إلى جانب عدد كبير من المخرجين العرب والعالميّين (منهم جمال شورجه وباسل الخطيب ومحمد ياسين وقاف وإيلي ف. حبيب) واكتسب خبرات جيّدة، يقدّم اليوم عمله الأوَّل في مجال الدراما. يؤكّد لنا أنَّه راضٍ بنسبة كبيرة عن سير العمل في المسلسل الذي أُنجِز تصوير القسم الأكبر منه بين بلدتَي الوردانيّة والجيّة وضاحية بيروت الجنوبيَّة، بالإضافة إلى عمليات المونتاج، مشيداً بأداء الممثلين وبالتسهيلات التي قدَّمتها الجهة المنتجة. ورأى أنَّ المسلسل شكَّل تحدياً على أكثر من مستوى، خصوصاً لجهة إفساح المجال أمام وجوه جديدة من التمثيل إلى إعداد الموسيقى التصويريَّة وشارتَي البداية والختام، فضلاً عن الحضور الوازن للأطفال من خلال شخصيَّات رئيسيَّة تُعدّ من بين أبطال العمل، مع ما يمثّله ذلك من مخاطرة وما ينطوي عليه من صعوبة، داعياً الجمهور إلى انتظار شيء مختلف على جميع المستويات هذا العام.

الأدب المقاوم

إقرأ المزيد في: مقالات مختارة

خبر عاجل