مقالات مختارة
حزب الله و"إسرائيل".. الحرب القادمة لتحرير الأرض
ربى يوسف شاهين (كاتبة سورية) - صحيفة رأي اليوم الالكترونية
مما لا شك فيه أنّ الكيان الغاصب لا يدع مُتسعًا من ساحاته السياسية والإعلامية، إلا ويأتي على ذكر حزب الله، إنّ كان عبر الهجوم الإعلامي للإسرائيليين وذلك عبر الصحف العبرية، أو عبر القنوات المُطبعة التي “تعشق الأسرلة”، لتنشئ بذلك حملة من الخوف الهستيري حيال الصواريخ الدقيقة التي يمتلكها حزب الله، وهذا ما جاء على لسان مسؤول الساحة اللبنانية لدى شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي حيث أكد” أن الاستهداف صعب ومعقد لأنه يتسبب بنشوب حرب”.
وبالرغم من حالة الذعر الكبيرة التي يعيشها الإسرائيليون، جراء فقدان هيبة قوة الجيش الإسرائيلي، بامتناعه عن التوضيح الصادق لمواطنيه أنّ عملية الردع التي باتت بحوزة حزب الله باتت الأقوى، حيث يُشكّل وجود سلاح حزب الله رادعًا لتحرك جيش الكيان الصهيوني، وليست المواجهة هي التي تنفع مع قوة حزب الله، فقد تغيرت هذه المعادلة تقديريًا وعملاتيًا منذ حرب 2000 والـ 2006، وحتى في هذا التوقيت الصعب الذي فُرضت فيه أقسى الحروب الإرهابية على سوريا، وانعكاساتها على الجارة اللبنانية، فالانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري وحزب الله في جرود عرسال، شكّل هزيمة كبيرة للكيان الصهيوني، لتكون نتيجة هذا الانتصار تغلغل أذرع الموساد وعملائه إلى الداخل اللبناني، بُغية شرذمته واضعافه، ولأنها فشلت، بدأت بحرب الإرهاب الاقتصادي على سوريا ولبنان.
فلا تبتعد محاولات الكيان الصهيوني في دبِّ التفرقة داخل المنطقة العربية والإسلامية، إنّ كان عبر التطبيع، أو فرض الاحتلال بالقوة، أو عبر الاحتلال الناعم لتحقيق ما يسمى الأمن القومي لـ إسرائيل، كما فعلت مع السعودية والبحرين والإمارات عبر تعظيم مخافة التهديد الإيراني.
فمسالة الترابط الكبير لـ قوى محور المقاومة خاصة في هذا التوقيت بالذات رغم الحرب الإرهابية الاقتصادية عليهم، يُشكّل قوة مضافة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذا سوريا وحزب والله.
وعلى الرغم من عرض العضلات من قبل المسؤولين الإسرائيليين، والتهديد والوعيد، وأخرها في مؤتمر هرتسيليا والذي أفضى إلى تصدير الكيان الصهيوني موقفين متعارضين بين التهديد والخشية من الحرب، وهذا ما أكده السيد حسن نصر الله في خطابته كافة بالنسبة للعدو الصهيوني، وخاصة جملته “العدو أوهن من بيت العنكبوت”؛ هذه الجملة التي تُعد تحديًا كبيراً على المستوى الخطابي وعلى مستوى الحرب النفسية، والذي يؤكد هذا القول ما يتم تداوله لإظهار اسرائيل بدور الضحية في المحافل الدولية، حيث مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة لا تنفك باتهام حزب الله بالإرهاب وبتهديد اللبنانيين من خلال منظومة صواريخ المقاومة.
على ما يبدو أنّ حالة الردع التي تُمثلها المقاومة وصواريخها الدقيقة بشكل عام، ومعادلة حزب الله بشكل خاص، إنما تشكل القلق الأكبر من تداعيات إعادة ما يسمى المواجهة بالتوقيت الاسرائيلي، حيث بات هذا المُصطلح مع ما فرضته قوى المقاومة وتحديدًا حزب الله، بات من الماضي والذي لا يُمكن إعادته.
والسؤال المطروح، هل زمن اللا حرب قد يُنتج قوة التحضير لزمن الحرب التي قد تشتعل فلا تُحسب نتائجها؟، وهل الرادع هو القوة العسكرية لصواريخ دقيقة يمتلكها فقط حزب الله؟، أمّ أنّ أعداء الكيان في تزايد رغم مسرحية التطبيع المعلنة؟.
هي أسئلة لا شك بأنها تُمثل هاجسًا للمتابع لتطورات المنطقة، لكنها بذات التوقيت هي تساؤلات تُشكل في ماهيتها بُعداً استراتيجيًا تمكنت قوى المقاومة من فرضه على الكيان وأذنابه في المنطقة، نتيجة لذلك فإن الحرب القادمة لن تكون كـ سابقاتها، خاصة أن حزب الله ويد السيد حسن على إحدى خرائط فلسطين في إحدى مقابلاته، تُمثل انتصارًا لن يطال شمال فسلطين فحسب، بل سيمتد عميقًا إلى الداخل الفلسطيني، وستكون له منعكسات ايجابية في المستويات كافة على كل قوى محور المقاومة.
إقرأ المزيد في: مقالات مختارة
20/11/2024
في بيتنا من يتبنّى فهم العدو للقرار 1701!
19/11/2024
محمد عفيف القامة الشامخة في الساحة الإعلامية
19/11/2024
شهادة رجل شجاع
13/11/2024