صور
محطة قطار طرابلس: 110 سنوات على تجربة التمويل الأهلي لمشاريع وطنية
في وقت يشتد الوضع الاقتصادي فيه تأزماً، وتشهد معظم القطاعات تراجعاً تقف محطة قطارات طرابلس كشاهد على نجاح تجربة فريدة من نوعها منذ 110 سنوات.
في العام 1908 قرر الطرابلسيون ربط مدينتهم بالعالم، عبر سوريا ومنها إلى تركيا وصولاً إلى فرنسا. يومها دفع الطرابلسيون من جيبهم ثمن هذه المغامرة، ورسا العرض على شركة "شوسيه" الفرنسية.
يومها، كما اليوم، كانت طرابلس خارج خارطة الوطن الذي تقوم نفس الشركة بمد سكك الحديد فيه. فكانت المحطة نموذجاً فريداً جمع ما بين التراث المعماري العثماني والتصميم الفرنسي، واطلقت صفارة الرحلة الاولى بعد ثلاثة أعوام فقط.. ففي العام 1911 تحركت أولى عجلات القطار باتجاه حمص.
ولأن المحتل لا يقبل بالاستقلال ولو عبر قطار، قامت سلطة الانتداب الفرنسي بتأميم خط سكة الحديد في العام 1920 ووضعت يدها عليه، لكن المحطة مع خروج الانتداب اممت لصالح الدولة اللبنانية في العام 1943.
اليوم ما تزال محطة القطار في ميناء طرابلس شاهدة على حجم الإهمال اللاحق بها وبالمدينة التي تمتاز بموقعها على البحر المتوسط. ونظراً لبدء دورة مشاريع الإعمار في سوريا ستلعب طرابلس دوراً مهماً وستكسب بالمقابل العديد من فرص العمل فيما لو تم تفعيل المحطة لتساهم بدورها في تنشيط عمل الميناء، وإدارة عجلة الاقتصاد فيها.
فهل من يطلق صفارة القطار لتدور معها عجلات أحلام الطرابلسيين بالعودة إلى خارطة الوطن ولو من باب محطة، أم أنه مكتوب عليهم أن يذوقوا طعم المرّ مرات ومرات، تارة بالإرهاب وطوراً بالفقر؟