إنفوغراف
الكيان المؤقت يبحث "بروفه" الهروب: لشراء جزر يونانية
كشفت تقارير اعلامية اسرائيلية عن اقتراح قدمه عضو مجلس ادارة شركة Haymanot، التابعة للصندوق القومي اليهودي، افري شطاينر، لشراء جزر في اليونان، من أجل أن تشكل مكانًا لاجلاء المستوطنين وانقاذهم من الحرب أو في حالات الكوارث. ووصف صاحب الاقتراح الفكرة بأنها بمثابة "قبة حديدية أخرى للشعب اليهودي" في اشارة الى منظومة الاعتراض الصاروخي التي تهدف الى منع وصول الصواريخ الى أهدافها.
ينبغي عدم اغفال حقيقة أن من قدَّم الاقتراح، شطاينر، هو ممثل حزب "ازرق ابيض" المشارك في الحكومة الذي يترأسه وزير الأمن بني غانتس وأنه عضو في الكونغرس اليهودي العالمي. يعكس ذلك مفهومًا يتبلور داخل المنظومة السياسية أن من ضمن الخيارات البديلة الهروب من فلسطين.
تم رفض الاقتراح من قبل أغلبية مجلس ادارة المجلس اليهودي كونه لا يملك صلاحية اتخاذ هذا القرار. وبحسب مستشارين قانونيين اسرائيليين، فإن الطرح يحتاج الى توضيحات من الناحية القانونية، وما إذا كان هناك حاجة لتشريع في الكنيست.
أقر شطاينر، صاحب الاقتراح، بأن الفكرة تبلورت في ضوء دراسة حجم المخاطر التي تحدق بالكيان الاسرائيلي، وفي محاولة اجتراح حلول في مواجهة سيناريو حرب شاملة.
لم يُخفِ صاحب الاقتراح أن خلفيته تعود الى أن صواريخ محور المقاومة الموجهة الى كيان العدو قادرة على تغطية كل الأراضي المحتلة.
يكشف هذا الاقرار عن عدم وجود ثقة بقدرة جيش العدو على حماية مستوطني الكيان، وأنه لن يكون هناك مكان آمن لهم في أي حرب واسعة.
يبدو أن الاقتراح تبلور في أعقاب عملية مسح لمناطق خارج اطار فلسطين، يمكن أن تشكل مأوى للصهاينة الهاربين، وبرز ذلك في قول صاحب الاقتراح إن هناك 40 جزيرة فارغة في اليونان ليس من المستحيل شراؤها.
اللافت في الاقتراح أنه تضمن أيضًا، البدء باعداد هذه الجزر منذ الآن عبر انشاء بنية تحتية فيها حتى تكون جاهزة للاستخدام في حال الهروب اليها.
أكد الاقتراح أن أصل فكرة الهروب من فلسطين بلغ مرحلة متقدمة من النضوج. وارتفع منسوب الجرأة للجهر بها، تحت شعار اعداد مأوى بديل خلال الحرب. وهي المقدمة اللازمة لاجتراح بديل لاحق عبر البحث عن وطن بديل.
تنبع خطورة هذا الاقتراح ايضًا من أن "اسرائيل" تتحول الى مكان غير آمن. وهو مفهوم يمثل النقيض للمشروع الصهيوني الذي يقدم "اسرائيل" كملجأ ليهود العالم. وفي حال اتساع نطاق هذا المفهوم وتكريسه سيؤدي ذلك الى رسوخ حقيقة أنه "كيان مؤقت" حتى بنظر الصهاينة أنفسهم.
المصدر: معاريف/ 16/3/2022
إقرأ المزيد في: إنفوغراف
10/09/2024