فيديو
"عين سامية" في خطر
رام الله ـ خاص العهد
يخشى المزارع الفلسطيني عوض حمايل من التهام الاستيطان مصدر رزقه وأرضه في منطقة "عين سامية" الواقعة إلى الشرق من قرية كفر مالك شرق مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وتمتاز منطقة "عين سامية" منذ القدم بطابعها الفريد والجميل ومكانتها التاريخية حيث يوجد فيها عدد من الشواهد التاريخية والمتمثلة بالقبور الرومانية والقنوات المائية التي كانت توفر المياه والمنحوتة في الصخر، كذلك طواحين القمر التي تعود للعهد العثماني وغيرها من الملامح الأثرية التي تدل على تاريخ المنطقة، عدا عن أهميتها المائية، حيث تعتبر الآبار الارتوازية في منطقة "عين سامية" موردًا أساسيًّا للمياه في مدينة رام الله والبيرة والتجمعات الفلسطينية المحيطة.
وصنفت منطقة "عين سامية" منذ اتفاق "أوسلو" المشؤوم ضمن منطقة C واتخذ الاحتلال الإسرائيلي الاتفاق ذريعة لتنفيذ أعمال العربدة والتضييق على المزارعين ومنعهم من استغلال أراضيهم الزراعية بل ومنع ترميم المناطق التاريخية مما انعكس على واقع حياة السكان في تلك المنطقة، إذ تشهد اقتحامات متكررة من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين الذين كان لهم دور أساسي في التنكيل بالمزارعين هناك، خاصة أن تلك المنطقة يوجد فيها مجموعة من البؤر الاستيطانية العشوائية التي يقطنها مجموعة من المستوطنين المتطرفين عقائدياً ودينياً.
يزرع المزارع حمايل أنواعًا مختلفة من المحاصيل حسب المواسم بين الصيف والشتاء مثل "القمح" و"العدس" و"البيكا" إضافة الى الفواكه والخضراوات.
ويقول المزارع الفلسطيني "إن مشكلتنا مع الاحتلال الذي يغلق الطريق ويمنعنا من الوصول إلى أرضنا وحصاد مزروعاتنا إضافة الى اعتداءات المستوطنين على أراضينا".
ويشير إلى اعتداءات المستوطنين المستمرة على أراضي المواطنين وحرق خيامهم واتلاف مزروعاتهم، محذرا من الزحف الاستيطاني الذي يقترب من أراضي المواطنين في عين "سامية" التي هي مصدر رزق لكثير من الناس ومصدر للآبار الجوفية ومنطقة رعي واسعة لكثير من البدو والفلاحين.
ويضيف: " نحن في خطر جراء الزحف الاستيطاني القادم علينا لينهي شغلنا ومصدر رزقنا ومنطقتنا وأراضينا ومزروعاتنا".
ويوضح أن "عين سامية" كانت تنتج 12 الف كوب من المياه يوميا، وحاليا تنتج 5000 كوب يعني اكثر من 60% من المياه مفقودة.
ويؤكد المزارع على تمسكه بأرضه وأرض أجداده، فيقول "هذه أرضنا وأرض أجدادنا ومصدر رزقنا وتاريخنا وعقلنا الجمعي مرتبط بها وحياة أجدادنا وقصصهم وتاريخهم وشغلهم".
رستم
بدوره، دق شاكر رستم رئيس مجلس قروي كفر مالك ناقوس خطر الاستيلاء على منطقة عين سامية جراء استمرار الزحف الاستيطاني، فيقول "الزحف الاستيطاني مخيف جدا خاصة ان هذه المنطقة مهمة جدا لسكان شرق رام الله".
ويشير رستم إلى وجود مستوطنين يزحفون الى هذه المنطقة على انهم رعاة اغنام للاستيلاء على منبع المياه في عين سامية.
ويعود تاريخ منطقة "عين سامية" إلى أكثر من 7000عام تقريبا، فهي تعتبر من أقدم الخرب التاريخية في العالم، أي من قدم مدينة "أريحا".