معركة أولي البأس

منوعات ومجتمع

الحقوق الثقافية في البحرين: تقويض واضطهاد
13/07/2023

الحقوق الثقافية في البحرين: تقويض واضطهاد

تحت عنوان "واقع الحقوق الثقافية في ‎البحرين"، نظّم منتدى البحرين لحقوق الإنسان ندوة الكترونية تحدث فيها الباحث عباس المرشد، والكاتب علي الديري، القيادي في جمعية "الوفاق" يوسف ربيع، والمعارض علي الفايز.

ضرب لثقافة السكان الأصليين

الباحث البحريني عباس المرشد أكد أن "ثقافة السكان الأصليين في البحرين تعاني من تهميش مُمنهج تمارسه الثقافة المسيطرة إلى حدّ يرقى إلى منطق الاحتلال والتجاهل وليس منطق الدولة والمواطنة، مستذكرًا المؤتمر الذي عقد في كانون الأول/ديسمبر ١٩٨٣ بحجة دراسة تاريخ البحرين، وأشار الى أن الهدف الحقيقي منه كان اختلاق تاريخ جديد ينسجم مع مصالح الحكم ويطمس ما يخالفها من حقائق، واللافت بأنه تزامن مع الذكرى المئتيْن لسيطرة بيت الحكم على البلاد، وأضاف "المؤتمر كرّس إبادة ثقافيّة تلاها تصفيّة للمناهج التعليمية من كل ما يؤكد أصالة الوجود الشيعي وأعلامِه وفقهائه، وكذلك تطهير الإعلام من كل ما يشير إلى الهويّة الأصيلة للبلاد، كما جرى العمل على طمس اللهجة المحكية وازدرائها في المسلسلات".

واستذكر المرشد العرائض التي رُفعت في تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٢٢ إلى الإدارة البريطانيّة، والتي تحدّث السكان فيها عن الإضطهاد الثقافي حيث سلبت العائلة الحاكمة حقوقهم ومقدراتهم وجعلتهم عبيدًا، كما أجبرتهم على العمل خلال مناسبتيْن دينيتيْن هما تاسوعاء وعاشوراء، ومن يخالف تفرض عليه ضريبة.

وشدّد المرشد على أن الإدارة البريطانيّة ساعدت الحاكم في الثلاثينات على مصادرة مسجد الخميس، الذي خرّج فقهاء شيعة، ومن ثم استهدافه تمامًا كما يحدث لمسجد صعصعة اليوم، لافتًا الى أن الحراك السياسي -تاريخيًّا- مرتبط بالاضطهاد الثقافي ومحاربة السرديات السائدة، وتابع "الاستيلاء على الأوقاف الجعفرية يأتي في سياق الحرب الثقافيّة التي يمارسها النظام اليوم لطمس الهوية الثقافيّة للبلاد، كذلك فإن هدف التدخل في شؤون المآتم والخطباء  والرقابة الصارمة عليها هو التحكم بثقافة السكان والتحكم بهويتهم، مؤكدًا أن ذلك جزء من حالة اللااعتراف التي يمارسها الحكم".

وبحسب المرشد، الكتاب الرسمي يُدرّس تاريخًا مستفزًا للجماعات الثقافيّة ويحرف مرتكزاتها الطائفيّة، كما ينتهج الإعلام الرسمي سياسة تخريب الهوية الثقافية للبلاد والتعميّة على الثقافة الأصيلة تماشيًّا مع مصالح الغرب، وهذا يؤكد تورط هذه القوى الكبرى في دعم سياسة الحكم الاقصائية.

وأشار إلى أن الهدف من إظهار ‎البحرين كبلد تعدّدي هو طمس الهوية المجتمعية الأصيلة وتسفيه خياراتها وقناعاتها بما يتقاطع مع أهداف التجنيس السياسي، خاتمًا أن سبيل المواجهة هو بنزع الاعتراف رغم كل الممارسات الاقصائيّة.


صراع الشعب البحريني مرتبط بفشل العائلة الحاكمة

كما تحدث المعارض السياسي علي الفايز عن أن واقع الحقوق الثقافية يفتح الجرح الأكبر لشعب البحرين والمتعلق بما تمارسه السلطة من محاولات لتجريده من ثقافته الأصيلة التي تتحكم بسلوكياته ومبادئه، مضيفًا "هذا الشعب البحرين أسلم طوعًا، وعُرِف بتآخيه وتعايشه وتدينه وإسلاميته، وبانقياده لخطِّ العلماء والفقهاء".

ووفق الفايز، صراع شعب البحرين اليوم مرتبط بفشل العائلة التي احتلت أرضه عام ١٧٨٣، بالاندماج معه حيث فرضت السخرة والسلب والسياسيات العدوانية، وادعت زورًا بأنها "فتحت" البحرين وجعلتها إسلامية عربية، وما صدر مؤخرًا عن أحد المنابر يعكس السيطرة الثقافيّة التي يمارسها الحكم، وما يقوم به من تسقيط للمكون الآخر أي الشيعة حتى عمد مؤخرًا إلى حذف أسماء العوائل من الوثائق الرسميّة بهدف تمزيقه وتغريبه.

الفايز لفت الى أنه "بموازة التجنيس السياسي، عملت السلطة على تهجين المجتمع بهدف تغير اللهجة والعادات والتقاليد والحدّ من حالة التدين، كما فرضت تدريس ما يخالف عقائدهم وهي تعمل اليوم على فرض التطبيع عبر المناهج وخلق حالة من التماهي مع الصهاينة، مؤكدًا أن "النظام كرس حالة أمنيّة لترهيب السكان عبر الاستدعاءات، وسعى إلى شيطانة العلماء وإسقاط جنسياتهم واعتقالهم وتهجيرهم كما حدث مع ‎آية الله الشيخ عيسى قاسم، كما طمس مهن الزراعة والتجارة والصيد المرتبطة بهوية الشعب، وعمل على التضييق على فقراء الشعب وأرزاقهم، حيث استولى المتنفذون فيه على معظم السواحل".

وشبّه الفايز سياسات الحكم بما يقوم به الصهاينة من تصفية للوجود الأصيل عبر التجنيس والتمييز والافقار وإشاعة البطالة وكل صنوف الاضطهاد التاريخي، مؤكدًا وجوب صمود الشعب في مطالبته المحقة بالمشاركة في الحكم حفاظًا على هويته، وإن لم تستجب السلطة فلا بد من الانتفاضة مهما كلفت من تضحيات وإلّا تسيّدت واندثر وجودهم وثقافتهم.

اضطهاد ثقافي مُمنهج بحقّ شيعة البحرين

ختامًا، لفت القيادي في جمعية "الوفاق" يوسف ربيع إلى ما تقوم به أبواق السلطة من الترويج بأن في البحرين تعددية، فيما تتعمد التعمية على ما يمارس من تجهيل واضطهاد ثقافي مُمنهج بحقّ المواطنين الشيعة. وتابع "إضافة إلى طمس الهوية التاريخ لمسجد الخميس وتحويله إلى معلم سياحي، قامت السلطة بتزوير تاريخ بنائه استهدافًا للوجود الشيعي الأصيل، وذلك في مخالفة صريحة للعهدين الدوليين".

القيادي في "الوفاق" لفت إلى أن النظام عمل على طمس تاريخ المدرسة المباركية العلوية ومسجد صعصعة بهدف التعمية على الأسبقية التاريخية للشيعة، كما غيّب ذكر الفقيه كمال الدين ميثم البحراني والشيخ العصفور وغيرها من الأسماء، مشيرًا إلى التحريض الرسمي الممنهج في المناهج الدراسية ما يشكل استهدافًا واضحًا للثقافة الأصيلة حيث يتم تجاهلها تمامًا، بل ويتم تكفير الشيعة وتسقيط عقائدهم والحطّ من وطنيتهم في مخالفة صريحة للدستور.

وتحدّث في الختام عن البحرين تقوم بتكليف معلمين يحملون أطروحات وعقائد وهابية بتدريس مقررات التربية الدينية حتي في المدارس الواقعة في المناطق الشيعية.

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع