معركة أولي البأس

هاشتاغ

أصوات تظن انها
16/04/2019

أصوات تظن انها "تغرد"!

سعد حمية
كلما أطل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مناسبة ما ليضع النقاط على حروف السياسة، وكلما اتخذ حزب الله قراراً ما، تتحرك ماكينة سياسية إعلامية معادية لمتابعة وتمحيص هذه المواقف وتفنيدها أو الرد عليها فتنقسم الردود بحسب المعنيين.

وثمة أصوات تنطلق للرد مباشرة والتعليق حتى قبل أن ينهي سماحته كلمته، وكأن مواقف هؤلاء معدة سلفاً تنتظر إطلاقها بمناسبة كلام سماحته. تتعدد هذه الأصوات وتتناغم فيما بينها، وكأن أصحابها يعتاشون عليها ووظيفتهم تكرار كليشيهات مستهلكة فقدت معناها أو تجاوزها الزمن بفعل الأحداث والمتغيرات المحلية والإقليمية أو على الاقل هي محل خلاف ولا تقنع الا مطلقيها!

وظيفة هؤلاء باتت مشخصة جداً وباتت معالمها واضحة أكثر من اي يوم مضى، فهؤلا "الملائكة" هدفهم "شيطنة حزب الله" بأي شكل من الاشكال وتشويه صورته وتأليب الرأي العام عليه بالرغم من أن "الحزب" لطالما أعرض عن السجالات إلا ما ندر وفي حالات خاصة لها شروطها.

هذه المجموعة، لن نخوض في ذكر أسماء أصحابها، أو أسماء تجمعاتها السياسية لأنها هي تفصح عن هويتها بمواقفها، وتتوزع على مستوى سياسي وإعلامي في لبنان وتتلقى ايضاً دعماً واسناداً سياسياً واعلامياً من الخارج.

وتتوزع هذه الأصوات على رؤساء، وزراء، نواب، وموظفين عامين سابقين، يطلقون مواقفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي فـ"ينعقون" بما يُخالف الواقعية والعقلانية وغالباً ما تكون مواقفهم مشوبة بالتوتر والعصبية تجتر مصطلحات تدل عليهم حصراً. يكفي ان تتأمل المصطلحات التي يستخدمونها حتى تحدد هوياتهم واتجاهاتهم لا بل مرجعياتهم، فهولاء بمناسبة أو من دونها تراهم يتحدثون عن "إعلان بعبدا"، وعند كل مفترق ينتظرون "النأي بالنفس"، وينامون ويستيقظون على مواجهة "الوصاية الايرانية"، كما إنهم دائماً منشغلون بصيانة "السيادة" المنتهكة من "السلاح غير الشرعي " و"الدويلة ضمن الدولة" ويدعون باستمرار إلى وضع "استراتيجية دفاعية" لكي يوفر لبنان عليه غضب المجتمع الدولي ـ وهنا المقصود اميركا ـ ويتبرمون دائماً من "اسطوانة" المقاومة التي باتت عندهم "ارهاب ونص" لطالما استجلبت العقوبات وقد تطيح حالياً "بمنّ وسلوى" مؤتمر "سيدر" وتذهب بعواطف المانحين الدوليين بعيداً عنا!!

هذه الأصوات لكي تكون مسموعة بعضها يتوسل "السوشال ميديا" إذ تجد تغريداتها "التوتيرية" يومياً حاضرة وربما عدة مرات في اليوم الواحد، وبعضها الآخر يستفيد من بعض وسائل الاعلام واستيديوهاتها المفتوحة أمام هؤلاء كي يملأوا الدنيا ضجيجاً وتحريضاً وتأليباً وفي بعض الأوقات تهويلاً.

وتتوافق سياسة هذه الأصوات مع أهداف وسياسات بعض الصحف والمواقع في لبنان التي لا هدف لها إلا التصويب على حزب الله، لذلك تُقلب صحفٌ وبعضها "عريقة" في مقالات عدة يومياً حزب الله سياسياً ومالياً واقتصادياً وعقائدياً علها تتمكن من "فك شيفرته"، وتفتح المواقع فضاءها الافتراضي لنسج وحبك حكايات تستهدف حزب الله ومقاومته في كل شاردة وواردة محاولةً توهين وإحباط عزيمة جمهوره الذي لم يكل أو يتعب من المقاومة ضد "اسرائيل" أو مقارعة الولايات المتحدة.

وغني عن القول ان هذه المواقع والعاملين فيها يتخذون التحريض سلاحاً أساسياً ضد الحزب وكوادره ووزرائه ونوابه خصوصاً في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وتردٍّ في البنى الخدماتية والاجتماعية، لوضعهم في مقام المساءلة دائماً ومطالبتهم بالتقصير في الخدمات واتهامهم بعدم الوفاء بالوعود الانتخابية وكل ذلك بهدف زرع الشكك والريبة بين الحزب وبيئته والتشكيك بمصداقيته!

وآخر ابتكارات هذه المواقع التهويل بالعقوبات الأميركية، والتركيز على أن حزب الله اعتمد لتجاوز هذه العقوبات مصادر غير شرعية (تجارة المخدرات، وغسيل الاموال، إلخ ...) وهي نفس الفكرة التي تعمل الولايات المتحدة و"اسرائيل" على تثبيتها وترسيخها في اذهان الرأي العام، والتأكيد أن الحزب في زمن بحبوحته خذل حاضنته فكيف سيوفر لهم الخدمات في زمن أزمته المالية وتضييق الخناق عليه أميركياً، إضافة الى الزعم بأن تقديم الخدمات لا يكون إلا لمحازبيه حصراً!

ولأنه لا بد من الدعم والمؤازرة لهذه الأصوات عربياً وخليجياً تفتح الصحف الخليجية الوهابية الهوى صفحاتها وفضاءها للمواقف المعادية لحزب الله وتتنقل المقالات بين صحف خليجية ومواقع لبنانية وبالعكس لنفس الكاتب، وتستضيف بشكل دوري "هذه الاصوات" بإطلالات منتظمة دورياً وغبّ الطلب للتعليق والتحليل وعرض أمنياتها عند بعض الأحداث المفصلية التي ليست في مصلحة حزب الله وحلفائه للشماتة والسخرية !!

إلى ما تقدم أعلاه، هناك اصوات أخرى إعلامية من لون واحد وأكثرهم يعيش ضمن بيئة حزب الله ولكنهم ليسوا منها، ووظيفتهم الدائمة تسخيف وتوهين وتفنيد مواقف حزب الله والبحث عن القصور والتقصير وتضخيم الامور، ولا يتورع هؤلاء عن تضمين تقاريرهم معلومات تستفيد منها مراكز الدراسات والأبحاث الاعلامية والاستخباراتية المعادية ويتولون شن حرب نفسية نيابة عن العدو نفسه وتأكيد صحة معلومات يروجها العدو في حربه النفسية وتراهم اكثر حماساً لكل انواع الحوار والتطبيع مع الكيان الاسرائيلي. لكن هؤلاء لا تخطر على بالهم مثلا الدعوة للحوار مع حزب الله او سوريا او حماس وسائر حركات المقاومة في المنطقة العربية!
هل تنتظرون ان نقول الاسماء؟ من المؤكد ان من يقرأ هذه المقالة عرف اسم كل واحد من أصحاب هذه الاصوات.

إقرأ المزيد في: هاشتاغ