هاشتاغ
ناشطون خليجيون للمعارضة السورية: نادمون على دعمكم يوماً
دمشق ـ محمد عيد
أثار الانفتاح العربي وتحديداً السعودي على دمشق عاصفة من الشتائم والاتهامات المتبادلة بين ناشطين معارضين سوريين ونظرائهم في دول الخليج العربي وتحديداً السعودية.
وإذ أنكر الناشطون المعارضون على السعودية انفتاحها على دمشق أنكر مغردون سعوديون وخليجيون على المعارضين السوريين طبيعتهم الانتهازية ورغبتهم في أن ينهض الخليج عنهم في كل شيء بعد أن أعطاهم من جانبه الفرصة تلو الأخرى من أجل تحقيق أهدافهم فيما هم يقيمون في أوروبا وتركيا وينتظر أن يخوض الآخرون عنهم معاركهم كما يقول المغردون الخليجيون.
هجوم متبادل ومستعر
ما كادت القمة العربية في جدة تختتم أعمالها وتظهر جانب الاستقبال الحافل الذي لقيه الرئيس بشار الأسد من جانب الملوك والرؤساء العرب وتحديداً ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حتى شن معارضون سوريون مقيمون في تركيا وأوروبا هجوماً شرسا على دول الخليج العربي وتحديداً السعودية متهمين إياها " بالتخلي عنهم" بعدما كانت سندا وداعما أساسيا لهم خلال سنوات طويلة من الأزمة في سوريا.
وقد استدعى ذلك ردا من ناشطين وأكاديميين ومغردين سعوديين كحال محمد انور الذي حاول اختصار المشهد عبر فيديو عن رفع العلم السوري في القمة منكراً على المعارضين انكارهم قائلا: "من لا يفتخر برفع علم بلاده في المحافل الدولية خاىن والخائن لا يؤتمن "
فهؤلاء وفق هذا الناشط الخليجي غير مؤتمنين على بلادهم وهم لا يسعون إلا لمصالحهم الشخصية فكيف يمكن للخايج أن ياتمنهم على شيء أو يعتمد عليهم وفق رأي المغرد الخليجي.
فادي مقاتل سوري سابق في صفوف المعارضة السورية يقيم حالياً في المانيا يذكر في تغريدة له كيف قاتل إلى جانب شباب سعوديين في سوريا وكيف كان هؤلاء متحمسون لإسقاط الدولة السورية قبل أن يتهم السعودية بالتنكر للمعارضة السورية بعد كل هذا الدعم السابق.
وقد شارك فادي في انتقاد السعودية الكثير من المعارضين السوريين الذين غزلوا على المنوال نفسه حين رفعوا من درجة انتقادهم للمملكة بعد انفتاحها على دمشق الأمر الذي استدعى ردوداً من ناشطين سعوديين فردت ليلى حلاني على فادي قائلة:
"في الهريبة كالارنب بدل ما تدافع عن بلدك ناطر حدا يشتغل شغلك"
وكذلك رد حساب سعودي جديد على فادي مستخفا بطروحاته التي تريد أن يقف السعوديون في الواجهة فيما ينكفئ المعارضون السوريون ليحاربوا من الفنادق الفخمة التي يقطنونها وينظروا على غيرهم :
"حارب السعوديون دفاعاً عنهم وهرب السوريون لاوروبا وتركيا ليحاضروا علينا في الشجاعة والاخلاقيات "
أما منصور باز فأشار إلى القيمة الأخلاقية المنحطة لمعارضة تصلي ليل نهار كي يضرب الأعداء بلدها فكتب:
"يفرحون إذا قصف الكيان الصهيوني وامريكا سوريا وتجدهم يتراقصون فرحا وطربا "
قبل أن يتساءل باستغراب:
"هل هذه معارضة تستحق أن يقف معها أحد ،الكل نبذها حتى حلفاؤها الذين دعموها ؟ "
وتقاطع رأي الإعلامي السعودي علي السبيعي مع كلام الباز حين قال:
" لقد أصبح كل سعودي نادماً على كل كلمة تأييد قالها بحق ما يسمى المعارضة السورية في يوم ما" .
وغرد آخر قائلا:
" معارضة فاشلة دمرت سوريا وتريد أن تلقي اللوم على السعودية ودول الخليج فيما الأسد متماسك ويحظى بدعم جيشه وشعبه " .
الاستياء من مزاعم المعارضة السورية انسحبت على شخصيات كثيرة في الخليج كله، فقد غرد الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبدالله قائلا: " بعد أن فشلت المعارضة المسلحة وغير المسلحة فشلا ذريعاً في الإطاحة بنظام الأسد أخذت تصب جام غضبها على الدول العربية وتحملها مسؤولية فشلها وتنتقد قراراً عربياً بعودة سوريا إلى محيطها العربي عانى الشعب السوري من معارضة فاشلة باكثر مما عانى من نظامه البعثي".
وكتبت الدكتورة عائشة القرشي من سلطنة عمان:
"ما تفعله المعارضة السورية من الهجوم على المملكة ليس قمة البشاعة فقط وانما قمة الغباء مثلهم يستحيل أن يحكم وإن حكم فيستحيل أن ينجح".
المعارضة البائسة
في سياق متصل أكد المحلل السياسي ابراهيم الأحمد أن المعارضة السورية قدمت أسوء نموذج يمكن أن تقدمه معارضة في التاريخ حين جعلت من نفسها منصة لاستهداف بلدها وشعبها مقابل الأموال وامتيازات زائلة.
وفي حديث خاص بموقع " العهد" الإخباري لفت الأحمد إلى أن جزءًا كبيرًا من الاعتماد الغربي على هذه المعارضة الفاشلة كان لأنها فاشلة وانتهازية فهو كان يحلم بواجهات كهذه يمد من خلال غبائها وتعنتها في عمر الأزمة السورية بعد أن يأس في الرهان عليها لأجل مشروع إسقاط الدولة السورية فراهن باتجاه إطالة الأزمة وهو ما ترجم "تصريحات غبية من قبل هؤلاء الفاسدين بأن ثورتهم مستمرة" .
وأضاف المحلل السياسي في حديثه لموقعنا بأن الاستثمار في الفاسدين يوصل إلى هذه القناعة وتعدد مصادر الارتباط الإقليمي بين دول متناحرة فيما بينها فتح " باب الاسترزاق" من أوسع أبوابه بين عصابات إرهابية محكومة بالأجندة الإقليمية المتناقضة.
وختم الأحمد حديثه لموقعنا بالتاكيد على أن صور الإرهابيين وهم يتنازعون على ملايين الدولارات التي جاءتهم من الخليج وغيره كما حصل في الغوطة مثلاً كشف إلى حد بعيد بعد هذه " الثورة" عن المبدئية التي ادعتها واوصلت قناعة لدى السعودية وغيرها من الدول العربية تقول بأن من يخون بلده فلا جدوى من الرهان عليه فيما أثبتت الأيام أن التفاف الجيش السوري حول قيادته ووجود دعم شعبي كبير للرئيس بشار الأسد قبل الأزمة وخلالها كرسا شرعيته التي حاولت المعارضة السورية إسقاطها عنه وهو الأمر الذي جعله يستقبل بهذه الحفاوة الكبيرة في السعودية وبقية الدول العربية.
إقرأ المزيد في: هاشتاغ
18/09/2024
أكثر من أي يوم مضى.. #مع_المقاومة
26/08/2024