معركة أولي البأس

فلسطين

بِدون
20/07/2019

بِدون "أوسلو"... مسجونون في وطنهم

غزة ـ خاص العهد

حظي أيمن مطر الفلسطيني بفرصة عمل معلم في إحدى مدارس دولة الكويت ولن يتمكن من السفر بسبب امتلاكه جواز سفر مصفر (من صفر).

أصحاب الجوازات "المصفرة(*)" هم من حاملي جوازات السفر الفلسطينية المؤقتة، الذين دخلوا قطاع غزة بعد عودة السلطة الفلسطينية عام 1994 بموجب ما سمي "اتفاقية أوسلو" وقدموا طلبات "لم شمل" منذ سنوات للحصول على بطاقة الهوية برقم رسمي، ولم تصدر حتى الآن أي موافقات لهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم.

وأوقفت السلطات المصرية والأردنية التعامل مع أصحاب "الجوزات المصفّرة" بحجة أنهم لا يملكون أوراقا ثبوتية تؤهلهم للسفر.

ويعيش أيمن صدمة كبيرة لعدم تمكنه من مغادرة قطاع غزة لبناء مستقبله، ويقول "أنا بلا عمل في غزة عملت المستحيل لأكون ضمن المقبولين لبعثة المعلم في دولة الكويت... من أبسط حقوق أحرم .. حسبي الله ونعم الوكيل".

ويضيف أيمن أن حقه في السفر من أبسط الحقوق المتوفرة في بقية دول العالم وكغيره من أبناء المجتمع الفلسطيني الذي ينعم بحرية السفر والتنقل دون أي عراقيل.

وتساءل أيمن " لماذا لا توجد بعد حلول لقضية أصحاب الجوازات المصفرة.. من حقنا ان نسافر ونتعالج ونتعلم ونعمل مثل أي انسان"، مشيرا إلى أنه دخل قطاع غزة عن طريق الجواز المصفر.

ويطالب أيمن السلطة الفلسطينية بإيجاد الحلول لأصحاب هذه الجوازات حتى يتمكنوا من السفر وقضاء حوائجهم .

الباز

ولم تكن السيدة سحر الباز بأفضل حال من الشاب أيمن، فقد منعها الجواز المصفر من رؤية والدها قبل أن يتوفى في العام 2009 بعد أن جاءت الى قطاع غزة وتزوجت واستقرت لوحدها دون أهلها الذين بقوا خارج الوطن.

وتقول: "يوجد نماذج مختلفة وأصحاب قصص مؤلمة من أصحاب الجوازات المصفرة ... لماذا هذا الألم الذي يزرعونه بقلوبنا... نريد حل لمشكلتنا .. كفى حسرة وحزنًا ومعاناة"، وتضيف: "من حقي أن أكون فلسطينية الهوية ومعترفًا بي في كل بلدان الوطن العربي".

وطالبت السيدة الأربعينية السلطة الفلسطينية بالتواصل مع الحكومة المصرية من أجل السماح لهم بالمرور عبر معبر رفح إلى العالم الخارجي.

ويعتصم أصحاب الجوازات المصفرة أمام مقر دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير بمدينة غزة للمطالبة بحلول جذرية وسريعة اتجاه قضيتهم التي لا زالت تستمر وتتمدد .

النجار

ويقول مثني النجار ـ صحفي فلسطيني ـ : "نحن نعتصم أمام بوابة منظمة التحرير الفلسطينية لإيصال رسالة احتجاج ومطالبة لكل الجهات المسؤولة سواء في غزة ومصر أن يوقفوا معاناة أكثر من 5000 فلسطيني يعاني الويلات لعدم الاعتراف به قانونيا ودوليا".

وعاد مثني من دولة العراق إلى غزة مع عودة السلطة الفلسطينية وبقي منذ ذلك الوقت بدون رقم وطني وحاصل على هوية زرقاء من وزارة الداخلية بغزة تمكنه من الحصول على حقوقه داخليا أمام خارجيا فلا يعترف به.

يبلغ عدد الحاصلين على جوازات مصفرة ممن لا يحملون هوية فلسطينية نحو5000 مواطن فلسطيني فاقدين لجميع حقوقهم بدءاً من فقدان حقهم بالعلاج في الخارج إلى الحرمان من رؤية الأهل خارج قطاع غزة وصولاً لفقدان حقهم الطبيعي في التعليم الخارجي .

(*) يطلق مصطلح " الجوزات المصفرة " على حامليه من النازحين بسبب الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وعادوا مع عودة السلطة الفلسطينية بموجب ما سمي "اتفاقية أوسلو" بين الأعوام 1994-2000 ولم يحصلوا على الهوية الفلسطينية ذات اللون الأخضر، لتمنحهم دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية الجواز المصفر الذي لا يحظى بصفة رسمية لكنه وسيلة لتسهيل حياتهم .

إقرأ المزيد في: فلسطين