فلسطين
الضفة الغربية.. جرائم المستوطنين تجاوزت حدّ الاعتداءات إلى مبدأ الإرهاب
وثّقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، 2161 اعتداءً نفّذته قوات الاحتلال والمستوطنون "الإسرائيليون" في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، وذلك في الضفة الغربية المحتلة.
وشددت الهيئة على أن "جرائم المستوطنين المتصاعدة، تجاوزت حدّ الاعتداءات، إلى مبدأ الإرهاب الذي ترعاه المؤسسة "الإسرائيلية" الرسمية، ولا يمكن النظر إليه باعتباره معزولًا عن السياق الاستيطاني، بل أصبح منظّمًا وتحميه "دولة" الاحتلال ببيئة تشريعية عنصرية، تُقدّم له الدعم والرعاية والحصانة".
وأردفت: "أنّ الاحتلال بات يتفنّن في اختراع أسباب قهر الفلسطينيين وتحويل حياتهم إلى جحيم وعذاب مستمر، لم يكن ليكون إلا لأن العالم توقف تمامًا عن كونه حارسًا لحقوق الإنسان، ورادعًا لمسلكيات الإجرام التي ينتهجها كيان الاحتلال الأخير على وجه الأرض والتاريخ".
كما قالت الهيئة، في التقرير الشهري الصادر اليوم الاثنين، حول انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري، إنّ "قوات الاحتلال نفّذت 1786 اعتداء، فيما نفذ المستوطنون 375 اعتداء، تركّزت مجملها في محافظات الخليل بواقع 358 اعتداء، ورام الله 342، ونابلس 328".
وأشار التقرير إلى أن الاعتداءات تراوحت بين هجمات مسلحة على بلدات وقرى فلسطينية وبين فرض وقائع على الأرض، وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراضٍ واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز عسكرية تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.
كما تركزت اعتداءات المستوطنين في محافظة رام الله والبيرة بواقع 105 اعتداءات، ونابلس 76 اعتداء والخليل 55 وقلقيلية 31 اعتداء، بحسب تقرير الهيئة.
وأكد التقرير أن المستوطنين نفّذوا 318 عملية تخريب وسرقة لممتلكات المواطنين، طاولت مساحات واسعة من الأراضي، وتسبّبت باقتلاع 969 شجرة منها 960 شجرة زيتون، 350 منها في محافظة الخليل، و328 في بيت لحم، و160 في سلفيت، و100 في نابلس و31 في رام الله.
كما أوضح تقرير الهيئة أنّ سلطات الاحتلال نفّذت الشهر الماضي 76 عملية هدم طاولت 126 منشأة، بينها 74 منزلًا مأهولًا، و4 غير مأهولة، و29 منشأة زراعية وغيرها، والتي تركّزت في محافظات جنين بهدم 47 منشأة، ثم في محافظة القدس بهدم 14 منشأة، وقلقيلية 11، وبيت لحم ونابلس 10 منشآت لكلّ منهما.
وأخطرت سلطات الاحتلال بهدم 131 منشأة تركّزت في محافظة الخليل بواقع 66 إخطارًا، ثم محافظة بيت لحم 45 إخطارًا، ورام الله 10 إخطارات.
كذلك حاول المستوطنون إقامة 10 بؤر استيطانية رعوية/زراعية جديدة منذ مطلع كانون الثاني/يناير، توزعت كالتالي: 4 بؤر استيطانية جديدة على أراضي محافظة طوباس، و3 بؤر في محافظة نابلس، و3 أخرى في قلقيلية ورام الله وبيت لحم.
الاستيطان في القدس
وفي سياق متصل، استولت سلطات الاحتلال، وفق تقرير الهيئة، على ما مجموعه 262 دونمًا من أراضي المواطنين من خلال أمري استملاك بغرض توسعة شارع استيطاني شمال القدس المحتلة، الأمر الأول استهدف ما مجموعه 258 دونمًا من أراضي المواطنين في قرى جبع وكفر عقب والرام ومخماس وقلنديا شمال محافظة القدس.
كما كشف التقرير أنّ عمليات الاستيلاء تمت من خلال أمر استملاك يهدف لإحداث عملية توسعة لشارع رقم 45 الذي يصل بين شارع 60 قرب منطقة "بنيامين" الصناعية و"كوخاف يعقوب" الاستيطانيتين، وصولًا إلى حاجز قلنديا العسكري، في حين قضى الأمر الثاني بأخذ حق التصرف بالاستيلاء على ما مساحته 4 دونمات ونصف من أراضي المنطقة لغرض توسعة شارع استعماري.
ودرست سلطات الاحتلال في الشهر الماضي أيضًا ما مجموعه 31 مخططًا هيكليًّا (إيداع ومصادقة) لغرض توسعة مستوطنات الضفة الغربية والقدس، وهدفت المخططات إلى بناء ما مجموعه 943 وحدة استيطانية على مساحة تقدر بـ9881 دونمًا من أراضي المواطنين، بحسب ما أورد التقرير.
كذلك بيّن التقرير أنّ تلك المخططات غلب عليها طابع تغيير استخدامات الأراضي داخل المستوطنات من مناطق زراعية إلى مناطق سكنية استيطانية، ممّا يكشف عن نية الاحتلال الهادفة لإحداث عمليات توسعة كبيرة ومكثّفة في المرحلة القادمة، إضافة إلى تخصيص 3 مخططات من ضمنها، بهدف توسعة منطقتين صناعيتين داخل المستوطنات، في حين هدفت مخططات داخل حدود مدينة القدس لبناء 3512 وحدة استعمارية على مساحة تقدر بـ441 دونمًا من أراضي المواطنين.