فلسطين
مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الاقصى
اقتحم مئات المستوطنين اليوم الأحد المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الصهيوني تزامنًا مع دعوات جماعات الهيكل المزعوم لاستباحته.
وقالت مصادر صحفية إن" 334 مستوطنًا اقتحموا المسجد الاقصى ونفذوا جولات استفزازية داخل المسجد واستمعوا إلى شروحات حول أسطورة الهيكل المزعوم".
وكانت قوات الاحتلال حولت القدس إلى ما يشبه الثكنة العسكرية بفعل الانتشار الواسع لعناصرها ووحداتها الخاصة وفرق الخيالة والدوريات العسكرية والشرطة المحمولة والراجلة بفعل اغلاقها للعديد من الطرق والشوارع الرئيسية في المدين لتأمين الحراسة والحماية لعصابات المستوطنين خلال اختراقهم للبلدة القديمة باتجاه حائط البراق.
وكانت قد مارست مجموعات من غلاة المستوطنين عربداتها الليلة الماضية في القدس القديمة خلال ذهابها وإيابها من وإلى باحة حائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى)، وامتدت عربداتهم الى عدد من أحياء بلدة سلوان جنوب الأقصى، خاصة التي تتواجد فيها بؤر استيطانية.
كما أدت مجموعات من المستوطنين رقصات وصلوات تلمودية عند الأبواب الرئيسية "الخارجية" للمسجد الأقصى، خاصة أبواب: القطانين، والأسباط، والحديد.
من جهتها، نددت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية باقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، مطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بضرورة وضع حد لهذه الانتهاكات التي تمس بقدسية المسجد، ومناشدة أبناء الشعب الفلسطيني بضرورة شد الرحال إلى الأقصى والاعتكاف فيه.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف حسام ابو الرب أن الاستمرار بهذه الجرائم بين الحين والآخر وبمباركة من المستوى السياسي الصهيوني وبشكل علني يلزم العالم أن يقف عند مسؤولياته، وأن يتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات .
وشدد أن المشروع الصهيوني الذي يهدف إلى تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك لن يتحقق لأن المسجد المبارك بساحاته وأروقته وكل جزء فيه، هو حق خالص للمسلمين وحدهم، ومدينة القدس ستبقى إسلامية ولن يسلبها الاحتلال هويتها مهما عمل .
من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن سلطات الاحتلال واليمين الحاكم في الكيان الصهيوني، يستغل المناسبات السياسية والأعياد الدينية لتنفيذ المزيد من الاهداف الاستعمارية التوسعية في أرض دولة فلسطين عامة، ومحطات "تحفيز" لتوسيع دائرة المشاركين في عمليات اقتحام واستباحة المسجد الأقصى المبارك، لتكريس تقسيمه الزماني ريثما يتم تقسيمه مكانيا.
وأضافت الخارجية في بيان صحفي أن الدعوات التي أطلقتها ما تُسمى بـ"هيئة منظمات المعبد" لتكثيف الاقتحامات للحرم القدسي الشريف لمناسبة عيد "الشفوعوت" في التاسع والعاشر من حزيران الجاري، تأتي في هذا السياق عبر حملة إعلامية تضليلية واسعة النطاق تُحاول إخفاء أي بعد عربي إسلامي مسيحي للمدينة المقدسة، وإبراز رواية الاحتلال التلمودية القائمة على إنكار وجود الفلسطينيين وصلتهم التاريخية والقانونية والدينية بالقدس وبالمسجد الاقصى.
وأدانت استمرار التغول الصهيوني الممنهج على المسجد الاقصى المبارك والمدينة المقدسة بشكل عام، محذرة من النتائج الخطيرة لتصعيد تلك الاقتحامات، وتداعياتها على تحويل مضمون الصراع من سياسي الى ديني بما يخدم مصالح الاحتلال الاستعمارية وحلفائه من المسيحية الصهيونية في البيت الابيض.