فلسطين
دعوات للدفاع عن المسجد الأقصى: لإشعال النار في وجه الاحتلال
توالت الدعوات الفلسطينية لتكثيف الرباط والحشد الدائم في المسجد الأقصى، وحمايته والدفاع عنه بوجه اقتحامات المستوطنين المتطرفين ومخططاتهم، خلال موسم الأعياد اليهودية، فيما دعت المقاومة الفلسطينية لتصعيد المواجهة مع العدو الصهيوني. فقد أطلقت فصائل وقوى وفعاليات مختلفة خلال الأيام الأخيرة دعوات للاحتشاد في الأقصى والرباط في داخله، تزامنًا مع دعوات للمستوطنين للمشاركة بقوة في الاقتحامات. وأوضحت الدعوات أن الاحتلال ومستوطنيه يُصَعّدون من اقتحاماتهم شكلًا ومضمونًا، وأن الرباط المكثف للمسلمين هو الرادع الحقيقي لصدِّ هذه الاقتحامات.
خطيب المسجد الأقصى
خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أكد أنه لا يجوز ترك المقدسيين وحدهم في ميدان الدفاع عن الأقصى.
وقال الشيخ عكرمة في تصريح له إن الاحتلال يعمل على فرض السيادة اليهودية على الأقصى تدريجيًّا، من خلال زيادة وتيرة اقتحامات المستوطنين عامًا بعد عام. وأشار إلى أن الاحتلال حول مدينة القدس والمسجد الأقصى لثكنة عسكرية، ويريد أن تمر اقتحامات المستوطنين دون مواجهة.
ودعا خطيب الأقصى لعدم الاستسلام في الدفاع عن المسجد المبارك، والرباط فيه بأعداد كبيرة لصد اقتحامات المستوطنين.
ولفت إلى أن المستوطنين يستبيحون قدسية المسجد الأقصى، ويعدُّونه هيكلهم المزعوم.
وشدد الشيخ عكرمة على ضرورة وجود تحرك من الدول العربية والإسلامية، لنصرة المسجد الأقصى وحمايته من الاحتلال.
حماس
بدورها، أكدت حركة "حماس" ومن خلفها الفصائل الفلسطينية، متابعتها لِمَا يجري في المسجد الأقصى. وقالت، في بيان ألقاه عضو مكتبها السياسي محمود الزهار، إن استمرار عدوان الصهاينة ووحشيتهم بحق القدس والمقدسات سيكون سببًا في معركة كبرى نهايتها زوال الاحتلال، محمّلًا العدو المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الانتهاكات، وإمكانية جرّ المنطقة كلّها إلى حرب دينية مفتوحة.
وقال الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع إن مشاهد جماعات المستوطنين المتطرفة في اقتحامها للأقصى تمثل انتهاكًا صارخًا لحرمته وقدسيته، ويجب أن تستفز العرب والمسلمين وتدفعهم لنصرته وحمايته من التهويد والتقسيم. وأكد أن طوفان الاقتحامات الواسعة يتطلب إسناد شعبنا وتعزيز صموده ومضاعفة الرباط وشد الرحال للأقصى، مشددًا على أنه بالصمود والاستبسال ستفشل مخططات الاحتلال.
واعتبر أن المرابطين في ساحات الأقصى والمعتكفين بداخله في ملحمة بطولية لحمايته، وإفشال اقتحامه وتدنيسه، وشعبنا معهم وخلفهم لفرض إرادتهم.
في حين دعا الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن مدينة القدس، محمد حمادة، جماهير الشعب الفلسطيني إلى مواصلة النفير والحشد طيلة ساعات اليوم وفي الأيام القادمة، والتصدي بكل قوة للاقتحامات الصهيونية، ومخططات تدنيس المسجد الأقصى، وإقامة الطقوس التوراتية في باحاته.
وأشاد حمادة في تصريحات بصمود المقاومين والمرابطين وبسالتهم، مضيفًا أن "مخططات المستوطنين ومؤامراتهم في تغيير معالم الأقصى وتقسيمه والسيطرة عليه لن تفلح، وسيبقى المسجد إسلاميًّا خالصًا رغم أنف الاحتلال".
وشدد على أن المسجد الأقصى والمرابطين فيه بحاجة إلى "دعم وإسناد حقيقي في وجه هذا الطوفان من الانتهاكات الصهيونية، وتدارك الموقف قبل انقضاض المستوطنين على ما تبقى لشعبنا من سيادة في قدسه وأقصاه، وهذه مسؤولية تقع على عاتق جميع الأحرار في العالم".
الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين
أما الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين فرأت أنّ استمرار العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى، يتطلّب أعلى اسناد للمعتصمين في المسجد وأوسع وحدة ميدانية من أجل إشعال النار في وجه الاحتلال ومستوطنيه.
واعتبرت أن صمت المجتمع الدولي يدفع الاحتلال للاستمرار في الانتهاكات والاعتداءات على شعبنا ومقدّساته الإسلاميّة والمسيحيّة.
ودعت كافة الشعوب العربيّة إلى التحرّك الفوري والعاجل لنصرة مدينة القدس والمسجد الأقصى. ووجهت التحيّة لجماهير شعبنا في مدينة القدس والداخل المحتل عام 1948، الذين يتصدون بإرادة وعزيمة لكل أشكال الاعتداءات والممارسات الصهيونيّة.
الجهاد الاسلامي
وفي السياق، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب ضرورة تصعيد المواجهة مع العدو الصهيوني، وتكثيف العمليات الفدائية البطولية، لاستهداف كل مستوطن يقترب من المسجد الأقصى المبارك.
ودعا إلى تفعيل عمليات الطعن والدعس وإطلاق النار، والتحشيد والرباط في المسجد الأقصى المبارك، لمواجهة اقتحامات المستوطنين، مشددًا على ضرورة ألا يرى المستوطنون إلا القوة من الفلسطينيين.
وأوضح شهاب أن الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى المبارك، محاولات من العدو لاستغلال فترة الأعياد اليهودية لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى كما حدث في الابراهيمي. وأشار إلى مساعيه للتقسيم الزماني والمكاني في الأقصى من خلال السماح للاقتحامات الصهيونية بهذه الأعداد الكبيرة.
واعتبر أن الاحتلال يحاول السيطرة على هذا المكان المقدس رغم أنهم يدركون تمامًا، أنه لا يوجد لليهود أي حق سواء ديني أو غير ديني في الأقصى المبارك والقدس ولا أي ذرة من تراب فلسطين.
وقال إن ما يجري في المسجد الأقصى، يدفعنا كفلسطينيين وعرب ومسلمين إلى التمسك بفلسطين وكل ذرة من ترابها، ومواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني الذي يريد تدنيس المسجد الأقصى المبارك عبر بوابات التطبيع، وإفساد أرض المسلمين والمقدسات الإسلامية.
وأضاف أن الاحتلال يريدها حربًا دينية في المنطقة من خلال الاستهداف المستمر للقيم الإسلامية، والمساجد والعقيدة والهوية كمسلمين.
حركة فتح
من جهتها، دعت حركة "فتح" جماهير الشعب إلى النفير العامّ، والتصدّي لاقتحامات الجماعات اليهوديّة المُتطرّفة والمستوطنين للمسجد الأقصى المُبارك، وباحاته، ومنعهم من أداء صلواتهم "التلموديّة"، والنفخ بالبوق، وتقديم القرابين، ومسيراتهم الاستفزازيّة، خلال "الأعياد اليهوديّة".
وأكّدت حركة "فتح" أنّ اقتحامات الجماعات اليهوديّة المُتطرّفة والمستوطنين تأتي ضمن محاولات التهويد للمدينة المقدّسة، عبر الاستباحة الدائمة للمسجد الأقصى وباحاته، وممارسة الطقوس "التلموديّة"، والاعتداء على المُرابطين فيه، وذلك بالتواطؤ مع حكومة الاحتلال المتطرّفة وشرطته وجيشه.
وبيّنت أنّ المسجد الأقصى وباحاته هي حق خالص للفلسطينيين، مؤكدة أهمية قضية القدس.
إقرأ المزيد في: فلسطين
24/11/2024