فلسطين
الحركة الأسيرة: سنبدأ إضرابنا المفتوح بألف أسير فلسطيني الخميس
في ظل الهجمة الشرسة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها، أعلنت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال أنَّها على بعد ساعات من شروعها في معركة الأمعاء الخاوية إلا من الإيمان بحق الأسرى بالحرية والعيش بكرامة واستقلال.
وأشارت اللجنة في بيانها الرابع منذ بدء معركتها مع السجّان إلى أنَّ "هذه المعركة التي نخوضها لنضع حدًّا لتنصل السجان من التفاهمات، ولوقف هجمته التي تهدف للتنكيل بنا والنيل من منجزاتٍ حققناها عبر دماءٍ سالت وآلاف الأطنان من اللحوم البشرية في عشرات الإضرابات، لنعيش حياةً -رغم قسوتها- كريمةً عزيزة، كريمةً بكرامة القضية التي دفعنا أعمارها في سبيلها، قضيةً محورها القدس ومدارها فلسطين".
وأضافت: "نخوض معركتنا "موحدين في مواجهة السجان" بقيادة وطنية تمثل فصائل شعبنا؛ متسلحين بوحدة حقيقية في خندق مقاومة صلف السجان وحقده، وسنبدأ إضرابنا بـألف مضرب كدفعة أولى يوم الخميس القادم "الأول من أيلول/سبتمبر"، مع استمرار بقية الأسرى في حالة حل الهيئات التنظيمية، وإبقاء حالة التمرد على قوانين السجان مستمرة".
وأكَّدت اللجنة أنَّ "الوحدة التي جسَّدها الأسرى داخل السجون يجب أن تنتقل وتؤسس لوحدة خارج قلاع الأسر، هذه الوحدة التي عنوانها حرية شعب وأرض فلسطين، والتي تُثبت أن العدو واحد وأنه لا مكان للفرقة والتشرذم في مواجهته، والتي تؤكّد أن الوحدة الوطنية يمكن تحققها إن توفرت الإرادة الحقيقية لذلك من كافة الأطراف".
ولفتت إلى أنَّ "هذه المعركة التي فُرضت علينا لن نقبل إلا بتتويجها بالنصر المبين، ونحتاج لجهاد كل مخلص من أبناء هذا الوطن، فأنتم درعنا الحامي وظلنا الممتد وسندنا في مواجهة السجان، ونخص بالذكر طلبة المدارس والجامعات، ونقاباتنا المهنية، ومؤسساتنا الحقوقية، فالجميع مدعو للضغط على الاحتلال بكافة الأدوات والإمكانيات المتاحة حتى يستجيب لمطالبنا، ولنشارك جميعًا في فضح سياساته العنصرية والحاقدة ضد أسرانا العظام".
وشدّدت اللجنة على أنَّ "صور الأسير البطل خليل عواودة التي ظهر فيها في حالة صحية صعبة؛ لهي أكبر دليل على عنجهية هذا العدو اللئيم، وهي في ذات الوقت أكبر دليل على ثبات وعزيمة الأسير الفلسطيني وعناده في مواجهة السجان لنيل حقوقه".
يوم واحد تبقّى على موعد شروع الأسرى بالإضراب عن الطعام
ويواصل الأسرى منذ عشرة أيام سلسلة من الخطوات التي تندرج ضمن خطوات "العصيان والتّمرد" على قوانين إدارة السجون، ومن المفترض اليوم أن يتم إغلاق كافة الأقسام، كخطوة إضافية.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال أكثر من 4500 أسير، من بينهم 32 أسيرة، ونحو 175 طفلًا، وأكثر من 730 معتقلًا إداريًّا.
وفي شهر شباط/ فبراير من العام الجاري، قرر الأسرى الشروع في سلسلة خطوات نضالية، بعد جملة من الإجراءات التّنكيلية التي أعلنت عنها إدارة السّجون بعد شهر أيلول/سبتمبر العام الماضي، أي بعد تاريخ عملية "نفق الحرية"، وكان أبرز هذه الإجراءات تغيير نظام "الفورة" أي الخروج إلى ساحة السّجن، والتضييق على الأسرى من ذوي الأحكام العالية، وتحديدًا المؤبدات، واستهداف منجزات الحركة الأسيرة وأبرزها البنى التنظيمية.
وفعليًا إنّ جزءًا من هذه الإجراءات كانت قائمة بالأساس بمستوى معين، والتي ارتبطت أساسًا خلال السنوات القليلة الماضية، بما أقرّته لجنة "أردان" عام 2018 من إجراءات تنكيلية للتضييق على الأسرى، ولاحقًا بتوصيات اللجنة التي شكلت بعد عملية "نفق الحرية"، والتي خرجت بتوصيات انتقامية من الأسرى.
ونفّذ الأسرى على مدار هذه الفترة سلسلة من الخطوات النضالية بلغت ذروتها بعد شهر أيلول العام الماضي، مع تضاعف الهجمة بحقّهم، وبعد خطواتهم التي استمرت نحو شهرين منذ بداية شهر شباط/فبراير حتى 24 آذار/مارس، وفي هذا التاريخ، علّق الأسرى خطواتهم قبل يوم من الموعد الذي كان محددًا للشروع بإضراب مفتوح عن الطعام وهو ال 25 من آذار/مارس الماضي، بقرار من لجنة الطوارئ العليا للأسرى التي شُكّلت باسم كافة الفصائل، بعد اتفاق تم بين الأسرى وإدارة السجون، والذي جاء نتاج جلسات "حوار" شاقة جرت على مدار شهرين، إلى جانب خطواتهم النضالية.
ومؤخرًا عادت إدارة السّجون للتلويح ببعض الإجراءات ومضاعفة بعضها، الأمر الذي فرض على الأسرى حتمية استئناف المواجهة من جديد عبر تفعيل خطواتهم النضالية، والتي ستنتهي يوم غد بإضراب عن الطعام ينفذه الأسرى يوم الخميس بمشاركة كافة الفصائل في السّجون.