فلسطين
على وقع تصاعد المقاومة.. الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ46 ليوم الأرض
وسط تصاعد العمليات الفدائية ضد الاحتلال "الإسرائيلي" الذي استباح كافة الأراضي الفلسطينية وخاصة الداخل المحتل والنقب، وانتهاكاته للأراضي الفلسطينية، يُحيي الفلسطينيون اليوم الأربعاء 30 آذار/مارس 2022 الذكرى السادسة والأربعين "ليوم الأرض"، بمسيرات جماهيرية حاشدة في كافة الأراضي الفلسطينية "قطاع غزة والضفة والقدس والداخل المحتل".
وستنطلق مسيرات جماهيرية حاشدة من مختلف محافظات قطاع غزة اليوم الأربعاء، بعد صلاة الظهر، متوجهة إلى ميناء غزّة حيث سيبدأ المهرجان المركزي الساعة 2 ظهرًا بتنظيم من الهيئة الوطنية لدعم وإسناد "شعبنا في الداخل".
بالموازاة، وفي الداخل المحتل، ستنطلق مسيرة حاشدة من سخنين عند الساعة 2:30 ظهرًا، وتلتحم مع مسيرة عرابة الساعة 4 عصرًا، وتكمل المسيرة حتى دير حنا حيث يقام المهرجان المركزي الساعة 5 مساءً.
أمَّا الضفة المحتلة ستُحيي فعاليات نقاط التماس مع الاحتلال والتي من المتوقع أن تشهد مواجهات وفعاليات شعبية.
وفي القدس المحتلة، أطلقت دعوات للاحتشاد في المسجد الأقصى المبارك لحمايته والدفاع عنه، وتنظيم فعاليات شعبية زخمة لتأكيد التمسك بأراضيهم وديارهم ضد عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" واعتداءات المستوطنين المتطرفين الذين يخططون لمسيرة ضخمة في منتصف شهر رمضان الفضيل، ما يُنذر بأجواء من التوتر والتصعيد في مدينة القدس، وبقية أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
لماذا يوم الأرض؟
قبل 46 عامًا، وفي مثل هذا اليوم، الذي يصادف 30 آذار، تأجّج الرفض الفلسطيني للاحتلال ليوحّد المدن والقرى الفلسطينية، وليعلن الشعب المقاوم إضرابًا شاملًا لدحر النهج العنصري في مصادرة الأرض وتهويدها، لتنبعث من الجليل الفلسطيني شرارة يوم الأرض رفضًا للغريب المحتل.
لكنّ الرد "الإسرائيلي" كان دمويًا لا يتناسب مع حركة شعب سلمية تناشد العالم وقف تسريب أرضه للإسرائيليين، فأعملت قوات الاحتلال قتلًا وإرهابًا بالفلسطينيين، واقتحمت مدعومة بالدبابات والمجنزرات، القرى والبلدات العربية الفلسطينية، وشرعت بإطلاق النار عشوائيًا، ليرتقي ستة شهداء، ويصاب العشرات بجراح، إضافة إلى اعتقال ما لا يقل عن 300 فلسطيني.
ويتقاطر الفلسطينيون في عموم فلسطين المحتلة كل عام لتنظيم المسيرات والتظاهرات والأنشطة الزاخرة لإحياء الذكرى المُصادفة للثلاثين من آذار/مارس لعام 1976، وذلك في ظلّ توصية معهد الأمن القومي "الإسرائيلي" لحكومة الاحتلال باتخاذ إجراءات لتهدئة الأوضاع خلال شهر رمضان.
وتأتي "معركة الأرض" على وقع السياسة "الإسرائيلية" التي تسببت في نهب أكثر من 60 % من مساحة الضفة الغربية، مقابل احتكام الفلسطينيين على أرض أقل بنسبة 15 % منها، بما يبدّد حلمهم بإقامة دولتهم المنشودة.
وأدت سياسة التهويد "الإسرائيلية" إلى تهجير زهاء 14500 مواطن مقدسي قسرًا من مدينتهم، تمهيدًا لسيطرة ما يزيد على 700 ألف مستوطن ضمن الأراضي الفلسطينية المسلوبة، بعدما باتت المساحة الخارجة عن يد الاحتلال "مفكّكة" بالطرق الاستيطانية الالتفافية والحواجز العسكرية والمستوطنات المترامية ضمن 503 مستوطنات، منها 29 مستوطنة في مدينة القدس المحتلة، بحسب تقرير للأمم المتحدة.