فلسطين
الاحتلال يواصل التجريف في النقب ودعوات فلسطينية لـ"تصعيد النضال"
واصلت قوّات الاحتلال عمليات التجريف في منطقة أراضي عائلة الأطرش في النقب الفلسطيني المحتل، وسط دعوات فلسطينية لتصعيد النضال في وجه الاحتلال وآلياته العسكرية، فيما باشرت آليات الاحتلال عمليات التجريف قرب قرية سعوة في النقب، وأطلقت قنابل الغاز واعتقلت عددًا من الشبان الذين تصدّوا لها، بينما يترقّب الأهالي هناك تصعيدًا محتملًا، بعد يومين من التجريف والاعتقالات التي طالت نحو 20 مواطنًا، بينهم نساء وأطفال.
وتجري عمليات التجريف وحملات الاعتقال بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وسط أوضاع سيئة للغاية في منطقة نقع بئر السبع، حيث تتعامل قوات الاحتلال مع المحتجين بعدائية وهمجية وتستفز الشبان وتعتدي عليهم وتستخدم كل الوسائل لقمع المتظاهرين السلميين، وقد أفادت مصادر محلية أنّ قوات الاحتلال تستعين بالخيول والكلاب في عمليات الاعتقال، وكذلك "التراكتورونات" وسيارات رش المياه العادمة وقنابل الغاز المسيّل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين.
وسط هذا، أُطلقت دعوات لتصعيد النضال ودعت مؤسسات وناشطون في جنوب فلسطين المحتلة، كافة أبناء النقب خصوصًا، والمجتمع العربي بقياداته وناشطيه السياسيين، للتوجه إلى قرية الأطرش والوقوف إلى جانب الأهالي ونضالهم المشروع، وأكدوا على ضرورة المشاركة في المظاهرة الاحتجاجية المقررة يوم غد الخميس، وتصعيد النضال في وجه الآليات "الإسرائيلية" وقوات الاحتلال.
وفي السياق، أعلن المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عن الإضراب الشامل بما يشمل جميع المدارس في القرى غير المعترف بها والمجالس الإقليمية في النقب، وذلك "تضامنًا معَ الأهل الذين تُصادر أرضهم ويُعتدى عليهم".
من جهتها، قرّرت لجنة التوجيه رفع سقف مطالبها "بحيث تجاوزت وقف التحريش إلى الاعتراف الفوري بقرى منطقة النقع"، التي تمتد مساحتها على 45 ألف دونم، ويعيش عليها 30 ألف فلسطيني من بدو النقب.
وتشهد منطقة أراضي النقع الواقعة شرقي مدينة بئر السبع وبلدة تل السبع، في المنطقة المسماة تاريخيًا "منطقة السياج"، مواجهات بين أهالي ست قرى بدوية، وقوات الاحتلال.
وللإشارة، وخلال السنوات الأخيرة الماضية، اتخذت قوات الاحتلال من عمليات التشجير في قرى النقب "غير المعترف بها" أداة لمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية والاستيلاء عليها، قبل أن تتوقف في عام 2020 على خلفية مواجهات مع سكانها، وتحت ستار "تحريش الصحراء"، تهدف المخططات "الإسرائيلية" إلى سلخ وتجريد سكان النقب العرب، وخاصة في القرى غير المعترف بها، عن أراضيهم وتحريجها بأشجار حرجية، لمنعهم من دخولها واستعمالها.
وبدأت قوات معززة من جيش الاحتلال، وخاصة ما يسمى بـ"الدوريات الخضراء"، بالتوغل في أراضي القرى العربية الست: المشاش، الزرنوق، بير الحمام، الرويس، الغراء، وخربة الوطن، ترافقها قوات من الخيالة والكلاب البوليسية لمنع الأهالي من الدفاع عن أراضيهم.