فلسطين
الفصائل الفلسطينية ترفض لقاء عباس - غانتس: إهانة لدماء الشهداء والجرحى
بعد ساعات على اللقاء "المخزي" الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بوزير الحرب الصهيوني بني غانتس على وقع الجرائم الصهيونية اليومية بحق الفلسطينيين، استنفرت الفصائل الفلسطينية معلنةً عن رفضها واستنكارها الشديدين للقاء الذي تم الليلة الماضية في منزل غانتس بـ"تل أبيب"، واصفةً إياه بالجريمة الوطنية التي تؤكّد استمرار تمسك السلطة بالوهم.
وأكّدت الفصائل في تصريحات منفصلة أنّ زيارة عباس لغانتس في ظل العدوان المتواصل، هي إهانة لدماء الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى، محذرة من التداعيات الخطيرة لهذا اللقاء مع تمسك السلطة بالتنسيق الأمني مع الاحتلال.
وتعقد الفصائل الفلسطينية قبل ظهر اليوم اجتماعا لبحث الخطوات الوطنية للرد على لقاء عباس وغانتس.
وكان عباس قد التقى غانتس، وأكد الأخير في بيان له أنه ينوي مواصلة تعزيز إجراءات "بناء الثقة"، مشددا على "الاهتمام المشترك في تعزيز التنسيق الأمني والحفاظ على الاستقرار الأمني ومنع الإرهاب والعنف".
"حماس": لقاء يكشف الانحدار الكبير للسلطة ورئاستها
من جهتها، استنكرت حركة "حماس" لقاء عباس - غانتس، "الذي يأتي في ذكرى العدوان الذي تعرّض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة عام 2008".
وقالت "حماس" في بيان لها إنَّ هذا اللقاء "الحميمي" وتبادل الهدايا الذي تمّ بين زمرة التنسيق الأمني وجيش العدو، يكشف مجدّدًا الانحدار الكبير "الذي وصلت إليه هذه السلطة ورئاستها في التعاون مع العدو وملاحقة المقاومين والأحرار من أبناء شعبنا، والذي أدّى مؤخراً إلى استشهاد أمير اللداوي وحمزة شاهين"، محذرة من الانزلاق الخطير في مراعاة مصالح العدو واحتياجاته مقابل محافظة الاحتلال على بقاء سلطة التنسيق الأمني، كياناً وظيفياً بلا أيّ مضمون.
وأدانت الحركة مثل هذه اللقاءات التي لا تخدم إلاّ العدو، مشددةً على أنه كان على رئيس سلطة أوسلو أن ينحاز إلى شعبه، ويلتقي بالكل الوطني، لاتخاذ الخطوات العملية التي تضمن تعزيز عوامل قوَّة شعبنا، والاستناد إليها للخلاص من الاحتلال.
وأوضحت الحركة أن "القيادة المتنفذة في سلطة أوسلو لم تعد تهتم أو تراعي أحوال شعبنا الفلسطيني ومصالحه وحقوقه، بل تمعن في إدارة ظهرها لكلّ القضايا الوطنية التي تخدم الشعب وتطلعاته في الوحدة والتحرير والعودة"، معتبرة أن "هذا اللقاء هو استفزاز لجماهير شعبنا الفلسطيني الذين يتعرّضون يومياً لحصار ظالم في قطاع غزّة، وتصعيد عدواني يستهدف أرضهم وحقوقهم الوطنية ومقدساتهم في الضفة الغربية المحتلة والقدس، كما يمثّل استهتاراً بمعاناة الأسيرات والأسرى في سجون العدو الذين يُمارس ضدّهم أبشع أنواع الانتهاكات".
ودعت الحركة "جماهير شعبنا الفلسطيني وكل قواه الوطنية الحيّة، إلى إعلان رفضها وإدانتها هذا النهج المدمّر والانحدار السحيق في مستنقع الرضوخ للاحتلال، وتنفيذ أجنداته ومخططاته"، مبينةً أن "الشعب الفلسطيني، يستحق قيادة وطنية صادقة مخلصة، قادرة على حماية حقوقه وثوابته الوطنية والدفاع عنها، وتعبّر عن تطلعاته في انتزاع حقوقه، وتحرير أرضه والعودة إليها".
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في تصريح صحفي إن اللقاء "مرفوض وشاذ عن الروح الوطنية عند شعبنا الفلسطيني"، مشيرا إلى انه "يتزامن مع هجمة المستوطنين على أهلنا في الضفة الغربية ويُشكل طعنة للانتفاضة في الضفة".
وأضاف قاسم إن "سلوك قيادة السلطة يعمق الانقسام الداخلي، ويشجع بعض الأطراف في المنطقة التي تريد أن تُطبع مع الاحتلال، ويُضعف الموقف الفلسطيني الرافض للتطبيع".
"الجهاد الإسلامي": لقاء "التنسيق الأمني" يُكرّس الدور الوظيفي للسلطة
بدورها، أدانت "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" بشدة لقاء التنسيق الأمني الذي عُقد الليلة الماضية، مؤكدة أن اللقاء جاء "تكريسا للدور الوظيفي للسلطة التي تبحث عن حلول للخروج من أزماتها وعجزها وفشلها، على حساب مصالح شعبنا وحقوقه وقضيته الوطنية".
وقالت الحركة في بيان لها إن "لقاء بهذا المستوى جاء في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا لواحدة من أشد الهجمات الإرهابية التي يقودها اليمين المتطرف وينفذها جيش الاحتلال الذي يتلقى التعليمات من غانتس"، مضيفة: "لم يلتفت رئيس السلطة ومعاونوه إلى الدعوات الوطنية بتشكيل قيادة موحدة للتصدي للاستيطان والإرهاب والتهويد، وراح يسعى للقاء قادة العدو والتودد لهم وتبادل الهدايا معهم والاتفاق على تعزيز التنسيق الأمني مقابل حفنة من الرشاوى المغلفة بالعبارات التضليلية وتسويق الأوهام".
ورأت أن هذا اللقاء يشكل انحرافا خطيرا عن الإجماع الوطني وتجاوزا لإرادة الجماهير المنتفضة في وجه الارهاب اليهودي والاستيطاني الذي لم يُبق منطقة في الضفة والقدس إلا وجعلها هدفا لمشاريع الضم الاستعماري، وقالت إنها "محاولة في سياق مؤامرة خطيرة لا تختلف كثيرا عن "صفقة القرن" التي واجهها شعبنا وأسقطها بوحدته وثباته".
ودعت الحركة إلى "موقف وطني لحماية الإجماع الرافض للتنسيق الأمني وعودة المفاوضات بأي شكل وتحت أي مبرر، والحفاظ على وصايا الشهداء والإرث التاريخي المقاوم ومشروع التحرير الوطني الذي يخوضه شعبنا"، مطالبة القوى الحية والمخلصة بالتصدي لتداعيات هذا اللقاء.
"فتح": هذا اللقاء يأتي باتجاه واحد لصالح الاحتلال
من جهته، أكّد ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري والقيادي في تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة "فتح" أن "هذا اللقاء يعتبر تنازلا دبلوماسيا وسياسيا من قبل عباس بعد أن رفض رئيس وزراء دولة الاحتلال نفتالي بينيت لقاءه، وهو تأكيد على انخفاض الوزن السياسي للقيادة الفلسطينية على الساحتين الاقليمية والدولية".
ولفت دلياني إلى أن "هذا اللقاء يأتي باتجاه واحد لصالح الاحتلال، بدليل أنه في الوقت الذي كان عباس يتبادل الهدايا مع غانتس، كان جيش الاحتلال يقتحم مناطق (ا) في البيرة على بعد بضع مئات من الامتار من منزل ومكتب ابو مازن في مقارنة تفضح طبيعة هذه العلاقة بين الاحتلال والسلطة"، مؤكدا أنه "سيكون لهذه العلاقة آثار سلبية على المدى الطويل، وستزيد من فقدان ثقة الشعب الفلسطيني بالسلطة وبالتالي التقليل من قدرة السلطة على ضبط الأمور من الناحية الأمنية".
"الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين": اللقاء يعطي مساحة أكبر للاحتلال للتمادي بارتكاب الجرائم
من جهتها، اعتبرت "الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين" أن "هذا اللقاء يأتي في ظل الهجمة المسعورة من قِبل الاحتلال ومستوطنيه على مدن وبلدات وقرى الضفة وشعبنا فيها إمعاناً في الوهم والرهان على السراب وتنكّرًا لدماء الشهداء وعذابات الأسرى وكل ضحايا الكيان وقواته التي يقودها غانتس".
وشدّدت الجبهة في بيان لها على أنّ "هذا اللقاء المرفوض والمتعاكس مع المواقف والمطالب الوطنية يؤكّد أنّ رأس السلطة ما يزال يراهن على استجداء المفاوضات سبيلاً وحيدًا لحل الصراع "الفلسطيني – الإسرائيلي"، ويستمر في تجاوز القرارات الوطنيّة الصادرة عن المجلسين الوطني والمركزي وعن اجتماع الأمناء العامين بالانفكاك من الاتفاقيات الموقّعة مع الاحتلال ووقف أشكال العلاقة السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة معه".
ودعت إلى "ضرورة تكاتف كل الجهود الوطنيّة من أجل وضع حدٍ لهذا الهبوط الذي يضر أولاً بالقضية الفلسطينيّة التي أعادت المقاومة فرضها أمام العالم كقضيّة تحررٍ وطني إبان معركة سيف القدس، التي وحدّت شعبنا وشعوب العالم ووفّرت أوسع حالة تضامن دوليّة مع شعبنا".
ورأت الجبهة أنّ "هذا اللقاء المرفوض والمدان يعطي مساحة أكبر للاحتلال ومجرميه وعلى رأسهم غانتس للتمادي بارتكاب الجرائم ضد شعبنا وتوسيع الاستيطان على أوسع مساحة من أرضنا بما يعمّق احتلاله".
وأكدت أنّ "مثل هذه اللقاءات تضرب مصداقيّة أي تصريحات وتهديدات يطلقها أبو مازن بشأن مستقبل الاتفاقيات والعلاقة مع دولة الاحتلال، وتؤشّر إلى السقف السياسي الذي يمكن أن يصدر عن دورة المجلس المركزي القادمة، عدا عن أنّه يعطّل الجهود التي تبذل فلسطينيًا وعربيًا لاستعادة الوحدة وتحشيد طاقات شعبنا لمقاومة مخطّطات تصفية قضيته الوطنيّة".
"لجان المقاومة في فلسطين": شعبنا سيواصل مقاومته وثورته حتى العودة والتحرير وتطهير مقدساته
من ناحيتها، اعتبرت لجان المقاومة في فلسطين لقاء عباس وغانتس "جريمة وطنية واهانة لدماء الشهداء وعذابات اسرانا في سجون العدو الصهيوني"، وقالت إن "استمرار رهان قيادة السلطة على المفاوضات و"السلام" مع العدو الصهيوني الذين يمارس ابشع الحرائم الفاشية بحق كل مكونات الشعب الفلسطيني هو محاولة لبيع الاوهام من جديد لشعبنا الفلسطيني".
وأضافت اللجان في بيان لها أن "سلوك السلطة بالإصرار على جريمة التنسيق السياسي والامني مع العدو الصهيوني يشرعن ويشجع التطبيع العربي مع الصهيوني"، مشددة على أن "شعبنا سيواصل مقاومته وثورته وقي مقدمتها المقاومة المسلحة ضد العدو الصهيوني حتى العودة والتحرير وتطهير مقدساته".
"حركة الأحرار": إمعان في السقوط الوطني والأخلاقي وطعنة جديدة لتضحيات شعبنا ونضاله
من جانبها، أكدت حركة الأحرار أن "لقاء عباس- غانتس هو إمعان في السقوط الوطني والأخلاقي وطعنة جديدة غادرة لتضحيات شعبنا ونضاله".
وقالت "الأحرار" في بيان لها إن "هذا اللقاء المرفوض على كل الأصعدة والمستويات هو استمرار لسياسة الغدر والخيانة لدماء الشهداء والاستقواء بالاحتلال للحفاظ على بقاء السلطة خشية انهيارها بعد فشل مشروعها السياسي العقيم، وكذلك لكبح جماح شعبنا واستهداف مقاومته في ظِل تنامي وتصاعد بطولاتها في الضفة بالعمليات البطولية النوعية والفردية".