معركة أولي البأس

فلسطين

كابوس العمليات الفدائية: لن تغفو عين المُحتل
08/12/2021

كابوس العمليات الفدائية: لن تغفو عين المُحتل

عادت العمليات الفدائية في الضفة الغربية والقدس المُحتلتيْن إلى الواجهة، الأمر الذي أقلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي ظهرت عاجزة عن إيقافها.

الأسبوعان الماضيان شهدا عملياتٍ بشتّى أنواعها بين إطلاق نارٍ وطعنٍ ودهس، وما يُرعب الاحتلال هو استمرار الموجة التي تستدعي مزيدًا من الحوادث المماثلة.

موجة العمليات الأخيرة بدأت في 17 الشهر الماضي بعملية طعن أصيب خلالها شرطيان إسرائيليان بالبلدة القديمة، ليستشهد بعدها المنفّذ الفتى عمر إبراهيم أبو عصب (16 عامًا) بنيران قوات الاحتلال، تلتها عملية الشهيد فادي أبو شخيدم (42 عامًا) في 21 تشرين الثاني الذي قتل جنديا إسرائيليا رميًا بالرصاص وأصاب 4 آخرين في صفوف جنود حرس الحدود الصهاينة، ليرتقي بعدها برصاص قوات الاحتلال، وتبنته حركة "حماس". 

كابوس العمليات الفدائية: لن تغفو عين المُحتل

وفي 3 كانون الأول، استشهد فلسطيني أردته قوات الاحتلال بعد دهسه لشرطيين خلال دورية في مدينة أم الفحم.

وأعدمت قوات الاحتلال الصهيوني الشهيد محمد شوكت سليمة (23 عامًا) في الـ4 من الشهر الجاري بزعم تنفيذه عملية طعن أسفرت عن إصابة مستوطن بجراح خطيرة في منطقة باب العامود في مدينة القدس المحتلة.

أما في الـ6 من كانون الأول، فاقتحم الفتى محمد نضال يونس (15 عامًا) بسيارته حاجزًا لقوات الاحتلال ليصيب جنديًا صهيونيًا بجراح خطرة، قبل أن تصيبه رصاصات قوات العدو ويستشهد متأثرًا بإصابته.

واعتقلت قوات الاحتلال الفلسطينية نفوز حماد (15 عامًا) في الـ8 من الشهر الجاري زاعمةً أنها نفّذت عملية طعنٍ أصابت مستوطنة بجروح خطيرة بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة.

وفي عودة إلى أرشيف العمليات، في عام 2021 حتى تاريخ العملية الأخيرة، سُجلت 15 عملية فدائية مُباشرة أوقعت قتلى وإصاباتٍ في صفوف العدو.

وكانت قد ذكرت أجهزة العدو أنَّها أحبطت 238 عملية إطلاق نار و70 عملية طعن في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

من جهتها، عملت فصائل المقاومة الفلسطينية على مُباركة وتشجيع فلسطينيي الضفة والقدس على طرد قُطعان المستوطنين المُعتدين وقوات الاحتلال الغاصب من أراضيهم، مؤكدة أنَّ كلَّ صهيوني مُستهدف بأيّة وسيلةٍ مُمكنة، إضافةً إلى وجود حاضنةٍ شعبيةٍ في الداخل المُحتل والضفة ويظهر ذلك عبر الحضور الحاشد للفلسطينيين في منازل ذوي منفذي العمليات الفدائية للتهنئة والوقوف إلى جانبهم وحمايتهم من قوات الاحتلال.

وإن دلَّت هذه العمليات على شيءٍ فهو أنَّ قضية المقاومة في الضفة والقدس تتنامى وتتصاعد بشكل ملحوظ، وأنَّ الجيل الجديد يعلم أنَّ هذا الاحتلال لا يفقه سوى لغة القوة.

على صعيد الخطوات المتخذة من جانب العدو لمواجهة العمليات، أمر وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس برفع مستوى التأهُّب والاستعداد في جميع المعابر والحواجز العسكرية في الضفة الغربية، وفتح تحقيق في العمليات الأخيرة التي سُجّلت هناك.

وسيناقش المسؤولون في شعبة العمليات فيما إذا كان سيجري تعزيز فرقة الضفة الغربية، مع التركيز على نقاط الاحتكاك في الضفة الغربية وخط التماس أم لا، طالبين من الجنود التيقّظ نحو علامات على مشبوهين منفّذين لهجمات مُنفردة في المنطقة، بما في ذلك التشديد على أوامر فتح النار.

وعلى الرغم من كلّ ما يمارسه الاحتلال من اضطهادٍ بحق عوائل الفدائيين من ناحية، وحملات الاعتقالات والاعتداءات على الفلسطينيين من ناحية ثانية، لم تهتزّ عزيمة هذا الشعب بل استمر بالدفاع عن قضيته، يأبى الرضوخ رافعًا حدَّة المواجهة مع العدو بكلّ وسيلة ممكنة، وهكذا سيظل حتى تحرير آخر شبرٍ من فلسطين.
 

القدس المحتلة

إقرأ المزيد في: فلسطين