معركة أولي البأس

فلسطين

النخالة: نقاتل بكل ما نملك من قوة ولا نعطي أي اعتبار لأي خط أحمر مع العدو الصهيوني
18/07/2020

النخالة: نقاتل بكل ما نملك من قوة ولا نعطي أي اعتبار لأي خط أحمر مع العدو الصهيوني

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، أنَّ المقاومة الفلسطينية كسرت وتجاوزت الحدود والخطوط الحمراء في التعامل مع العدو الصهيوني.

وقال النخالة في لقاء تلفزيوني مع قناة فلسطين اليوم الفضائية في الذكرى السادسة لمعركة البنيان المرصوص: "المقاومة الفلسطينية في 2014 لم نعتبر استهداف أي مدينة صهيونية هو كسر للخط الأحمر فكما يستهدف القطاع بالكامل اعتبرت المقاومة أن فلسطين بالكامل هي هدف لصواريخ المقاومة وعملياتها".

واضاف: "حرب 2014 جرت في ظروف وبيئة سياسية معقدة جدًا لم تكن مواتية على خلاف المعارك السابقة، خلال الحرب كان لمصر موقف من قطاع غزة وكان الانقسام الفلسطيني قائماً والحصار يشتد وكل هذه الظروف أدت لإطالة أمد المعركة".

وأشار إلى أنَّ القاهرة تقدمت بعد أسبوع من بداية العدوان بمبادرة وقف إطلاق النار، واعتبرتها فصائل المقاومة الفلسطينية -آنذاك- اعتبرتها غير منصفة، وبالتالي رفضناها لأنها ساوت بين الجلاد والضحية.

ولفت إلى أنَّ العدوان الصهيوني على غزة كان بعد سلسلة من الأحداث في الضفة، منها اعتداء المستوطنين على عائلة أبو خضير، واختطاف 3 من الجنود الصهاينة.

وذكر النخالة أن الكيان الصهيوني افتتح العدوان بقصف نفق لحماس واستشهاد 6 مقاومين وقصف أهداف عدة، مشيراً إلى أنَّ قرار المقاومة كان بالرد على العدوان الصهيوني، قائلاً : "وقرار الرد على العدوان هو الذي يجب أن يكون دائما هكذا وابتدأت المعركة المفتوحة".

وأكد النخالة أنَّ المقاومة ردت بقوة، وكانت القوة ظاهرة، فيما مارست أقصى ما يمكن من القصف للمواقع والأهداف، مشيراً إلى :أنَّ قطاع غزة تعرض لحوالي 75 ألف غارة طيران صهيوني شنت على قطاع غزة المحدود جغرافيا".

وقال: "المقاومة أثبتت لكل من يراقب أنها تستطيع مواجهة هذا العدوان وقوة الكيان الطاغية في المنطقة (..) المقاومة بإمكانياتها استطاعت مواجهة هذا العدوان ولم تستطع قوات الاحتلال اختراق الحدود مع غزة، وواجهت مقاومة باسلة وشديدة في أكثر من محور وتكبدت خسائر كبيرة وفادحة

وذكر النخالة أنَّ الكيان الصهيوني خسر اكثر من 70 جندياً في المواجهات على حدود القطاع، وأكثر من 3 آلاف إصابة ضمن الجنود نتيجة هذا التصدي ونتيجة قصف المقاتلين.

وعن استهداف تل أبيب ورمزية ذلك الاستهداف، قال: "ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها مدن مركزية داخل الكيان الصهيوني ففي 2012 كان هناك قصف لتل أبيب وتم كسر أول خط أحمر في تلك الحرب (..) في 2014 لم نعتبر استهداف أي مدينة صهيونية هو كسر للخط الأحمر فكما يستهدف القطاع بالكامل اعتبرت المقاومة أن فلسطين بالكامل هي هدف لصواريخ المقاومة وعملياتها".

وأشار إلى أنًّ المقاومة تجاوزت الحديث عن الخطوط الحمراء مع العدو، قائلاً "نحن نقاتل بكل ما نملك من قوة ولا نعطي أي اعتبار لأي خط أحمر مع العدو الصهيوني".

وأكد النخالة أنَّ الصمود والمقاومة في الميدان أدى بالصهاينة لأن يزيدوا الضغط باستهداف المباني السكنية، وهذا رسالة ضغط على المقاومة، ورسالة من الاحتلال على عدم نيته وقف إطلاق النار، وأنه سيهدم غزة بالتالي، قائلاً: "هذه كانت نقطة ضعف، وقررنا انه يجب أن يكون قرارنا وموقفنا مختلفاً حتى لا يستغل الكيان هذه النقطة".

وقال: "تم صياغة اتفاق لوقف إطلاق النار بين المقاومة والصهاينة، وانجز الاتفاق خلال 24 ساعة".

وأضاف: "الاتفاق يشير إلى أنًّ غزة لم تستلم، ولم ترفع الراية، وأن المقاومة في الميدان أثبتت أنه لا يمكن كسرها بهذه الطريقة، وهي رسالة كبيرة للمحيط والعدو أن المقاومة تستطيع المواجهة والحفاظ على قطاع غزة لكن لم نقبل بهذه النتيجة".

وأكد النخالة "أنَّ أنه لم يكن هناك أي طرف مساند للمقاومة في غزة في معركة البنيان المرصوص، مشيراً إلى أنَّ تلك الحالة شكلت عامل ضغط كبير على المقاومة".

وذكر أنَّ "المقاومة لم تنكسر، وهذه مسألة أساسية بالنسبة لنا والعدو لم يستطع دخول غزة، على الرغم من أن الاحتلال سعى لذلك مرات عدة وفي محاور عدة"

وتابع: "هيبة الكيان الصهيوني كسرت في هذه الحرب أمام قطاع غزة هذه المساحة الجغرافية المحدودة".

وعن دور الأمين العام السابق لحركة الجهاد الاسلامي الراحل الدكتور رمضان عبدالله شلح، قال: "حضور الدكتور في هذه المعركة وفي المواقف العامة للحركة كان حضوراً مهماً واستثنائياً".

وأضاف: "حضور الدكتور رمضان كان بارزاً، ولم تنقطع توجيهاته لنا أثناء وجودنا في القاهرة، وكنا نتلقى التوجيهات من قبله، وكان له دور بارز في التغطية الإعلامية والسياسية بحكم موقفه وقدرته المتميزة عن الآخرين، وهو صاحب مبادرة باستمرار ويتابع أدق التفاصيل أثناء الحوارات".

وعن تأثير حركة الجهاد الإسلامي في المشهد الفلسطيني، قال: الجهاد بعد كل معركة تختلف عما قبلها لكن في الحقيقة لا يدركون حقيقة وجوهر الجهاد حركة إسلامية ووطنية مجاهدة موجودة في الساحة الفلسطينية، في المعارك الكبرى يكتشف الناس أن الجهاد الإسلامي حكاية ثانية على عكس التعتيم الإعلامي، بحكم القوة والحضور والأداء الميداني تكسر هذا التابو الموجود على الحركة".

وأوضح "أنَّ الجهاد الإسلامي حاضرة في المعادلة الفلسطينية منذ نشأتها، في الرؤية والموقف، مستذكراً معركة جنين الكبرى في الضفة، إلى جانب معارك أخرى في الضفة مثل معركة الخليل وادي النصارى، والمعارك الأبرز في انتفاضة الأقصى، إلى جانب العمليات الاستشهادية".

وأردف قائلاً: "سجلت حركة الجهاد الإسلامي حضوراً لا يستطيع أحد أن ينكره، ولكن أحياناً المعارك المنفردة تميزها عن الآخرين، أضف لذلك الموقف السياسي الواضح ورؤيتها الواضحة تجاه العدو، إذ لا تبحث الجهاد عن دور أكثر مرونة مع العدو على حساب الثوابت".

وفي ملف خطة الضم الصهيونية، اوضح النخالة أنَّ خطة الضم هي جزء من المخطط الذي قام عليه في الأصل المشروع الصهيوني هي ليست جديدة لكن تنفيذها جديد.

وقال :"مركز المشروع الصهيوني قائم على دولة في الضفة الغربية وما أطلق عليه يهودا والسامرة".

ودعا النخالة إلى مقاربة فلسطينية أخرى تختلف عن كل الماضي الذي اعتقد فيه الفلسطينيون انهم يمكنهم انَّ يحصلوا على حقوقهم من خلال المفاوضات، قائلاً: "الحياة موازين قوى وليست مفاوضات أن تقاتل تفرض ميزان قوى على الارض (..) عندما لا يجد الكيان من يقاتله سوف يتغول على كل الارض الفلسطينية".

وأضاف: "ما جرى من هزائم للمشروع الصهيوني في لبنان وفي غزة والضفة الغربية خلال المواجهات التاريخية سجلت حضوراً للمقاومة، وهذا يعني أن المقاومة قادرة على فرض معادلات جديدة".

وتابع: "المبادرات السياسية التي لا قيمة لها واتفاق أوسلو مثال واضح، والقيادة قبلت وفاوضت على الوهم، ولا زلنا نراوح في المكان نفسه".

وذكر أن الواقع الجغرافي في الضفة مأساوياً للغاية بسبب العدوان الصهيوني، مشيراً إلى أنَّ "الضفة تحوي أكثر من 600 حاجز عسكري منتشر في الضفة والمستوطنات تسيطر على أكثر من نصف الضفة، وإسرائيل تريد أن تضفي شكلاً رسمياً على ما سيطرت عليه من مستوطنات وغور الأردن والقدس، وتريد اسرائيل الآن السيطرة بالتدريج على ما تبقى في الضفة"، لافتاً إلى أنَّ مخطط الضم هو أساس المشروع الصهيوني في الضفة.

وعن موقف الدول العربية من مجريات الاوضاع والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، قال: "نحن لسنا في موقف العتب من الدول العربية، بدل هذه المعارك المنتشرة في عواصمنا، نقول لهم أن أمامنا العدو هو البوصلة التي يمكن أن توحد الموقف العربي".

زياد نخالةعملية البنيان المرصوص

إقرأ المزيد في: فلسطين

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل