معركة أولي البأس

فلسطين

الأسرى الفلسطينيون في العيد: المشاعر المختلفة
23/05/2020

الأسرى الفلسطينيون في العيد: المشاعر المختلفة

قال المختص بشؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عبد الناصر فروانة إن نحو 4800 أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال الاسرائيلي، بينهم 39 أسيرة و170 طفلا، والعشرات من كبار السن مثل الأسير فؤاد الشوبكي "أبو حازم" الذي تجاوز (80 عاما) من العمر ويعاني من أمراض عدة، والأسير موفق عروق (75 عاما)، والذي يعاني من مرض السرطان ومعتقل منذ 2003.

كما يوجد 21 أسيرًا عربيًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وجميع هؤلاء هم أردنيون، بعضهم يحمل الجنسية الأردنية، والبعض الآخر من أصول فلسطينية ولديهم أرقام وطنية أردنية بحسب فروانة.

وهؤلاء الأسرى موزعون على قرابة 23 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف أبرزها النقب، ورامون، ونفحة، وبئر السبع، والنقب، وهداريم، وعسقلان، والدامون، وجلبوع، وشطة، وعوفر، ومجدو، والرملة، والمسكوبية.

وبالرغم من قسوة ظروف الاحتجاز وما يعانيه الأسرى من حرمان، فهم يستقبلون عيد الفطر بحزن ومرارة لبعدهم عن الاهل والاقرباء والاحبة.
وقال فروانة إن نظرة الاسرى للعيد تنطلق من بعدين الأول العقائدي والديني وهذا يجعل الأسير يستشعر مكانة العيد بفرحة وسعادة باعتباره مناسبة إسلامية عظيمة ذات دلالة في الشريعة.

أما البعد الآخر وفق فروانة، فهو المتمثل في نفسية الأسير في تلك اللحظات التي يبدأ معها بتقليب شريط الذكريات، ويتخيل نفسه بين أهله وعائلته، ويتمنى أن يكون بينهم يشاطرهم هذه المناسبة ويشاركهم الفرحة، فيزداد حزنا وألماً. فالحياة والمشاعر داخل السجن مختلفة.

وأعرب فروانة عن بالغ قلقه جراء استمرار الاعتقالات اليومية واستمرار الاستهتار الإسرائيلي بحياة الأسرى والمعتقلين وأوضاعهم الصحية وعدم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، ورفض سلطات الاحتلال الافراج عن الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن في ظل تفشي فايروس "كورونا" وشح مواد التعقيم ومحدودية اجراءات وتدابير السلامة والوقاية داخل السجون، مما يشكل خطرا عليهم، ويستدعي تدخلا دوليا لحمايتهم من خطر الاصابة بالوباء وانقاذ حياتهم قبل فوات الأوان.

وبيّن أن القلق يزداد لدى الأسرى وعوائلهم، في ظل توقف زيارات الأهل والمحامين وانقطاع آليات التواصل فيما بين الطرفين مع استمرار جائحة كورونا وتفشي "الفايروس" وارتفاع أعداد المصابين بين الإسرائيليين وخطورة ذلك على المعتقلين.

وأوضح فروانة أنه يوجد من بين الأسرى أكثر من 700 أسير يعانون من أمراض مختلفة وبحاجة إلى تدخل علاجي عاجل وتقديم العلاج المناسب لهم، بينهم 300 أسير يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة مثل مرض القلب والضغط والسكري والسرطان والفشل الكلوي والشلل، ومنهم من فقدوا القدرة على الحركة بشكل طبيعي، وبحاجة لمن يساعدهم على قضاء حاجاتهم الأساسية، وكل هؤلاء يعانون الاهمال الطبي المتعمد والاستهتار الإسرائيلي المتواصل.

وأشار فروانة إلى أن 541 أسيرا كان قد صدر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد (مدى الحياة) لمرة واحدة أو لمرات عدة، وأن الأسير عبد الله البرغوثي (48عاما) والمعتقل منذ 5آذار/مارس2003، يعتبر الأعلى حكما من بين هؤلاء، حيث صدر بحقه حكم بالسجن  لمدة 67 مؤبدًا.

وفيما يتعلق بالأسرى القدامى أفاد فروانة أن نحو 51 أسيرا فلسطينيا معتقلون منذ أكثر من 20سنة، بينهم 26 أسيرًا معتقلون منذ ما قبل "أوسلو" عام1993، ومن بينهم يوجد 14 اسيرا مضى على اعتقالهم اكثر من 30 عاما بشكل متواصل، أقدمهم الأسيران كريم وماهر يونس من المناطق المحتلة عام1948 والمعتقلان منذ يناير1983.

وذكر فروانة أنه وبالإضافة إلى هؤلاء فإن العشرات ممن تحرروا في صفقة وفاء الأحرار (شاليط) عام2011، وأعيد اعتقالهم عام 2014، أمضوا20 سنة، بل وأكثر من 30 سنة على فترتين، ويعتبر الأسير نائل البرغوثي أكثرهم قضاء للسنوات حيث أمضى قرابة 40 سنة على فترتين وما زال في الأسر.

واستحضر فروانة قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة منذ عام 1967  والتي ارتفعت هذا العام بعد استشهاد الأسير "نور جابر البرغوثي" الى 223 شهيدا الذين سقطوا بعد الاعتقال وداخل السجون جراء التعذيب والاهمال الطبي أو بسبب القتل العمد واطلاق الرصاص وهم في السجن، أمثال: قاسم أبو عكر وعبد القادر أبو الفحم وعمر القاسم واسحق مراغة وابراهيم الراعي ومصطفى العكاوي وعبد الصمد حريزات وعطية الزعانين وخالد الشيخ علي وبسام السايح وسامي أبو دياك وميسرة أبو حمدية والقافلة تطول.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال لا تزال تحتجز جثامين خمسة من الشهداء الاسرى الذين سقطوا في السجون في أوقات مختلفة وهم: أنيس دولة الذي اُستشهد في سجن عسقلان عام 1980، عزيز عويسات استشهد عام2018، وفارس بارود ونصار طقاطقة وبسام السايح وثلاثتهم استشهدوا خلال العام المنصرم2019.

وذكر فروانة أنه بالإضافة الى هؤلاء فان مئات آخرين استشهدوا بعد خروجهم من السجن بفترات وجيزة جراء أمراض ورثوها من السجون وبسبب ما تعرضوا له من تعذيب واهمال طبي خلال فترة وجودهم داخل السجن الإسرائيلي.

ودعا فروانة كافة المنظمات الحقوقية والانسانية وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية الى تحمل مسؤولياتها والضغط على سلطات الاحتلال من أجل الافراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والأطفال والنساء، ومن ناحية أخرى تشكيل وفد طبي دولي محايد لزيارة السجون والاطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع هناك وتقديم العلاج اللازم والضروري للمرضى، والزام ادارة السجون باتخاذ كافة الاجراءات الوقائية وتدابير السلامة اللازمة وتوفير مواد التعقيم والنظافة لحماية الأسرى والمعتقلين من خطر الاصابة بفايروس "كورونا".  

وأكد فروانة أن حملات الاعتقالات المستمرة التي تنفذها يوميا سلطات الاحتلال، وما تقترفه من انتهاكات وجرائم بحق المعتقلين، لن تقود إلى أي نوع من السلام، ولن تدفع الشعب الفلسطيني الى التخلي عن حقوقه ووقف مسيرته الكفاحية، إذ لا يمكن فصل السلام عن الحرية، وأن الحرية المنشودة ستبقى منقوصة في ظل استمرار الاعتقالات وبقاء آلاف الفلسطينيين في سجون الاحتلال، فمع حرية الأسرى نقرأ فجر حرية الوطن.

الأسرىفيروس كورونا

إقرأ المزيد في: فلسطين

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة