فلسطين
كشف مخطط للتجسّس على قائد أركان «القسام»
هاني ابراهيم - جريدة الأخبار
إنجاز أمني جديد للمقاومة حرم العدو الإسرائيلي من الاستفادة من أجهزة «خطيرة» يدخلها للمرة الأولى إلى غزة. التركيز حالياً، كما تكشف اعترافات العملاء الأخيرة، هو على قيادات الصف الأول
غزة | تتواصل الحرب الأمنية بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي في مسار تصاعدي، منذ المواجهة العسكرية الأخيرة التي تلت كشف قوة خاصة جنوب قطاع غزة، كانت تسعى إلى التجسس على الشبكة الداخلية للمقاومة. وهذه المرة، كشفت المقاومة مخططاً ضخماً للتجسس على كبار قادتها، عبر أجهزة إلكترونية متطورة وغير معهودة.
تنقل مصادر في أمن المقاومة تفاصيل وصفتها بـ«الخطيرة» حول «مخطط كبير» حاول العدو من خلاله التجسس على قائد أركان «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، مروان عيسى، باستخدام مجموعة من الأجهزة المتطورة التي لا تعتمد على تتبع الاتصالات فقط.
تقول المصادر لـ«الأخبار» إن أمن المقاومة فكّك أجهزة زرعها أحد العملاء في منزل مجاور لمنزل عيسى في مخيم البريج (وسط قطاع غزة)، إذ كانت موجّهة صوب المنزل لالتقاط الموجات الصوتية التي تصدر منه، ثم تبثه لأجهزة استقبال داخل الأراضي المحتلة، وهو ما يُعدّ «نقلة نوعية في عمليات التجسس»، ولم يصدف أن أمسكت المقاومة مثلها من قبل.
تضيف المصادر نفسها إن الجهاز، الذي اكتشف خلال عمليات مسح شاملة للمنطقة، حاول به العدو تجاوز امتناع القيادي عيسى عن الحديث عبر أجهزة الاتصال العادية والخاصة خلال المرحلة الأخيرة، مستدركة: «استطاعت المقاومة اعتقال العميل الذي زرع الجهاز، ثم تمكنت من كشف منظومة تجسس متعددة زرعها العميل نفسه في المنطقة ومناطق أخرى».
في وقت متزامن، كشف أمن المقاومة عن جهاز تجسس آخر زرعه عميل في سيارة أحد مرافقي القيادي عيسى؛ إذ اعترف العميل بأنه تسلّم الجهاز الصغير من الاحتلال ثم وضعه في منطقة مخفية داخل السيارة، كما تبين أنه كان مخصصاً للتجسس صوتياً على مَن بداخل السيارة، بالإضافة إلى جهاز تعقب.
صحيح أنها ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الأجهزة الأمنية للعدو التجسس على عيسى؛ إذ كشفت المقاومة قبل أشهر جهاز تجسس على مقسم شبكة الاتصالات الخاصة الذي يغذي المنطقة التي يقطنها، لكن الواضح أنها لجأت إلى تغيير أسلوبها بسبب اكتشاف المقاومة طرقاً كثيرة لعملها.
المصادر ربطت بين الكشف عن مخطط التجسس على القيادي، الذي يمثل الذراع التنفيذية لمسؤول «القسام» محمد الضيف، وبين تفكيك الكتائب أجهزة تجسس زرعت على شبكتها السلكية الخاصة منتصف العام الماضي (راجع «الأخبار»، 7/5/2018)، علماً بأن أخطرها هو ما كُشِفَ في المنطقة الوسطى أيضاً، حيث استشهد خلال ذلك ستة من مهندسي المقاومة.
اللافت أن الضربة الأمنية التي وجهتها الأجهزة الأمنية في غزة بعد تسلل القوة الخاصة قبل شهرين، باعتقال 45 عميلاً للاحتلال، كان لها أثرها في كشف معلومات ضخمة؛ إذ اعترف عدد من العملاء بالتجسس ورصد تحركات قيادات بارزين في «القسام»، و«سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، خلال الأشهر الماضية.
وتتهم إسرائيل عيسى بأنه القائد الفعلي للكتائب، ومن مؤسسي التنظيم، وأنه منَ أوصل «حماس» إلى مشروع الأنفاق، وبادر بالتواصل مع إيران. كما يُتهم بالمسؤولية عن إقامة وحدات «كوماندوز» جديدة، وفق ما نشره الملحق العسكري في شبكة «ريشت» العبرية منتصف العام الماضي.
إقرأ المزيد في: فلسطين
25/11/2024