معركة أولي البأس

فلسطين

الفلسطينيون في
30/03/2020

الفلسطينيون في "يوم الأرض": النضال مستمرّ

للعام الـ44 على التوالي يحيي الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض الذي يحلّ في الـ30 من آذار/مارس سنويًا وذلك في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل وفي الشتات، لكون هذا اليوم شكل حدثا محوريا في الصراع على الأرض والحق الفلسطينيين، بعدما قام الاحتلال الصهيوني عام 1976 بالاستيلاء على قرابة الـ 21 ألف دونمٍ من أراضي قريتي عرّابة وسخنين الواقعتين داخل أراضي الـ48، ما فجر انتفاضة شعبية فلسطينية من الجليل إلى النقب، وأسفرت عن اشتباكات أدت لاستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.

هذا العام، وعلى الرغم من "جائحة" كورونا التي ضربت العالم ووصلت إلى فلسطين المحتلة، يحيي الفلسطينيون الذكرى الـ 44 ليوم الأرض للتأكيد على تمسكهم وتجذرهم بأرضهم، ورفضهم لما يسمى "صفقة القرن" واستمرار الاحتلال الاسرائيلي بالسيطرة على أراضيهم، ورفض الاستيطان وجدار الفصل العنصري وحصار غزة ومحاولات تهويد القدس.

هيئة مسيرات العودة

الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة ومجابهة "صفقة القرن" عقدت في المناسبة مؤتمرا صحافيا في مخيم العودة في ملكة شرق قطاع غزة دون حضور جماهيري، رفعت خلاله الأعلام الفلسطينية، ودعت لإحراق العلم الإسرائيلي لما يمثله من ظلم واضطهاد تاريخي للشعب الفلسطيني، وإلى توقف حركة السير والمواصلات العامة لمدة 5 دقائق مع إطلاق صافرات الإنذار وصافرات سيارات الإسعاف والدفاع المدني وسيارات الشرطة تخليدًا للذكرى.

وتوجهت الهيئة بالدعوة للبلديات كافة لإطلاق حملة وطنية للتعقيم، ولقرع أجراس الكنائس والصدح بالتكبيرات من المساجد والشرفات وأسطح المنازل بعد أذان المغرب مباشرة اليوم الاثنين.

"الجهاد الإسلامي"

حركة "الجهاد" الإسلامي أكدت على لسان عضو مكتبها السياسي يوسف الحساينة على أن "يوم الأرض يمثل للفلسطينيين حالة نضالية شعبية تقاتل من أجل الأرض والإنسان، وهي حركة واعية نهضت كي تكشف زيف ادعاءات المحتل الغاصب للأرض وتعرية أراجيفه التي يسعى من خلالها لاغتصاب العقول وتزييف الوعي وحرف التاريخ وسرقة التراث".

وأضاف الحساينة "ذكرى يوم الأرض التي خلدها الفلسطينيون على مدار العقود الماضية، استمدت روحها من التاريخ النضالي العريق للشعب الفلسطيني وثورته المعاصرة، تغذت بالفكرة الوطنية الفلسطينية النابعة من العروبة والإسلام، وهي وليدة النضال الفلسطيني عبر تاريخه الطويل، وقد عبرت عن نفسها في الفعل الشعبي الرافض للمحتل وسياساته".

وأردف "لقد أصبح  يوم الأرض يوم الجماهير يوم الانتماء للأوطان التي ستبقى حية في ذهن ووعي وعقل ووجدان الأجيال جيلاً بعد جيل، تكرس وتجسد حبها للحرية والكرامة".

وأضاف "ويوما بعد يوم تؤكد الجماهير انحيازها للمقاومة والنضال لمواجهة هذا الاحتلال المتوحش والعنصري بكل ما تملكه من إمكانيات".

اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار

بدوره، قال رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب الفلسطيني جمال الخضري إن "العالم مطالب بأن يحدث تغييرا حقيقيا في مواقفه تجاه الاحتلال، وإنقاذ شعبنا، واغاثة المنكوبين في غزة والضفة الغربية والقدس والخارج".

وجدد الخضري التأكيد على أن صفقة ترامب سقطت وفشلت، وأن الفلسطيني متمسك بأرضه ومقدساته، وأنها حق فلسطيني لن يتخلى عنه".

وأضاف "في يوم الأرض يجب أن يجتمع كل الفلسطينيين تحت راية واحدة وهي علم فلسطين، ووضع الخلافات جانبا ونبذ الانقسام، وتابع "هو يوم دافع لوحدة وطنية تتجسد واقعا عمليا، كي نقيم دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس، وأن نقدم لشعبنا ما يستحقه من حياة كريمة، وقدرة على مواجهة التحديات والصعاب، خاصة الآثار الاقتصادية والصحية الخطيرة جراء وباء كورونا".

وأضاف الخضري " لعل العالم بدأ يُدرك ماذا يعني حظر التجول الذي عاشه الشعب الفلسطيني عشرات السنين، ومعنى الحصار والإغلاق ومنع السفر للمواطنين"، مشيرا إلى الآلاف من شبان ورجال ونساء غزة الذين لم يدخلوا أرضهم في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

"حماس"

حركة "حماس" دعت بدورها جماهير الشعب الفلسطيني في الذكرى الرابعة والأربعين ليوم الأرض إلى رفع علم فلسطين في البيوت، والاستجابة لتوجيهات الهيئة الوطنية لمسيرة العودة ومواجهة "صفقة القرن".

وقالت "حماس" في بيان صحفي في ذكرى يوم الأرض: لنجعل من وجودنا مع أبنائنا وعوائلنا في البيوت فرصة لرفع علم فلسطين عاليًا، ولنزرع فيهم بذرة الانتماء والارتباط بالأرض والتعريف بها، مشددة على أن لا طريق لتحرير الأرض والإنسان سوى طريق المقاومة، ولا مستقبل للمساومة، ولا بقاء للاحتلال، ولا انتصار للعدوان.

وأكدت "حماس" أن ذكرى يوم الأرض ستظل محل إجماع فلسطيني بين كل الفصائل والقوى، وأنها ستجعل منها منطلقًا لكل دعوة إلى مصالحة حقيقية تستلهم من دم الشهداء معنى الانتماء والتمسك بالحقوق.

وأضافت أن ذكرى يوم الأرض تأتي هذه المرة وقد عصفت بالبشرية كلها جائحة المرض الفتّاك، إلا أن الاحتلال المجرم يحاول انتهازها ليواصل اعتداءاته على الأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني.

وتابعت حماس "إن ظروف الجائحة المرضية إن حالت دون الفعاليات ومسيرات العودة، فمسيرات القلوب والوعي نحو أرضنا ومقدساتنا لن يستطيع حبسها أحد".

وجددت "حماس" في ذكرى يوم الأرض رفضها لصفقة القرن، وما يُسمى بقانون "يهودية الدولة" الذي أقره الاحتلال، ويحرم الفلسطينيين من حقوقهم القانونية والسياسية كأصحاب أرض ووطن في فلسطين التاريخية.

كما وجّهت التحية لجماهير الشعب الفلسطيني المرابط على أرضنا المحتلة عام 1948 ضد كلِّ مشاريع الاحتلال ومخططاته لاقتلاعهم من أرضهم الفلسطينية وتهجيرهم منها.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

من ناحيتها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن يوم الأرض مثل محطة هامة في إعادة تشكيل الوعي والهوية الوطنية الفلسطينية لأهلنا في مناطق 1948، في تلاحمهم مع باقي تجمعات شعبنا الفلسطيني في داخل وخارج الوطن المحتل".

وأكدت الجبهة أن ميدان الفعل والمواجهة الحقيقية مع المشروع الصهيوني يكون بخوض النضال الوطني والاجتماعي بمختلف أشكاله من خارج مؤسسات المنظومة السياسية لهذا العدو، ومع وبين أبناء جماهير الشعب الفلسطيني.

وأضافت "جاء المشروع الأمريكي – الصهيوني المسمى "صفقة القرن" ليؤكد على احتدام معركة الوجود والأرض في الداخل المحتل من فلسطين عام 1948، إذ تسعى الصفقة ومن خلفها العدو الصهيوني للعمل على التخلص من أكبر كتلة بشرية فلسطينية في منطقة المثلث، والسيطرة على أراضيهم ومقدراتهم، وهذا ما يتطلب -غير رفض الصفقة المُعلن- العمل على تعزيز صمود أبناء شعبنا في أراضيهم وبيوتهم، وتوفير متطلبات كل ما يعزز هذا الصمود وطنيًا واجتماعيًا".

واستطردت قائلة إن "حماية الأرض والدفاع عن الوجود واستمرار النضال الوطني من أجل انتزاع حريتنا واستقلالنا وعودة لاجئينا يتطلب أن نُشرع سريعًا بطي صفحة الانقسام وتحقيق وحدتنا الوطنية، بالاستناد إلى استراتيجية وطنية شاملة وموحدة، ركيزتها التمسك بالمقاومة بكافة أشكالها باعتبارها الخيار المجدي في إلحاق الخسائر بالعدو على طريق هزيمته وتحقيق انتصار شعبنا".

الجهاد الاسلاميفيروس كورونا

إقرأ المزيد في: فلسطين

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة