فلسطين
القانوع لـ"العهد": الانتفاضة جددت روح التضحية لدى شعبنا
تصادف اليوم الذكرى الـ32 لاندلاع شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى المعروفة باسم "انتفاضة الحجارة"، التي بدأت في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 1987 من مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة ثم انتقلت إلى كافة المدن والمخيمات الفلسطينية.
وانطلقت الشرارة الأولى للإنتفاضة، بعد قيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمال الفلسطينيين على حاجز بيت حانون "إيرز" شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أربعة، واندلاع غضب شعبي، وخروج مظاهرات عفوية غاضبة عمت أرجاء فلسطين.
وأطلق الفلسطينيون اسم "انتفاضة الحجارة" على الانتفاضة الأولى لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها إضافة إلى استخدام الزجاجات الحارقة والأسلحة الشعبية البدائية.
وقال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع لموقع "العهد الإخباري" إن "الانتفاضة جددت روح العطاء، والتضحية لدى شعبنا لمواجهة الاحتلال الصهيوني وبثت الأمل في نفوس أجيال الحجارة نحو المقاومة والتحرير وزرعت في عقول شعبنا المنتفض التمسك بأرضه ومواجهة المحتل الغاصب".
وأكد القانوع لـ"العهد" أن الشعب الفلسطيني في انتفاضة مستمرة ونضال متواصل، موضحًا أن "مسيرات العودة وكسر الحصار ليست أداته النضالية الأخيرة فشعبنا يستطيع أن يبتكر أدوات ووسائل نضالية لكل مرحلة من مراحل تاريخ الصراع".
وشدد القانوع على أن المقاومة الشاملة خيار الشعب الفلسطيني وبكل أشكالها وأدواتها، ومن حقه ممارستها لمواجهة الاحتلال الصهيوني وحق تقرير مصيره.
ورأى أن السلطة الفلسطينية خمدت الانتفاضة وتضحيات الشعب الفلسطيني باتفاق أوسلو المشؤوم، وقال"ولو بقيت انتفاضة شعبنا وثورته متواصلة لحققت ما لم تحققه أوسلو، حيث جاءت انتفاضة الأقصى مطلع عام 2000 واستطاعت دحر الاحتلال من خلال ضربات المقاومة".
وبحسب الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال فإن أهم العلامات الفارقة في انتفاضة الحجارة أنها شكلت نقلة نوعية في مسيرة النضال والمقاومة الفلسطينية، وأدخلت مفهوم ومصطلح الانتفاضة لكل قواميس اللغة.
وقال أبو هلال إن "انتفاضة الحجارة كسرت حاجز الخوف لدى أبناء شعبنا من الاحتلال وأفشلت كل محاولات التعايش معه، ونقلت أُسلوب المواجهة من النخبوية المسلحة خارج الوطن إلى مواجهة جماهيرية شعبية شاملة داخل الوطن استخدم فيها شعبنا ما يمتلك من وسائل وأدوات لمواجهة الاحتلال وجعلته يعيش حالة رعب حقيقي".
وتابع "شعبنا أحسن الغراس خلال انتفاضة الحجارة وقدم الدماء والأشلاء والشهداء وأسس لبدء مرحلة جديدة في الصراع معه، ولكن القيادة الرسمية أساءت استثمارها وكان الحصاد مرًا تمثل في اتفاقية أوسلو المشؤومة".
واستطرد قائلًا :"رغم التطور المعلوم في وسائل وأدوات المقاومة الفلسطينية، إلا أن مسيرات العودة وكسر الحصار استحضرت روح انتفاضة الحجارة وأدواتها البسيطة كالحجر والمقلاع والسكين إلى جانب المقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال وأعادت الأمل في نفوس أبناء شعبنا بتحقيق العودة".
وأكد أبو هلال أن المقاومة الشعبية لها آثار كبيرة في معركة الوعي والرأي العام العالمي من خِلال التعريف بالقضية الفلسطينية وإظهار مظلومية الشعب الفلسطيني وفضح دموية وإجرام الاحتلال.
وشدد على أن "شعبنا بحاجة للحفاظ ولتفعيل كل أشكال المواجهة مع الاحتلال، لا سيما المواجهة الدبلوماسية التي لو تم استثمارها بشكل جيد من خلال تفعيل دور القنصليات والسفارات الفلسطينية الممتدة عبر دول العالم فإنها ستساهم في فضح إجرام الاحتلال واعتداءاته على الحقوق الفلسطينية".
وقال "ليس أمامنا سوى استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار التي تتناسب مع هذه المرحلة، ويجب قبل التفكير بالانتقال لمرحلة نضالية أخرى أن نطرح البديل الأفضل".
إقرأ المزيد في: فلسطين
25/11/2024