معركة أولي البأس

فلسطين

حماس في ذكرى انتفاضة الحجارة: المقاومة المسلحة خيار استراتيجي لحماية القضية الفلسطينية
08/12/2019

حماس في ذكرى انتفاضة الحجارة: المقاومة المسلحة خيار استراتيجي لحماية القضية الفلسطينية

أكدت حركة حماس اليوم في الذكرى ال32لانتفاضة الحجارة على أن المقاومة حق مشروع كفلته الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية، ولا سيما الكفاح المسلح الذي يمثل خيارًا استراتيجيًا لحماية القضية واسترداد الحقوق الوطنية الفلسطينية، ولا يمكن لأي قوة غاشمة أو بلطجة من أي جهة كانت أن تحرم الفلسطينيين من هذا الحق المكفول دوليًا.

وقالت حركة حماس إنه الثامن من شهر كانون أول 1987، قبل 32 عامًا شكل محطةً تاريخية ومفصلية، وفصلاً ملهمًا من فصول المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، هذا التاريخ الذي انتفض فيه الشعب الفلسطيني في كل مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، ليضع القضية الفلسطينية الوطنية على مقدمة الاهتمامات على مستوى العالم، وليبدد وهمًا حاول الاحتلال الصهيوني أن يروجه بعد محاولات طويلة من السيطرة والتدجين للشعب الفلسطيني، وهو أن الفلسطينيين قد استسلموا للأمر الواقع، ولم تعد هناك أي حالة رفض لوجود الاحتلال.

وأضافت حركة حماس "اندلعت انتفاضة الحجارة المباركة بزخم شعبي وقوة عارمة، أكدت لكل الدنيا، ومن قبلهم للاحتلال أن الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه، متمسك بهويته الوطنية، يأبى الاستسلام والانكسار لكل محاولات تشويه الوعي الوطني، والعبث بالانتماء للأرض والقضية، ولقد تجلت في هذه الانتفاضة الوحدة الوطنية ووحدة الدم بين كل فصائل الشعب الفلسطيني، حيث قاتل الجميع كتفًا بكتف، وكفًا بكف، فاستعصى شعبنا الفلسطيني على الكسر، وأذاق الاحتلال ويلات المواجهة والتصدي".

وتابعت "إن ما تتعرض له القضية الفلسطينية اليوم من مخاطر الشطب والتصفية لهو أدعى إلى أن تتضافر الجهود، وتتوحد البنادق في مواجهة عدو واحد، وهو الاحتلال الإسرائيلي، فها هو الاحتلال يعلن اليوم تلو الآخر عن مزيد من مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية، وينادي بضم الأغوار وفرض السيادة "الإسرائيلية"، والمستوطنات الجاثمة على حدود 67، وها هو الاحتلال يشن الاقتحام تلو الآخر على المسجد الأقصى المبارك في محاولة لفرض حقائق جديدة، وتمرير أقذر عملية تزوير للتاريخ في التاريخ من خلال محاولات التهويد، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك".

واستطردت "في الذكرى ال32 لانتفاضة الحجارة تنزف قضيتنا من جروح عميقة أحدثتها اتفاقيات ما يسمى بالسلام، والتي لم تُسلم الأرض فقط للمحتل، بل سلمت الإنسان أيضًا، فشعبنا الفلسطيني اليوم يتعرض لأكبر عمليات الابتزاز في رزقه وقوته وحركته وكل سكنة من سكنات حياته، وكل ذلك من خلال ما يُسمى بالارتباط والتنسيق الذي حوّل ضباط الجيش الصهيوني إلى الحكام الفعليين للضفة الغربية".

وقالت "لم يكن واقع القضية الفلسطينية قبل انتفاضة 1987 بأفضل مما عليه حالها اليوم، ولم تكن المخاطر بأقل مما هي عليه اليوم، إلا أن الشعب الفلسطيني الذي نحت من صخر اليأس انتفاضة صارت محل إلهام كل الثوار في الأرض لم يعجز اليوم عن تقديم النماذج المشرقة، فها هي الضفة الغربية تغلي من تحت أقدام المحتل، ولا تلبث إلا أن تثور وتنفجر من جديد، وها هم أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع يبدعون في التصدي والتحدي من خلال مسيرات العودة الكبرى التي فعلت بالقضية الفلسطينية ما فعلته انتفاضة الحجارة من إعادة القضية إلى مكانها الصحيح في الوعي العربي والإسلامي وفي الاهتمام الدولي".

وجددت حركة حماس دعمها الكامل لمسيرات العودة الكبرى، ومجددة العهد بالوفاء للحشود الثائرة، ومثمنة كل التضحيات التي قُدمت عاليًا، معاهدة على التشبث بمطالب الثائرين إلى حين تحقيقها.

واضافت أن "الأسباب التي أدت بالشعب الفلسطيني إلى أن يفجر ثورته الشعبية عام 1987 ما زالت قائمة حتى يومنا، بل وتفاقمت، وإن شعبًا أبى الضيم منذ عشرات السنين لهو جدير وقادر على إعادة الكرة، ولن يهنأ الاحتلال بلحظة استقرار فوق أرضنا المحتلة".

وأكدت على أن وحدة الشعب الفلسطيني اليوم وبناء مشروعه الوطني على سلم أولويات الحركة، ومواجهة الاحتلال والتصدي لمشروعه الإحلالي التدميري لن يكون إلا بشراكة كاملة مع جميع الفصائل والقوى الشعبية سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا.

وأكدت الحركة على موقفها الإيجابي من الانتخابات، وضرورة الاحتكام للشعب من خلال إجراء انتخابات تتوفر فيها كل أسباب وشروط النجاح قبلها وفي أثنائها، والقبول بنتائجها، وعلى أن تُجرى في الضفة وغزة والقدس.

ورفضت حركة حماس كل أشكال وأنماط التطبيع في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة من عمر الأمة، والذي يشمل كل مجالات ونواحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية بشكل يتنافى مع إرادة الشعوب، ويتناقض مع رغبتها الرافضة لإقامة أي علاقة مع الاحتلال، أو القبول بوجوده في فلسطين، بشكل يعتبر إخلالًا بالموقف السياسي التاريخي -لتلك الدول- الرافض للاحتلال، ولأي شكل من أشكال العلاقة معه، فضلا عن تشريع وجوده.

إقرأ المزيد في: فلسطين

خبر عاجل