خاص العهد
جورج ناصيف يستذكر صديقه الشهيد علي الرضا: كان الصورة الناصعة
فاطمة ذيب حمزة
عندما اشتد النزال، كان "ميثم" هناك.. بين الرصاصة والرصاصة، يقف باعتداد وايمان .. كان يرفع ناصيته شطر الجهاد ومجابهة الإرهاب، وكان حاضرًا ببأسه الشديد في كل معارك الحق والكرامة.. من القصير وريفها إلى جولات القلمون، ثم جرود عرسال. لم يكن قد تمرّس بعد في معرفة الحياة.. هو المقاتل المقاوم المجاهد المهذّب المؤمن: إنه الشهيد علي الرضا عبيد (ميثم) .. النموذج!
هوية شهيد .. في قافلة الدفاع المقدس
قد لا نجد تعريفًا أدبيًا أو مجازيًا محددًا لمعنى التضحية، لكن يمكن طرح الأمثلة التي تفسر ذلك، وتقرب الصورة، وتشبه المعنى الحقيقي للتضحية. ولا ريب أن في حكايات شهداء الدفاع المقدس، كل ما يمكن أن يفسر المفهوم الحي للتضحية من أجل شيء ما، أو هدف، أو قضية .. هذا "ميثم" يختصر الفكرة.
علي الرضا قاسم عبيد، الإسم الجهادي "ميثم"، استشهد في المواجهات مع التكفيريين في وادي الخيل في جرود عرسال، بتاريخ 24/07/2017 .. في أجمل سنوات العمر ( 24 عامًا ) زهرة الشباب الجميلة. هو المجتهد، القارئ،المرح، الذي رسم خطى طريقه الاجتماعي، بإتمام نصف الدين والارتباط العائلي باكراً، فكان له من ذلك ولدًا .. وهل من شيئ أغلى وأثمن من الولد؟!
ميثم ولد في أقصى الشمال اللبناني، في بلدة قرحا في محافظة عكار الجميلة. لكنه يسكن في بلدة راشكيدا ـ قضاء البترون التي تعكس صورة العيش المشترك في وطننا. ترك كل ذلك، وقاتل حتى الشهادة في سبيل الله، أليست هذه أبهى صور التضحية؟
يقول جورج ناصيف (صديق الشهيد) لموقع "العهد" الاخباري "في استشهاد صديقي علي تتجلى قمة التضحية في سبيل الآخر، وهو ما وصل اليه الشهيد بكامل قناعته". يتحدث ناصيف وهو العالم بأدق تفاصيل شخصية صديقه الشهيد (يمكن تلمس مدى ارباطه الروحي والعقلي به، من خلال الاستماع اليه وهو يستمتع في اختيار الكلمات) فيقول عنه "كان متدينًا، ملتزمًا، لكنه ليس متعصبًا .. كان لديه رأي ويملك فكر، ولا يفرضه على الآخرين، وكانت هداياه لي عبارة عن كتب تشبه ما نتحدث به ونناقشه" .. ثم يردف الشاب البتروني لموقع "العهد" الاخباري "علي الرضا كان المثال الجميل والصورة الناصعة لشريكي المسلم، المقاتل في صفوف حزب الله، والمجاهد مع مجاهدي المقاومة .. كان فعلاً صورة الشهيد".
سريعًا، يختم جورج كلامه عن الشهيد علي، بقصة قصيرة لكنها تحمل كل معاني وتعابير التضحية، فيروي ناصيف لموقع "العهد": "فجأة أخبرني علي أنه سيذهب للعمل في الخارج، من دون توضيح أكثر، بعدها بأسابيع، علمت أنه كان في سوريا يقاتل دفاعًا عني".
كان شهيدًا.. ويعرف
تلخص والدة الشهيد "ميثم" مراحل حياة ابنها بإتقان ومعرفة قلبية .. تقول لموقع "العهد" إن "الشهيد كان منذ صغره عاشقًا ومحبًا ومشدودًا لخط المقاومة الاسلامية، وهو الخط الذي انتهجه عمه الشهيد خضر عبيد قبل أكثر من 20 عامًا.. وأورث البيت عزًا وفخرًا وكنزًا من الشموخ".
#صيف_الانتصارات