معركة أولي البأس

خاص العهد

مقابلة السيد نصرالله على قناة المنار ـ النص الكامل
05/08/2019

مقابلة السيد نصرالله على قناة المنار ـ النص الكامل

حرصاً على أن تصل كلماته ومواقفه إلى أكبر شريحة من الناطقين بالعربية، ولمن لم يتمكن من مشاهدة الحلقة فيديوياً، أو يريد أن يستفيد منها كما وردت بالحرف، موقع "العهد" الإخباري يعيد بالتعاون مع موقع المقاومة الإسلامية في لبنان نشر النص الكامل لمقابلة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مع الزميل عماد مرمل على قناة المنار في 12 تموز/ يوليو 2019.

المقدمة:
عندما يضرب التاريخ موعداً مع تموز الصمود وآب الانتصار، وعندما تهب الرياح الحارة على المنطقة ومضائقها فتشوش الرؤية وتخلط الاوراق، وعندما تحاصر الأزمات الشعب اللبناني من كل الجهات، فيشتد القلق على المصير وتكبر المخاوف من الانهيار، في هذا التوقيت يصبح الحوار مع سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اكثر من ضروري للإحاطة بما يجري عندنا ومن حولنا، واستشراف معالم الغد وما بعد بعد الغد.

ولأنكم مثلي تستعجلون الاستماع إلى سماحته فالوقت ثمين في حضرة الامين.

ولكن تبقى إشارة إلى أن وقائع هذه المقابلة تبث أيضاً عبر إذاعة النور وصفحات المنار على مواقع التواصل الاجتماعي، أهلا وسهلا بكم سماحة السيد ونشكرك على منحنا هذه الفرصة لإجراء الحوار المرتقب من الخصوم والأصدقاء على حد سواء.  واسمح لي في البداية أن اتوجه لكم وللمشاهدين بالتهنئة في ذكرى النصر التاريخي.

ـ بين تموز 2006 وتموز 2019 هل لا تزال التوازانات والمعادلات التي أفرزها الانتصار سارية المفعول أم أن التطورات والتحولات في المنطقة فرضت وقائع جديدة؟

سماحة السيد: بسم الله الرحمن الرحيم، أولا أنا من واجبي أيضا أن أبارك في هذه الذكرى، التي نفتتحها اليوم ان شاء الله بالمقابلة معكم، ونختتمها بعد 33 يوماً في الاحتفال الذي يقام بمناسبة النصر في 14 آب. ومن واجبي أيضا أن أتوجه الى جميع صناع هذا النصر الذين شاركوا في صنعه، وفي مقدمهم عوائل الشهداء والمجاهدين والجرحى وكل أركان المعادلة الذهبية (الجيش والشعب والمقاومة)، وكل القوى وكل الجهات وكل من دعم وأيد وساند ولو بالموقف أو بالكلمة أو بالدعاء أبارك لهم ذكرى هذا الانتصار العظيم.

بالنسبة للسؤال، كل ما أنجز في حرب تموز من قواعد جديدة ومعادلات جديدة في هذا الصراع ما زالت قائمة بل تم تثبيتها مع مضي السنوات و مع مضي الأيام. ولذلك نحن نشهد واحدة من ثمرات هذه الانجازات وهذه الانتصارات أن لبنان منذ العام 2006 وحتى اليوم هو في مأمن ويعيش في حالة أمن لم يعطه اياها أحد لا الأميركان ولا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن الدولي ولا أي جهة دولية. هناك أمن في لبنان على الحدود في الجنوب، على مستوى كل لبنان (باستناء الخروقات ونتحدث عنها لاحقا) صنعه اللبنانيون بوحدتهم، بمقاومتهم، بشعبهم، بجيشهم، بارادتهم، بدماء شهدائهم، واليوم الاسرائيلي اهم عنوان لديه هو الردع، ما يسمى بتوازن الردع.. بين من ومن؟، بين لبنان والكيان الصهيوني وبالتحديد بين مقاومة شعبية ودولة تعتبر نفسها قوة عظمى في المنطقة. هذا شيء كبير. وهذا الردع الذي منع حتى الآن الاسرائيلي من الاعتداء على لبنان منذ 2006 وحتى اليوم يعترف به الاسرائيليون. يعترف به القادة، العسكريون، السياسيون، الحزبيون، الاعلاميون، طبعا تقرأ للجنرالات عندما يحالون على التقاعد ويصبحون أحرارا وبامكانهم الحديث أكثر عن مكنوناتهم، هذا الموضوع مشهود به ومسلّم به اليوم، ولذلك عندما نقول دائما انه بعد حرب تموز والمعادلات التي ارستها بات العدو يعمل ألف حساب لأي عدوان على لبنان، فإن هذا يتأكد ويترسخ يوما بعد يوم وان شاء الله انا سأقدم ذلك بالارقام.

عماد مرمل: بالنسبة للمقاومة، ما الذي تغير بعد مرور 13 عاما على الانتصار، سماحتك تحدثت عن هذا الموضوع في محطات عدة، لكن بعد الضغوط والعقوبات والحصار هل يمكننا أن نواصل القول بأن المقاومة ل اتزال أقوى من أي يوم مضى، ألم تتغير هذه المعادلة؟

سماحة السيد: لا لا، بحمد لله عز وجل ولطفه وفضله، المقاومة ما زالت أقوى من أي وقت مضى. حتى برغم هذه العقوبات ، ويمكننا أن نتحدث بلحظة من اللحظات عن هذا الموضوع، لكن خلال 13 عاما المقاومة تطورت وتقدمت بشكل كبير وبشكل نوعي، يعني كما ونوعا، وايضا هذا ما يعترف به الاسرائيلي ويسلّم به ويتحدث عنه . انا آسف لأنني اتحدث هكذا دائما لأن بعض الناس عندنا، مثلما يحدث في "اسرائيل" حيث يثقون بي أكثر من قياداتهم، لدينا اشخاص يمكن أن يثقوا بالاسرائيلي وبتقييمه اكثر مما قد يثقوا بتقييم قادة المقاومة.

لدينا خلال 13 عاما نمو في القدرة البشرية، وهذا أهم عامل. فنحن عندنا العامل هو الإنسان، الإنسان المجاهد المقاوم المضحي في سبيل الله عز وجل، نمو القدرة البشرية كان كبيرا جدا ولا يقاس بأي مرحلة سابقة.

عماد مرمل : تضاعفت الأعداد؟

سماحة السيد: بأضعاف مضاعفة، وإيجاد ـ من خلال البناء ومن خلال الميدان أيضا وما حصل في سورياـ قدرة هجومية بشرية. نحن في السابق في 2006 كانت قدرتنا الهجومية محدودة، في الأعم الأغلب كانت قدرتنا دفاعية حتى على مستوى ما يسمى بالمشاة. اليوم نحن لدينا قوة هجومية على مستوى المشاة يعني ما يسمى بالقوات البرية مثلا، ومسلحة بأسلحة نوعية وممتازة على كل صعيد، وقدرة نوعية بكل ما للكلمة من معنى على مستوى الإيمان والعقيدة والإرادة والشجاعة والخبرة والتدريب والتجربة وتراكم التجربة. مثلا أحدثك بعنوانين غير التعبئة العامة الموجودة لدينا والوحدات العسكرية مثلا لدينا قوة الرضوان وافواج العباس، هؤلاء اعدادهم أيضا اعداد كبيرة، ومتفرغون ومتخصصون في القتال الهجومي ولديهم تجربة عالية في العمل الهجومي وهذا لم يكن موجودا في العام 2006. تطور القدرة الصارخية: القدرات الصاروخية لدى المقاومة، عددا، الكمية أصلا لا تقاس بما كانت عليه في العام 200، ونوعا، وهو السلاح الدقيق أو الصواريخ الدقيقة التي تسبب هاجسا للاسرائيلي وجاء الاميركيون لكي يساعدونهم في هذا الموضوع. ايضا هناك قوة المسيّرات (طائرات من دون طيار) واليوم لهذه القوة حسابات كبيرة في أية معادلة في أية مواجهة.

عماد مرمل: يعني بات لديكم سلاح جو؟

سماحة السيد: في 2006 كان لدينا عدد قليل وحاولنا ان نفعل شيئا لكننا كنا لا نزال في البداية، بداية تأسيس هذا السلاح، اليوم هذا السلاح كبير وقوي ومعتد بإمكاناته، وفي بقية المجالات (الآن لا أريد تعدادها كلها)، احاطتنا المعلوماتية أصبحت اقوى من أي زمن مضى، وهناك عدد من الأسلحة بات لدينا فيه تطورا نوعيا وكبيرا، وهناك ما نريد تركه مخبئا للمفاجآت. إذن، في البر، في البحر، في الجو، في كل المجالات هذه المقاومة تقدمت وتطورت كما ونوعا، عديدا، وعدة وعددا، وخبرة وتجربة، تدريبا وتأهلا، والأهم ايمانا ويقينا بالنصر الإلهي وثقة بالله، وتوكلا على الله، واستعداد للتضحية، ولذلك اكيد اليوم، اليوم وانا اجلس معك، إذا دخلت الى عقول جميع القادة الاسرائيليين فإنهم يخشون هذه المقاومة، ويخافونها ويحسبون لها مليون حساب، أكثر من أي زمن مضى، حتى من العام 2006.

عماد مرمل: يمكن سماحة السيد لا تزال لديكم نقطة ضعف وحيدة، لا زلتم لا تملكون صواريخ او أسلحة مضادة للطائرات، قادرة على إسقاط الطائرات الإسرائيلية التي لا تزال تعربد في أجوائنا.

سماحة السيد: من قال انه ليست لدينا اسلحة من هذا النوع، يمكن لدينا ويمكن ليس لدينا. يعني اطلاق القول بأنه ليست لدينا بالمطلق غير دقيق، واذا اردت القول انه لدينا فإنه ليس الوقت للقول اذا كانت لدينا أم لا. دع هذا الموضوع ضمن مساحات الغموض البناء.

عماد مرمل: سماحة السيد، في المقابل العدو الإسرائيلي طور قدراته واستفاد من دروس اخفاقاته في حرب تموز، ألا تأخذ بعين الاعتبار أن الاسرائيلي أيضا عمل على تطوير نفسه وعزز امكانياته، وبالتالي أصبح أقوى مما كان عليه في العام 2006؟  

سماحة السيد: صحيح، عمل على إمكاناته وناقش نقاط الضعف، الثغرات، العيوب، النواقص، بشكل منفصل عن لجنة فينوغراد التي كانت نتائجها مدوية، أيضا انشأ لجان عمل تخصصية داخل الجيش الإسرائيلي وفي الأجهزة الأخرى، لمعالجة الجوانب التخصصية والفنية، لكن ما أصاب "اسرائيل" أي الكيان الغاصب، عادة أنا أقول "اسرائيل" تسامحا فنحن لا نعترف بها كدولة، الكيان الغاصب، الكيان الصهيوني، ما اصابها كان في العمق، يعني في مكان لا يسهل علاجه، الذي هو الروح، الثقة، الثقة بالجيش، ثقة قادة الجيش بقواتهم، الضباط بالجنود والجنود بالضباط، الشعب الجيش، القيادة السياسية بالقيادة العسكرية، القيادة العسكرية بالقيادة السياسية.. وترميم الثقة ليس أمرا سهلا، الثقة التي تعني اليقين والإطمئنان وتعني الثبات وهذا ضُرب بدرجة عالية جدا، وكل ما اقدم عليه الاسرائيلي بعد حرب تموز في محاولة لترميم هذه الثقة فشل، وهذا ببركة أيضاً صمود غزة، والمقاومة في غزة، عندما ذهب في العام 2014 وفي مناسبات عديدة واخر معركة كلنا شهدناها مع غزة، لم يستطع أن يرمم هذه الثقة التي ضربت في العمق.

هذا جانب، الجانب الثاني هناك شيىء لم يستطع أن يحله وهو مهم جدا، وهو من نتائج حرب تموز، وهو انكشاف ضعف ووهن الجبهة الداخلية لدى كيان العدو، فالجبهة الداخلية كانت دائما بمنأى عن الحروب، وأين كانت الحروب، كانت الحروب في اراضينا في الأرض اللبنانية، في الأرض السورية، في الأرض المصرية، طبعا ليست في الأرض الفلسطينية، هي ليست ارضا اسرائيلية، ليست في الأرض التي يقيم عليها كيانه الغاصب. حرب تموز نقلت المعركة إلى أرض العدو، بالتسامح يعني، إلى الجبهة الداخلية. والآن المقاومة أقوى من أي زمن في قدرتها على استهداف وزلزلة الجبهة الداخلية للعدو، وهو لم يقدر على معالجة هذا الموضوع . حتى اليوم ومنذ العام 2006، لقد بدأوا هم العمل في العام 2007، وبعدها العام 2008 بدوأ بإجراء مناورات داخلية اسموها نقطة تحول.. تحول واحد، وفي السنة التالية تحول 2، ومن ثم تحول 3 وتحول 4 وتحول 5 الخ.. وكل سنة اجروا مناورات ضخمة على مستوى الكيان للجبهة الداخلية، ولحد الآن يأتي كبار جنرالات العدو ويقولون الجبهة الداخلية ليست جاهزة للحرب ونحن نتحدث بعد مرور 13 سنة، ولن تكون جاهزة للحرب، ولن تكون قادرة على تحمل حرب هذه مشكلة ايضا لا زالت قائمة.

وايضا القوات البرية منذ العام 2006 وحتى اليوم ورغم ما يقولونه حول اهتمامهم بها، لكن نشهد باعتراف القادة الإسرائيليين تراجع كبير جدا في قوة، في قدرة واقتدار القوات البرية باعتراف الاسرئيليين، ولست انا من يقول ذلك، وبالتالي كل الاسرائيليون يعرفون، كما يعرف كل العالم أن سلاح الجو لا يستطيع أن يحسم معركة بدون قوات برية وعملية برية واسعة وكبرى لا يستطيع أن يغير شيئا من المعادلات، يمكنه أن يدمر في مكان ما هنا ويُدمر في مكان ما هناك. اذا هذه ايضا من المتغيرات السلبية بالنسبة لهم والتي لم يتمكنوا من معالجتها حتى خلال 13 سنة بل ازداد تعمقها، يعني انها ازدادت عمقا. ازمة الثقة نتيجة الفشل أمام غزة، بعد لبنان ازدادت عمقا، وهن وضعف القوة البرية، وهن وضعف الجبهة الداخلية. أمس أنا كنت أقرأ نصاً يقول أن كل الذي قمنا به إذا تعرضت أرض الكيان لهجوم واسع من جهات متعددة، فنحن ليس لدينا قدرة على استيعاب مليوني لاجئ في داخل فلسطين المحتلة، هم يتحدثون عن 9 مليون، أين سيذهبون بالسبعة ملايين المتبقية؟

عماد مرمل مقاطعاً: ومع ذلك سماحة السيد...

يكمل سماحته: طبعاً هناك جانب آخر، ونحن لا ننكر ذلك أن العدو قام خلال 13 سنة بتدريبات ومناورات في قبرص واليونان وأوروبا وأينما تريد، وحصل على أكثر التقنيات والأسلحة المتطورة من الولايات المتحدة الأمريكية في سلاح الجو و.. و.. و، لكن نحن المسألة الرئيسية في مقابل العدو الاسرائيلي ليست ترسانة السلاح، ترسانة السلاح التي كانت لديه خلال حرب تموز كانت ضخمة جداً ولا شبيه لها، ومع ذلك انتصرنا.

عماد مرمل: ومع ذلك قادة الكيان الإسرائيلي دائماً يهددون بتصريحاتهم بأنهم سيعيدون لبنان إلى  العصر الحجري إذا وقعت الحرب استناداً إلى بنك أهداف مليء. لنأخذ الصورة إلى جهة أخرى، لو وقعت الحرب لا سمح الله، كيف سيكون وضع الكيان؟ ولا أعرف إذا كنت أستطيع أن أسألك كم يبلغ عدد الأهداف التي ستكون في مرمى صواريخكم؟

سماحة السيد: أنا اليوم سأتكلم كلاماً أنصح به الإسرائيليون أن لا يعيدوا هذه الأدبيات من قبيل أنهم سيعيدون لبنان إلى العصر الحجري، كان هناك بعض الأفراد يقولون أنهم سيعيدونه خمسين سنة إلى الوراء وتعرف أنّ اللبنانيين أهل نكتة فكانوا يقولون يا ريت نتمنى العودة إلى قبل خمسين سنة كان وقتها يوجد كهرباء وماء وشوارعنا نظيفة.

طيب، هذا الحديث عن إعادة لبنان إلى الوراء والعصر الحجري فيه استخفاف بلبنان، ولنرى نحن إلى أين يمكن أن نذهب بـ"إسرائيل"؟

لا أقول نعيدها لأنها لم تكن موجودة قبل الـ 48، إلى أين يمكن بأن نذهب بهذا الكيان وبشعب هذا الكيان يعني بالمستوطنين، أنا لا أتحدث عن شعب مدني، أتحدث عن محتلين ومستوطنين وغزاة... حتى لا يقول أحد أن السيد يهدد المدنيين في الكيان.

مقابلة السيد نصرالله على قناة المنار ـ النص الكامل

في العام 2000 في بنت جبيل انا من جملة الأشياء التي قلته أن "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، وخلال ثلاث عشرة سنة أصبح لدي قناعة أكثر وأشد بهذا الموضوع، وتبين هي أشد وهناً من بيت العنكبوت. وهنا سأتحدث كلاماً علمياً بالأرقام، وباعتبار أن هذا الموضوع الأساس في حلقتنا فقد جلبت خريطة معي. عادة نتنياهو شاطر في هذا الأمر في الأمم المتحدة، وكذلك ترامب عندما يريد بيع السلاح، لكن الآن مضطرون لنقوم بذلك.

إذا أخذنا هذه الخريطة أستاذ عماد فهذه فلسطين المحتلة (الكيان الغاصب لأرض فلسطين التي يسمونها الآن إسرائيل)، اللون الأبيض يمثل الضفة الغربية وقطاع غزة في الأسفل، وإذا قمنا بقراءة للمنطقة  هناك الشمال أي الجولان الذي يبقى بالنسبة إلينا سورياً عربياً ولا يصبح جزءًا من الكيان، هذا الشمال وفي الأسفل الجنوب، المساحة الأكبر هي الجنوب جنوب فلسطين المحتلة، في الجنوب يوجد بئر السبع هنا وإيلات هناك والباقي ليس شيئًا مهمًا وهي عبارة مدن صغيرة وتجمعات استيطانية صغيرة، وبعضها في محيط قطاع غزة. الجنوب عملياً ضعه خارج الاستهداف، طبعاً المقاومة تستطيع أن تستهدف كامل هذه الجغرافيا حتى إيلات، وإذا كنا نقول ما بعد حيفا أصبحنا نقول ما بعد تل أبيب وما بعد إيلات، وإذا كانوا يملكون شيئًا بعد إيلات نستطيع أن نطاله إن شاء الله. طيب لنضع الجنوب جانبًا، نريد أن نريح أنفسنا من الجنوب، الشمال كله في دائرة نيراننا من أي مكان، من أي بقعة في لبنان وخلال المدة التي يريدونها، وكل المعلومات عن كل الأهداف العسكرية والأمنية والتكنولوجية والاقتصادية والصناعية وووو.. كله موجود هنا، لكن النقطة الأهم التي أريد أن أتحدث عنها هي هذا الشريط الساحلي، وأنا أحب أن أقدم هذا الأمر إلى الرأي العام ليعرفوا كم هي "إسرائيل" أوهن من بيت العنكبوت.

إذا أخذنا الشريط الساحلي من هنا إلى هنا في هذه الخريطة الكبيرة أي الجزء الأصغر من مجمل الكيان، وننقلها إلى هنا فيصبح عبارة عن هذا المستطيل، وإذا بدأنا به من فوق ناتنيا ونزلنا به إلى آخر أشدود، الطول يبلغ من ستين إلى سبعين كلم، ويترواح العرض بين 14 كلم و 20 كلم، وكله عامر، وإذا أخذنا هذه المسافة تصبح أضيق، فيصبح الطول 40 كلم والعرض 20 كلم. لكن لنتوسع أكثر لتصبح من ناتنيا إلى أشدود، وأنشأنا شريطًا ونحن أصلاً قمنا به لكن نعرضه الآن على التلفزيون، وهو في غرفة العمليات موجود من ناتنيا إلى أشدود بعمق عشرين كلم وطول 60 إلى 70 كلم. ماذا يوجد هنا من أهداف؟

أولاً جزء كبير من المستوطنين الإسرائيليين موجود في هذه المنطقة، النصف أو أكثر بقليل بحسب الإحصائيات. لكن لنرَ ما يوجد ما بداخله من أهداف؟ في هذا المربع داخل المستطيل بأحسن الأحوال يوجد 1200 كلم2 يعني بقعة صغيرة ونحن لا نقوم بمعركة مع دولة كبيرة ومساحات ممتدة ونحن مربكون ونريد أن ننجز كل الأهداف. يوجد في قلب هذا المستطيل كل مراكز الدولة الأساسية، الحكومة ومراكز المكاتب الحكومية ووزارة الحرب وقيادة الجيش ورئاسة الأركان ومطار بن غوريون الدولي ومطارات داخلية وقواعد سلاح الجو ومنشآت عسكرية تحوي أسلحة غير تقليدية، ولديهم أيضاً مصانع بتروكيماويات ومصانع نووية، وأيضاً ميناء تل أبيب وأشدود، ومراكز الصناعات العسكرية، وتجمعات الصناعات المدنية، والمراكز التجارية الأساسية، والمراكز المالية الرئيسية "بورصة إسرائيل"، ومحطات إنتاج الكهرباء الأساسية ومحطات تحويل الكهرباء الرئيسية، ومحطات استقبال وضخ الغاز، ومحطات معالجة وتحلية المياه، 90 بالمئة من المراكز الأساسية للكيان موجودة هنا، وأيضًا مصافي تكرير النفط وحاويات النفط كلها موجود في هذه المنطقة.

عماد مرمل: ماذا يعني ذلك؟

سماحة السيد: تصور أنه إذا كان هناك مقاومة عندها قدرة صاروخية، مثلاً آلاف وعشرات آلاف، ولا أريد أن أعطي أرقاماً دقيقة وكلها تستطيع أن تطال هذه المنطقة، ونحن لسنا مضطرين لتوزيع صواريخنا إلى الجنوب جنوب فلسطين ولا أي أماكن أخرى، يتكفل بالشمال نوع من الصواريخ، وبقية الصواريخ بدل أن نستنفذها في الشمال نذهب بها إلى هذا الشريط الساحلي. هل يستطيع الكيان أن يصمد ويتحمل؟

هنا العصر الحجري، من سيرجع الآخر إلى العصر الحجري؟

وأيضاً حتى في الشمال، وفي الماضي تحدثنا عن الأمونيا في حيفا، لم يستطيعوا معالجته لكنهم حاولوا أخذه للوسط فلم يستطيعوا، وكذلك الجنوب لم يتجاوب، وفي البحر هناك مشاكل. هم يتحدثون أن استهداف الأمونيا، وفي يوم من الاياك كنت أخطب وقلت أننا أصبحنا نملك سلاحاً نووياً أصبح الناس يضحكون في المجمع، فقلت لهم أنني والله لا أمزح، قلت لهم يتكون من خزانات الأمونيا في حيفا وصاروخ واحد أو صاروخين، هم الإسرائيليون قالوا أنه إذا أصاب أحد هذه الصواريخ هذه الحاويات فإن عدد القتلى سيكون بعشرات الآلاف وكذلك عدد الجرحى، وأيضًا انعدام إمكانية العيش في هذه المنطقة. وهنا لا أتحدث عن عملية الجليل أو القوات البرية أو الدخول إلى أرض فلسطين الحبيبة، فقط أنا أتحدث عن النار. هل هذا الأمر متحقق؟ نعم متحقق ومتوفر.

عماد مرمل مقاطعاً: يعني حزب الله قادر على تحقيق ذلك؟

يكمل سماحته: والعدو يعرف ونحن نعرف أنه ماذا يوجد في هذه المنطقة من مصانع كيماوية وبترو كيماوية ومصانع نووية، وكلها تحت مرمى صواريخنا ونستطيع أن نطالها. هذا كيان اليوم مردوع بكل ما للكلمة من معنى وتمنعه من الذهاب إلى حرب مع لبنان، وهو يقف بهذا الشكل منذ 13 سنة. ألم يقل هذا العدو ممنوع تطوير السلاح الصاروخي وقد طورناه، وممنوع امتلاك الصاروخ الدقيق أصبح لدينا صواريخ دقيقة، وأيضًا ممنوع امتلاك السلاح الكاسر للتوازن وقد أصبحنا نتملك هذا النوع من السلاح، وممنوع وممنوع...

العدو يحاول اللجوء إلى خيارات أخرى، ولكن خيار الحرب على لبنان، ليس الحرب على لبنان بل القيام باستهداف هدف عسكري في لبنان أو عملية غارة جوية على لبنان، العدويمتنع عن ذلك، لماذا؟ ممن يخاف؟ هل يخاف من ترامب؟ من أوروبا؟ من جامعة الدول العربية؟ ممن يخاف؟ إنه خائف من وجود مقاومة قادرة أن تفعل بكل هذا الفعل.

عماد مرمل: يمكن أن نختصر المعادلة سماحة السيد بأن حزب الله بات قادراً على إلحاق دمار هائل في الوسط والعمق الإسرائيلي؟

سماحة السيد: يمكنك أن تصوّر كما تشاء، أنا غير واضح بالنسبة لي الكلمة التي سأعبر بها عن المشهد.

عماد مرمل: الأقرب إلى الواقع والاحتمال، ما هي؟

السيد حسن:  الذي قلته هو الحدّ الأدنى، ـ الدمار الهائل ـ اليوم أنا لا أبالغ، الإسرائيليون يعرفون، وأنا لا يهمني بعض العرب إن صدقوني أم لا، إن صدقوا فهذا جيد، وإن لم يصدقوا فلا مشكلة عندي. أنا يهمني أن الإسرائيليين يعرفون هذا الأمر. أنا اليوم لا أكشف أسراراً، فالسر الذي لا يعرفه الإسرائيلي لا أكشفه إلا في وقته في جزء من المعركة، لكن كل هذه الأمور يعرفها الإسرائيلي. ولذلك ترى اليوم ومنذ 2006 كل الخطاب والحوار هو في هذا الإطار، وبالأمس كان هناك مؤتمر في هرتزيليا، وأنا أنصح الناس أن تتابع الندوات وكلمات الجنرالات وماذا يتحدثون، إسرائيل حزب الله، إسرائيل حزب الله ... فلماذا يشكّل حزب الله هذا الهاجس الكبير؟ لأنهم يعرفون هذه المعطيات والمقدرات.

عماد مرمل: سيد إذا اطلعت على ما ورد في صحيفة Times of Israel التي قالت أن لدى حزب الله خطة سرية وضخمة لاقتحام الجليل بديلاً من الأنفاق التي اكتشفها الجيش الإسرائيلي، وأفادت الصحيفة أنه في ظل غياب الأنفاق من المحتمل أن تكون مهمة عناصر وحدة الرضوان إدخال آلاف المقاتلين إلى "إسرائيل" في وقت واحد عبر نقاط عدة أثناء قصف مكثف للمنطقة الحدودية إلى جانب استعمال طائرات بدون طيار ترسل معلومات استخبارية وتنفذ في الوقت ذاته تفجيرات ضد مواقع إسرئيلية. هل هذه هي الخطة؟

سماحة السيد: هذا أحد السيناريوهات المنطقية المتصورة والممكنة أيضاً، لكن إخواننا والحمد لله أصبحوا محترفين ولديهم خبرة ومدرسة قائمة بذاتها في هذا المجال. بالتالي فهم يضعون أكثر من خطة وأكثر من سيناريو.

عماد مرمل: لكن هل مبدأ اقتحام الجليل ثابت؟

سماحة السيد: هذا جزء من خطة الحرب، لكن عادة نضع الخطط ونجهز أنفسنا لتنفيذها، ويوم الحرب نقرر أي جزء سينفذ.

عماد مرمل: لكن كل ما تقوله سماحة السيد في حال وقوع الحرب، وأنت حتى هذه اللحظة تستبعد وقوع المواجهة الكبرى مع العدو الصهيوني؟

سماحة السيد: بسبب حالة الردع ما زلت أستبعد أن الإسرائيليين ابتداءًا أن يلجأوا إلى حرب من هذا النوع، وأنت تقرأ كل تقديراتهم في هذه المؤتمرات، لا يوجد عند أحد يقين أو حتى اطمئنان بأن الحرب مع لبنان ستؤدي إلى نصر بالنسبة لهم. هم يعرفون أن الذهاب إلى حرب مع لبنان بمعزل عن أنه سيدمر، لا بأس فأنتم من سبعين سنة تدمرون هذا ليس شيئًا جديدًا، لكن الجديد ما سيحل بهم.
أي حرب أخرى، بالتأكيد لن تكون شبيهة بتموز 2006، ستكون أكبر بكثير من 2006، وبالنسبة لـ"إسرائيل" فإنها ستضعها على حافة الهاوية وعلى خط الزوال وهم يعرفون ذلك، وإن لم يحققوا نصراً كبيراً حاسماً سريعاً. وأنى لهم أن يحققوا هذا النصر.

عماد مرمل: بالمقابل سماحة السيد، ممكن أن يقول أحدهم هل يستطيع لبنان المنهك اقتصادياً ومالياً تحمل أعباء هذه الحرب الجديدة مع إسرائيل خصوصاً أن الظروف ستصبح أصعب وأتحدث عن الظروف العامة وليس المقاومة، وتبدو أصعب قياساً عليه عما كانت عليه عام 2006، وضع إيران إلى حدا ما أضعف، وسوريا تغيّرت عما كانت عليه كعمق حيوي للنازحين؟

سماحة السيد: هذه القراءة غير دقيقة. وعلى كلٍّ نحن دائماً نتحدث أنه لا يوجد عندنا استراتيجية حرب كلاسيكية، نحن حركة مقاومة ولدينا أهداف محددة ولدينا طريقة سلوك. في هذا المقطع نحن نتحدث أنه في حال فرضت الحرب على لبنان، فنحن جاهزون له.

عماد مرمل: بالنسبة إلى حسابات العدو فإن النجاح في استهدافك شخصياً لا سمح الله يمكن أن يشكل ضربة قاسمة لظهر حزب الله، كم تأخذون هذا الأمر بعين الاعتبار؟ وبالتالي إلى أي درجة بات مستقبل المقاومة والصراع يرتبط بشخصكم؟

سماحة السيد: حزب الله يتأكد يوماً بعد يوم أنه لا يرتبط بشخص، لم يكن منذ تأسيسه مرتبطاً بشخص ووجود شخص. ولذلك هناك من استشهد وهناك من خرج وهناك من بقي، ولم يتأثر حزب الله. طبعاً دماء الشهداء تعطي دفعات كبيرة لحزب الله كما حصل مع السيد عباس رحمة الله عليه أميننا العام أستاذنا وحبيبنا، ومع بقية الشهداء القادة الحاج عماد والسيد ذو الفقار وبقية الإخوة. الحزب والمقاومة لا ترتبط بشخص، هي مؤسسة وتعمل كمؤسسة، ولذلك اليوم أحد أسباب قوة حزب الله ونموه في المجالات المتنوعة والمتعددة هو عدم ارتباطه بشخص. طيب إذا أنا كنت أدير هذا العمل كله فإنني لا أستطيع القيام بذلك، هناك مؤسسات ومسؤولون وقيادات، أنا واحد منهم. بطبيعة الحال هناك الثقة والمودة والانضباط والطاعة وهذه إيجابيات موجودة. لكن لكل شخص تأثيره الخاص.

أنا رأيي أن رهان العدو رهان لا يمكن أن يصنع من خلاله نصراً، بالعكس دماء الشهداء والقادة عندنا وخصوصاً في لحظات المواجهة تعطي اندفاعاً هائلاً لكل المقاتلين لمواصلة الطريق للوفاء لنفس الأهداف، نحن لسنا قلقين من هذه الزاوية. طبعاً واجبي وواجب حزب الله أن نكون حذرين ومحتاطين عني وعن غيري لأن هذا واجبنا أن لا نقدم صيداً سهلاً لعدونا، لكن لا نبني حسابات النصر على هذه الأمور.

عماد مرمل: عودة مشاهدينا الكرام إلى متابعة هذا الحوار التاريخي مع سماحة السيد حسن نصر الله، وكما علمنا سماحة السيد يبدو أن الأوساط الإعلامية والسياسية بالكيان الإسرائيلي تتابع هذه المقابلة والبعض أطلق عليها توصيف خطاب الخارطة ربطًا بالخارطة. بدأت الخارطة تعطي مفعولها.

سماحة السيد: إن شاء الله.

عماد مرمل: اسمح لي بملحق إن جاز التعبير له علاقة بالمحور الأول لأننا قفزنا عنه يتعلق بملف النفط وترسيم الحدود البحرية والبرية. ما هو موقف حزب الله من المسار الذي يسلكه هذا الملف برعاية المفاوض الأمريكي، علمًا بأن مهمة ديفيد ساترفيلد تعثرت مؤخرًا بفعل رفض الكيان الإسرائيلي الاستجابة للمطالب اللبنانية؟

سماحة السيد: هذا الملف من بدايته ومنذ العام 2000 وليس من الآن قلنا هذه مسؤولية الدولة وفي أي مكان ليس فقط في هذا الملف، في أي مكان تتحمل الدولة فيه مسؤوليتها نحن ننتقل إلى الموقع الثاني أو إلى الخلف ونكون في موقع الدعم والمساندة. هذا الملف هو مسؤولية الدولة، وبالتالي من يستطيع التحدث عنه بطريقة أفضل هم الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية لأنهم يتابعون هذا الملف. طبعًا هذا يحظى بعناية خاصة من دولة الرئيس نبيه بري وهذا واضح.

المسار الذي يسير هو متعثر بحسب النتائج الأخيرة لأن الدولة اللبنانية تصر على أن تكون رعاية الحوار أو التفاوض الغير مباشر رعاية أممية ضمن إطار معين والولايات المتحدة الأمريكية تكون عاملًا مساعدًا، لا أن تكون هي الوسيط والأمم المتحدة تكون الخيمة . الولايات المتحدة تساعد في إيصال الأطراف إلى نتائج لكنها لا تصل إلى مفتاح، الإسرائيليون لا يريدون أن تكون الأمم المتحدة هي الراعي، بل وضعوا شروطًا غير لائقة فيما يتعلق بالأمم المتحدة ويريدون أن يكون الراعي هو الأمريكي.

إذا كان الراعي للمفاوضات هو الأمريكي فتخبز بالأفراح إن شاء الله، وتأخذ حدودًا ونفطًا.

هو منذ بداية الطريق ملتزم بالمصالح الإسرائيلية، ولا يعنيه شيء على الإطلاق ما يسمى بلبنان والمصالح اللبنانية أرض، مياه، نفط غاز، ليس له قيمة.

بالتالي الأمريكي سيأتي ليوظف كل صداقاته وضغوطه وترهيبه لتحقيق المصالح الإسرائيلية، من هنا هناك أسباب  استراتيجية وأسباب تكتيكية لإصرار لبنان على أن تكون الرعاية من الأمم المتحدة وهذا لا يتم.

الأمر الثاني الذي لديه علاقة بالبحر والبر نقل لي بعض الخبراء خلال الأيام القليلة الماضية، ونحن نتواصل بشكل دائم من خلال إخواننا الذين قدموا ملاحظة وأحب أن أنقلها ربما تكون كتبت وقيلت لكن كوننا بالمقابلة اليوم جيد أن أكررها تعبير الترسيم للحدود البرية هو تعبير خاطئ. لا يوجد شيء اسمه ترسيم الحدود البرية، الحدود البرية مرسمة أصلًا منذ زمن، فقط مزارع شبعا ترسيمها مع سورية، وليس مع الكيان الإسرائيلي. نحن لا نعترف بالجولان أرضًا إسرائيلية لنقول علينا أن نرسم المزارع مع العدو الإسرائيلي. نحن لدينا حدودنا البرية المرسمة والمنتهية، المطلوب في الحقيقة جهد تقني فني ليتم التأكد إن كان هناك من يود نقاش أو نزاع على متر مترين كما حدث بعد التحرير عام 2000، وأن تعود الأرض اللبنانية للبنانيين. لكن الخداع الإسرائيلي هنا ماذا  يريد أن يلعب؟ لعبة تبادل أراضي على الحدود اللبنانية، وهذا أمر غير جيد معنويًا وأدبيًا، قد يأتي ويخدع اللبنانيين ويقول أنا هنا آخذ من أرضكم مثلًا مئة متر وأعطيكم هناك 500 متر ربما تعجب أحد من اللبنانيين هذه القصة. أف عظيم يا أخي على مهلك هذه المئة متر هذه تلة مشرفة، هذا عارض عسكري وجغرافي خطر جدًا ومهم جدًا، هذا له صلة بالمياه وبالوضع الدفاعي، تلك الخمسمئة متر لا تساوي شيئًا مقابل المئة متر هذا غير الموضوع المبدئي. بالمبدأ علينا أن لا نقبل بمبادلة الأراضي، مع ذلك نحن لم نتدخل بالموضوع وقلنا هذا القرار عند الدولة، هم ما الذي يقبلون به؟

إذاً بالحدود البرية هؤلاء الخبراء ألفتوا لهذه الملاحظة وتبدو صحيحة هم خبراء. وأنا ليس لدي خبرة قانونية بهذا العالم، الترسيم موجود والمطلوب تطبيق الحدود المرسمة منذ عشرات السنين.

نعم في البحر لا يوجد ترسيم، عندما يأتي لبنان وبالتحديد وللإنصاف دولة الرئيس نبيه بري يصر بالتحديد، هو يصر على الربط والتلازم بين ترسيم البر والبحر. هناك سبب طبيعي وأنا متفاجئ قد يكون هذا الموضوع نقطة نقاش عند بعض المسؤولين اللبنانيين.  ماذا يوجد بترسيم البحر؟ يجب أن يبدأ من الحدود البرية، طيب إذاً هذه النقطة نقطة الحدود البرية المتسالم عليها، من هنا يبدا الترسيم البحري.

إن كنا على هذه النقطة مختلفين، نحن مختلفون عليها جاء الإسرائيليين بمرحلة من المراحل قالوا نتفق على كل النقاط، ونؤجل النقطة على الناقورة تسمى b 1 هذه هي المشكلة لو بقينا مختلفين على النقاط الداخلية واتفقنا على هذه هذا يفتح الباب المنطقي أمام ترسيم البحر. وإذا اتفقنا على كل الحدود البرية واختلفنا على هذه النقطة معناها بداية الحدود البحرية ضائعة .

إذا جئنا لهذه النقطة، ونحن نقول هذه حدودنا وهذه الصخرة التي عليها x ومصورة وصورها موجودة عند الجيش اللبناني من عام 2000 جاء الإسرائيلي وتقدم إلى الأمام وأنشأوا صخرة ووضعوا عليها x  وهم معروفون بتزوير التاريخ فكيف الحاضر؟ فكم يبلغ فارق هذه المسافة إن بلغت عشرة أمتار عشرين متر مئة متر، أين سينعكس بالبحر؟

وهناك أمر ثانٍ يتعلق بهذه النقطة، هذه النقطة كيف دخلت للحدود اللبنانية؟ يقال هناك طريقتين لترسيم الحدود البحرية مثلًا إذا الحدود البحرية كانت مستقيمة تذهب مستقيمة الحدود البحرية.

إذا كانت الحدود البرية متعرجة تنزل نحن نخسر بالمياه، وهذا أصلًا غير محسوم، أصلًا لا يوجد منطق لمناقشة الحدود البحرية بدون حسم الحدود البرية وبالحد الأدنى النقطة الأخيرة للحدود البحرية هي النقطة الساحلية.

الإسرائيلي يصر على رعاية الأمريكان وتهميش معيب للأمم المتحدة ومصر على فصل المسارين وعدم ربطهم ويضرب الأساس العلمي والقانوني والموضوعي لأي تفاوض غير مباشر حول هذا الموضوع. ومع ذلك وكل ما قلته هو شرح لتنوير الرأي العام اللبناني، المسؤولية هي مسؤولية الدولة اللبنانية. ولماذا أقول الدولة اللبنانية؟ أي الرؤساء الثلاث الحكومة ومجلس النواب لأننا نتحدث هنا بموضوع سيادي، لا نتحدث بتفصيل.

عماد مرمل: هل تتوقع أن يتمكن لبنان من استثمار ثروته النفطية والغازية واستخراجها؟ أين تكمن الضغوط أو التهديدات الإسرائيلية؟ بمعنى آخر هذه الثروة ستظل بحماية المقاومة؟

سماحة السيد: بالتأكيد، بالتأكيد، حتى في  هذه المنطقة التي عليها خلاف لا أقول أنني أريد أن أدفع لبنان إلى مشكل، لا هذا النوع من القضايا أستاذ عماد ما الذي يحدث؟ يحصل تجاذب حرب إرادات، إن كنت بحرب الإرادات من البداية منكفئ فلن أحصل على أي شيء، بينما في هذه المنطقة نحن اللبنانيون نقول إن لم نرسم، هذه مياهنا تمام.

عماد مرمل: نبدأ العمل؟

سماحة السيد: بالأرض اللبنانية نقول هذه أرضنا، هذه أرضنا ليجرؤ الإسرائيلي على الدخول، دع الإسرائيلي يدخل، قل هذه أرضنا وخذ قرارًا، وستجد أن الإسرائيلي لن يجرؤ أن يدخل إليها. لبنان ليس ضعيفًا، هناك بعض الناس في لبنان يشعرون أنهم ضعاف ويقيسون البلد على أنفسهم، لبنان ليس ضعيفًا، بل قويًا جدًا بالمعادلة الحالية اليوم.

إن جئنا وقلنا هذه مياهنا نريد أن نلزم شركات، هناك ستقول لي الحكومة اللبنانية الشركات لن تقبل بأن تلّزم للفرنسيين الذين لن يأتوا. الروسي والصيني؟ هل عرضتم على الروسي ولم يأتِ؟ عرضتم على الصيني ولم يقبل، لا أعرف إن عرضوا، لكن إن لم يجدوا شركة حاضرة لتلزم هذه المنطقة أنا اتعهد بجلب شركة.

عماد مرمل: شركة إيرانية؟

سماحة السيد: وأنا آخر واحد لديه علاقة بالنفط، ولا أفهم بهذه القصة. لكن أنا الليلة أتعهد بجلب شركة تقبل بهذا الالتزام، وتعمل في المنطقة التي يدعي لبنان أنها له وليقترب الإسرائيلي. هنا نفط بنفط غاز بغاز، أنت لديك نفط، ونحن لدينا نفط، أنت لديك غاز ونحن لدينا غاز. يقول لي هذه منطقة متنازع عليها، أنا أصلًا المياه التي يأخذ منها الغاز والنفط انا لا أعترف بأنها إسرائيلية، أنا أعتبرها فلسطينية، وأنا أعتبرها عربية وأنا إنسان عربي، تمام أنا لدي حصة فيها. أنا ما أقوله بهذا الموضوع، دعوتي وندائي أن يشعر اللبنانيون بأنهم أقوياء ويرفضون التهويل، ويلتزمون بحقوقهم السيادية ونحن لدينا خيارات.

عماد مرمل:لكن لم لا تقول لي سماحة السيد هذه الشركة ما هويتها أو جنسيتها؟

سماحة السيد: ليس شرطا أن تكون إيرانية، ممكن إيرانية وربما غير إيرانية نستطيع أن نجد، وهناك ناس حاضرون، ولديهم شجاعة واستعداد، ولديهم ثقة أنه إن جئت للعمل بالأرض اللبنانية ما الذي يمكن أن يقوم به الإسرائيلي الإسرائيلي مردوع، الإسرائيلي يجمع على أنه مردوع. ونعود لحرب تموز هو يفاخر بأن حزب الله مردوع القصة ليست حزب الله مردوع أنتم 70 سنة وتردعون العالم العربي، وأنتم غير مردوعين، النتيجة أنه مردوع.

الآن أنا مردوع، أو لا نرى الأيام. هذا ليس نهائي، لكن أنت مردوع وتجمع على أنك مردوع، الإسرائيلي مردوع ولبنان قوي  وتصنع من هذه الإمكانيات المتواضعة، ومن هذه المساحة الصغيرة القصة ليست قصة إمكانات ومساحة بل القصة قصة إنسان إيمانه، وإرادته وشجاعته، وحضوره واستعداده للتضحية، ووفاءه، وإخلاصه هذا متوفر في لبنان.

عماد مرمل: عظيم وصلت الرسالة في هذا المجال. سماحة السيد بالانتقال إلى الملف السوري هل الحرب السورية؟

مقابلة السيد نصرالله على قناة المنار ـ النص الكامل

سماحة السيد: كنت سألتني أنكم مفوضون، ليس صحيحا نقول أننا فوضنا الرئيس بري، أصلًا هو صاحب القضية وصاحب القضية لا يفوض بهذا الموضوع، هو أصلًا صاحب قضية وليس صحيحًا أن يفوضه حزب الله أو غيره من خلال موقعه في المقاومة، ومن خلال مسؤوليته في لبنان وخصوصًا في الجنوب، ورئاسة مجلس النواب وأيضًا القيادة المشتركة في حرب تموز.

عماد مرمل: أكيد. بالعودة إلى مسألة الوضع السوري سماحة السيد هل الحرب السورية باتت في فصولها الأخيرة؟ أم أنه لا ليس بالضرورة أن تكون الأزمة قد وصلت إلى نهايتها حتى ولو إن الدولة استعادت أغلب الأراضي؟

سماحة السيد: إذا أردنا أن نوصف ما حصل في سورية حتى الآن فهو انتصار كبير للدولة السورية، للقيادة السورية، للجيش السوري، وللشعب السوري ومعه بلا شك انتصار كبير لمحور المقاومة ومعه انتصار كبير لروسيا، وروسيا ليست جزءًا من محور المقاومة. هي عنوان قائم بذاته، والفشل الكبير للمشروع الآخر بلا شك وهزيمة نكراء للمشروع الآخر للمشروع الذي كان يعبر عن حرب كونية على سورية.

كنا نرى في السنة الأولى والثانية والثالثة مؤتمرات أصدقاء سورية 140 دولة، 120 دولة، العالم كله محتشد مئات مليارات الدولارات عشرات، وآلاف أطنان السلاح والذخائر، وعشرات آلاف المقاتلين إن لم يكن 100000 و200000 و300000 الذين جيء بهم من كل أنحاء العالم، هذا كله الآن تهاوى.

هذا توصيف صحيح، والدولة السورية بدرجة كبيرة تتعافى وتعيد سلطتها وتبسط وجودها وكيانها، نعم مازال هنالك ملفات عالقة، موضوع شرق الفرات، ملف عالق، وموضوع أدلب ملف عالق لأنه ما بقي للجماعات المسلحة بشكل أساسي هو إدلب وبعض الأجزاء من الشمال. أما في موضوع الملف السياسي، التقدم في الملف السياسي أو الحل السياسي في هذه الملفات الثلاث التي مازالت عالقة ويعمل على معالجتها كلٌ بحسب ما يتناسب مع طبيعته وظروفه.

لكن من حيث المجموعة أنا لا أعتقد أن هناك عودة إلى الوراء في سورية، لا قدرة للمشروع الآخر على التقدم أو على تحقيق أي انتصار أو على تغيير المعادلة أو على قلب الطاولة أو ما شاكل.

عماد مرمل: هل صحيح أنكم تبلغتم من الروس بأن حزب الله ليس معنيًا بمعركة إدلب إذا وقعت؟

سماحة السيد: أولًا لتوضيح العلاقة نحن لا نتبلغ من الروس رغم أننا نتعاطى بأننا أصدقاء، طبعاً هناك أناس يشتبهون ويعتبون علينا بأن الروسي فعل هذا الأمر مع الإسرائيلي، يا أخي من قال أن الروسي جزء من محور المقاومة. أنا من الأيام الأولى كنت واضحًا في هذه النقطة، حتى لا تبنى تحليلات خاطئة ولا ترتفع توقعات أيضًا خاطئة ومبالغ فيها. نحن في سورية لا نتبلغ من الروسي، الجهة المعنية التي ننسق معها هي القيادة العسكرية السورية ووزارة الدفاع وقادة الجبهات في سورية، هم يقولون لنا نحن هنا نريدكم، نحن هنا لا نحتاج، نحن هنا نحتاج كادر إداري، أو كادر قيادي، أو هذا النوع من التخصص، أو هذا النوع من المقاتلين. وبالتالي جهة الإرتباط والعلاقة والتنسيق هي مع السوريين وليس مع الروس، وبالتالي الروس لم يقولوا لن شيئًا، لا من هذا ولا من غير هذا. المعركة الدائرة حاليًا، وهي ليست معركة تحرير أدلب وليست المعركة الكبرى المنتظرة لتحرير إدلب، وإنما هي معركة ترتبط بالخطوط الأمامية، وبعض المعالجات أو تغيير معين في قواعد الصراع أو الامتداد الجغرافي أو ما شاكل خصوصًا بعد فشل التوافق الروسي التركي حول منطقة منزوعة السلاح.

الإخوة السوريين لم يطلبوا منا، وبالتالي مشكورون نحن لسنا زعلانين، هناك أمر أنا أحب أن يعرف، نحن ذهبنا إلى سورية ولم نعرّض يوماً أكتافنا بالتعبير اللبناني، بالعكس نحن رفعنا شعار نحن سنكون حيث يجب أن نكون، حيث يجب حتى مرة قلت في خطاب، حيث يستحب أن نكون نناقش نكون أو لا نكون. حيث يجب أن نكون تحدده القيادة السورية، وليس أنا من أحدده، هو يأتي ويقول لي أنا أريدك معي هنا، أو أريدك معي هناك. وبالتالي حيث لا يطلب مني حضور أو وجود كامل قد يطلب مني مساعدة محدودة أو محددة أنا أحترم قراره، وأستجيب لقراره.

عماد مرمل: ربطًا بهذه التحولات الميدانية يبدو واضحاً أنه لم تعد هناك حاجة ملحة أو ماسة إليكم في سورية الآن؟

هل بدأتم بتخفيف تواجدكم العسكري في الأراضي السورية؟ هل بدأ نوع من الانسحاب التدريجي ولاسيما أيضا أنت تعرف سماحتك أن العقوبات فرضت عليكم تفشف عصر نفقات وربما يكون هناك مصلحة في تخفيف الأعباء التي تترتب على انتشاركم في سورية؟ هل هذه المعطيات دفعتكم إلى إعادة النظر في نمط وجودكم في سورية؟

سماحة السيد: غالبًا، هذا الأمر لا نتحدث عنه بالإعلام ولكن لا مشكلة بأن أشرح قليلًا، نحن بسورية كما قلت حيث يجب أن نكون نكون من حيث أصل التموضع وعدد القوة الموجودة. اليوم مثلًا عندما نتحدث عن المعارك القائمة الجيش السوري استعاد الكثير من عافيته وتشكيلاته وقواته وهناك التحاق واسع فيه سواء بموضوع التجنيد الإجباري هناك إلتزام أو بموضوع التطوع أيضًا هناك التزام كبير. لقد وجد أنه ليس بحاجة إلينا، جيد عظيم. ولذلك نحن ليس لدينا وجود فعلي بالحد الأدنى في الجبهة الحالية. أما في الجبهات الأخرى فطالما الجيش السوري موجود وبقوة وبمتانة ومرتاح الخ فهذا يكفي. نحن لا يوجد مناطق أخليناها بالكامل، نحن في كل الأماكن التي كنا فيها مازلنا فيها لكن لا داعي أن تبقى الأعداد التي كانت في المعارك وكل العالم يتصرف بهذه الطريقة بمعزل عن العقوبات والتقشف المالي. لو افترضنا أنه لا يوجد عقوبات ولا يوجد تقشف مالي بطبيعة الحال إن كان يكفيني بهذا المكان 500 لمَ أضع 1000 و2000 أبعدهم عن عيالهم وأهلهم وأولادهم وبلدهم الخ.

هنا كم تحتاجون أن نكون؟  ننزل للأعداد مثلا بفترة من الفترات حاول بعض مواقع التواصل في المعارضة السورية أن يتقدموا في الزبداني والقلمون بشكل خاطئ. نحن ما قمنا به في الزبداني أنه كان هناك انتشار  كبير جدًا على الحدود اللبنانية السورية مقابل الزبداني، مقابل القلمون، داخل الأراضي السورية عشرات المواقع، عدد كبير من المواقع لنا وللجيش السوري لم يعد هناك حاجة. الوضع آمن في كلا الطرفين، طرفي الحدود. لمَ نبقى جالسين في الجبال والثلج؟ هل نشتهي الجلوس في الثلج؟ نحن قمنا بإعادة انتشار، وإعادة تموضع. مازلنا موجودين في كل الأماكن التي كنا فيها، مازلنا موجودين، لكن قلصنا القدرة أو القوات بما يحتاجه الوضع الحالي.
وعلى هذا الأساس هناك مجموعات ما بين لبنان وسورية ضمن مسافة صغيرة لا سمح الله إذا جد جديد بكل سهولة يمكن أن تنقل هذه القوات من لبنان إلى سورية، وهذا حصل في هذه الحدود.

عماد مرمل: هل تقترب لحظة الانسحاب الشامل؟

سماحة السيد: أعود وأؤكد لك، هذا ليس له علاقة بالعقوبات والتقشف المالي، الآن هناك عقوبات وتقشف مالي إذا استدعت الحاجة أن يعود إلى سورية كل الذين رجعوا منها سيعودون وزيادة.

عماد مرمل: ربطًا بالتحولات الميدانية وموازين القوى في سورية، هل اقتربت لحظة الانسحاب الشامل لحزب الله؟

سماحة السيد: ليس بعد.

عماد مرمل: بعد؟

سماحة السيد: بعد بعد يجب أن ننتظر مآل الشمال وإدلب، ويجب أن ننتظر مآل شرق الفرات في نهاية المطاف. هذا طبعًا يعود القرار فيه أيضًا للقيادة السورية، ونحن ذهبنا إلى هناك لمواجهة مشروع. هل انتهى هذا المشروع أم لا؟

لمساعدة القيادة السورية والدولة السورية على إنقاذ سورية مما واجهته في الحرب الكونية، هل أنجز؟ لم تنجز الأمور، مازالت مفتوحة.

عماد مرمل: ماذا عن مصير الوجود العسكري الإيراني في سورية سماحة السيد؟ ومدى دقة الأنباء التي تحدثت عن وجود تفهم روسي للمطالبة الإسرائيلية بالخروج الإيراني من سورية؟

سماحة السيد: ما يسمع من المسؤولين الروس، وما يسمعه الإيرانيون والسوريون، وأيضًا بعض إخواننا في سورية في اللقاءات المشتركة لأننا نحن نشارك في بعض اللقاءات أن الروسي لا يقول أنا مقتنع بخروج إيران من سورية أو بخروج حزب الله مثلًا من سورية، هو لم يصل إلى هذه القناعة، ولم يسلم بهذا الأمر حتى الآن في الحد الأدنى حتى الآن. وهو يدرك أن الحاجة في سورية مازالت قائمة للمساعدة الإيرانية ولمساندة بقية أطراف محور المقاومة. والروسي يعلم ذلك ولذلك حتى بمنطق براغماتي ولن أتحدث لا بجانب عقائدي، ولا جانب أخلاقي ولا جانب وفاء أننا قاتلنا سويًا لا بل بمنطق مصلحي نفعي براغماتي بالكامل، حتى الآن ليس من مصلحة روسيا أن تخرج إيران من سورية حتى الآن.

لاحقًا في المستقبل، هذا جواب على أن الإسرائيليين استطاعوا أن يقنعوا الروس، نعم الروس في سورية يحاولون تدوير الزوايا، يحاولون إيجاد معالجة معينة تسوية معينة تمنع حصول مواجهة إسرائيلية سورية أو إسرائيلية إيرانية في سورية، لديهم أحيانًا اقتراحات وأفكار ومبادرات ليس أكثر من ذلك.

عماد مرمل: ماذا لو اقتنعت موسكو لاحقًا بوجوب خروج الإيرانيين من سورية؟ هل يمكن أن يحصل عندها خلاف روسي إيراني؟

سماحة السيد: لا يحدث الآن، في بعض المسؤولين في العالم العربي وبعض الفضائيات العربية يعيشون على الأوهام والأكاذيب التي يصنعونها. منذ عدة أيام تقرأ وتشاهد بعض الأخبار وتنزل أحيانًا عاجل على بعض القنوات حتى تكذب أكثر، مثلًا خبر عاجل اشتباكات دامية في دير الزور بين القوات الروسية والقوات الإيرانية، أنا أضحك وأقول للإخوان لا نريد أن  نسأل أن يقولوا لا داعي للسؤال، لا يوجد قوات روسية بدير الزور هؤلاء أغبياء لا يعرفون. أمس حصل اشتباكات في البوكمال، أول أمس اشتباكات في حلب، هذا كله أكاذيب لم يحصل. أنا أحببت أن أنفي أنه لم يحصل أي صدام أو أي اشتباك أصلًا لا الإيراني في هذا الوارد ولا الروسي في هذا الوارد،هذا من جهة.

ثانيا هناك حالة تنسيق كبيرة بين الروسي والإيراني ليس فقط في الموضوع الميداني حتى بالموضوع السياسي وزيارات متبادلة موسكو طهران مبعوثين، مندوبين، ومسؤولين ووزراء بل بالعكس للذين يراهنون على الروسي والإيراني والخلاف بينهما اليوم. اليوم إذا اعتبرنا الأزمة السورية عمرها 8 9 سنوات اليوم الروسي والإيراني أقرب إلى بعضهما البعض أقرب من أي وقت مضى في كثير من الملفات.

عماد مرمل: هذا كلام يخالف الانطباع السائد؟

سماحة السيد: وهذا من بركات السيد ترامب، هذا من بركاته فلا يوجد مشكلة من هذا النوع.

عماد مرمل: ألا يمكن أن يحصل تضارب مصالح في لحظة ما؟

سماحة السيد: ممكن ممكن أصلًا لا يوجد تطابق رؤية بين الروسي والإيراني في سورية، هناك تقاطع كبير، ويوجد التقاء كبير بالعراق التقاطع بهذا الشكل. الآن الإخوة العراقيون الذين يسمعوننا هناك التقاء كبير بالرؤية الإيرانية والروسية في سورية، ولكن لا يوجد تطابق، وهذا طبيعي  ويعالج بالحوار وينظم الخلاف فيما بينهم. لكن في نهاية المطاف، الإيرانيون أعلنوا وحقيقة الأمر، هو هذا قرار بقاء إيران في سورية أو خروجها من سورية هو يرتبط بالقيادة السورية وبالسيد الرئيس بشار الأسد لا يرتبط لا بروسيا ولا بأمريكا ولا بأحد.

عماد مرمل: كيف تفسر تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على أهداف في سوريا مؤخرًا وذلك عبر استخدام الأجواء اللبنانية تحديدًا؟

سماحة السيد: تصاعد لا يمكنني أن أقول عنه تصاعد، هناك مسار يجري بهذه الوتيرة من مدة، مثلًا هذا القصف الأخير جاء بعد شهر من قصف سابق، هناك تداوم لكن لا يوجد تصاعد حتى الآن لأنه إذا حصل تصاعد.

عماد مرمل: نوعية الضربات هل تختلف نوعيتها؟

سماحة السيد: لا لا.

عماد مرمل: الضربة الأخيرة قيل أنها كانت قاسية؟

سماحة السيد: لا تختلف كثيرًا عن الضربات السابقة، بل الملفت أكثر أنه لا يوجد أهداف نوعية. هو دائمًا يتحدث عن نقل سلاح كاسر للتوازن، لكن لا يوجد أهداف نوعية. أنا شخصيًا كنت أناقش هذا الموضوع مع إخواني، واحدة من الفرضيات لدينا أنه ليس لديه أهداف يضربها في سورية ونتنياهو يود تذكير الإسرائيليين أنه مازال موجودًا، ويود تذكير المنطقة أنه عامل مؤثر في المعادلة السورية. ولذلك بعض هذه الأهداف التي ضربها هي أهداف عادية جدًا. على كلٍ، هنا لا نتحدث نحن عن تصعيد، وإنما عن استمرار ومواصلة وإن كان أحيانًا المسافة الزمنية تختلف من وقت إلى آخر. هو يريد أن يقول أنا أعمل لإحراج سوريا وهو طبعًا تدرج بالأهداف، في البداية كان يقول أنا أقصف لمنع وصول السلاح إلى لبنان. الآن لم يعد يتحدث به كثيرًا لماذا؟ لأن السلاح وصل وانتهى، وأنا قلت له حتى قبل سنة أوسنتين أنت تعذب نفسك بدون طائل، هناك من يطلق النار بلا هدف ويخادع شعبه لأنه يحاول أن يقنع شعبه، نتنياهو يمارس الخداع. جنابك قلت أن الإسرائيليين بدأوا الحديث عن خطاب الخارطة التي حملتها، هنا الفارق بين أن ما قلته صحيح وحقيقي وما أظهره نتنياهو هو كذب، هذا الفارق بين لوحتي ولوحة نتنياهو.

عماد مرمل: أكيد؟

سماحة السيد: بكل الأحوال هو يخادع شعبه ويصور لهم أنا أقصف في سورية لأمنع وصول السلاح الفلاني إلى حزب الله في لبنان، وأنا أقول لك لقد  وصل يا عدوي، وصل وانتهى وبشكل كبير من زمن، وبالتالي هذا الملف انتهى.

قام بتحديد هدف أعلى بأنني أقصف لأنني أريد أن أخرج إيران من سورية، هذه الوسيلة لا تؤدِ لنتيجة، بالعكس هو يغامر. هل يملك أحد ضمانات أن هذا القصف إذا تواصل سوف يبقى كما هو الحال الآن؟ هو يلعب سياسة حافة الهاوية في هذا الأمر. لكن في كل الأحوال أنا أقول للإسرائيليين ولنتنياهو افعلوا ما شئتم، إيران لن تخرج من سورية، إيران لن تخرج من سورية لأن هذه إرادة الرئيس الأسد وإرادة القيادة السورية وأيضًا إرادة الإيرانيين، وبالتالي أنا رأيي أن هذا عمل عشوائي فوضوي لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة.

عماد مرمل: لكن إذا نظرت سماحة السيد للمشهد من زاوية أخرى، ألا تشعر بأن الإسرائيلي تمكن من استعادة المبادرة في سورية وتثبيت قواعد اشتباك تتناسب مع مصالحه وأهدافه؟ هذا الشق الأول من الطرح، والشق الثاني استطرادًا لماذا لا تحصل ردود على الهجمات الإسرائيلية من أجل لجمها وعدم تكرارها؟

سماحة السيد: في الشق الأول إن أردنا القيام بتوصيف دقيق لما يقوم به فإن ذلك لن يخدم أهدافه، هذا شرحته لن يخدم أهدافه، ولن يستطيع أن يخدم أهدافه. وإذا أجرينا محصلة لكل القصف الإسرائيلي الذي جرى منذ بدايته ونقول هذا القصف ما هي أهدافه؟ وماذا تحقق من هذه الأهداف؟ النتيجة لا شيء، لا شيء إن تحدثنا بالمنطق العسكري. تقول لي هو يملك زمام مبادرة، نعم يملك زمام مبادرة ليس عيبًا أن أقول نعم، هو يملك زمام مبادرة، لكن يملك زمام مبادرة في عمل فوضوي عشوائي لن يؤدي إلى نتيجة. الشق الثاني في العادة هذه الأسئلة لا يجاب عليها لكن أنا أحب الليلة أن أجيب حتى يكون هناك تنوير للرأي العام، في سورية يوجد قيادة للمعركة قائد المعركة ليس حزب الله حتى يطالب حزب الله أنه قصف بسورية مكان ربما يستهدفكم لم تردوا بسورية رغم أنني  ملتزم (والإسرائيلي يحفظه بصم) إنه إذا قتل الإسرائيلي أحدًا من شباب حزب الله في سورية فنحن سنرد ونرد بلبنان، وهذا ليس جديدًا، هذا قلته في خطاب بذكرى الشهيد السيد ذوالفقار رحمة الله عليه.

عماد مرمل: هذه المعادلة لا تزال سارية؟

سماحة السيد: لا تزال سارية، الإسرائيلي يعرفها. لذلك هو يحاذر حتى عندما يقصف بعض نقاط وسائل النقل هو يحاذر أن يقتل أخانا الذي يقود وسيلة النقل هذه لأنه يعلم أنه سيحدث رد عليه.

أعود لأصل الموضوع، ليس قائد المعركة في سورية هو حزب الله وليس قائد المعركة في سورية هو الإيراني، قائد المعركة في سورية هي القيادة السورية، الإيراني هو عامل مساعد، حزب الله هو عامل مساعد، تقول لي عامل مؤثر صحيح.

القيادة السورية حتى الآن تجري تنظيم أولويات، أداؤها لا ينطلق من خوف، وإنما ينطلق من رؤية تنظيم أولويات اسمها الأولوية لمكافحة الإرهاب في سورية والأولوية لمواجهة الجماعات المسلحة التي جيء بها من كل أنحاء الدنيا ومازالت تتربص بسورية.

وبالتالي إذا كان لدينا هذه الأولوية الآن، ليست أولوية سورية الذهاب إلى حرب مع إسرائيل هذا يعني أن الجهد العسكري السوري الرئيسي يبقى متركزًا على الجماعات المسلحة ويواجه العدوان الإسرائيلي من خلال وسائل الدفاع الجوي التي أسقطت طائرة، وقد تسقط طائرات. والآن عندما يصبح موضوع أس 300 فعلي لأنه تعلم ذهب الضباط السوريين ليتدربوا ربما انتهوا، السلاح يصل وصل كذا عندما يدخل أس 300 إلى المعادلة أيضاً هذا سيمنح قوة إضافية لسلاح الدفاع السوري.

إذاً السوري اتخذ قرارًا أن يدافع بسلاحه، وهذا طبعا قرار جريء وشجاع، هذا ليس أمرًا بسيطًا، هناك دولة لبنان مثلا (معليش) أن ننتقد أنفسنا، لبنان كله بقلب بعضه دولة وجيش ومقاومة وشعب الخ. حتى الآن إسرائيل تخرق سماءنا يوميًا ونحن لا نفعل شيئًا، يجب أن نعيد النظر لأنه أعتقد بعد 13 سنة الدولة اللبنانية لم تفعل شيئاً، نحن يجب أن نفكر بفعل شيء بهذا الموضوع. لديهم قرار جريء بالمواجهة الدفاعات الجوية تواجه وهناك بطولات بالجيش السوري وهناك شهداء يسقطون بمواجهة الصواريخ الإسرائيلية والطائرات الإسرائيلية.

إذاً تنظيم الأولوية والمواجهة الدفاعية إضافة، ليس معنى ذلك أنه قرار نهائي طالما هناك تقدير أنه نستطيع أن نتحمل طالما الإسرائيلي وضع حدودًا معينة لم يتجاوزها، طبيعة الضربة وحجم الضربة. ولذلك كله دائما في مدار الدراسة، ولذلك أنا أقول للإسرائيلي أنت تلعب على حافة الهاوية، ليس دائما أنه هذا خط ثابت حتى الآن هذه السياسة وهذه الرؤية، لكن ضمن هذه السياسة والرؤية إذا حصلت ضربة معينة قد لا تطيقها القيادة السورية أو الموقف العام في سورية بالتأكيد ستعتمد سياسة مختلفة، هذا التحليل للسوري.

عماد مرمل: بصراحة، ما هي حقيقة الموقف الروسي من الغارات الإسرائيلية المتكررة على أهداف في سورية؟ يظهر وكأن هناك غض طرف من جانب موسكو إلى حد ما صح؟

سماحة السيد: هم يتمنون أن لا تحصل أكيد، إذا كان أحدهم يقول أن الروس فرحين بما يجري، لا أعتقد ليس لهم مصلحة أن الإيراني يضرب في سورية، ولا السوري يضرب ولا حزب الله يستهدف، لا مصلحة لروسيا في هذا الأمر إنها فرحة وتريد وماشي الحال والأمور تمر لا ليس كذلك.

لكن هي لا تستطيع أن تمنع حتى بالضغط ممكن بالنهاية بالضغط هناك مصالح ومواقف وحسابات معينة أنا لا أريد أن أتفهم الموقف الروسي لا، أنا أقول بالعكس روسيا يجب أن تعمل لمنع سلاح الجو الإسرائيلي من استهداف سورية أيًا يكن في سورية.

عماد مرمل: هل من لقاء جمعك مؤخرًا مع الرئيس السوري بشار الأسد؟ هل حصلت جلسة؟

سماحة السيد: دائمًا نلتقي، لكن أنا لا أخبر عن الأزمنة لأسباب أمنية.

عماد مرمل: نحن لا نريد تاريخًا أو يومًا مثلًا.

سماحة السيد: دائمًا نلتقي.

عماد مرمل: نأتي الآن إلى الملف الذي ينتظره كثر سماحة السيد المواجهة الإيرانية الأمريكية في المنطقة هناك سؤال يشغل بال الكثيرين، هل المنطقة تقف فعلًا على عتبة حرب شاملة إذا حصل خطأ في الحسابات من هنا أو هناك؟ أم لا؟  لا ترى الأمور في هذا المنحى وربما واشنطن وطهران ودول الخليج تتهيب خيار المواجهة العسكرية، وبالتالي تلعب جميعها على حافة الهاوية ولكن لا تنزلق إلى ما بعدها. هل هذا صحيح؟

مقابلة السيد نصرالله على قناة المنار ـ النص الكامل

سماحة السيد: عليك أخذ الفرضيات ونفصل قليلًا لأن هذا ملف أساسي بحوارنا سنفصل به قليلًا.

 إن تحدثنا عن حرب إبتدائية فإيران لن تبدأ حربًا، وهذا أعلنه سماحة الإمام الخامنئي دام ظله وسماحة الشيخ روحاني حفظه الله وكل المسؤولين الإيرانيين بالإجماع، وأكثر من ذلك قالوا نحن أصلًا لم نبدأ حربًا مع أحد ولم نرتح، ومنذ 40 سنة يعتدى علينا. إذًا من طرف إيران لن تبدأ حرب، ومن طرف أمريكا قد تبدأ حربًا، وهنا لا نتحدث عن فرضية تدحرج، نتحدث عن ترامب جلس جمع إدارته مع الكونغرس أو بدون الكونغريس ذهب وشن حرب على إيران.

إبتداء أمريكا بحرب على إيران حتى الآن غير واضح، ترامب يقول أنا لا أريد شن حرب وكثر من المسؤولين الأمريكيين يتحدثون عن عدم الرغبة بالحرب والبنتاغون هو أكثر طرف لا يريد حربًا لأنه يعرف تبعات هذه الحرب، لكن هناك بأمريكا من يريد أن يدفع أمريكا إلى حرب.

إن سألتني حول هذه الفرضية أقول لك يستبعد جدًا، أستبعد جدًا أن تقدم أمريكا على حرب إبتداءًا على إيران. وبين هلالين أمريكا لا تعمل عند بنيامين نتنياهو خلافًا لما يعتقد كثيرون أن إسرائيل تحكم أمريكا، لا أعتقد هذا، إسرائيل أداة شرق أوسطية إذا استخدمنا أدبيات سماحة الإمام الخامنئي أداة غرب آسيوية في غرب آسيا، أداة شرق أوسطية في منطقتنا للمشروع الأمريكي للهيمنة على المنطقة والنفط والغاز وا وا الخ. وأيضًا لا ترامب يعمل عند محمد بن سلمان ولا عند محمد بن زايد، لا يعمل عند هؤلاء. هو يأخذ مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي في أمريكا  مؤسسات تجلس تتخذ قرار وإن أردت لاحقًا نحلل.

لكن اختصر وأقول أستبعد جدًا أن تقدم أمريكا على حرب على إيران ابتداءًا، وهو قال حربنا اقتصادية ويراهن على الموضوع الاقتصادي ومعلوماته أنه منذ خروجه من الاتفاق النووي حتى من يستمع إلينا بالحد الأدنى يعرفون كم هو مستوى معلوماته لترامب. إذا كانت أجهزة المخابرات لديه تقدم له هذه المعلومات فتلك مصيبة، وإذا لا هذه معلوماته هو، هذا لا يقرأ ولا يسمع ولا يرى مصيبة أعظم. هو يعتقد أنه منذ خروجه من الاتفاق النووي أن المظاهرات في إيران يومية، وإن في إيران عصيان مدني والدنيا تقوم وتقعد وعندنا في البقاع يقولون الخيل تلاقي الخيل ويتحدث بهذه الطريقة، غريب أن يتحدث هكذا.

طبعًا سماحة السيد القائد حفظه الله في شهر رمضان كان لديه خطاب مع المسؤولين، قال لهم ترامب يقول هكذا لكنه مشتبه لأن ترامب قال كل يوم جمعة هناك مظاهرات بإيران ليس كل يوم جمعة بل كل يوم  سبت، مش بطهران بباريس يبدو أنه قرأ التقرير خطأً. على كلٍ هو يراهن على الموضوع الاقتصادي، ولذلك أنا أستبعد أن يذهب إلى حرب وأمريكا تعرف أن الحرب مكلفة جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا. وفرضية أن تبدأ إيران حرب منتفية قطعا منتفية، فرضية أن تبدأ أمريكا حرب مستبعدة جدًا.
الفرضية الثالثة التي يخشون منها في المنطقة هو التدحرج، ضربة من هنا، رد من هناك. أنا رأيي هذا الأمر ممكن أن يحصل من خلال أسلوب الضربات، ضربة من هنا وضربة من هناك، هذا يمكن أن يحصل ولكن سيعمل الطرفان بقوة على عدم التدحرج إلى حرب وهذه دول ومؤسسات ضخمة. يوجد في أمريكا هناك مؤسسات ضخمة، وفي إيران هناك مؤسسات ضخمة، وبالتالي رأيي حتى فرضية التدحرج هي ليست فرضية قوية لا أنفيها لكن فرصها أيضًا ضعيفة. لدي دليل على هذا الموضوع أن هناك انتباه شديد من الطرفين وهو الحداثة الأخيرة للطائرة الأمريكية طائرة التجسس هم يسمونها طائرة الاستطلاع هي طائرة التجسس الأمريكية. أنا قرأت لا أعرف هذه المعلومات إن صحيحة أم لا، لكن بعض مراكز الدراسات ومواقع أبحاث عسكرية قالوا بأنه يوجد من هذا الطراز من الطائرة فقط أربع نسخ عند الأمريكي.

لا أحمل ذمتي هذه المعلومات ليس مصدرها حزب الله، وثانيا أن قيمتها مئتي مليون دولار وأهميتها عالية جدًا. سمعت من أحد الخبراء العسكريين سمعته مباشرة وقال لي هذه عندما تحلق على مقربة من إيران ثلث إيران يصبح تحت السيطرة المعلوماتية نتيجة التجهيزات الضخمة التي تحويها.

إذًا التي أُسقطت ليست مسيرة عادية، الطائرة التي سقطت إحدى أهم الطائرات الأمريكية القليلة العدد النوعية، وهم يقولون درة التاج في الصناعات العسكرية الأمريكية فيجب أن تكون ردة فعل الأمريكي غاضبة جدًا، صح لم يسفك دم قال ترامب لاحقًا أننا اجتمعنا واتخذنا قرارًا بضرب إيران، لكن قبل عشر دقائق طبعًا بعدما هدد وأرعد وأزبد وقال أنهم ارتكبوا خطأً كبيرًا وسأله الصحافيون قال سترون ما الذي سنفعله غدًا قلنا الله أكبر ما الذي سيحصل؟ لم يحدث شيء. خرج ووضح بعدما فضحه الإعلام هو لم يوضح ابتداءًا، الإعلام الأمريكي خرج وقال أنه كان هناك قرار والعملية تم إلغاؤها قبل التنفيذ قال هو قبل عشر دقائق هم قالوا قبل ساعتين.

الشاهد أين ترامب؟ ماذا يقول؟ أنه أوقف العملية لأنه ستؤدي لمقتل 150 شخص هم عندما اجتمعوا بداية ودرسوا أن هذا الهدف وذاك الهدف وتلكم الهدف لم يقل له المسؤولين والجنرالات سيؤدي لمقتل 150 شخصًا وخصوصًا أن هناك من يخالف الضربة، ومعلوماتنا نحن أن العسكر مخالفون. عادة هناك أمن وعسكر الأمن مع الحرب بأمريكا، العسكر ليسوا مع الحرب لم يقولوا له وقتها قبل عشر دقائق تنبهوا. هذا كلام فاضي مع احترامي للرئيس الأمريكي هذا لا يقبل أحد به في العالم.

الصحيح ان الإيرانيين أرسلوا رسالة عبر دولة ثالثة في نهار ذلك اليوم، الطائرة تم إسقاطها صباحًا في نهار ذلك اليوم عندما بدأ ترامب يقول أن هناك خطأً كبيراً ويهدد ويوهول الخ. فأرسلوا رسالة عبر دولة ثالثة إذا قصفتم نفس أدبياتنا إذا قصفتم أي هدف في إيران أو لإيران نحن سنقصف  إيران سنقصف أهدافًا أمريكية.

طبعًا حتى وصلت الرسالة للدولة الثالثة التي أرسلتها بدورها لأمريكا ثم وصلت إلى الأمريكان والجهة المعنية التي أوصلت لترامب وصلت قبل ساعتين من توقيت الضربة أو قبل عشر دقائق وقف ترامب، لما توقف ترامب لأنه جاء العسكر قالوا له نحن كنا نناقش إذا ضربنا بعض الأهداف ربما الإيراني يطنش خصوصًا إذا لم يسقط شهداء، لكن الرسالة الإيرانية واضحة سيضربون، ماذا نفعل بعدها؟ إذا سكتنا هذا إذلال لنا وإذا ضربنا سنذهب إلى الحرب التي لا تريدها، قال لهم أوقفوا.هذه القصة الحقيقية هذا الجواب حول الفرضيات.

عماد مرمل: بهذا المعنى سماحة السيد هل إسقاط طهران لطائرة؟

سماحة السيد: هذا لا يعني أن الأمور انتهت، هذه الفرضيات أصلًا عن جو الحرب. مناخ الحرب هذا قائم ويجب أن نتحدث عن مسؤولياتنا جميعًا في مواجهة هذا المناخ حتى قبل حصول الحرب. الآن في اللحظة الحالية نحن لدينا مسؤوليات جميعًا في المنطقة لمنع حصول حرب من هذا النوع.

عماد مرمل: سنتحدث عن هذه النقطة بعد قليل، لكن امتدادًا للسياق، هل إسقاط طهران لطائرة التجسس الأمريكية قبل أسابيع أتى في إطار المغامرة المدروسة والرسالة المحسوبة. أم لا الإيرانيون أيضًا جازفوا؟

سماحة السيد: لا الإيرانيون درسوا أمورهم وأتحدث عن معلومات درسوا أمورهم جيدًا، وضعوا خططهم وجاهزون بدرجة عالية من الجهوزية يعرفون ماذا يفعلون؟ وضعوا الفرضيات الصغيرة والكبيرة، وكيف يتعاملون بردود الأفعال في هذه الفرضيات كلها؟ ووضعوا آلية للمتابعة وآلية للإدارة بشكل ممتاز جدًا، ولا يتعاطون بانفعال، بل يتعاطون بهدوء كبير لكن ثوابتهم شجعتهم ومعنوياتهم تبقى حاضرة وحاكمة ومصالحهم.

عماد مرمل: مادامت المواجهة المباشرة الواسعة مستبعدة حاليًا، فرضية التدحرج كما شرحت سماحتك غير واردة مبدئيًا؟

سماحة السيد: تبقى قائمة، لكن احتمالها ضعيف.

عماد مرمل: ما الذي سيملأ الفراغ إذا جاز التعبير؟ هل ترجح احتمال التفاوض عاجلًا أم آجلًا؟ أم لا إيران ربما تضع في حساباتها الصمود والصبر حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعلها تتخلص من ترامب عبر صناديق الإقتراع؟

سماحة السيد: تتخلص، حبة حبة، واحد إيران لن تفاوض أمريكا مباشرة هذا حاسم وأحب أن أقول أيضًا وهذه معلوماتي، هذه ليست نقطة خلاف في إيران، ممكن أن يفترض أحد أن هذا موقف سماحة الإمام الخامنئي وليس موقف رئيس الجمهورية مثلًا لا، هذا موقف كل المسؤولين في الجمهورية الإسلامية في الدولة، في الحكومة، في المجلس النيابي، العلماء، المرجعيات الدينية، الشعب الإيراني، حتى الذين من داخل النظام أو الثورة لا يوافقون على السياسة الخارجية الحالية للنظام الإسلامي، وحتى الذين يعارضون النظام الإسلامي في إيران. ولكن من موقع إيراني قومي إيراني وطني كل هؤلاء يجمعون أن إيران لا يمكنها أن تفاوض تحت الضغط وتحت الحصار وتحت التهويل بالحرب وتحت التهديد وتحت العقوبات. هذا عليه إجماع في إيران ولا تجد إيرانيًا كيف تحدثنا عن الفلسطيني لن تجد إيرانيًا حتى معارضًا للنظام يقول لا يجب أن نذهب لنفاوض طبعًا إيرانيًا معتدًا به وإلا.

هذه لناحية المفاوضات، مفاوضات غير مباشرة هي بالحقيقة ليست مفاوضات غير مباشرة بل مساعي دولية مثلا يأتي الفرنسي يقول لدي مبادرة للمعالجة الإيراني ليس لديه أي مشكلة بمناقشة أي مبادرة فرنسية، وإذا الروسي يعرض مبادرة ليس لديه مشكلة هو ليس مقفل للأبواب أمام مبادرات فرنسية أو أوروبية أو روسية أو صينية أو ما شاكل.

هو منفتح على النقاش للوصول إلى معالجة ولا يضع الحرب أمامه ويقول لا أريد الحرب بل يريد علاجًا، لكن في منطق الإيراني واضح أن الخطوة الأولى التي يجب أن تحصل في هذا السياق يجب أن تقوم بها الولايات المتحدة لأنها من أخذت المنطقة إلى هذا التوتر وإلى هذا المأزق، وبالتالي  رفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي ثم ربما كل شيء قابل للنقاش.

أما أنا أقول لك بوضوح إيران وإن جاءت كل الدنيا وليس فقط الأمريكي كل الكرة الأرضية تأتي وتريد أن تفرض على إيران تفاوض ترامب وغير ترامب تحت العقوبات والتهويل بالحرب والحصار الإيرانيون لن يفعلوا ذلك، ولكنهم منفتحون على كل المبادرات بما يحفظ مصالحهم وكرامتهم.

عماد مرمل: يمكننا أن نقول أن استراتيجية إيران الأساسية حاليًا هي الصمود والصبر؟

سماحة السيد: كما قلت لك الإيراني درس أموره جيدًا، ما الذي يقوم به حاليًا؟ أولًا هناك عنوان العقوبات والحصار، الإيراني لا يستسلم أمام العقوبات والحصار. ومن يراهن أن إيران تركع نتيجة العقوبات بعد سنة وسنتين وثلاثة أنا أقول له إيران لن تركع إطلاقا لن تركع.

هو يحوّل دائما التهديد إلى فرصة، الآن هذه العقوبات على إيران سوف تدفع الإيرانيين ليعالجوا مشاكلهم الاقتصادية، ستقوي الإنتاج الداخلي الإيراني ستذهب بالإيرانيين إلى مسار أسرع في تطبيق الاقتصاد المقاوم، هذه رؤية استراتيجية كاملة وأيضا الإيرانييون يعملون على تقوية علاقاتهم مع دول الجوار وبقية دول العالم، اليوم تقوية العلاقة مع روسيا، تقوية العلاقة مع الصين، مع منظومة شانغهاي، مع دول البركس، في وقت كانوا يضيعون الوقت ربما لكنهم كانوا يحاولون مع الأوروبيين، الآن تقريبا في إيران هناك شبه يأس من الأوروبيين نضع وقتنا مع الأوروبيين تعالوا لنذهب إلى الشرق، هناك دول كبرى اليوم في العالم علاقتها ممتازة، اليوم مع إيران وهناك تبادل اقتصادي مع إيران بدون الدولار بالعملة الوطنية إيران تفتح هذه الأبواب وليس لديها مشكلة.

إذًا، الإيراني لا يجلس، مربط هيك وا ويلاه واتباه واتعساه أنا محاصر، وعليّ عقوبات، ألا يعمل لينمي قدراته ويصبح لديه صمود اقتصادي وتطور اقتصادي، وهذا العقل الإيراني مبدع في هذا العالم وفي هذا المجال هذا مسار، إذا مسار الصمود الاقتصادي بل الذهاب إلى تكوين قوة اقتصادية ذاتية حقيقية.

المسار الثاني هو موضوع الاتفاق النووي أعطوا مهلة ستين يوم، فقالوا بعد ستين يوم سنتجاوز حصتنا في تخصيب اليورانيوم والبالغة 300 كليو. الأوروبيون لم يفعلوا شيء لم يصدقوا قالوا الإيراني ربما يضغط علينا يهددنا انتهت الستين يوم رفعوا الكمية قاموا بتهديد ثانٍ خلال مدة كذا إن لم تعالجوا نحن سنرفع مستوى التخصيب من 3 فاصل إلى الحد الذي نحتاجه في إيران لم يقولوا نرفعه 4 فاصل 5 عشرين لم يقولوا بل قالوا إلى الحد الذي نحتاجه في إيران.

لم يصغوا لهم، انتهت المدة ذهبوا إلى رفع مستوى التخصيب فشعر الأوروبيين أن الأمور جدية، لذلك ماكرون تحرك وأرسل مستشاره وبدأ الإنجليز بالتحرك وآخرين أيضاً. وأنا أيضًا أقول لك هذا مسار جدي الإيراني سيكمل في هذا المسار لا يهدد حتى الآن قال ستين يوم نفذ برفع نسبة التخصيب نفذ ووضع مسار. في المسار بعد مدة لا أعرف تدرجهم، ماذا سيفعل مفعل آراك؟ وربما يعيد تشغيل منشأة فوردو، ربما يرفع نسبة التخصيب أكثر مما هو متوقع ربما يذهب لزيادة أجهزة الطرد المركزي.

لديه خيارات في المسار النووي خيارات قوية جدًا، وبالتالي المسؤول الآن أن يبحث عن حل بالدرجة الأولى، تعرف من الأوروبيين أن ترامب علق صعد إلى الشجرة ولا يستطيع أن ينزل لديه انتخابات بعد سنة ونصف، طبعًا الانتخابات هي أحد الأسباب أنه لا يريد الذهاب إلى الحرب بالحد الأدنى هناك نظرية تقول أنه منذ الآن وحتى الانتخابات ترامب لا يقدم على حرب لكن إذا نجح في الانتخابات الأمر يصبح قابلًا للنقاش هذا دعه لاحقًا.

الروسي والصيني حريصون على معالجة الملف، وأن لا تذهب المنطقة إلى تصعيد وتوتر لأن كل المنطقة والعالم سيتأثر. إذًا من المسؤول الأول الذي لم يتحمل مسؤوليته وأخذ الأمور ببساطة وتساهل؟ لا أود استخدام تعبيرات أخرى. المسار الذي يسير به الإيراني بالموضوع النووي سيلزم الأوروبيين بالبحث عن حل حقيقي وجدي وليس عن شكليات، بالتالي إن كان هناك أمل أن تتم معالجة سياسية يكون بمبادرات من الأوروبيين، لأنه بالتأكيد ترامب لن يقبل من الروسي ولا من الصيني لأنه لديه مشاكل كثيرة معهم. بالموازة هناك الجهوزية العسكرية والاستعداد للحرب والصاع بالصاع.

مقابلة السيد نصرالله على قناة المنار ـ النص الكامل

عماد مرمل: لكل الاحتمالات، ولكن كيف تفسر إقدام بريطانيا على احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق. هل البريطانيين ذهبوا بعيدًا بينما ربما الفرنسيين أكثر واقعية؟

سماحة السيد: البريطاني بطبيعة الحال هو عند الأمريكي أكثر وسيصبح أكثر عند الأمريكي أكثر من السنوات الماضية بالإخص إذا نجح المرشح لرئاسة الوزراء وشكله يشبه ترامب.

على كلٍ، ما جرى له علاقة بالعقوبات والحصار على إيران وسورية، الإنجليز يقولون هذه ليست لها علاقة بالعقوبات على إيران، بل بالعقوبات على سورية. لكن بكل الأحوال هذا لن يؤدي إلى نتيجة سوى إلى المزيد من التصعيد، الإيرانيون هادئون متينون، يحاولون معالجة الموضوع بالدبلوماسية وربما تحدث أحد معهم عن المسار القضائي، وأعلنوا أمس أنهم كلفوا محامٍ دولي وأعطوه كل الوثائق. لكن إذا كان المسار القضائي أو المسار السياسي لم يعالج، الموضوع بالتأكيد لن يقفوا مكتوفي الأيدي ولن يسمحوا لأن هذه بداية خطيرة، غدًا أي ناقلة نفط إيرانية تتجه إلى أي مكان في العالم سوف يأتي من يعتدي عليها ويصادرها وهذا الأمر لن يقبل به الإيرانيون.

عماد مرمل: قبل قليل سماحة السيد تحدثت عن واجباتنا في المنطقة لمواجهة كل هذا المناخ. سأنطلق من هذا الطرح لأسألك ألم يحن الوقت لاجراء حوار سعودي إيراني يسحب فتيل الانفجار ويعيد تصويب الأولويات؟

سماحة السيد: الإيرانيون كانوا دائما جاهزين لهذا الحوار، وينادون به ويقبلون به، بل كانوا ينادون به حتى وزير الخارجية الإيراني الدكتور ظريف، الأخ الدكتور ظريف حفظه الله هناك صداقة شخصية بيني وبينه لا نخرب له بيته هيك هيك البيوت خربانة، هو ملّ من جراء حديثه عن موضوع الحوار الإيراني السعودي والحوار الإيراني الخليجي، لكن دائما كانت الأجوبة ليست سكوت بل أجوبة سلبية والمزيد من العدوان، المزيد من التحريض، المزيد من التآمر المزيد من العدوانية السعودية على إيران، هذه هي الحقيقة لكن بهذه اللحظة هذا نقاش جديد، وأنا لا اعرف الإخوة الإيرانيين كيف يفكرون. لكن أنا أعرف طريقتهم ومبانيهم وقواعدهم، بالعكس إيران الآن منفتحة على أي حوار، والدليل قبل أسابيع عندما ذهب وزير الخارجية الإيراني وزار بعض دول الخليج الغير متورطة فعلًا في العدوان على إيران وعرض عليهم معاهدة عدم اعتداء، من الذي منع من إقرار هذه المعاهدة؟ الأمريكان والسعوديون والإمارات.

إذًا الإيراني منفتح، مصلحة المنطقة أن يكون هناك حوار. بالتأكيد مصلحة الخليج مصلحة العالم العربي، مصلحة اليمن، مصلحة غرب آسيا مصلحة الكرة الأرضية أن يكون هناك حوار، لكن المشكلة الطرف الآخر حسم خياراته في اتجاه آخر وليس لديه أي استعداد أو أرضية للحوار مع إيران.

عماد مرمل:  لكن أنت تعرف سماحة السيد الأمريكي والإسرائيلي يستفيدان من هذا التناقض الإيراني العربي وربما كثير من المشاريع تحاول أن تمر من خلال هذا الثقب والنزاع أو هذا التناقض. ألا تعتقد استراتيجيًا أن هناك مصلحة فعلية لمعالجة هذا النزاع ما بين إيران وبعض الدول العربية؟ وحضرتك ألا يفترض أيضًا أن تخفف بعض الشيء من وطأة الخطاب الحاد ضد السعودية على قاعدة إعادة ترتيب الأولويات ربطا بالتحديات والمخاطر التي تحدق بالمنطقة؟

سماحة السيد: الخطاب له علاقة بالموضوع السعودي، السعوديون في موضوع لبنان ألحقوا بنا أذى كبيرًا أتحدث عن المقاومة في حرب تموز، كان دورهم سيئ جدًا بعد الحرب اتخذوا منحى آخر وقدموا مساعدات للبنان، وأنا اعترف بهذا الأمر. لكن أنت أولًا لا ترسله ليقتلني وتفتح قبري أو تجرحني أو ترتكب بي مجازر، ثم تأتي وتعطيني حبة دواء لكن مشكور على حبة الدواء.

وبالرغم من كل الذي جرى أنا شخصيًا وكل حزب الله لم نفتح معركة إعلامية مع النظام السعودي كان السبب موضوع اليمن فقط باليمن أستاذ عماد، هل هناك ما توقف؟ هل توقفت المجازر والحصار والكوليرا؟ والتجويع وقتل البشر؟ الحجر السعودي يكمل حتى النهاية هو يكمل بالتدمير ومطلوب منا أن نسكت خصوصًا أن الأصوات العالية في العالم العربي قليلة جدًا جدًا جدًا، وأنا واحد منها وحزب الله واحد منها. ولذلك لا، هذا موضوع برأينا نحن، لا يقدم ولا يؤخر شيئًا في تهيئة المناخ للحوار الإيراني السعودي وليس له علاقة هذا موضوع آخر.

عماد مرمل: لا يؤثر؟

سماحة السيد: إن أراد أحد الاتجاه صوب حوار جدي، بداية يوقف الحرب ويحصل اتفاق، تقف الحرب وتقف الحملات الإعلامية ويجلس العالم ويجري حوار، لكن اسكتوا ولا تفتحوا فمكم وتخلوا عن الشعب اليمني ودعوا محمد بن سلمان يسحق عظام أطفال اليمن ويجب أن لا تقوموا بأي شيء حتى لا تؤثروا على أرضية الحوار السعودي الإيراني. أصلًا أين هذه الأرضية؟ هي غير موجودة أصلًا.

عماد مرمل: مبدئيًا سماحتك لا تمانع في حوار إيراني سعودي؟

سماحة السيد: أبداً بالعكس دائما نحن كنا نؤيد هذا الحوار وندعو إلى هذا الحوار.

عماد مرمل: أعتقد أن هذا موقف، توقيته الآن لافت للانتباه ويبنى عليه؟

سماحة السيد: لا أحد يخالف إلا نتنياهو فقط.

عماد مرمل: لا أحد؟

سماحة السيد: لا يخالف أحد أو يرفض أن يكون هناك حوار سعودي إيراني إلا نتنياهو وبولتن، طبعا لأنه آنذاك سيقف الحلب. حتى الإخوة اليمنيون والشعب اليمني الذي تسحق عظامه  يتمنى أن يحصل حوار من هذا النوع لأن أي خطوة تؤدي وتساعد على وقف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن هي من مصلحة الشعب اليمني.

عماد مرمل: قبل ختام هذا المحور سماحتك قلت في خطاب يوم القدس أنه في حال نشبت الحرب أو حصل هجوم على إيران فإن الأمر لن يتوقف عند حدود الجمهورية الإسلامية، بل ستشتعل المنطقة كلها والقوات والمصالح الأمريكية المتواجدة فيها ستباد. سؤالي لك هل هذه رسالة تحذيرية كانت باسم مجمل محور المقاومة؟ أم هذه مقاربة حزب الله حصرًا؟

سماحة السيد: هنا بيت القصيد لنتحدث عن هذه النقطة أنا عندما كنت أتكلم قبل قليل، وسنتحدث بالفصحة إن كان أحد في مكان ما يود أن يترجم يترجم بشكل صحيح للإسرائيليين وللأمريكان. العرب يفهمون عربي، على كل حال ان شاء الله يكونوا يفهموا عربي.

أولًا مسؤوليتنا جميعًا في المنطقة، ولا أتحدث عن حزب الله كواحد من أبناء هذه المنطقة، أعتقد أن مسؤولية شعوب المنطقة وحكومات المنطقة كلها تعمل كل ما بوسعها لمنع حصول هذه الحرب، لأن الكل يجمع أنها ستكون حرب مدمرة بمعزل من يشارك ومن لا يشارك.

نتحدث عن حرب أمريكية على إيران، عندما أقول حرب أمريكية على إيران يعني الإنجليزي معهم بشكل طبيعي جدًا، والإسرائيلي ربما يحيد نفسه بشطارة. ولكن بالتأكيد الأمريكان كما فعلوا بالعراق وأفغانستان وأماكن أخرى سينشأون تحالف دولي 20 30 40 دولة ربما يأتون بدول صغيرة لم يسمع بها أحد فقط ليقولوا إن هناك تحالف دولي، لكن الحرب هي حرب أمريكية على إيران.

أولًا يجب أن يعرف الجميع كيف يشغلون عقولهم، ويضعون الحقد جانبًا، أتحدث عن الطرف الآخر. يجب أن يضعوا الحماسة جانبًا عندنا وعندهم لأنه ممكن أن يكون حتى في محورنا من لديه حماسة لهذه الحرب، ولا يفترض أحد أنه في محور المقاومة الناس مرعوبون وخائفون، ويتمنون عدم حصول الحرب، لا هناك ناس لديهم حماسة لحصول هذه الحرب ويعلقون عليها آمالًا كبار. أنا أقول الحقد يجب أن يوضع جانبًا، وهنا أقصد بالتحديد الحقد السعودي وسأتحدث بالمباشر وبعض الدول العربية، لكن بالأصل الحقد السعودي والحماسة يجب أن توضع جانبًا وتشغل الناس عقولها.  يجمع كل الخبراء أنها لن تكون نزهة ولن تكون حربا سهلة، وأنما ستكون حربًا مدمرة لكل المنطقة.

من مصلحة من أن تذهب المنطقة إلى حرب مدمرة؟ مصلحة أي شعب من شعوب المنطقة؟ من مصلحة أي حكومة؟ أي دولة؟ أي نظام؟ أي حاكم عربي أو غير عربي؟ الآن حتى الإسرائيلي مشتبه هو يفترض أن من مصلحته حصول هذه الحرب، وأنا سأثبت له أنه مخطئ، أنت مخطئ جدًا في هذا التقدير. في لبنان وفي غير لبنان هناك من ينظر ويقول يمكن أن ننأى بأنفسنا عن الحرب، الحرب إن حصلت لن يستطيع أحد أن ينأى بنفسه عنها يا أستاذ عماد لن يستطيع أحد كأننا نتحدث ونعيش في المريخ هنا منطقتنا ونعرف تعقيداتها ظروفها ومداخلاتها. أول خطوة هي الوعي واليقظة، أن يحكى وأعتبر أنني أشارك بهذا الموضوع يتحدث عن مخاطر اندلاع هذه الحرب على الجميع في المنطقة. مثلًا لنبدأ من الإمارات شعب الإمارات في كل الإمارات من إمارة دبي، إلى أبو ظبي إلى الشارقة الخ، النخب والناس العاديون فضلًا عن الحكام يجب وأعتقد أنهم يعيدون النظر. يجب أن يعيدوا النظر جيدًا إن حصلت الحرب في الخليج، هذه دولة الإمارات ما الذي يحصل فيها؟ أين يصبح حكامها؟ أين يصبحون؟ والناس أيضا المدن التي يقال عنها في بعض الأدبيات مدن زجاجية مدن زجاجية ما مصيرها؟ والأسواق أيضًا؟ والموقع التجاري والخدماتي والاقتصادي للإمارات أين سيكون وهي على طرف الخليج؟

هل من مصلحة الإمارات إذا وضع الشيخ محمد بن زايد الحقد جانبًا والحسابات الخاطئة جانبا ويجيب عن هذا السؤال للشعب الإماراتي وليس لي؟ هل مصلحة الإمارات أن تحصل حرب في منطقة الخليج حرب مدمرة؟

حرب لن يبقوا هم فيها في مأمن قطعًا، لن يبقوا في مأمن قطعًا لا الإماراتيين، ولا السعوديين، ولا كل من سيشارك في الحرب على إيران. كلام الإيرانيين واضح وعلني وأنا لا أنقل معلومات خاصة، ماذا سيبقى من الإمارات؟ بدأت منها لأنها أوضح.

السعودي قد يقول لك دولة واسعة ومساحتي كبيرة ومهما قصف الإيراني يبقى لدي بنية، دولة الإمارات ما الذي يبقى لديها؟

بقية الدول إذا أخطأت في الحساب، وكانت شريكًا. بقية دول الخليج هناك ناس موقفها جيد وموقفها محايد، لكن هذه القاعدة لا تستثني أحدً،ا كل دولة ستكون شريكًا في الحرب على إيران أو أنها تقدم أرضها للإعتداء على إيران، لكنها سوف تدفع الثمن وسوف تصبح جزءًا من الحرب، هؤلاء لديهم مصلحة؟

حتى السعودي لديه مصلحة وهو يعرف أنه لا يستطيع مواجهة إيران وأمريكا إن تورطت بالحرب لتحمي أولًا قواعدها ومصالحها وأساطيلها وجيوشها، ولن تحمي محمد بن سلمان وشاهدت حتى الآن الأدبيات الأمريكية بداية كان يقول إذا تعرضتم لقواتنا ومصالحنا وحلفائنا الآن حلفنا حذفت من كل الأدبيات قواتنا ومصالحنا ولا يوجد حلفاء.

في نهاية المطاف إن حصلت الحرب، وإيران دمرت، لن أتحدث عن إيران. لكن إذا دمرت الإمارات هذه مصلحة حكام الإمارات وشعب الإمارات؟ إذا دمرت السعودية هل هذه مصلحة الشعب السعودي وحكام السعودية؟ ليست مصلحة أي شعب وأي دولة في المنطقة، ليس لها مصلحة بهذه الحرب وهذا يجب أن يصبح مفهومًا ويجب أن يرتفع الصوت في مقابله.

أيضًا في منطقتنا إذا حصلت هذه الحرب لنفترض حصلت الحرب ولم يحدث شيء بالمنطقة ونفترض جدلًا رغم أن قناعتي أمر آخر، إيران ضعفت أو ضربت أو شطبت من المعادلة، ماذا سيبقى لكل شعوب منطقتنا؟ نحن أمام الهيمنة الإسرائيلية والتغول الإسرائيلي والغطرسة الإسرائيلية. في لبنان هل يمكن أن تتحدث عن ترسيم حدود وبر وبحر ونفط وطاقة؟ انتهى الموضوع.

فلسطين وسورية والمنطقة كلها؟ لأن الجمهورية الإسلامية خلال كل السنوات الماضية شكلت السند القوي والحقيقي لكل الشعوب ولكل الحكومات ولكل الدول التي وقفت في وجه الأعاصير الأمريكية والإسرائيلية والإرهابية والتكفيرية.

إذا إيران ضربت هل ستبقى دول كبيرة في المنطقة؟ أم سيعودون للشرق الأوسط الجديد؟ أول بلد سيقسم إيران وسيسير بالتقسيم إيران، أفغانستان، باكستان، تركيا، العراق، سورية، حتى لبنان المحدود المساحة، مصر، دول شمال إفريقيا دول تقسم على قاعدة عرقية ومذهبية ومتصارعة وكلها لديها نزاعات حدود، ودرة التاج في الشرق الأوسط إسرائيل. وسيعض الأمريكي يده على كل شيء، لذلك هذا غيض من فيض وهذا يحتاج  لوحده لخطاب ومقابلة ومحاضرة. أتمنى على الخبراء، والكتاب، والإعلاميين، والمفكرين والصحافيين والكل بالسياسة أن نشارك في شرح مخاطر اندلاع حرب مدمرة في المنطقة. مخاطرها البشرية والإنسانية، والاقتصادية، والعسكرية، والمالية، والسيادية، ومستقبل المنطقة وصورة المنطقة. هذا كله يجب أن يشرح، وهناك من يأخذها بالتبسيط تضرب أمريكا إيران ونرتاح بالمنطقة هذه بساطة إلى حد الغباء. المسألة ليست كذلك المعادلة ليست كذلك.

اليوم أولًا الوعي واليقظة والشرح والتوضيح، وبالتالي يطلق موقف رافض لهذه الحرب، موقف في كل الدول العربية من كل الشعوب العربية، ليس صحيحًا أن يخرج أحد ويقول أنه محايد، شو أنت على الحياد أنت عليك أن تقول أنك ترفض هذه الحرب المدمرة لدولنا  وشعوبنا ولمقدساتنا. يجب جميعا أن يرفض هذه الحرب بالحد الأدنى تقول لي على الحياد بالقتال وغير القتال بحث آخر. لكن بالموقف السياسي، والموقف الإعلامي، والتصدي بالمظاهرة بالاعتصام بالمؤتمر هذا يجب أن يكون أضعف الإيمان.

ثانياً، سأجيب عن سؤالك حتى أنتقل في الوقت المتبقي لباقي ملفاتنا، ما قلته أنا ستشتعل المنطقة أنا أعيده الليلة. نعم ستشتعل المنطقة تقول لي تتحدث باسم حزب الله وباسم المحور، نحن لم نناقش هذه المسائل مع كل المحور ولكن الآن بدأنا هذا النقاش. أنا أعرف قوى أساسية في المحور أيضًا رؤيتها هي نفس هذه الرؤية وفي أكثر من مكان وجغرافيا في هذه المنطقة.

لاحقًا هم يتحدثون عن أنفسهم، وليس أنا من أتحدث عنهم. إذا كانت هذه المعركة وما قلته في خطاب يوم القدس لأعيده من سيدفع الثمن؟
أول من سيدفع الثمن الكيان الصهيوني وآل سعود لأنهم أكثر من يحرضون، أكثر ناس الإمارات بدأت تنزل لكن أكثر الناس مكملون ومصرون ولا يرون أمامهم وهم الإسرائيلي والسعودي. نتنياهو يتصرف بشطارة ويطلب من وزرائه عدم التعليق والتعقيب ويفترض أن إسرائيل ستبقى على الحياد، من قال أنه سيتم تحييد إسرائيل في أي حرب مقبلة؟ إذا حصلت حرب على إيران أول من سيقصف إسرائيل هي إيران. والإيرانيون قادرون على قصف إسرائيل بقوة وبعنف وبشراسة ولديهم هذه الإمكانات ولديهم  هذه القدرة.

ثانيا: محور المقاومة نعم هناك نقاش كبير الآن بمعزل كيف تتدحرج الأمور؟ هل سنقف متفرجين؟ هل سنقف متفرجين اليوم؟ يجب أن تفهم إسرائيل أن أي حرب في المنطقة لن تكون إسرائيل محيدة أبدًا، من سيفتح هذه الحرب؟ كيف تفتح هذه الحرب؟ بحث آخر.هذا تفصيل إسرائيل لن تكون محيدة.

عماد مرمل: حتى لو لم تبادر "إسرائيل" إلى شن الحرب؟

سماحة السيد: عندما تفتح الحرب على إيران يعني فتحت الحرب في المنطقة كلها ليكن واضحًا، وهذا الكلام الآن أهميته ليس خلق جو متوتر، لا بالعكس هذا لمنع الحرب، كل ما تحدثنا به في الجزء الأول لمنع الحرب على لبنان يجب جميعًا أن نتحمل مسؤولية لمنع الحرب في المنطقة، وليس لمنع الحرب فقط على إيران، بل لمنع الحرب على المنطقة كلها لأن تداعياتها ستكون على كل المنطقة.

عندما يفهم الأمريكي أن هذه الحرب يمكن أن تدمر إسرائيل، ويمكن أن تطيح بإسرائيل، ويمكن أن تزيل وجود إسرائيل. وأنا لا أبالغ في كل هذه الكلمات سيعيد النظر الإسرائيلي وسيوقف التحريض، ويجب أن يوقف التحريض. وعلى نتنياهو وقف التحريض وكل الإسرائيليين يجب أن يوقفوا، اللوبي الصهيوني في أمريكا يجب أن يوقف التحريض لأن عليهم جميعًا أن يعلموا أن إسرائيل لن تكون خارج الحرب إذا فرضت الحرب في المنطقة.

هذا يجب أن يكون واضحًا جدًا، أنا أقول لم يكون هذا أهم عامل يمكن أن يضغط لو خرج أحد وقال ندمر السعودية هل هذا يمنع ترامب من شن الحرب؟ أبدًا ربما هذا يشجعه لأنه من سيعيد إعمار السعودية هي الشركات الأمريكية، ولن تصبح ثمن الحماية ليس 400 مليار ألف مليار وألفي مليار، ومعناه أنه سيأتي ويضع يده على كل آبار النفط وشركات النفط بالسعودية وهنا أنا أقول يجب أن يكون هناك وعي عند السعوديين. إذًا التهديد بتدمير السعودية ليس من يمنع الحرب هذا يمنع السعودي من التحريض على الحرب، والتهديد بضرب الإمارات هذا لا يمنع الحرب بالعكس سيكون ترامب فرح وبولتن ونتنياهو جميعهم سيكونون فرحين. لأكون واضح جدًا الذي يمنع أمريكا من الذهاب إلى حرب هو أن تفهم أن قواتها في المنطقة ومصالحها في المنطقة، وأن إسرائيل في المنطقة كلها ستكون في دائرة النار. عندها يجب أن يحسبوا جيدًا، والمحور الآخر ليس محورًا ضعيفًا ولا هزيلًا، هو يملك الإيمان، والإرادة، والقوة، والقدرة المادية والبشرية، ليس فقط  الصمود بل على قلب الطاولة والسلام.

عماد مرمل: كلامك استراتيجي سماحة السيد، اسمح لي بهذا التوضيح أو الاستيضاح يمكن أن يقول لك أحد إيران المحاصرة، المطوقة، والتي ستكون العمود الفقري في هذه المواجهة، هل تستطيع أن تحارب أمريكا ودول الخليج وإسرائيل معًا؟

سماحة السيد: أقول لك إيران لن تكون وحدها في الحرب، وكلامي واضح.

عماد مرمل: لنختم هذا المحور سماحة السيد، كان هناك كلام لافت لسماحة السيد الإمام الخامنئي، أو كان له موقف استثنائي عندما رفض استلام الرسالة الأمريكية عبر رئيس الوزراء الياباني. كيف وجدت هذا المشهد؟

سماحة السيد: مزيج من الحكمة العالية والشموخ والعزة، هناك أناس ترامب يسحب أموالهم، ويحلبهم، ويهينهم ويبهدلهم يوميًا، ولا يفتحون فمهم بكلمة، وإذا أشار إليهم بأصبعه يهرولون نحوه زحفًا.

اليوم تعرف ما هي مشكلة ترامب؟ كل ما يريده ترامب هو أن تأتي إيران للتفاوض ويجلسوا على الطاولة وهو يعدهم ستجدوني سأجعل إيران عظيمة، وكلمة عظيم من أدبياته، إيران ستكون عظيمة وستصبح قوة اقتصادية عالمية، فقط اجلسوا معي على الطاولة يا جماعة تحدثوا معي عبر الهاتف. الآن تفرض علينا عقوبات، هل تعرف أن الإدارة الأمريكية الحالية..؟ خذ هذا الموقف والمعلومة، إدارة ترامب في الماضي تحدثت عن إدارة أوباما تسعى إلى فتح قنوات مع حزب الله في لبنان.

عماد مرمل: ماذا تقول؟

سماحة السيد: عبر وسطاء.

عماد مرمل: إدارة ترامب؟

سماحة السيد: نعم إدارة ترامب تسعى، وكلفت وسطاء لالاتصال بنا من أجل فتح قناة اتصال. مولانا الأمريكي برغماتي عندما يكون هكذا فقد وصل الرجل أن يهين أقرب حلفاء له وهم الإنجليز، ولم يتحمله وزير خارجية بريطانيا رد عليه. هناك قائد وجمهورية إسلامية ونظام وشعب لنأخذهم جميعًا، لكن رمزه وعنوانه سماحة السيد القائد يأخذ هذا الموقف بهذه الصلابة والوضوح والشجاعة من دون قلق ولا خوف. هذا رمز، أعطني هكذا مثل في كل الكرة الأرضية وفي العالم، وآتيني بزعيم قائد في الكرة الأرضية كلها وليس في العالم الإسلامي أو العربي، في الكرة الأرضية بأسرها يفعل ترامب ما فعل ثم يأتي ويدعو إلى التفاوض، ويتخذ هكذا موقف، ويتصرف بهذه الطريقة.

عماد مرمل: سماحة السيد بالانتقال إلى العمق الإقليمي إذا جاز التعبير، ما هو المنحى الذي تتخذه التطورات في اليمن من وجهة نظرك؟ وما هي دلالات توسيع حركة أنصار الله لرقعة الرسائل الصاروخية المواجهة نحو العمق السعودي ومطاراته؟

سماحة السيد: الرسالة واضحة المزيد من الضغط. الإخوة في اليمن  لا يريدون استمرار الحرب، ولا يريدون الذهاب إلى حرب أوسع، ولا أي أمر. كل هدفهم هو أن يفرضوا على العدوان أن يتوقف فقط. والمزيد من الضغط العسكري والذهاب إلى الأمام قد يفرض على العدوان أن يوقف هذه المعادلة التي يعملون بها ويسيرون بالتدرج. معلوماتي وهذه الليلة تحدثنا كثيرًا بالمعلومات، معلوماتي أنهم قادرون وهذا يدل على أنهم يعملون ضمن رؤية وحسابات ويأخذون عامل الزمن بعين الاعتبار، وهم قادرون على قصف أغلب المطارات في المملكة العربية السعودية، وقادرون على قصف الأهداف المطلوبة في دولة الإمارات العربية المتحدة ولكنهم يتدرجون  ويسيرون بهذا المسار.

ما يريده أنصار الله أو القيادة في اليمن هو أن تقف الحرب، لا تريد القيادة المزيد من الدمار على الإطلاق، تريد أن تقنع صاحب القرار في الطرف المقابل أن هذه الحرب لا جدوى منها وأنك لن تصل إلى نتيجة. يبدو في الإمارات وليس لدي معلومات قاطعة.

عماد مرمل: كأن هناك مراجعة؟

سماحة السيد: أكيد هناك مراجعة. أنا لدي معلومات وحتى لا نحمل أحد المسؤولية، نقل عن مسؤوليين إماراتيين بعضهم في نفس الدولة، وبعضهم موجود في أوروبا أو في أمريكا أو هناك أيضا بعض المراسلات تقول أن هناك قرار إماراتي نهائي بالخروج من كل مسألة اليمن، وهناك معلومات أخرى تقول أقل وليس لهذه الدرجة بل خروج القوات البرية من اليمن أو خروج القوى العسكرية الإماراتية المباشرة من اليمن.

هناك مشاكل بالتنسيق بين الإماراتيين والسعوديين، ولكن السبب الحقيقي هو الفشل. لو ظهر عند الإمارات وقيادة الإمارات أن أفق هذه المعركة إلى نصر وفروسة تعرف العرب سيف وترس وجمل وفرس ربما كانوا تابعوا، لكن يظهر أنهم يعيدون النظر خصوصًا إذا  اطلق الجيش اليمني وأنصار الله واللجان الشعبية مسيرات وصواريخ كروز على بعض المدن أو العواصم في الإمارات العربية المتحدة، ماذا يبقى من موقعها الاقتصادي والمالي؟ انهيار البورصة، وانهيار العملات ومن دون شك سوق العقارات عندهم مصيبة كبرى فيه موضوع الخدمات المصارف، وهم جديًا يعلمون أنهم في دائرة التهديد.

عماد مرمل: أنتم سماحة السيد تنظرون بإيجابية إلى هذه المراجعة الإماراتية؟

سماحة السيد: طبعًا نتمنى أن يقوم السعودي بهذه المراجعة، الإخوة في اليمن وأنا أعرف أنهم لا يتعاملون بحقد، فيقول انتهى هناك دم وليس على طريقة الثارات هناك سيل هائل من الدماء بيني وبين دولة الإمارات ولا مكان للصلح بيننا أو مع النظام السعودي او ما شاكل. الهدف الحقيقي الإنساني والأخلاقي والوطني والديني لهؤلاء المجاهدين بقيادتهم السيد عبد الملك وكل الإخوة هناك هو أن يتوقف العدوان وهم منفتحون على أي نقاش وأي حوار.

عماد مرمل: إذا توقف العدوان السعودي على اليمن، هل يمكن أن تفتحوا صفة جديدة مع السعودية؟

اسماحة السيد: ممكن لمَ لا؟ المشكل بدأ بسبب اليمن.

عماد مرمل: ينتهي مع اليمن؟

سماحة السيد: هم سياطهم على ظهورنا، ولم نفتعل مشكلًا، لكن مشكلنا سببه اليمن.

عماد مرمل: سماحة السيد ما هي دلالات استضافة البحرين للورشة الاقتصادية أو المؤتمر الاقتصادي الذي كان يفترض ان يندرج في إطار التمهيد لصفقة القرن. البحرين تحديدًا لماذا؟

سماحة السيد: هناك معلومات وتحليلات، لكن أنا أؤكد على المعلومات أنه قرار سعودي، ومحمد بن سلمان لا يجرؤ على إقامة الورشة عنده في الرياض أو جدة، والنظام البحريني لم يعد يعنيه لاحقوق عربية ولا حقوق إسلامية ولا مقدسات ولا قدس وصل الأمر بآخر جلسة أن نتنياهو يستشهد مفتخرًا بتصريحات وزير خارجية البحرين. بالنسبة للنظام في البحرين، قيم حقوق عربية لم يعد لها مكان. في الموضوع الإسرائيلي ذهب حتى النهاية، وفي موضوع الأمريكان ذهب حتى النهاية ركب في قاربهم لم يعد يعني له شيء. جاء السعودي قال لمَ أحمل هذا القميص الوسخ؟ لأجربه بالبحريني وتفوح رائحة نظام البحرين. والنظام البحريني ليس لديه مشكلة لأنه لم يعد هناك شيء يعنيه لا كرامة، وكلامي ليس تشتيم بل توصيف حقيقي لا كرامة، ولا قيم، ولا أخلاق ولا شهامة، ولا وطنية، ولا عروبة، ولا إسلام، ولا ولا أي شيء. بالنسبة للنظام الحالي الموجود في البحرين أنه حاضر للذهاب بعيدًا، بل ما يقوله عن الفلسطينيين وعن الشعب الفلسطيني وعن حقوق الفلسطينية يندى له الجبين.

عماد مرمل: سماحة السيد سنريحك قليلًا بعد هذه المواقف الاستراتيجية والمهمة التي شرّحتها وشرحتها. سنتوقف مع فاصل ومن بعده مشاهدينا الكرام نخوض في الملف الداخلي والعقوبات الأمريكية الأخيرة على بعض نواب حزب الله، وحتى لا يزعل منا الحاج وفيق صفا وعلى مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا.

بعد الفاصل

عماد مرمل: عودة مشاهدينا إلى متابعة هذا الحوار الاستثنائي المفصلي مع سماحة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله.

سماحة السيد بالدخول إلى الملف اللبناني أريد أن أبدأ بالحدث الذي فرض نفسه منذ أيام وهو حادثة قبر شمون، كيف قرأ حزب الله هذه الحادثة؟ هل تعتبرون ما حصل أنه كمين مدبر من أجل اغتيال الوزير الغريب؟ أم أن الأحداث تدحرجت من تلقاء ذاتها؟ كيف تفسر ما حصل في الجبل؟

سماحة السيد: البعض سينتقدونني وأنت أيضاً أن الملف اللبناني تم الحديث عنه في آخر نصف ساعة، وهذه إشكالية ثقافية. لكن الأمور التي تحدثنا عنها فيما يخص الملف اللبناني الإسرائيلي هي شأن لبناني، وهناك أناس لا يعتبرونها شأن لبناني، ويحاسبونك فقط على النصف ساعة، وفي الحقيقة هناك نصف ساعة إضافة إلى الساعة الماضية فتصبح ساعة ونصف عن الشأن اللبناني، وهذا دفع الإشكال عني وعنك.

عماد مرمل: أشكرك.

سماحة السيد: من أين سنبدأ؟

عماد مرمل: من حادثة قبر شمون. كيف تعامل معها حزب الله؟

سماحة السيد: نحن من اللحظة الأولى التي أخذنا بها العلم بالحادثة بدأنا اتصالاتنا للتهدئة لأن الحادثة كانت خطيرة جداً، والله سبحانه وتعالى دفع بلاءًا كبيراً عن لبنان. رحم الله الشابين اللذين استشهدا، لكن لنفترض أن الوزير استشهد، ولو كان في الموكب أكثر من وزير، وكان هناك فرضية أن الموكب سيذهب ويأتي معه الوزير جبران باسيل، ويمكن أن يكون هناك وزير الدفاع ووزراء آخرون. إذاً، هناك حديث عن ثلاثة أو أربعة وزراء. الآن بمقدار ما حصل من هذه الحادثة، نحن كنا طرف في السعي إلى التهدئة. البعض يقول أن حزب الله يريد تفجير الساحة الدرزية، هذا كلام بلا أخلاق، لن أقول أنه كلام فاضي، بل أقول أنه بلا أخلاق. نحن لا نريد أن نفجر أي ساحة، نحن أشد الناس في لبنان حرصاً على الاستقلال، وهناك كثر من خصومنا يسلّمون لنا بذلك، ويقولون لأن هناك مصلحة لحزب الله في الاستقرار الداخلي. صحيح، لكن مصلحة لبنان والشعب اللبناني والدولة اللبنانية في الاستقرار الداخلي، ومصلحة حزب الله في الاستقرار الداخلي. ليكن الأمر كذلك، أهو عيب؟ نحن مصلحتنا الاستقرار، ولا مصلحة لنا في هذا البلد أن يكون هناك ضربة كف في أي ساحة من الساحات، بين أي حزب وأي حزب، بين أي من الجماعات، وداخل أي من الطوائف. وبالتالي نحن كنا حاضرون لأن نساعد من أجل الذهاب لمعالجة الملف في أبعاده المختلفة.

من الطبيعي أن نقف إلى جانب حليفنا الذي اعتدي عليه وقتل. البعض يقول كيف أن وزير حزب الله الحاج محمود قماطي فوراً سيذهب إلى دارة خلدة، هذا أمر طبيعي، والأمر الغير طبيعي هو الغياب عن دارة خلدة. أولاً يجب أن تقف بجانب حليفك وصديقك لأنه مظلوم ومقتول، وثانياً لأنه حليف وصديق. نعم وقفنا معه، والمير طلال موجود، وأيضاً هناك تواصل مع الوزير وهاب، لكن لم نمارس أي تحريض، بل لنرى كيف نجمع بما يحفظ الحق، وليس على حساب كرامة أحد أو حقوق أحد. وكنا على اتصال مع كل الجهات والأطراف، مع الوزير جبران باسيل باعتباره جزء من الموضوع، ومسؤولين في الدولة اللبنانية على اختلاف مسؤولياتهم. وقد صادف أن الحادثة حصلت نهار الأحد والناس مغادرة من الجنوب إلى بيروت، ومن البقاع والجبل، فقد كان لنا دورنا بالتعاون مع المير طلال والجيش اللبناني ومع الكل من خلال الاتصالات لفتح الطرقات وأخذ الموضوع إلى مكان آخر، هذا بالأصل، نحن رؤيتنا هي التالية، الملف يجب أن يعالج.

عماد مرمل: كيف؟

سماحة السيد: الملف يجب أن يعالج، ومسؤولية العلاج هي مسؤولية الدولة، وهي تقوم بمسؤوليتها. الرؤوساء كلهم مهتمون بدرجة عالية جداً، الرئيس عون، والرئيس بري، والرئيس سعد الحريري. الواضح أنهم مواكبون ومهتمون، وكما ترى هناك حركة دؤوبة، ونحن في صورة الاتصالات، هناك تواصل معنا. طبعاً، نحن لسنا من ندير هذه الاتصالات، هذه مسؤولية الرؤساء بشكل أساسي، نحن عامل مساعد. نحن في حزب الله إيجابيون ندعو إلى التهدئة، وندعو إلى المعالجة وندعو إلى عدم التصعيد وأيضًا نقف إلى جانب حليفنا.

عماد مرمل: هذه هي المعادلة؟  مركّبة بهذا الشكل؟

سماحة السيد: هذه المعادلة التي نملكها، وبناءًا عليه مثلًا يتهمون قوى 8 آذار بالتعطيل، هذا غير صحيح، لا يوجد في تعطيل للحكومة في الجلسة الماضية حصل تشاور وتم التوصل إلى صيغة تأجيل رئيس الحكومة أن يبادر ويؤجل لم يعطل أحد الحكومة، والتأجيل كان حكيمًا. لماذا؟ لأنه هناك دم وهناك وزيران، وزير كاد أن يقتل ووزير متهم أنه صاحب القرار بالقتل وسيجلسان على طاولة واحدة ويناقشون جدول أعمال عادي.

عماد مرمل: غير منطقية؟

سماحة السيد: لا يوجد شيء منطقي لو لم يكن هناك شهداء كان هذا صعب. كيف إذا كان هناك شهداء وجرحى؟ والبلد كاد أن يخرب. نحن لسنا مع تعطيل الحكومة، بشكل حكيم يتصرفون ويؤجلون الجلسة حتى تكون جلسة مفيدة ومنتجة وناجحة، ولكن ما هو قائم ليس تعطيلًا ليكن هذا واضحًا. بالنسبة للمعالجات نحن موقفنا واضح إلى جانب المير طلال والوزير صالح والإخوان في الحزب معهم، وكل بقية حلفائنا وأصدقائنا في الطائفة الدرزية الكريمة. هم طالبوا بتحويل الملف إلى المجلس العدلي نحن نعتبر أن هذا موقف منصف ومنطقي. على كل حال المير طلال استشهد بهذا الموضوع، قال يا وليد بيك قصة الزيادين معروفة أي القصة أثناء الأحداث مع العلم أن الموضوع كان فرديًا وشخصيًا وعائليًا، وليس له أي طابع سياسي وقد أحيل إلى المجلس العدلي لتهدئة النفوس لأنه كان يمكن أن يؤدي إلى فتنة. هنا نتحدث عن حادث كبير وكان يمكن أن يفجر البلد وهناك شهداء وجرحى ومعركة شبه معركة حصلت، وطلبه بأن يحول الأمر إلى المجلس العدلي طبعًا هذا قراره هو. غدًا سيخرج أحد ويقول حزب الله طلب من المير طلال، عيب نحن لا نقوم بهذا الأمر مع حلفائنا، المير طلال هو من يتخذ القرار ولست أنا من أقول له أو الحزب حوّل على المجلس العدلي أو لا تحول.

هم اتخذوا قراراً بالإحالة للمجلس العدلي، ولم يسألنا وهذا حقه الطبيعي، هو مظلوم ومقتول ومعتدى عليه. نحن رأينا أن هذا فيه منطق أولًا، وله سوابق يمكن أن يخرج أحد ويقول هذا ليس منطقيًا يا أخي، اشرحوا لي قصة الزيادين فتكون واحدة بواحدة، اشرحوا لي هذه مع تلك.

نحن اعتبرنا أن حليفنا في هذا الأمر مظلوم ومقتول، وهو صاحب حق في دعوته هذه ونقف إلى جانبه، لكن نحن لا نزايد عليه. في النهاية بهذا الموضوع كما قضية توزير اللقاء التشاوري، في هذا الموضوع القرار لديه، نحن نقف إلى جانبه. الآن بالنسبة إلى الرؤساء هناك مجموعة أفكار مثلًا اجتماع وإجراء مصالحة. كيف يعالج الموضوع؟ من يسلم؟ ومن لا يسلم؟ ما الذي يحصل بالموضوع القضائي؟ هذا الموضوع يواكبه الرؤساء وبمسؤولية وبحكمة عالية، أنا أعرف، ومفترض أن نصل فيه إلى خاتمة طيبة.

عماد مرمل: جوابك تقريبًا رد على كل الأسئلة.

سماحة السيد: لضيق الوقت أجبتك عن كل شيء يمكن أن تسأله عن هذه الحادثة.

عماد مرمل: قرأت لي أفكاري، لكن يبقى إشكالية العلاقة مع وليد جنبلاط سماحة السيد لو سمحت أريد مناقشتك بها. ما هي الأسباب الحقيقية للمشكلة المستجدة بينكم وبين النائب السابق وليد جنبلاط؟ قصة معمل الترابة؟ أم معمل هواجس؟ لأنه حتى أكون صريحًا معك النائب السابق وليد جنبلاط لديه شعور بأن حضرتكم تغطون محاولة لمحاصرته وتطويقه في الجبل من خلال التعاون مع حلفائكم في الطائفة الدرزية الكريمة وبغطاء سوري؟ أنا أنقل لك الهاجس لدى الحزب التقدمي الاشتراكي. هل من أسباب مشروعة لهذا الهاجس؟ هل من مبررات مشروعة لهذا الهاجس؟

سماحة السيد: عندما كنا نتحدث عن المنطقة والحرب الأمريكية الإيرانية وإسرائيل وكذا، سيظهر هذا البحث جزئي جدًا، لكن احترامًا للجهة المقابلة لا بأس أن نتحدث عنه بالتفصيل قليلًا. من المعروف أن هناك خلافًا كبيرًا بيننا وبين الوزير جنبلاط بعد الأحداث ومن بعد ال2005 وقبل الـ2005، ومنذ العام 82 وحتى 2005 لا مشكلة بيننا، كنا أصدقاء، نحن لم نخطئ معه بشيء. هو من أخطأ معنا، عندما نتحدث عن العلاقة هو من أخطأ معنا عندما وصف السلاح بأنه سلاح غدر، هل تذكر؟

من وقتها بدأت العلاقة تخرب بيننا، ومع ذلك كنا دائمًا نحاول أن نستوعب هذا الأمر ولا نذهب به إلى أي صدام أو إلى أي تصعيد وسارت الأمور في مسار طويل ومتعرج إلى أن وصلنا إلى الآونة الأخيرة ونظمنا الخلاف بيننا بالموضوع الداخلي ونتعاون بالملفات حيث نتفق، وبالموضوع الإقليمي كل واحد على موقفه مع التمني أن يكون هناك احترام بالتعاطي مع الملف الإقليمي. أنا شخصيا لا أقبل أن يخرج جنبلاط ويشتم بالمسؤوليين الإيرانيين، ولا أن يشتم بالرئيس بشار الأسد وهذا حق علي إن شتمت لكن له حق بأن ينتقد، وأنا لي حق بأن انتقد. أنا أنتقد آل سعود ولكن لا اشتمهم، هو يود أن ينتقد أصدقاءنا وحلفاءنا وداعمينا، لينتقدهم لكن لا يحق له أن يشتمهم، هو يشتم طبعًا.

وأنا حاضر بأي أدبيات أستخدمها بمقابلاتي أو خطاباتي أن يقال يا سيد هذا شتم، أنا الغيه. أنا لا اشتم ولا أسب. ولكن أنتقد نعم، وأوصف بما لا يعني شتمًا أنا حاضر.

وبقينا على علاقة تمام لسنوات قبل الحكومة الأخيرة، كان الأخ الدكتور حسين الحاج حسن وزيرًا للصناعة أنا آسف لأنني أتحدث عن هذا التفصيل لكن يجب أن أقوله، اللبناني بالنهاية تعنيه هذه التفاصيل. كان هناك معمل بقرية عين دارة وهو معمل للأستاذ بيار فاتوش تقدم بترخيص من وزارة البيئة فوافقت عليه، وكل شيء قانوني وبيئي، وكله مدروس ومحسوب وإلا لما كان وزيرنا  يوقع على أمر فيه نقاش بالموضوع البيئي أو فيه خلاف قانوني. في ذلك الوقت بواسطتنا نحن عبر حزب الله وليد بيك وأنا أعتذر منه لأنني سأتحدث بهذه التفاصيل مؤدب جدًا لأنني أقول أعتذر منه. يرسل إن كان هناك إمكانية ليصبح نوع من الشراكة بيني وبين بيار فاتوش قلنا نحن ليس لدينا علاقة بالموضوع، هذا بيار فاتوش مع حفظ الألقاب وجنابك اجلسوا وما تتفاهمون عليه نحن ليس لدينا علاقة. نحن ليس لدينا علاقة بالموضوع نحن صودف أن وزير الصناعة هو وزيرنا ووقع لإقامة المعمل.

حصل تواصل بين وليد بيك والسيد بيار فتوش جلسوا مباشرة بالواسطة، تفصيل أنا لست معني به هو يقوله على كل حال ويستطيع أي أحد سؤال الطرفين بهذا الموضوع. عرض الشراكة أنا أقول هذا حتى لا يقدمنا أحد عند أهل عين دارة الذين نحترم ونجل ويهمنا بيئتهم يقدمنا أو يقدم وزيرنا أننا لا نسأل لا عن صحتهم ولا عن عافيتهم ولا عن الهواء والمياه هناك. لا ليست القصة كذلك تقرير وزارة البيئة كان مؤيدًا ولم يكن لدينا مشكلة.

ما أود التأكيد عليه أن الوزير جنبلاط قال للسيد بيار فاتوش أنا أكون شريكك لا مشكلة لم يعد هناك مشكلة بيئية بعين دارة ولا في مشكلة بالهواء أو المياه. أريد أن أكون شريكك بالمعمل وبالتالي بتجارة الاسمنت إلى سورية لأن بيار فتوش أين سيبيع الاسمنت؟ إما في لبنان أو سورية، في لبنان السوق مقفل. السيد بيار فتوش رفض ولم يقبل، لم يقبل لأن لديه حسابات مع الدولة السورية هذا شأنه أيضًا.

أنا ليست وظيفتي أن أقنع السيد بيار فتوش بالموافقة أو أقنعه بالرفض لو قبل ما علاقتي أنا خارج الموضوع كحزب الله خارج الموضوع بالكامل، لا أنا شريك مع السيد بيار فتوش، وليس لي أسهم بالمعمل فوق، ولم أحصل على عمولة أو رشوة ولا شيء على الإطلاق. هناك لبناني حقه الطبيعي أن ينشئ معملًا تقدم بطلب بشكل قانوني وزير الصناعة ضمن الآليات القانونية وقع انتهى موضوع حزب الله.

لم يمش الحال مع السيد بيار فتوش، أنا لا أعرف ما هي حساباته لكن حقه، حقه أن يرفض لماذا؟ لأن السوق الأساسي الذي سيصدر له الترابة هي سورية، فتصور الدولة في سورية إذا عرفت أن هذه الشركة وليد جنبلاط مع حفظ الألقاب له أسهم بها هل يدخل بعد كيس ترابة لسورية؟ لا يتوقف.

الشق الذي جرى معي شخصيًا، وكان التواصل مع الأخ الحاج وفيق صفا الرجل موجود رغم العقوبات ويبقى إن شاء الله موجودًا، وليد بيك يتحدث مع الحاج وفيق. يا أخي وهذا قيل بالجلسة مع دولة الرئيس نبيه بري بين وفدي حزب الله والحزب الاشتراكي أخونا الحاج حسين خليل تحدث بالتفصيل أمام الرئيس بري. تعالوا ننشئ شركة، أنتم أنشئوا شركة وأنا أدخل شريك معكم، نحن حزب الله ننشئ شركة ترابة، ووليد بيك يدخل شريكًا معنا، ونأخذ منه جزءًا من إنتاج سبلين لنسوقه في سورية باسم شركتنا.

عماد مرمل: اف؟

سماحة السيد: يمكنه قول ما يشاء والناس إما أن تصدقني أو تصدقه إن أراد أن ينكر.

تحدث معي الحاج وفيق كتبهم لي، قال لي وليد بيك يسلم عليك ويقول لك واحد اثنان، قلت له سلم على وليد بيك وقل له نحن ليس لدينا شركات ولا نؤسس شركة ولا نعمل بالاقتصاد ولا نعمل بالاستثمار والله تالله بالله ولسنا في هذا العالم يا أخي. أصلًا رغم أنها فرصة ذهبية، أي واحد يأتي ويقول لك إن أنشئ شركة حزب الله بكل هذا الوضع الاقتصادي واذهب لسورية ليعمل السوريون، الدولة ستستقبلني بالأحضان نحن لا نعمل بهذه الطريقة خرجنا من الموضوع.

مرت الأيام رأينا أنه يقاتل من أجل وزارة الصناعة والله نحن نريد أن تتشكل الحكومة ولم نقف عند الموضوع وربما هذا بسبب طيبة قلبنا الزائدة، وإلا لو أنا أعلم أنه يريد أن يعمل هكذا كنت تمسكت بوزارة الصناعة ولا أعطيه أياها. قال يريدون وزارة الصناعة، قلنا له على الرحب والسعة خذ وزارة الصناعة لا نتمسك بشيء نحن، ونال وزارة الصناعة.

وزير الصناعة الأستاذ وائل أبو فاعور يتصل بالأخ الحاج حسين خليل بعد عدة أيام على تسلمه الوزارة، لا يوجد وزير بالدولة اللبنانية قام بما قام به وائل، ما في حتى الآن. أيام على تسلمه الوزارة أول قرار شطبه قرار الوزير الدكتور حسين الحاج حسن حول معمل عين دارة، قبل شطبه اتصل بالحاج حسين قال له من في الخارج يقولون ما الذي يقوله السيد هذا كلام للبنانيين. قال له أنتم مهتمون بهذا المصنع، هذا القرار للحاج حسن قال له أكيد مهتمون، قيادة حزب الله تريد هذا أن يبقى قال له نعم نريد هذا المعمل أن يبقى لأن هذا قرار وحق الرجل الطبيعي. وإن كان هناك إشكال قانوني هذا مجلس شورى الدولة.

خير إن شاء الله بعد عدة أيام شطب نحن اعتبرنا هذا الموضوع مهين نحن نعمل بالسياسة، لكن كرامتنا فوق السياسة. أنا شخصيًا أعتبرها ربما لو لم يسألنا كان أهون أنت صرت وزير صناعة وسألتنا وقلنا لك نعم ثم يقوم بشطبه. يعني يقول أن وزيرنا هو ليس شخص أنا لا أدافع عن الدكتور حسين الحاج حسن لأنه وزير حزب الله كل حزب الله مسؤوليته أن يدافع عن وزيره. وزيرنا عندما أعطى هذه الموافقة، لم يكن مخالفًا للبيئة والشروط القانوينة والصحية ويعتدي على أهل عين دارة، نحن لا نقبل هذا التوصيف قلنا هذا غير قانوني لأنه خرج بهذا الكلام. السيد بيار فتوش ذهب لمجلس شورى الدولة وصدقوا على قانونية المعمل، والآن مجلس شورى الدولة ألغى قرار الوزير، ولكن الوزير لن ينفذ لأن دولتنا مزرعة وليست دولة.

أنا ليس لدي شغل أعيد القول أنا لست شريكًا، وآسف بأن أتحدث بهذه اللغة لست شريكًا، وليس لي سهم ولا فلس ولا ليرة ولا دولار ولا حبة رمل بمعمل السيد بيار فتوش، لكن هو إنسان إن قال القانون أنه لا حق له ليقل القانون هذا. ليقل القضاء أنه لا حق له، ليس أنت تشطب حق إنسان لبناني وتهين وزير وتهين جهة لأن صاحب العلاقة لم يقبل صاحب المعمل بأن تكون شريك له.

 أنا طلبت من إخواننا الآن أوقفوا لي العلاقة مع وليد جنبلاط، ليس جيدًا أن تتعاطى الناس مع بعضها بهذا الشكل، نحن تعاطينا معه بكل أدب وأخلاق وأريحية وتجاوزنا الكثير من الأمور، وعندما طلب وزارة الصناعة أعطيناه إياها، لم نقف عند شيء.

وفي كل المسار السابق لم نكن نحاصره أو نحاربه ولا شيء، نحاصره بماذا؟ ليس لدينا مال كثير نعطيه لحلفائنا بالطائفة الدرزية ليحلوا مكانه. ما الذي قدمناه لحلفائنا في الطائفة الدرزية؟ أذكر لي المال، المؤسسات، الخدمات، المواقع بالدولة، الوزارات، التعيينات الإدارية، من غير شر ماكل الدنيا ومستوكلها وليد جنبلاط.

أين كنا وأين أصبحنا؟ هذا غير صحيح هو عليه أن يصحح لديه خلل بطائفته ليس سببه نحن أو سورية أو لا أعرف من. أنت تتراجع في طائفتك، اذهب وقم بمراجعة لأخطائك وبطريقة تعاطيك مع طائفتك ومع الوجهاء، ومع الزعماء، ومع القادة، ومع النخب ومع ومع ومع ومع بطائفتك. إذهب وراجع خياراتك السياسية التي كادت أن تؤدي بكثيرين بلحظة من اللحظات. يكفي هذا.

عماد مرمل: مازالت العلاقة الآن مقفلة؟

سماحة السيد: كما يقال باللبناني علت وطت غطت ما بعرف شو علمك نحن مختلفين على وزير الصناعة ومعمل عين دارة طلع أن مزارع شبعا ليست لبنانية، هذا معيب معيب. إن كنا مختلفين على معمل ترابة ما دخل مزارع شبعا، ما علاقة تلال كفرشوبا؟ ما دخل قضية مركزية تعني السيادة اللبنانية؟ هذا معيب ولذلك نحن لم نعلق ولم نتحدث انتهى الموضوع بالنسبة لنا.

عندما عرض دولة الرئيس أن نلتقي قلنا له لا مشكلة ونحن مازال الخط مفتوح مازال الرئيس بري يحاول هو الآن يحمل طفاية الله يطيل بعمره.

نحن منفتحون لكن هذه الحادثة الأخيرة إن كان مفترضًا أن يجلس أحد ويتحدث بهذه المسألة أعتقد حادثة قبرشمون أخّرته.

عماد مرمل: سماحة السيد ماذا عن مصير  التسوية الرئاسية أو السياسية؟ هل ترجحون بأن تبقى صامدة رغم كل التجاذبات بين أطرافها؟

سماحة السيد: تصمد لا خيار عند الكل باقية.

عماد مرمل: ما هو دور حزب الله في هذه التسوية أنتم شركاء فيها أم أحد رعاتها؟

سماحة السيد: لم نكن من رعاتها وإن أردت استخدام تعبير دقيق يمكنني القول كنا مسهلين لها في جزء منها مسهلين، قد لا نكون في كامل صورتها التفصيلية. مثلًا هناك قوى سياسية في لبنان تقول عندما اتفق الوزير جبران باسيل والرئيس سعد الحريري وكذا وكذا نحن ليس  لدينا علم وأنا سألت الوزير جبران قال لي هذا ليس صحيحًا.

نسيت إن جرى سؤال للرئيس الحريري أو لا، لكن بكل الأحوال نحن سهلنا هذه التسوية نعم وأيدناها ودعمناها والدليل أنه بانتخاب الرئيس وتكليف الرئيس الحريري وتشكيل الحكومة الخ.

عماد مرمل: كيف تصف تجربة ربط النزاع مع الرئيس سعد الحريري؟ وهل أنتجت تعاونًا مقبولًا في مجلس الوزراء وخارجه؟

سماحة السيد: نعم هي تجربة معقولة وجيدة، وفيها مصلحة للبلد.

عماد مرمل: يقال بأن حزب الله متمسك ببقاء الحريري في رئاسة الحكومة في هذه المرحلة رغم بعض التباينات معه صحيح؟

سماحة السيد: صح.

عماد مرمل: من الآخر؟

سماحة السيد: لأنه ضاق الوقت، صحيح كل ما يقال أننا نهدف إلى إسقاط الحكومة غير صحيح نحن لا نريد إسقاط الحكومة.

عماد مرمل: ممكن أن يسألك أحد سماحة السيد، لماذا تفضلون بقاء الرئيس الحريري رغم وجود خلاف استراتيجي معه؟

سماحة السيد: الآن مصلحة البلد بهذا الشكل، تركيبة البلد بهذا الشكل، وهناك مجال للتعاون. نحن يجب أن لا نكون أعداءًا بالمطلق.  هناك خلافات مهمة بيننا وبينه، لكن طالما هناك مساحة تعاون جيدة لمصلحة البلد فليكن نحن ليس لدينا مشكلة.

عماد مرمل: هل لا تزال علاقتكم ممتازة مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل؟ أم لديكم بعض الملاحظات على تصرفات أو مواقف معينة تصدر عنه؟

سماحة السيد: نحن وإياه حبايب وعلاقتنا ممتازة، وإن كان لدينا ملاحظات نقولها بيننا وبينه ولا ندلي بها أمام وسائل الإعلام هكذا الأصدقاء الحقيقيون يتعاطون مع بعض.

عماد مرمل: ما رأيك بجولاته بالمناطق؟

سماحة السيد: حقه الطبيعي يريد التواصل مع قواعده رئيس تيار جديد، هو رئيس جديد للتيار، حقه أن يتواصل ويذهب ويحرك.

عماد مرمل: هل التناغم بينكم وبين الرئيس ميشال عون لا يزال في معدلات مرتفعة؟ وكيف تصف تجربة العهد حتى الآن؟

سماحة السيد: نحن وصفنا العماد عون بالجبل، ونحن وهو مازلنا نجلس على رأس الجبل.

عماد مرمل: هذا يختصر كل شيء جميل أنت والرئيس عون على رأس الجبل؟

سماحة السيد: مازلنا فوق، وسنبقى فوق إن شاء الله.

عماد مرمل: هل لديك انطباع سماحة السيد بأن المعركة الرئاسية فتحت باكرًا؟ أو على الأقل البعض يتصرف على هذا الأساس؟

سماحة السيد: لا أعرف حقيقة، لا أعرف ما النوايا؟ الناس تحاسب على النوايا. الله أعلم مازال هناك أربع سنوات والحديث مازال مبكرًا.

عماد مرمل: اسمح لي بسؤال محرج، وأنت لا يخاف عليك؟

سماحة السيد: اتكل على الله.

عماد مرمل: من هو مرشحكم المقبل المفضل بعد أن ينهي الرئيس ميشال عون ولايته؟

سماحة السيد: تود فتح الملف، وأنا أقول لك لا مصلحة بفتح هذا الملف.

عماد مرمل: جبران باسيل أو سليمان فرنجية؟

سماحة السيد: هذا كلام مبكر جدًا، مازال هناك أربع سنوات والله يطيل بعمر فخامة الرئيس بصحته وعافيته يكمل ولايته وبعدها لكل حادث حديث.

عماد مرمل: هل من تحسن في العلاقة مع القوات اللبنانية لاسيما أن هناك تقاطع بينكم وبينهم لجهة رفض التوطين، ولجهة مكافحة الفساد، وحتى رفض صفقة القرن؟

سماحة السيد: تحسن لا أعرف. العلاقة القائمة على قاعدة وزارية أو نيابية موجودة، وهناك تواصل يحصل بين الوزراء وبين النواب وبين النواب والوزراء، وإن كان هناك عقدة أو مشكلة في مكان ما يجلسون ويحلون، هذا موجود ومستمر وقائم.

لمَ تتطور العلاقة أكثر؟ لأن بالسياسة هم بمكان ونحن بمكان آخر.

عماد مرمل: بالنسبة إلى مشروع الموازنة، هل يرضيكم كما خرج من لجنة المال، وبالتالي هل ستصوتون مع الموازنة في الهيئة العامة؟

سماحة السيد: النتيجة العامة حاليًا هي نتيجة مرضية للجنة وإن كان هناك بعض النقاط لم تحسم بعد ولا أعرف ماذا سيفعلون اليوم وغدًا.

هناك بعض النقاط حساسة سنرى في الهيئة العامة، ما الذي سيحصل؟ طبعا أول نقطة أود قولها أن هناك كلام في مكان ما أنه لا، ما اتفق عليه في الحكومة هو الذي سيصوت عليه في المجلس النيابي، هذا إن حصل، برأيي هذا معيب بحق المجلس النيابي وبحق لجنة المال والموازنة ومهين للجنة المال والموازنة إن فعلتم هذا لمَ عذبتم الجماعة شهر أو شهرين وكذلك عمل ليل نهار ونحت نحت حقيقة تعبوا.

يجب أن ينوه بالأستاذ إبراهيم كنعان وأعضاء اللجنة والنواب خارج اللجنة حضروا الجلسات وناقشوا وقاموا بجهد ممتاز وخفضوا نفقات، وفتحوا أبواب معينة وذهبوا نحو بعض المعالجات الإصلاحية المعقولة.

أن يظهر أن كل هذا الجهد ليس لديه قيمة وكان فقط مسرحية، حقيقة هذا مهين بحق المجلس النيابي، وأعرف أن دولة الرئيس نبيه بري لا يقبل ولن يسمح بحصول هذا في مجلس النواب، وعلى الكتل النيابية أن تتحمل مسؤوليتها بهذا الموضوع.

وهناك بعض النقاط مازالت موضع نقاش ونحن لا نعرف ما الذي سيحدث في المجلس النيابي، مثلًا أهم نقطة بالنسبة لنا هي نقطة 2 بالمئة على كل السلع المستوردة لأن هذا برأينا يمس كل الشعب اللبناني، وبالتالي يمس الشرائح الفقيرة والطبقات والفئات المتوسطة وسيؤدي لغلاء وعبء اجتماعي في البلد. وبالتالي يعني هل نمد  يدنا على الخيار الأسهل وهو جيوب الناس بالوقت الذي يوجد هناك بدائل وخيارات، لكن لا تقبل. ليس صحيح وأنا أتحدى الجميع أن يخرج مسؤول لبناني ويقول لا توجد أمامنا بدائل أخرى. لا، هناك بدائل أخرى لكنكم لا تقبلون بها، بل تذهبون نحو البديل الأسهل.

نحن بموضوع الـ 2 بالمئة، والآن أتحدث هنا ونوابنا باللجنة ناقشوا. في الحكومة تحدثنا لكن خارج كل هذه الأطر. أنا أرسلت رسائل لكل المسؤولين هذا موضوع لا تبنوا أنتم أنه يطرح مجلس النواب وخلص حزب الله يرفضه وتمر الأمور بمجلس النواب، نوابنا مسؤولون أن يواجهوا ويصرخوا وبقية النواب مسؤولون بأن يتحملوا المسؤولية، وإن كان هذا الموضوع جدي وسسيذهب بهذا الاتجاه لا أعرف هناك أوساط شعبية كبيرة لن تتحمل هذا الموضوع. بلحظة من اللحظات لا تتفاجأ إن كان هناك مظاهرات ستنزل إلى المجلس النيابي هذا ممكن أن يحصل.

موضوع الـ 2 بالمئة يجب أن يوجد له علاج الصيغة التي قدمت من الحكومة وبلجنة المال والموازنة كانوا منفتحين على إيجاد حل لهذا الموضوع، وعملوا عليه. لا أعرف كيف كانت النقاشات في الهيئة العامة أمس، رئيس الحكومة مع الوزراء يسعون لإيجاد حل واليوم كان لديهم جلسة عند السادسة هكذا عرفت من الأخ الحاج محمد فنيش، لكن التقوا، ما التقوا أنا غبت عن السمع معهم.

لذلك، هذا موضوع سنرى كيف سيوجد له حل؟ وهناك بنود أخرى مازالت تحتاج إلى نقاش، مثلًا بموضوع وقف التوظيف والتعاقد. نحن مع استثناء الجامعة اللبنانية لأنه إذا أوقفنا لثلاث سنوات فهناك مشكلة كبيرة بالجامعة وبين هلالين نحن نشعر بأن هناك استهداف للجامعة اللبنانية. هو استهداف، وليس موضوعًا تقنيًا، ولا نقبل بهذا الاستهداف لأن هذه جامعة الوطن وجامعة الشعب اللبناني وجامعة الفقراء اللبنانيين من كل الطوائف. هناك بنود أخرى الآن لا وقت يتسع لها، بالعموم النتائج التي خرجت عن لجنة المال والموازنة معقولة، والتصويت مرهون بالنقاط العالقة في الهيئة العامة.

عماد مرمل: إلى أي حد لديك شعور بأن لبنان يواجه حقًا خطر الانهيار الاقتصادي والإفلاس المالي؟

سماحة السيد: بالدقة أنا لست خبيرًا، لكن ما يقوله المسؤولين وبعض الخبراء أن هناك مخاطر حقيقية، وأيضًا هناك تهويل كبير. مازال لدينا وقت لنصمد إذا عالجنا، لكن إن لم نعالج وتابعنا بما نحن أكيد نحن ذاهبون للانهيار. لكن أنا لا اعرف الزمن، أي متى يحصل ذلك؟

عماد مرمل: أعرف أن هذا السؤال يحتاج لحلقة لكن يجب أن أطرحه عليك أين أصبحت معركتكم في مكافحة الفساد؟ هل أنتم مستمرون بها؟

سماحة السيد: نعم مستمرون، وهذا لوحده يحتاج لحلقة، لكن أريد أن أقول جملة، أنا أود أن أذكر عندما تحدثنا عن الموضوع قلنا أن هذه معركة طويلة وصعبة مثل معركة المقاومة، وشبهتها بمعركة المقاومة إن شاء الله لا تحتاج لمدة معركة المقاومة نحن من الـ 82 للـ 2000، 18 عامًا حتى وصلنا للتحرير.

يجب أن لا يطالبنا أحد بعد أسبوع، الكل يعرف الصعوبات والتعقيدات مثلا أهم شرط من شروط مكافحة الفساد هو وجود قضاء، ليس فقط أن يكون نزيهًا، بل يجب أن يكون قضاءًا قويًا وشجاعًا وجريئًا ومقدامًا. الواقع الحالي في لبنان لا  يسمح أحيانًا. نصف القضاء في لبنان بطريقة سلبية، وأحيانًا نقول لا يسمح للقضاء بأن يكون بطريقة صحيحة  نتيجة التدخلات وقطع الرؤوس بالمناصب، إن  لم يصبح القضاء بالصفات التي ذكرتها، فلن تستطيع، فأهم وسيلة في محاربة الفساد  تفتقدها وعليك البحث عن وسائل أخرى. تقوم بفتح ملف ثمّ تحوله للقضاء، شهر شهرين ثلاثة، ماذا تفعل؟ السيد حسن فضل الله   سيقوم  بإعادة تذكير الجهة القضائية، ويتحدث في الإعلام. هل أقوم بمظاهرة مثلًا تجاه الجهة القضائية المعنية؟ هو يعمل ويتابع، لنرى على كل حال الاستحقاق الكبير بموضوع الموازنة وهو قطع الحساب، ولنرى الحكومة والمجلس النيابي والمدعي العام المالي وديوان المحاسبة وكل الجهات المعنية بهذا الملف كيف ستتصرف؟

عماد مرمل: اسمح لي بهذا السؤال ولقد أنهيت هذا المحور وحملني أياه كثر من الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية. طلبوا مني أن أسألك ما هو مصيرهم؟

سماحة السيد: نحن نعمل على الموضوع، وهذا لا يحصل بالمكابشة والمقاتلة والمهابشة، هذا بدأنا به ويحتاج لحوار هادئ لأن الموضوع عند فخامة الرئيس وعند الوزير جبران باسيل، الكل يضعه هناك ويحتاج لتوقيع، ويحتاج لحوار ونقاش وأنصح الآخرين بإجراء هذا النقاش لأن هناك حقوق يجب أن نتمسك بها وهناك مخاوف يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، هل يمكننا إيجاد حل؟ علينا أن نسعى نسعى لإيجاد حل.

عماد مرمل: وصلنا للسؤال المنتظر من الكثيرين؟

سماحة السيد: للنهاية.

عماد مرمل: تعمدنا تركه للآخر ما هو رد حزب الله الرسمي على العقوبات الأمريكية الجديدة المتخذة بحق رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب أمين شري والحاج وفيق صفا؟ كيف تعلقون؟

سماحة السيد: أولًا هذا ليس جديدًا وضع المسؤولين في حزب الله على لائحة العقوبات، أمس كان الأخ أبو حسن الحاج محمد  يقول أنا متفاجئ أن كل شورى حزب الله وضعت على لائحة العقوبات، كان يشعر بالغربة بيننا، كلنا على اللائحة إلا هو فقيل في ذلك الحين أنه قد يكون السبب أنك نائب منتخب من الشعب اللبناني وهم لا يريدون إهانة المجلس النيابي والدولة اللبنانية، الفارق أننا نحن لسنا منتخبين وأنت متخب. تبين أن لا شيء من هذا الكلام موجود. من يهين الحكومة البريطانية لأن سفيرها أخطأ خطأً، ومن يأخذ 400 مليار دولار ويوميًا يهين حكام السعودية، لن يسأل عن الدولة اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية.

الجديد إذًا حقيقة ومع احترامنا للإخوة الثلاثة ليس وضع الحاج وفيق على لائحة العقوبات لأن الحاج وفيق مثله مثل غيره من المسؤولين بالشورى وبالمسؤوليات الجهادية، السياسية، تم وضعهم على لائحة الإرهاب. الجديد هو عند الأخوين النائبين، هؤلاء نواب منتخبون من الشعب اللبناني، ومفترض أنكم تقولون تحترمون، وإلا لمَ تصرفتم بهذه الطريقة؟ هذا جديد فقط أكثر من ذلك أنا لا أرى جديدًا، الجديد هو الإساءة للمجلس النيابي وللدولة اللبنانية ولمؤسسات الدولة اللبنانية.

أما بالنسبة لنا أنا لم أرَ بقية الإخوان لأتحدث معهم لكن أمس كنت أتحدث مع الحاج وفيق قلت له أول شيء السلام عليكم مبروك يا حاج، نحن عندنا في الحزب أستاذ عماد الكل يتصرف بهذه الطريقة، عندما يوضع واحد على لائحة الإرهاب يتلقى التبريكات نحن نعتبرها جزءًا من المعركة.

وهذا شرف لنا ووسام على صدورنا أن الشيطان الأكبر مرتكب المجازر القاتل الأكبر في العالم الذي على يديه دماء. أكثر دولة بالكرة الأرضية على يديها دم هي الولايات المتحدة الأمريكية تضعنا على لائحة الإرهاب والعقوبات، هذا بالنسبة لنا مفخرة في الدنيا وذخر في يوم القيامة،هذا ينفعنا يوم القيامة وينفع الشباب. فلذلك نحن نعتبر هذا الأمر على المستوى النفسي والمعنوي إعتداءًا على البلد، لكن بالنسبة لنا هذا طبيعي. هذه معركة قائمة وهذا طبيعي بالنسبة لنا، هذا طبيعي هذه معركة قائمة بيننا وبينهم.

بالنسبة للإخوان أكملها على طريقتي هم ليس لديهم أموال بالبنوك وليس لديهم شركات بالخارج ولا يسافرون إلى أوروبا لشم الهواء مثلنا مثلهم، الإخوة مثلهم مثل بقية الإخوان الذين وضعوا على اللائحة وبالتالي ليس له تداعيات.

نحن نعتبر هذا الموضوع  جزءًا من الحرب القائمة نحن ندفع الثمن. أنا قرأت بعض التعليقات اللبنانية بعض القوى السياسية للأسف لديهم تعليقات غير منصفة، أنه لمَ أمريكا وضعتنا على لائحة الإرهاب؟ لأننا تدخلنا بسورية. ولمَ أمريكا وضعتنا على لائحة الإرهاب؟
بسبب اليمن. نحتاج بعض الذاكرة نحن وضعنا على لائحة الإرهاب من الثمانينيات، ومنذ بداية التسعينات، لم يكن هناك حرب بسورية، ولا حرب باليمن ولا ربيع عربي ولا خريف عربي ولا إيران. إيران بالعكس كانت محاصرة صح أم لا، إذًا نحن مستهدفون ليس لهذه الأسباب لأنه وضعنا سابقا على لائحة الإرهاب، نحن مستهدفون بسبب إسرائيل بسبب إسرائيل فقط.

إذًا، أنا أرهابي عند الأمريكي، وفي الإدارات السابقة في زمن بوش الأبن وزمن اوباما عملوا لفتح قناة اتصال معنا وتسويات، والآن يريد أن يفتح معنا قناة اتصال لأنهم يخافون على إسرائيل، لنرى كيف يمكن تحييد هذا الحزب؟ إذًا نحن مستهدفون لأننا دافعنا عن بلدنا وحمينا بلدنا واستردينا أرضنا ونحن عنصر أساسي من قوة لبنان وصنعنا للبنان مكانة إقليمية ومكانة دولية لذلك نضغط.

أمام العدو خياران إما يذهب للحرب وهو غير قادر عليها، وإما أن يذهب صوب الخيارات الأخرى مثل العقوبات والحصار والتشويه والتجويع وتحريض البيئة الداخلية علينا، نحن نراه بهذا السياق. بالتالي خيارنا الصمود، والثبات، وأن نزداد إيمانًا. أنت ترى  دقتنا حتى يعرف الجميع  أننا نحن من يعتدى عليه، ولا يزيدنا ذلك إلا عنادًا وإصرارًا وعزمًا وجرأةً، ويزيدنا يقينًا وإيمانًا، لن ننهز أبداً بالعكس إذا كان هناك أحد مهزوز فينا يثبت عندها.

عماد مرمل: هل المواقف التي صدرت عن المسؤولين اللبنانيين ردًا على العقوبات الأمريكية كانت كافية بالنسبة إليكم؟ أم وجدتم أنها متفاوتة النبرة والإيقاع؟ وبالتالي كنتم تنتظرون أكثر؟

سماحة السيد: أنا لا أود تحميل أحد شيء، أتحدث عن رأيي الشخصي ولم يحصل نقاش نحن لم نجلس بعد فرض العقوبات، تشاورنا عبر الهاتف.  كتلة الوفاء أصدرت بيانًا وأنا أؤيدها، لكن أنا شخصيًا لا أطالب أحد بشيء لا رؤساء ولا أي أحد.

طبعًا من اتخذوا مواقف مشكورون، والله يبارك فيهم وممنون. ومن يتحدث بكلمة طيبة ويتخذ موقفًا أنا أشكركه، كلنا نشكره. لكن نحن لا نريد أن نحرج أحدًا، ولا نريد أن نضيف أعباءًا على أحد في هذا الموضوع. الرؤساء والمسؤولون يضعون الحزب جانبًا، لكن هناك نائبان منتخبان وبأعلى الأصوات وليست صدفة في المجلس النيابي الذي هو جزء من الدولة التي تترأسونها، كيف تتصرفون؟ هذه باتت مسؤوليتهم، لكن أنا لا أطلب شيئًا.

عماد مرمل: وزارة الخزانة الأمريكية دعت إلى قطع اتصالاتها بأعضاء حزب الله المدرجين على لائحة العقوبات. إلى أي حد تتوقع أن تتحمل الدولة اللبنانية هذا الضغط الآخذ بالتصاعد؟

سماحة السيد: لا خيار عندهم عليهم أن يتحملوا، لا يستطيعون، بالنهاية حزب الله شريحة كبيرة في البلد وفي ناس يقولون عنا القوة الأولى، أنا لن أدخل بهذه التوصيفات، وهناك ناس يعتبرون أننا نمسك بالحكومة، نحن لا نمسك الحكومة ولسنا مسلطين على شيء  في البلد، لكن بالنهاية الحكومة اللبنانية كما في السابق ستقول للأمريكان وتقول لهم هؤلاء شريحة كبيرة وناس منتخبون ونحن لا نستطيع تجاهلهم.

عماد مرمل: سماحة السيد إذا تدرجت العقوبات الأمريكية؟

سماحة السيد: نحن لا نطلب من لبنان أن يشن حرب على أمريكا حتى بموضوع المصارف أن الحاج أمين هدد؟  هذا كلام ليس له أساس. أنا أقول لك نحن انزعجنا من المصارف عندما شكل الأمريكي لائحة وذهبت المصارف خارج اللائحة بات كل شخص لديه علاقة بحزب الله أو من حزب الله يوقفون حسابه، لا يجوز أن يكون الواحد جبان لهذه الدرجة، هذا جبن وما تسميه الأمريكي يقول لك مثلًا تضعني أنا والأستاذ عماد والحاج محمد والحاج حسن ذهبت ولم تبقِ أحد إلا وشطبته، فقط لأنه من حزب الله أو يوالي حزب الله، هذا كان تصرف مسيئًا جدًا من بعض المصارف اللبنانية.

تعالج من خلال الدولة والوزارة والمؤسسات، اليوم نحن لم نحرج المصارف ونقول لهم عليكم فتح حساب للحاج وفيق، ويجب أن تفتح حساب للحاج محمد رعد وللحاج أمين شري ولفلان وفلان ولي، أنا أمين عام حزب الله، أنا الآن خطر على بالي أريد أفتح حساب، أريد حسابًا لي ويرسلون لي راتبي عبر البنك، نحن لا نفعل هذا لا نريد إحراج المصارف ولا شيء نذهب نرتب أمورنا وكما يقال عندنا في القرى نسيسر حالنا ويهمنا أن يبقى هذا القطاع صامدًا، لكن ليبقى صامدًا يجب أن يكونوا رجال ويقفوا على أقدامهم ويتحملوا مسؤولية، لا يجوز أن تكون الناس إلى هذه الدرجة خائفة. نحن لم نحرجكم بشيء، ولذلك أنا أعتبر  إن شاء الله ما في تبعات.

عماد مرمل: سماحة السيد إذا تدرجت العقوبات الأمريكية لتصيب حلفاء لكم أو الدولة اللبنانية مباشرة. هل تكون واشنطن في تلك الحالة قد نجحت في تحويل حزب الله إلى عبء على الاستقرار اللبناني بعدما كنتم تقدمون أنفسكم  كعامل استقرار؟

سماحة السيد: هذا مربوط باللبنانيين، طبعًا بعض اللبنانيين الآن  يقولون أن حلفاءنا سيوضعون على اللوائح والأمريكي، لمَ يقولون هذا الأمر؟ وكل الوفود التي ذهبت إلى أمريكا والتقت بالمسؤولين الأمريكيين قالوا لا، نحن لا نفكر بهذه الطريقة لكن هناك لبنانيون هنا، ورأيي في هذا الموضوع يجب أن يناقش قضائيًا، هذه خيانة أنت اللبناني عندما تذهب إلى أمريكا أو تراسل المسؤولين الأمريكيين وتقول لهم أنا أدعوكم إلى أن تضعوا حلفاء حزب الله على لائحة العقوبات، ويبدأون بالعد من حركة أمل، إلى التيار الوطني الحر، وا وا وا ما شاء الله حلفاؤنا وأصدقاؤنا كثر، هذه أليست خيانة؟

أنا يا أخي مسامح أنتم ذهبتم إلى أمريكا وحرضتهم علينا، وضعونا على لائحة العقوبات. قوموا بأي شيء نحن مسامحون ماشي الحال لن تؤثر علينا بأمر مهم لكن ماذا تريدون من حلفائنا؟

أما إذا تم وضع حلفائنا أو الحكومة هذا بات مسؤولية لبنانية، لبنان عليه أن يجلس ويسأل نفسه، هل نتخلى عن نقطة قوتنا؟ أنا اقدم حزب الله بهذا الشكل بعيدًا عن المناكفات السياسية الصغيرة في الانتخابات النيابية ودائرة من هنا ومدير عام ووزير ومعمل ترابة ولا أعرف ماذا.

عماد مرمل: كرامته بالدق؟

سماحة السيد: ليس كرامته بل قوته قوته، بكل صراحة كما بدأنا في بداية الحلقة بكل صراحة الآن حزب الله  في البلد هو أحد معادلات القوة الأساسية التي نتحدث عنها، المعادلة الذهبية والقدرة على المقاومة، هذه ليست متوفرة إلا لدينا. إخواننا في حركة أمل وإخواننا في الأحزاب شاركوا وقاتلوا ومازالوا في المقاومة، لكن ليس لديهم هذه الإمكانات تصادف أنها لدينا هذه الإمكانات، وإذا باتت لديهم سيوضعون على لوائح العقوبات وسيحاربون ويتهمون بالإرهاب.

إذًا القصة ليست قصة أن هذه الإمكانات عند حزب الله أو حركة أمل أو الحزب الفلاني أو التنظيم الفلاني، هذه الإمكانات عند جهة لبنانية تدافع عن لبنان وتحمي لبنان وتحافظ على حدود لبنان ومياهه، ونفطه ليأتي الإسرائيلي ويشن غارة من الـ 48 للـ 2006 كان لبنان مستباحًا بالغارات، ويوجد الاستباحة بالخروقات الجوية قلت يجب أن نجد لها حلًا ليقدم حتى لا يجرؤ الآن بسبب ما قلناه بداية الحلقة، وقد أخذنا نصف الحلقة بالكلام حول هذا الموضوع. إذًا، هل يتخلى لبنان عن قوته؟ أو لا يتخلى عن قوته؟ هذا السؤال.

عماد مرمل: هل سيعود حزب الله تحت ضغط العقوبات والحصار إلى تكتيك القجة؟

سماحة السيد: القجة هذا سمعته أنا من هوك بوك مدري شو اسمه الأمريكي المسؤول عن ملف إيران هو  يفاخر قالها يا رجل عشر مرات أننا نحن نتيجة العقوبات والحصار حزب الله بات عاجزًا عن دفع رواتب مقاتليه، الآن لن أقول له نعم ولا أتركه محير الشباب يأخذون رواتبهم أم لا؟ ومات حزب الله من الجوع، وعاد إلى القجج، يا أخي هذه القجج موجودة منذ 40 سنة بالدكاكين وهي ليست جديدة وليس لديهم علاقة بالعقوبات. نعم عندما حصلت العقوبات بات من لا يدفع بالقجة يضع بالقجة هذا الذي تغير فقط. هذه القجج ليست تكتيكًا جديدًا، هي تكتيك قديم.

عماد مرمل: إلى أي حد خففت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من دعمها لكم تحت وطأة الحصار والعقوبات التي تتعرض لها؟

سماحة السيد: هذا تفصيل لا داعي له، لكن بالنهاية ما في شك بأن العقوبات والحصار مؤثرة، مرة واحد يعاند ويقول ليس لها أي تأثير، مثلًا ربما أحد منا يخرج ويقول هذا الأمر، لا أكيد هذه العقوبات مؤثرة على إيران ومؤثرة علينا ومزعجة، لكن تارة نحن نكون أناسًا ننهار أمام العقوبات ونستسلم ونخضع ونقبل بالهوان والذل، وطورًا نحن جماعة هيهات منا الذلة، هذا ليس فقط بالعكسر في كل شيء.

تأتي وتحاصرني في كل شيء، أنا لدي عقل وعقول وإمكانات وخيارات ونذهب ونرتب أمورنا وننظم أمورنا وندير وضعنا ونقوم بنوع من التقشف الغير المؤذي الذي لا يمس بأساسيات وجودنا وحركتنا ونراهن على الوقت وعلى المتغيرات ونقطع هذه المرحلة وإن شاء الله نقطعها.

عماد مرمل: لكن سماحة السيد هنا يوجد مفارقة غريبة كيف حزب الله بات أقوى من أي وقت مضى في حين أنه بحسابات الورقة والقلم جرى تجفيف الكثير من ينابيع تمويلكم، هناك حصار والخناق الاقتصادي يشتد؟

سماحة السيد: لأن هناك شبهة عند كثر ممن نصحوا الأمريكان، وبعضهم ذهبوا لمؤتمرات بالإمارات قالوا لهم لمَ يؤيد الناس حزب الله مثلا أهل البقاع بعلبك الهرمل انت لائحتك ما شاء الله، أو بالجنوب، أو في الضاحية، أو في أي مكان، لمَ يؤيدوون حزب الله؟ لأن حزب الله يدفع رواتب لكل الشيعة في لبنان وكل العائلات الشيعية تحصل على رواتب من حزب الله وهدايا ومنح هذا ليس صحيح هو يبني على معلومة خاطئة.

عماد مرمل: مصدر القوة من مجال آخر؟

سماحة السيد: هم يعتقدون أن مصدر القوة هو المال، خذ منه المال، أو قص عليه المال تجده ضعف هم لا يستطيعوا ان يستوعبوا إذا قلت له أنا لدي عائلات فيها شهيد واثنين وثلاثة وأربعة من أولادهم، وهذه اللغة اللبنانية عندنا بحزب الله أعداد كبيرة من خلال الأحداث الأخيرة في سورية مع المقاومة ويكون عندهم شهدين وثلاثة شباب بالجبهة، وإذا أعدت واحدًا منهم يرسل لك ويعتب عليك.

وهذا ذكرته في كثير من الخطابات إذا أخرجت لك الرسائل للعائلات من آباء وأمهات لديهم ولد واحد ليس لديها غيره شاب مهندس وطالب جامعي وكذا، وأنا أرفض أخذه إلى الجبهة ترسل لي رسالة تتوسل في أن ارسل ابنها للجبهة هذه تأخذ مني مال، إذا قطعت عنها المال تبدل ولاءها؟ هذه الحجة رحمها الله هل كانت تأخذ مال من حزب الله أو صندوق إعاشة أو وظفت ابنها بالدولة عندما تهدم بيتها بالضاحية ومنزلها بالجنوب وتتخذ هذا الموقف؟

ما لا يستطيع فهمه هو الموضوع الإيماني العقائدي والكرامة، والبعد الإنساني والبعد الأخلاقي. هذا ليس له علاقة بالمال فليجففوا ما شاؤوا سنزداد قوة ونزداد عنادًا وتمسكًا بقضيتنا وحقوقنا.

عماد مرمل: هل تدعو إلى اتخاذ أي إجراء ضد السفيرة الأمريكية في بيروت ردًا على العقوبات؟

سماحة السيد: أنا لا أريد إحراج الدولة بشيء، قلت لك.

عماد مرمل: تريد إراحتهم.

سماحة السيد: لا أريد إحراج الدولة هم أحرار أنا أعتبر وهذا حق الدولة إذا أهينت فلتدافع عن نفسها، لا أريد أن يدافعوا عنا. طبعًا إن خرج أي أحد ودافع عنا، فهم ممنونون ومشكورون أكيد.

عماد مرمل: سماحة السيد سؤال أخير،هل تشجع السياح على المجيء إلى لبنان هذا الصيف؟

سماحة السيد: بالتأكيد بالتأكيد. المشكلة أين؟ لو قصة قبر شمون حدثت ونحن لنا علاقة بها كنت شاهدت الإعلام اللبناني، وهنا أريد انتقاد الإعلام اسمح لي كثر من الصحف والقنوات والسياسيين والقوى السياسية تقول أن حزب الله يدمر الموسم السياحي، في لبنان لم يتحدث أحد مع أن أغلب السياحة في عاليه وليس في الضاحية الجنوبية، السياح على كلٍ أهلًا وسهلًا بهم جميعًا كلهم كلهم السعودي، الإماراتي، خليجي، كله كله أهلًا وسهلًا به.

عماد مرمل: جميل، عن جد هذا الكلام يخلق جو مريح بالبلد سماحة السيد.

نحن منذ ثلاث ساعات وثلث نتحدث معك بصفتك السيد حسن نصر الله القائد اسمح لي بالدقائق المتبقية بالنهاية أن أتحدث معك بصفتك كأب. أولًا نبارك لك بنجاح ابنك محمد مهدي بالشهادة الثانوية وأود انتهاز هذه الفرصة لأبارك لكل الطلاب اللبنانيين الذين نجحوا بالامتحانات الرسمية. سؤال لك سماحة السيد، هل احتفلت بنجاح ابنك كما يفعل عادة الأهل مع أبنائهم بهكذا مناسبات؟

سماحة السيد: نحن نتيجة ظروفنا لم أره بعد تحدثت معه عبر الهاتف، طبعًا كنت فرحًا وهو أيضًا، عائلتنا فرحت كأي عائلة نحن ناس طبيعيون وعاديون وضيعاويون جدًا، أنا أحب أهل القرى كثيرًا، أنا واحد منهم ولي شرف أن أكون منهم. فرحنا أنه نجح مبروك الله يبارك فيه وهذا يكفي، ولا تحتاج لأكثر من ذلك.

عماد مرمل: تناقشت معه بالاختصاص الجامعي الذي يريد دراسته؟

سماحة السيد: هو اختاره بمفرده.

عماد مرمل: ماذا اختار؟

سماحة السيد: اتجه صوب إدارة موارد بشرية.

عماد مرمل: تفيد المقاومة هذه؟

سماحة السيد: يبدو هيك.

عماد مرمل: لكن أنت سماحة السيد وعائلتك؟

سماحة السيد: طبعا كنا فرحين، أقول لك كان همنا أن ينجح، طبعًا عن مزح اتصلت به قبل ليلة قلت له ليك بيي إذا لا سمح الله لم تنجح ليست مصيبة لا تنتحر أمزح معه.

الآن بمعزل عن ظروف المأساة التي حصلت في مكان ما لكن هذا عن جد يحتاج لعمل جاد، وأود انتهاز الفرصة حتى أقول  أن الوزارة عليها أن تعيد النظر بما قامت به، هذا كان مخيفًا للطلاب وأدى لحالة رعب لديهم وزارة التربية. والأهل أيضًا مقاربتهم لهذا الموضوع برأيي كانت مقاربة خاطئة، نضغط على أولادنا بطريقة إذا رسب بالامتحان خربت الدنيا ونهاية الكون، هذا التلميذ ما الذي تحمله أعصابه؟ طبعًا ابن الثانوي أهون شاب وناضج بينما ابن المتوسط في بداية شبابه. أنا انتهز الفرصة وأدعو طالما نتحدث إنسانيًا لكل الأباء والأمهات بعدم الضغط على أبنائكم، ساعدوهم لينجحوا لكن لا تهددوهم ولا توهولوا عليهم ولا ترعبوهم ولا تخيفوهم، اذهبوا للبعد الإيجابي للترغيب. قل له إذا نجحت بدي أعمل لك هيك بدي زوجك.

عماد مرمل: ما الهدية التي تنوي تقديمها لمحمد؟

سماحة السيد: لم أفكر بعد سنرى.

عماد مرمل: عادة يقال بان حزب الله مأخوذ بثقافة الاستشهاد والموت، لا أنت وعائلتك والحزب لديكم ثقافة الحياة.

سماحة السيد: أصلا ثقافة المقاومة هي ثقافة حياة وليست ثقافة موت المقاومة تصنع بأقل عدد ممكن من الشهداء أجمل حياة لشعب بأقل عدد ممكن من الشهداء.

عماد مرمل: جميل.

سماحة السيد: بدون مقاومة الكل ميتون الكل ميتون أصلًا، هذا أصل، الكلام به غير مقبول ثقافة شهادة وثقافة حياة أصلا ثقافة الشهادة ثقافة المقاومة هي ثقافة الحياة وإلا يوجد حياة كثير من شعوب العالم ميتة موجودة يسيرون على الأرض ويأكلون ويشربون لكن ميتون. أين هم؟

عماد مرمل: جميل، الحياة مداورة حزن وفرح. اسمح لي بهذا السؤال أيضا قبل هذه المناسبة السعيدة طرق الحزن بابك سماحة السيد عندما توفيت شقيقتك الحاجة زكية نصر الله منذ أسابيع. كم حز بقلبك عدم قدرتك على المشاركة بمراسم الدفن والتشييع؟

سماحة السيد: طبعًا هذا يؤثر بي، لكن اعتدت عليه. الحزن على الفقد فقد حبيب وعزيز، وأختي كما كل أخواتي كنت أحبها وأجلها وأحترمها وهي طبعا إنسانة محترمة جدًا، وأيضًا في سن مبكرة، تعرف جيل أهلنا لديهم أولاد عشرة وتسعة و12 و11. نحن في البيت تسعة وهي رقم 7 وليست كبيرة بالسنة لكن هذا المرض  العضال الخبيث ونحن على كل حال في هكذا حادثة وفي ما هو اقصى منها نحن أهل إيمان عادة نقابل هذا الموضوع بالرضا والتسليم ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله ونرضى بما يرضاىالله لنا. الإنسان بطبيعته يتألم يحزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهل اليقين الذي لا مثيل له إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع طبيعي هذا، لكن لا نقول ما يغضب الرب.

عماد مرمل: أكيد باسمي وباسم جميع المشاهدين وإدارة المنار نتقدم بأحر التعازي.

سماحة السيد: الله يسلمكم جميعًا ويطيل بأعماركم.

عماد مرمل: أيضا للإنصاف إذا كنت تلاحظ على الشاشة من القلب للسيد هاشتاغ كان يواكب تحضيرات الحلقة والحلقة وبالتالي سماحة السيد ألوف ألوف شاركوا وأهدوك كل الحب والسلام والتحية والتقدير والاحترام. ماذا تقول لهذا الجمهور المحب بختام الحلقة؟

سماحة السيد: إني أحبكم، ألا يعبرون عن حب، هذا الحب علاقة الاحترام هذه علاقة العاطفة أنا أشعر أنني واحد منهم كما بأيام المقاومة أنا عندما ارسلت رسالة للشباب كنا كلنا بظروف صعبة ليس وقت مجاملات عندما أرسلوا لي رسالتهم وكتبت لهم وقلت وجوابي لكم شكرًا لكم أنكم قبلتموني واحدًا منكم وأخًا لكم لأنكم أنتم القادة وأنتم السادة. أنا أفتخر بكل هذه الألوف التي تحدثت عنها وذكرتها أنها تعتبرني واحدة منها تحبوني وأحبها ما في شيء أغلى من هيك.

عماد مرمل: وصلنا لثلاث ساعات ونصف خلص بدك تنام؟

سماحة السيد: بدي العالم تنام.

عماد مرمل: أكيد العالم تتابعك كم ساعة تعمل يوميا؟

سماحة السيد: الله أعلم حسب الظروف.

عماد مرمل: يعطيك العافية على كل حال.

سماحة السيد: الله يعافيك.

عماد مرمل: في ختام هذه الحلقة شكرًا جزيلًا لك سماحة السيد، ليس لدينا قلب أن ننهي لكن يجب أن نختم شكرًا لك وإن شاء الله لا تطيل الغيبة علينا ونعود ونكسبك بحلقة أخرى تكون بنفس الوقع لأن وقع الحلقة كان قويًا جدًا كالعادة مواقفك شفافة وواضحة وصريحة وقوية.

سماحة السيد: إن شاء الله، في ذكرى الانتصار كل عام وأنتم بخير وكل نصر وأنتم بخير.

عماد مرمل: ينعاد عليك؟

سماحة السيد: نعود ونختم مثلما قلنا بنهاية هذه الحرب، نعم جاء زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم ليكون هذا الإيمان لدى الناس إن شاء الله.

عماد مرمل: شكرًا لك سماحة السيد وشكرًا للمشاهدين الكرام الذين واكبونا حتى هذا الوقت وإلى اللقاء.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل