معركة أولي البأس

خاص العهد

طرابلس والشمال.. ركود الأسواق في موسم الأعياد
25/12/2018

طرابلس والشمال.. ركود الأسواق في موسم الأعياد

محمد ملص

كما  كل عام، يستعد تجار طرابلس والشمال لموسم عيدي الميلاد ورأس السنة، وهم غالباً ما يعولون على تلك المناسبات لإعادة تحريك حالة الركود الاقتصادية والتجارية. وبالرغم من انهم غالباً ما يلجأون  الى الإكثار من  العروضات والأسعار المخفضة على المنتجات والألبسة، لعلهم يحققون شيئاً من خساراتهم المتتالية، الا أنهم هذا العام لم ينجحوا في إعادة تحريك ولو جزء بسيط من العجلة الاقتصادية المهترئة.

الوضع لا يبشر بالخير، هذا هو حال لسان التجار في طرابلس، فهم باتوا عاطلين عن العمل، بفعل الوضع الإقتصادي السيئ الذي يعاني منه المواطن اللبناني بشكل عام، وذلك بفعل تراجع القدرة الشرائية والمالية، بالإضافة الى ما يعانيه البلد من تخمة في المشاكل السياسية،  وأبرزها غياب تأليف الحكومة، وهو ما بات يؤثر سلباً وبشكل مباشر على مختلف القطاعات، وبشكل أخص على القطاع التجاري.

من ينظر الى حال القطاع التجاري في طرابلس، يدرك أن هذا القطاع بات يلفظ أنفاسه الأخيرة. عشرات المحال التجارية أغلقت أبوابها، فيما القسم الآخر يعرض بضاعته بنصف السعر وأقل، تحضيراً للإغلاق. ومن بقي من هؤلاء يزاول مهنته، فهو لن يكون بعيداً عن اللحاق بباقي زملائه. كارثة تلو الأخرى تحل على التجار، وحتماً ليس آخرها موسم الأعياد، الذي شكل ضربة قاسية لتجار الألبسة أولاً، كونهم كانوا يعولون ويعلقون عليه آمالاً كبيرة، لعله يساهم في تعويضهم جزءًا من خساراتهم السنوية، ولكن وبالرغم من التقديمات والتخفيضات التي يقوم بها أصحاب المحال التجارية والهيئات الاقتصادية، والأجواء الميلادية والزينة التي ساهم بها التجار وأصحاب المؤسسات التجارية والاقتصادية، وبلدية طرابلس، إلا أن الحركة كانت خفيفة جداً، لا بل شبه معدومة مقارنة مع السنوات الماضية.

أسواق زغرتا.. يسودها الركود أيضاً

لا تختلف الأسواق التجارية في زغرتا عن أسواق طرابلس، رغم أن الأغلبية هنا من الطوائف المسيحية، الا أن شيئا لا يتغير. الحركة هنا شبه معدومة، حتى إن المحال المختصة ببيع لوازم العيد من مأكل ومشرب، الحركة فيها خفيفة جداً نسبة لباقي السنوات.

هنا في زغرتا، لا زبائن تعج بهم أسواق المدينة. عاماً تلو آخر، يتراجع عدد رواد الأسواق، ليس لأن السوق لا يلبي احتياجات الوافدين اليه، بل لأن الوضع الاقتصادي من سيئ الى أسوأ حسبما يؤكد التجار، فهم كانوا يعولون على انتعاش الحركة قبل أيام من الأعياد، هم يتذكرون الأيام التي كان فيها موسم الأعياد يبدأ قبل شهر منه، الا أنه وبفعل الأحداث والخضات الأمنية وغيرها من الأوضاع التي شهدها البلد تراجعت الحركة الشرائية الى ما دون الصفر، وما زاد الطين بلة، هو الحركة السياسية التي باتت تؤثر سلباً، بدءاً من عدم تشكيل الحكومة وصولاً الى غياب قروض الاسكان التي تحرك العجلة الاقتصادية.

 الداخل الى أسواق زغرتا، ينبهر بالإضاءة وألوان الزينة والأشجار الميلادية التي تملأ الشوارع، كل شيء يوحي أنها أجواء عيد الميلاد،  حتى إن واجهات المحال التجارية ارتدت وزينت باللون الأحمر، إضافة الى الحسومات والعروضات التي وصل بعضها الى 80%، الا ان ذلك لم يشفع لأصحاب المحال في أن ينعموا بموسم أعياد ناجح.

 لا شك أن ما باتت تعانيه الأسواق اللبنانية بشكل عام، هو كارثة حقيقية، وبكل ما للكلمة من معنى، ومع ذلك كله، لا أحد يبادر الى إنقاذ هؤلاء التجار من أزماتهم، لا بل إن الأمور تتجه الى مزيد من التدهور بسبب الأوضاع السياسية العصيبة التي يمر بها البلد، والتي باتت مؤثرا أساسيا على الأوضاع الاقتصادية والغلاء وتأمين مستلزمات الحياة الأساسية والوضع المالي الصعب، الذي دمر الطبقة الوسطى التي كانت تنعش الأسواق التجارية.

إقرأ المزيد في: خاص العهد