دير قانون النهر الجنوبية تودّع سيدها الهاشمي 

تصوير فيديو: مصطفى عواضة

تصوير فوتوغرافي: موسى الحسيني

بين الأحياء والبيوت، مرّ نعش السيّد الهاشمي هاشم صفي الدين اليوم بين الناس. في بلدته دير قانون النهر الجنوبية كان الموعد، فجاب جسده الطاهر شوارعها للمرة الأخيرة. الحديث في مثل هذه اللحظة لا يعبر إطلاقًا عما يجيش في القلوب من لوعة وحزن وأسى. ولكن السيد صفي الدين كان دمث الأخلاق، حسن المعشر، تقيًا، ورعًا، شجاعًا، قوي العزيمة، ومقدامًا لا يهاب الوغى، ومن مثله لا تليق به إلا الشهادة. 

وما بين دموع العيون ولطمات الصدور ودّعت الحشود الغفيرة قائدها وصفيّها الهاشمي. موكب التشييع انطلق باتجاه المرقد الشريف في بلدته دير قانون النهر، بعدما تم إخراج الجثمان الطاهر من الحسينية حيث سُجي النعش الطاهر هناك. وتقبلت قيادة حزب الله وعائلة الشهيد التعازي والتبريكات باستشهاده، بحضور رسمي وشعبي محلي وإقليمي حاشد وكبير، تتقدّمه الفرق الكشفية وحملة الرايات والصور، وراية الإمام الرضا (ع). 

وقد جاب النعش الطاهر شوارع البلدة، وسط هتافات شعبية، ونداءات التّلبية، والعزاء، ولطميات منها: "نحن أقسمنا يمينًا للشهادة سائرين"، و"أين نصر الله أين؟"، "سلام على السيد الهاشمي" و"يا شهيد الأمة يا صفي الدين"، كما ردّد المشيعون نداءات: "لبيك يا حسين" و"هيهات منا الذلة"، يا الله يا كريم احفظ لنا الشيخ نعيم" ويا الله يا الله احفظ لنا نهج نصر الله"، كما رددوا صرخات "الموت لإسرائيل" و"الموت لأميركا".

وسط الزحام والدموع، تحدث القادمون من مختلف المناطق عن حزنهم العميق، وهو ما انعكس في كلام الحاضرين، وذلك تكريمًا لمسيرة الشهيد الهاشمي السياسية والدينية والجهادية، حيث أكد الحضور أنّ استشهاد السيدين الشهيدين نصر الله وصفي الدين سينعكس وعيًا وتشبّثًا بخيار المقاومة ونصرة المظلوم وانتهاج الحق عبر الأجيال والمستقبل.

وقد حملت ثلة من علماء الدين نعش السيد هاشم صفي الدين على الأكتاف إلى باحة المراسم، في مسيرة حاشدة يتقدمها حملة الرايات، والفرق الكشفية الموسيقية، وحملة النعش الشريف، فيما استقبلته ثلة من المجاهدين وأدت القسم والبيعة معلنة بدء المراسم. 

وبعد عزف النشيدين الوطني وحزب الله، عُرض تقرير في باحة التكريم الرسمية لتشييع الشهيد السيد هاشم صفي الدين يحكي بعضًا من سيرته الذاتية، تلى ذلك كلمة لممثل آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي الشيخ محمد حسن أختري الذي قال: "كلفنا من قبل سماحة الإمام الخامنئي لنشارك لبنان والمقاومة في هذا المصاب الجلل والعزاء العظيم بالارتحال العظيم للشهيدين العزيزين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين"، مضيفًا: "حضرنا لنبلّغكم تعازي الإمام الخامنئي وعواطفه ومشاعره وتعازي الشعب الإيراني". 

وتابع أن الجمهورية الإسلامية حكومة وشعبًا ومقاومة وقفت وستقف إلى جانب لبنان والمقاومة وهذا هو طريقنا إلى الله، مردفًا: "أشكركم وأشكر سعيكم وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء إذ أبرزتم مرة ثانية ولاءكم للولاية"، مشددًا على أن المقاومة ستنتصر بعون الله فهذا وعد إلهي. 

وعقب انتهاء كلمة الشيخ أختري، أدت ثلة من المجاهدين وكشافة الإمام المهدي (عج) القسم أمام نعش سماحة السيد الشهيد هاشم صفي الدين، ووضعت أكاليل من الزهور على النعش المبارك. وبعد أداء الصلاة على الجسد الطاهر للشهيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، ووري في الثرى في بلدته دير قانون النهر.

مقابلات خاصة 

وعلى هامش مراسم التشييع، التقى موقع العهد الإخباري بابن شقيق السيد الهاشمي السيد مهدي صفي الدين الذي قال لـ "العهد": "من ينظر في حياة السيد هاشم وسيرته نظرةً عميقةً ودقيقة له أن يفهم معنى وفلسفة شهادة الستين التي كان يرجوها وتحترق نفسه طلبًا لها، وشهادة الستين تعني مسيرة مليئةً بالعطاء التي جعلت من السيد هاشم قائدًا منظوميًّا، وشهادة الستين عرفناها من صفاء وجه ونقاء روح السيد هاشم".

لمشاهدة المقابلة اضغط هنا

كما التقى موقع العهد الإخباري عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد، الذي صرح لموقعنا قائلاً: "إنّنا صامدون وراسخون في أرضنا وجنوبنا"، وخاطب سماحة السيد هاشم صفي الدين بالقول: "اليوم أنت أبيت إلّا أن تُدفن في أرض الجنوب. نعم، سترحل جسدًا ولكن ستبقى في قلب كل واحد منّا".

لمشاهدة المقابلة اضغط هنا

بدوره، لفت نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ الخطيب إلى أنّ "هذه المقاومة التي ما فتئت تُواجه العدو وحيدةً رغم الحصار الداخلي والخارجي ستنتصر، والله سبحانه وتعالى أعزّها وأعزّ شعبها وحقّق لها هذا المجد وهذه العظمة التي رأيناها أمس ونراها اليوم".

لمشاهدة المقابلة اضغط هنا

من جانبه، أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي إلى أنّ رسالة تشييع السيد الهاشمي اليوم هي لغة الثبات والرسوخ والمقاومة والقوة والعزم، وأنّ هذه المقاومة التي تمتلك هذا العصب الجماهيري والالتفاف والإرادة والرسوخ في القناعات هي مقاومة منتصرة وباقية حفظًا لدماء كل الشهداء.

لمشاهدة المقابلة اضغط هنا

من جهته، قال قارئ العزاء الشيخ علي سليم: "انتصر الدم على السيف كما وعدنا سيدنا، وإنّنا على العهد له ولشهيدنا الهاشمي الكبير، وهذا الحضور المليوني المتنوع يُثبت أنّ المقاومة ما زالت قوية وثابتة ومنتصرة".

لمشاهدة المقابلة اضغط هنا

كما قال نائب مسؤول منطقة البقاع في حزب الله السيد فيصل شكر: "نُحيّي هذه الروح الشامخة لشهيدي الإسلام العظيمين، ونحن سنبقى على عهدهما إلى قيام القائم المهدي (عج)".

لمشاهدة المقابلة اضغط هنا

كذلك، كان لعوائل الشهداء مشاركة في التشييع، حيث رأى الأب لأربعة شهداء سامي مسلماني أنّ الشهيدين السيدين هما الرمز لهذه الأمة، مؤكدًا الوعد لهم بالسير على نهج هذه القيادة.

لمشاهدة المقابلة اضغط هنا

التشييع كان بمثابة رسالة من بيئة وجمهور المقاومة، تعكس الوحدة والتضامن في وجه التحديات، وتؤكد أنّ إرث السيد صفي الدين سيظل قائمًا في استمرارية المسيرة السياسية والاجتماعية التي ناضل من أجلها طوال حياته.

إنا على العهدتشييع السيد الهاشمي

إقرأ المزيد في: خاص العهد