الانسحاب الأمريكي من شرق سوريا.. حقائق وأسباب

باريس – نضال حمادة

فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حلفاءه قبل أصدقائه بقرار انسحاب الجيش الأمريكي من المناطق التي يحتلها في الشرق السوري. وقال البيان الأمريكي إن القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا وبعد أن أكملت حربها ضد تنظيم "داعش" سوف تنسحب من هذا البلد خلال فترة بين ستين وتسعين يوما حسب البيان الأمريكي.

وفي المعلومات الخاصة بموقع "العهد" الإخباري، بدأ الجيش الأمريكي عملية الانسحاب من مواقعه في منطقة معبر التنف ومحيط الحسكة قبل يوم كامل من الإعلان الرسمي عن الانسحاب، حيث أخلت القوات الأمريكية نقطة "الكازية" في مدينة الشيوخ شرقِ منبج وكذلك انسحبت من مواقعها في قرية العاشق بريف مدينة تل أبيض إلى القاعدة الأمريكية في مدينة عين عيسى بريف محافظة الرقة بالتزامن مع تحليقٍ مكثفٍ لطيران الاستطلاع التركي في سماء مدينة رأس العين شمال الحسكة. وكذلك سجل في نفس اليوم انسحاب القوات الفرنسية من بعض النقاط في منبج وعين عيسى. وتتالت الانسحابات في اليومين الماضيين حيث رصد رتل أمريكي يمر من معبدة بريف الحسكة باتجاه البوابة الحدودية مع شمال العراق. وكان الانسحاب الأهم من منبج ومحيطها التي يوجد فيها 400 عسكري أمريكي. كما وردت معلومات عن إخلاء الأميركيين لقرية الدادات في منطقة منبج والقاعدة العسكرية للحوامات، في وقت شوهد رتل امريكي كبير يعبر الى شمال العراق من مناطق شرق الفرات.

بدوره، أعلن ما يسمى بـ"جيش الثوار" المتمركز قرب القاعدة الأمريكية البريطانية في مثلث التنف الحدودي بين سوريا والعراق والأردن أن القوات الأمريكية أبلغتهم رسميا قرارها الإنسحاب من مثلث التنف وطالب قائد هذا التنظيم بتأمين ممر لقواته للوصول إلى الشمال السوري.

صحيفة "واشنطن بوست" نقلت فحوى المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب عشية الإعلان عن الانسحاب الامريكي من سوريا، وقالت إن أردوغان استغرب موقف الولايات المتحدة التي أعلن رئيسها هزيمة تنظيم "داعش"، قائلاً لماذا تحتفظ بحوالي ٢٠٠٠ جندي هناك إذاً؟ رد ترامب حينها: أتعلم؟ هي لك سأغادر.

الصحيفة الأمريكية قالت إن ترامب اشتكى لمساعديه مساء يوم الأربعاء من محاولة وزير الحرب إقناعه بالبقاء في سوريا، قائلاً "أعطيته أشهرا لإقناعي ولم يقنعني بأهمية التواجد هناك".

قرار ترامب المفاجئ هذا أدخل حلفاء أمريكا في المنطقة بحالة من الارتباك والقلق حيث علقت تركيا عملية عسكرية كبيرة كانت تحضر لها ضد المسلحين الأكراد في شمال شرق سوريا وجهزت لتنفيذها أربعين ألف مسلح من الفصائل السورية المسلحة الموالية لها.

مصادر كردية رفيعة قالت لموقع "العهد" الإخباري إن وفداً قيادياً في حزب العمال الكردستاني وصل دمشق آتيا من أربيل في العراق للتفاوض حول التهديد التركي بغزو مناطق شرق سوريا. وقالت المصادر إن الجانب السوري طلب من الأكراد تسليمه كافة المناطق التي يسيطر عليها مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني حتى يتم ايقاف الهجوم التركي. وقالت المصادر إن المسلحين الأكراد سوف يسلمون غالبية مناطق دير الزور للجيش السوري ويوقفون معركة هجين ضد تنظيم "داعش" في حال بدأت تركيا هجومها البري عليهم عند الحدود السورية التركية.

إقرأ المزيد في: خاص العهد