قيادي في الجبهة الشعبية: الشعب الفلسطيني سَيُلبّي النداء ويشارك بكثافة في تشييع سيد شهداء الأمة

أكّد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، أنّ الأهداف التي أنجزتها عملية "طوفان الأقصى" لم تكن لتتحقق لولا صمود الشعب الفلسطيني ولولا ثبات المقاومة، خاصةً أنّ العدو حمل أهدافًا كبيرة عندما بدأ عدوانه وحرب الإبادة التي زرع فيها قطاع غزة بمئات الآلاف من القنابل كما هو معروف، والتي زوّدته بها الولايات المتحدة الأميركية والغرب الاستعماري، مشيرًا إلى أنّ أهداف العدو لن تتحقق، رغم كل المحاولات، ورغم ادعائه أنه سيهزم المقاومة وسيفرج عن الأسرى من قبضة المقاومين دون قيد أو شرط، بالإضافة إلى عمله على تهجير الشعب الفلسطيني.

وقال عبد العال، خلال مقابلة خاصة لموقع "العهد" الإخباري، إنّه "في المقلب الآخر، وعلى مرأى من العالم أجمع، شاهدنا أنّ وقف إطلاق النار في غزة حصل وحتى آخر ساعته كانت المقاومة تُمارس استنزاف العدو في "جباليا" وفي مناطق الشمال، والتي كان يظنّ العدو أنّها مُسحت، معتقدًا أنّ مسح البيوت وتهديمها سيقضي على المقاومة وهذا ما لم يتحقق"، مردفًا: "بالإضافة إلى ذلك، عملية تحرير الأسرى، هذا المشهد الآخر الذي رآه العالم، وبالأمس، تعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لصفعة جديدة، حيث كان يهدد ويتوعد بأنه سوف يهجر وسوف يدفع أهل غزة إلى خارج غزة، ويتعاطى مع الأهالي كعملية بيع وشراء. بالخلاصة كل هذه النتائج واضحة للعيان، ونحن نؤكد على انتصار المقاومة وهزيمة مخططات العدو".

ورأى عبد العال أنّ شروط المقاومة يجب أن تُحترم، خاصة أنّ هذا "الاتفاق" قائم على تثبيت شروطها ورفض إملاءات العدو وكل الضغوطات التي مورست، وكان آخرها الضغوط التي مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي هدّد بتحويل غزة، يوم السبت الساعة 12، إلى جحيم إذا لم يخرج الأسرى، قائلًا إنّ "الجميع سمع هذا التصريح، ولكن في النهاية لم يقدم أو يؤخر شيئًا، لأنّ المقاومة قالت، إنّ شرطها واحد إذ يجب العودة إلى تنفيذ كامل لـ"الاتفاق" بما فيه البروتوكول الإنساني، لأنّ المسألة ليست فقط حول التبادل في المرحلة الأولى، وخاصةً أنّها الآن في نهايتها، بل يجب أن تدخل ضمنها كل القضايا التي بحاجة إليها الناس، بدءًا من المستشفيات والطبابة وإزالة الركام والعديد من المتطلبات، بالإضافة إلى الحاجات الإنسانية التي يعمل العدو على ممارسة الضغط من خلالها"، مضيفًا: "إنّنا لا نُريد أن ندخل في حرب ناعمة جديدة بعد الحرب القذرة التي مارسها العدو، والمقاومة ثبّتت هذا المبدأ، خاصّة في عملية التبادل، حيث خرج أبطال من السجون كانوا محكومين بالمؤبدات، وهم داخل السجون منذ انتفاضة الأقصى، وبعضهم كانوا يحلمون بالحرية، ولكن أن تفرج عنهم المقاومة فذلك هو عمل جبار وعمل عظيم".

وفي ما يخصّ اقتراح ترامب الذي أعلن فيه عن نيّته تنفيذ مشروع إبعاد أبناء الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن، وصفه عبد العال بأنّه "كحلم إبليس في الجنة"، لافتًا إلى أنّ هذا حلم الكيان الصهيوني الذي كان يحلم به منذ العام 1948، ومن المعروف أن فكرة التهجير هي حلم صهيوني، وهم لا يزالون يحلمون به، وتوجّه عبد العال لهم بالقول: "إنّ أبناء غزة دفعوا فاتورة كبيرة جدًّا، حيث أكّدوا فيها انتماءهم إلى هذه الأرض، إلى فلسطين، ولا يمكن أن يصلوا إلى مستوى يُستطاع فيه دفعهم إلى الخارج، بالإضافة إلى أنّ ذلك يُشكّل خطرًا على الأمن القومي بأكمله"، مشيرًا إلى حديث "الإسرائيلي" عن قضية اللاجئين وقضية الفلسطيني وبأنّه يجب أن لا تُحل إلّا على حساب الدول العربية، وهم الآن يأتون لحلّها حتى على قاعدة الدول التي وقعت "اتفاقات سلام" معها منها الأردن ومصر، ممّا يُشكّل خطرًا كبيرًا عليهم.

كما رأى عبد العال أنّ الموقف العربي في هذا المجال والدعوة لقمة عربية، خاصة الدعوة المصغرة أيضًا لإعادة إعمار غزة، هو أهم ردّ خاصةً أن هذه القرارات تُترجم بأنّها لا تُشكّل خطرًا على الفلسطيني فحسب، بل تُشكّل خطرًا على الأنظمة، مشيرًا إلى أنّ "من يقف خلف ترامب من المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة الأميركية تضع إستراتيجية، لأنه قد آن الأوان ليس فقط لتغيير الأنظمة بل لتغيير الدول، وبالتالي هكذا يُفعل في سورية وهكذا يريد ترامب أن يفعل حتى على الخطوط الأمامية في ضمّ الضفة الغربية وبوادي عربة وعند حدود لبنان، وهو من قال إنّ "إسرائيل" حدودها صغيرة ويجب أن نوسّعها، وبالتالي هذا الخطر أصبح على الجميع"، مؤكدًا أنّ "مقاومة هذه المسألة ليست فقط مسألة فلسطينية حصرية".

وختم عبد العال بالقول: "إنّ الشعب الفلسطيني سيُلبّي النداء في 23 شباط الحالي، خلال تشييع سيد الشهداء السيد حسن نصر الله في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك وفاءً لدماء القافلة الكبيرة من الشهداء، وسيُشاركون بشكل واسع وكبير إيمانًا منهم بضرورة أن يصل صوت هذا الحشد المؤمن بخيار المقاومة لكل أنحاء العالم، لأنّ السيد نصر الله هو شهيد الأمة وشهيد فلسطين، وسنكون حاضرين في ذلك النهار إيمانًا بوحدة المسار مع المقاومة في لبنان، حيث كان سماحة السيد من أوائل المُساندين للقضية الفلسطينية، وهو الذي قال في يوم من الأيام لو ترك الجميع فلسطين أنا لن أتركها، وقد نفّذ مقولته بالقول والفعل، وإنّ الشعب الفلسطيني لن يترك هذا القائد ولن يتخلى عن الفكرة التي حملها، وسنبقى على العهد وفاءً للقائد الشهيد الأسمى سماحة السيد حسن نصر الله.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينتشييع سيد شهداء الأمةإنا على العهدتشييع السيد الهاشمي

إقرأ المزيد في: خاص العهد