نصر من الله

خاص العهد

بالأرقام ما قبل وبعد..اللبنانيون واثقون بمقاومتهم
13/02/2025

بالأرقام ما قبل وبعد..اللبنانيون واثقون بمقاومتهم

يراهن العدو الصهيوني اليوم وأكثر من أي وقت مضى على تفكّك بيئة المقاومة واندثار الاحتضان الشعبي لها، بعد جملة من الضربات القاسية التي أصابت المقاومة وبيئتها، في محاولة لكسرها وإنهاء وجودها العملي، ورغم وقوف العالم بكل ما تشمله الكلمة من دول ومنظمات وجيوش، خلف العدو لإسناده ودعمه في مشروعه "الدموي"، إلا أن كل المخططات والمحاولات "المستميتة" لم تكسر المقاومة، ولم تنجح في تشييد مشروع الانقلاب داخل بيئتها.
الرهان الخاسر للعدو "الإسرائيلي" وحلفائه يترجم إعلاميًا بوسائل عدة، ربما من أبرزها إظهار الصورة المقابلة التي تعكسها البيئة الحاضنة، حول ارتباطها بمشروع المقاومة ككل، وتبيان آراء عينات من أبناء هذه البيئة ومن طوائف مختلفة، حول أحداث مصيرية كتلك المتعلقة بالحرب "الإسرائيلية" على لبنان، وقرار الإسناد لغزة الذي تبنته المقاومة، ما يعكس حقيقة وصدق التوجه والانتماء لدى هذه البيئة.
وفي هذا السياق يشير الأستاذ أحمد فاعور، الباحث الأكاديمي والمستشار في مجال الإحصاء والمعلوماتية في المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق، إلى أن المركز أجرى استطلاعًا للرأي حول  تداعيات الحرب "الإسرائيلية" على لبنان وخاصة بعد معركة "طوفان الأقصى"، وذلك بعد مرور ما يقارب الأربعين يومًا على وقف إطلاق النار، موضحًا أن هذا الاستطلاع يأتي للوقوف على تقييم الجمهور للتداعيات المستمرة لهذه المعركة، ونتائج حرب الإبادة التي شنها العدو "الإسرائيلي".
الأستاذ فاعور لفت إلى أن عيّنة الاستطلاع شملت 1067 مستطلعاً من مختلف المناطق اللبنانية، وقد تم اختيارهم بطريقة عشوائية مع مراعاة التوزّع الديمغرافي للسكان وتمثيل مختلف المذاهب، لوجود قناعة بأن التنوع المذهبي هو أساس في الرأي السياسي الذي يتخذه اللبناني عادةً حول مختلف القضايا.

بالأرقام ما قبل وبعد..اللبنانيون واثقون بمقاومتهم


ومن الهدف إلى النتائج، يشير الباحث الأكاديمي الى أنه وفقًا للاستطلاع، فإن ما نسبته أكثر من 71% من اللبنانيين من مختلف الطبقات والطوائف، يعتبرون أن قرار الحرب "الإسرائيلي" كان مخططًا له مسبقًا من قبل العدو، وهذا البند حظيَ بإجماع من مختلف الطوائف اللبنانية. والجدير بالذكر أن استطلاعاً سابقاً للرأي نشره المركز في بداية أيلول 2024، بيّن أن 51% من اللبنانيين يؤيدون فتح جبهة الإسناد من لبنان. 
وفي سياق متصل أفاد الاستطلاع السابق نفسه، بأن 89% من اللبنانيين يوافقون على أن الولايات المتحدة الأميركية هي السبب الرئيسي وراء استمرار التصعيد وعدم إنهاء العدوان "الإسرائيلي"، مما يعني إدراك حقيقة أن الولايات المتحدة الأميركية هي المحرك والداعم والغطاء الأول والأكبر للجرائم "الإسرائيلية".
من القراءة البيانيّة إلى التحليلية، حيث تعكس النسبة المرتفعة من اللبنانيين الذين يرون أن قرار الحرب "الإسرائيلي" كان مخططًا له مسبقًا، الوعي الموجود لدى الكثير من أبناء الطوائف مجتمعةً، وإدراكهم للأسباب الحقيقية التي دفعت العدو لشن حربه الوحشية على لبنان، وأن إسناد المقاومة في غزة ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، لم تكن إلا حجة واهية من حجج العدو التي اعتاد التذرّع بها.
في الإطار عينه، ووفقًا للأستاذ فاعور، فإن ما نسبته 59% من اللبنانيين يرون أن المقاومة قادرة على منع الاحتلال "الإسرائيلي" للأراضي اللبنانية، كما أن ما يقارب النسبة عينها منهم أكدوا أن المقاومة استطاعت إفشال أهداف العدو، وهي نسبة لا بأس بها على مستوى الطوائف ككل، وبالطبع فإن هذه الأهداف تشمل تلك المعلن عنها وغير المعلن، بدءًا من إعادة سكان الشمال إلى مستعمراتهم، وصولًا لخلق شرق أوسط جديد ببصمة "صهيو-أمريكية".
وعن مستقبل المقاومة، أوضح أن أكثر من 85% من المستطلعين اعتبروا أن المقاومة ستتعافى مستقبلًا، وستبقى ركنًا في الإستراتيجية الدفاعية، وفي ذلك دلالة مهمّة، وهي أن المقاومة ازدادت تجذرًا في فكر الناس وانتماءاتهم، رغم ما يشنّه العالم من حرب إعلامية هائلة لتغيير الرأي العام اللبناني والعالمي السائد حول مستقبلها، بعد أن حاولت الحرب العسكرية خلق المساحة المناسبة لإحداث انقلاب عليها.
مستقبل الإعمار كان حاضرًا أيضًا وبشكل مباشر في هذا الاستطلاع، إذ يؤكد المستشار الإحصائي أحمد فاعور أن أكثر من 96% من المستطلعين - بانتماءاتهم المختلفة - لديهم ثقة بأنه سيعاد إعمار ما هدمه العدوان، وفي ذلك دلالة على وجود إجماع لدى اللبنانيين على هذا الأمر، وهذا يتطابق مع ما نشهده واقعًا من جهود جبارة وحثيثة تقوم بها مؤسسة جهاد البناء في إطار عملية إعادة الإعمار ودفع التعويضات للمتضررين، رغم كل حملات التشويش والتضليل الإعلامي التي تتعرض لها المؤسسة.
الباحث الأكاديمي شدد في الختام على أن هذه النتائج رغم تفاوتها بين الطوائف، فإن هناك شبه إجماع بين مختلف المذاهب اللبنانية عليها، لا سيما اعتبار أكثرية اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم أن الحرب "الإسرائيلية" هي مخطط لها من قبل العدو سابقًا، والثقة الكاملة بأن الحزب سيعيد إعمار ما هدمه العدوان الصهيوني.

لبنان

إقرأ المزيد في: خاص العهد