خاص العهد
ناشطون تونسيون لـ" العهد": شعبا غزة ولبنان توّجا معركة "طوفان الأقصى" بالانتصار
استقبل التونسيون بفرح عارم مشهد الزحف البشري الاستثنائي لأهل الجنوب الصامد في لبنان وللغزاويين الذين عبروا كل العوائق الصهيونية ليصلوا إلى منازلهم وقراهم وبلداتهم. لقد أعطى الجنوبيون والفلسطينيون للعالم درسًا آخر من دروس الصمود؛ بعد أن التحمت المقاومة المدنية الشعبية مع المقاومة العسكرية في مشهد تاريخي من شأنه أن يُسقط كل مخططات الاحتلال وداعميه الأميركيين.
عجز العدو
الناطق الرسمي للتيار الشعبي محسن النابتي أكد لـ"العهد" الإخباري أن المقاومة العربية في فلسطين ولبنان انتصرت، وأوصلت العدو إلى مستوى العجز عن تحقيق أهداف عدوانه، وراكمت منجزات كبيرة عسكرية وسياسية ودبلوماسية، وراكمت أيضًا قوة معنوية كبيرة عند حاضنتها الشعبية والجماهير العربية وفي العالم، حيث أطاحت بالسردية الصهيونية.
أضاف محدثنا: "أن المعضلة التي تواجه المقاومة هي البيئة العربية، وخاصة النظام الرسمي العربي، والذي يمثل الخاصرة الرخوة التي ستحاول من خلالها أميركا والعدو الصهيوني هدر منجزات المقاومة من خلال استئناف التطبيع ومشروع الإبراهيمية". وأوضح قائلًا: "إن ثغرة كبيرة قد فتحت هي سورية، حيث من المنتظر ركوب حكّامها الجدد قطار التطبيع بقوة بحسب كل المؤشرات، فضلًا عن الحرب الأهلية غير المنضبطة التي باتت وشيكة". ورأى النابتي أن المطلوب من النخب والجماهير العربية منع عملية هدر المنجزات التي راكمتها المقاومة في انتظار جولة الحسم مع العدو.
من جهته، أكد رئيس الرابطة التونسية للتسامح وعضو "الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع" صلاح المصري، لـ"العهد" الإخباري، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أعلنا برامج كثيرة لها علاقة بغزة وجنوب لبنان. وأضاف: "ويبدو أن ترامب أعطى الضوء الأخضر للكيان الصهيوني كي يبقى في الجنوب لمدة عام، مع برنامج لتهجير أكثر من مليون فلسطيني من غزة نحو مصر كما يطرح برنامجًا لتهجير فلسطينيي الضفة. ولكن هذه المرة المقاومة بشعبها في جنوب لبنان، هذا الشعب العظيم الذي انطلق بمجرد نهاية المهلة الأممية نحو الجنوب واستعاد قراه، في مشهد شبيه جدًّا بالعام 2000 عندما استطاع الشعب نفسه أن يسهم في هروب الكيان الصهيوني من جنوب لبنان".
تابع محدثنا: "بصورة أسطورية وبملحمة شعبية كبيرة؛ توجه سكان غزة نحو شمال القطاع ليؤكدوا تشبثهم بأرضهم مهما كانت الظروف، وبذلك أسقطوا برنامج ترامب وأضافوا إلى انتصار المقاومة المسلحة انتصار المقاومة المدنية الشعبية". ووجّه المصري رسالة الى الأمة العربية والإسلامية والأحرار في العالم وإلى كل الذين يستهينون بالحضور المدني في الشوارع وأمام سفارات أميركا: "اليوم نرى ملحمة عظيمة لا تقل عن ملحمة البندقية، هي ملحمة السواعد البشرية وملحمة الحركة الشعبية الأفقية لتثبيت الانتماء بالأرض ورفع كلمة لا عاليًا أمام العدو".
انتصار "طوفان الأقصى"
كما قال المصري: "شعبنا، في غزة ولبنان، يتوّج معركة "طوفان الأقصى" بانتصار مدني عظيم لا يقل عن الانتصار العسكري، ورحم الله شهداءنا وفي مقدمتهم شهداؤنا الكبار، وأمتنا تسير نحو الصمود والثبات ونحو الانتصار".
هذا؛ وكان العديد من الناشطين في تونس قد عبّروا عن تضامنهم مع المقاومة الشعبية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ فقد رأى المحامي والناشط سفيان بن مراد أن الكيان لم يحقق أهدافه الاستراتيجية المعلنة في محق المقاومة عسكريًّا وسياسيًّا واسترجاع أسراه بالقوة.
كما أكد ابن مراد أن وقف النار كان بسبب وعيه بهذا الفشل؛ وأنه لا أفق لهذا العدوان سوى المزيد من الجرائم ما يعمّق أزمته الأخلاقية والحقوقية، وسيأتي زمن محاكمته دوليا. وقال: "إن المشاهد الرائعة للتبادل والعودة في غزة وجنوب لبنان، في مقابل إحجام المستوطنين المهجرين عن ذلك، أبرزت العمق الحضاري لشعبنا العربي وتجذّره في أرضه حتى ولو كانت محروقة، وهو ما مثّل كيّ وعي الكيان نتيجة ثبات المقاومة المبدئي في المفاوضات غير المباشرة، فلم تُرفع الراية البيضاء، ولم يُلق السلاح، بل كان له كلمته العليا". وأكد أن المقاومة باقية على قدراتها وملتحمة بشعبها وبأحرار العالم.