خاص العهد
بلديات مطمر الكوستابرافا: "طفح الكيل"
محمد كسرواني
قبل سنوات غرق لبنان بنفاياته. مشهد مرعب ضجت به الاخبار، حتى تناقلته أبرز الصحف والوكالات العالمية. الحكومة اللبنانية حينها، وبعد الكثير من الاخذ والردّ، اوجدت حلولاً مؤقتة، كان منها افتتاح مطمر الغدير او ما يعرف بمطمر الكوستابرافا.
اليوم وبعد 4 سنوات تقريباً من عمر الازمة تتجه الانظار مجدداً الى المطمر وقدرته الاستيعابية، اذ تشير التقديرات الى انه مع نهاية العام 2020 - في احسن تقدير - سيمتلئ بالكامل، وستعود الازمة مجدداً، لكن هذه المرة بوتيرة أشد وأصعب.
الازمة واقعاً لا تحل بسعة المطمر او المناطق التي تنقل نفاياتها اليه، بل انها تحتاج الى حلول جذرية، كمعامل حرق او اعادة تدوير، منها ما ينتج عنه طاقة كهربائية.
للغاية عُقد قبل ايام لقاء طارئ في مركز اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية على جادة الامام الخميني (قدس) - طريق المطار القديم سابقاً. اللقاء الذي بحث سبل معالجة الازمة، استعرض ايضاً تفاصيل القدرة الاستيعابية لمطمر الكوستابرافا والآثار والتداعيات السلبية على المستوى الصحي والبيئي والاجتماعي.
مصادر مطلعة على اجواء اللقاء كشفت لموقع "العهد" الاخباري ان المجتمعين خلصوا الى ضرورة رفع الصوت عالياً قبل وقوع الازمة وذلك من خلال مطالبة الحكومة بإلحاح لإيجاد الحل النهائي.
رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام نبّه من خطورة عدم الالتزام بالكميات المقرر ادخالها الى مطمر الكوستابرافا بموجب قرار مجلس الوزراء. وتحدث لموقع "العهد" عن قرار صادر عن الحكومة بتاريخ 11-01-2018، نصّ على ادخال 1000 طن نفايات فقط مع بداية العام 2019، بينما يدخل حالياً (ونحن خلال الشهر السادس من السنة) 1800 طن.
ولفت درغام الى ان المطمر يجب ان يتحمل نفايات منطقة الشويفات وجزءًا من بعبدا، فيما يدخل اليه حتى الساعة نفايات من بيروت والشوف وعاليه، علماً ان الشوف وعاليه حصلتا على قرار من مجلس الوزراء بالعمل على انشاء مطمر ثالث للمناطق المذكورة وعدم نقل نفاياتها الى مطمر الكوستابرافا.
هذا ولفت درغام في حديثه لموقع "العهد" الى انه حتى الساعة قُرّر الاكتفاء برفع الصوت بوجه الحكومة للإسراع في ايجاد الحلول البديلة المستدامة، اما لو تقاعست عن واجبتها قبل العام 2020، فإن للاتحاد والبلديات خطوات تصعيدية قد يضطرون الى الذهاب اليها.
كما تطرق اللقاء الى ضرورة دفع الحكومة الحوافز المالية المقررة للبلديات بموجب قراراتها، اضافة الى دعوة المواطنين الى اعتماد الفرز من المصدر، والاسراع في انهاء تطوير معمل فرز العمروسية واعمال انشاء وتشغيل معمل التسبيخ في الكوستابرافا.
وقد حضر اللقاء كل من النائبين فادي علامة وعلي عمار ومسؤولي العمل البلدي والخدمات في حزب الله وحركة أمل ورئيس بلدية الشويفات اضافة الى رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية.