خاص العهد
انتصار المقاومة يخلق اختلالات في بنية المجتمع الصهيوني
تمكنت المقاومة في لبنان من تحقيق إنجازات إستراتيجية مهمة في مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي"، حيث أظهرت قدراتها على إحباط العديد من مخططات العدو على مختلف الأصعدة منذ فتح جبهة الإسناد لغزة في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، رغم تعرضها لضربات موجعة في العشر الأواخر من شهر أيلول/سبتمبر الماضي بدءًا بتفجير أجهزة الاتصال مرورًا باغتيال بعض قادة الصف الأول في المقاومة الإسلامية وآخرهم سيد شهداء الأمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
ومع تصاعد وتيرة الحرب في لبنان، أثبتت المقاومة قدرتها على التأثير في المعادلات العسكرية والسياسية، سواء من خلال ضرباتها المتواصلة ضد جيش الاحتلال أو عبر تحويل الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" إلى ساحة استهداف يومية. هذه النجاحات لم تقتصر على المواجهات العسكرية فحسب، بل ساهمت أيضًا في خلق اختلالات في بنية الكيان الصهيوني، مما ألحق تأثيرات كبيرة في معنويات جيش العدو وإعادة تقييم إستراتيجياته العسكرية.
الخبير في الشؤون الصهيونية علي حيدر أكد، أن المقاومة اللبنانية قد تمكنت من إحباط العديد من مخططات العدو، وتحقيق نجاحات إستراتيجية مهمة على الأرض.
وفي حديث لموقع العهد الإخباري، لفت حيدر إلى أهمية الدور الذي لعبته الجبهة الداخلية في لبنان، والتي كان لها دور محوري في دعم المقاومة، وأضاف: "أن التواصل مع الرئيس نبيه بري، بالإضافة إلى الجهود الحكومية، قد ساهم بشكل كبير في تعزيز الصمود الشعبي وتأكيد موقف المقاومة في مواجهة العدوان "الإسرائيلي"".
وأوضح أن "هذا التنسيق نجح في إحباط محاولات العدو لتحقيق أهدافه، وأن المقاومة لم تقتصر على المواجهات العسكرية بل كانت لها إستراتيجية شاملة تتضمن إيلام العدو على جميع الأصعدة، سواء عبر ضربات مباشرة لجيش الاحتلال أو استهداف المستوطنات "الإسرائيلية".
وأشار إلى أن المقاومة نجحت في تحويل "الجبهة الداخلية" في الأراضي المحتلة إلى ساحة استهداف شبه يومية، وهو ما أثّر بشكل كبير في معنويات الاحتلال.
ورأى حيدر أن "ضربات يوم الأحد الماضي في "تل أبيب" كانت علامة فارقة في التأكيد على أن المقاومة ستستمر في التصعيد إذا استمر العدوان "الإسرائيلي"، مما شكل نقطة تحول رئيسية في الحرب".
وحول التغيّرات التي شهدتها القيادة "الإسرائيلية" في أعقاب فشلها في تحقيق أهدافها، أوضح حيدر أن "الاحتلال كان أمام خيارين: إما الدخول في حرب شاملة تؤدي إلى خسائر كبيرة للجيش "الإسرائيلي"، أو تغيير إستراتيجية وتقليص أهدافه".
وفي ما يتعلق بخروقات العدو لاتفاق وقف إطلاق النار، قال حيدر: "القرار بوقف الحرب فرضته معادلة المقاومة التي تملك القدرة على استعادة زمام المبادرة إذا لزم الأمر".
وأضاف: "أي محاولات "إسرائيلية" لإعادة إشعال الحرب ستواجه معارضة من قبل القوى الدولية، وخاصة الولايات المتحدة، فضلاً عن تأثيرها السلبي في الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني".
وشدّد حيدر في ختام حديثه لموقعنا على أن النصر الذي حققته المقاومة كان نصرًا كبيرًا رغم التضحيات الجسام، وأن "المقاومة قد حافظت على وجودها ووضعت معادلة جديدة ستضمن أمن المنطقة في المستقبل، وأن الشعب اللبناني والمقاومة قادران على الحفاظ على الأمن والاستقرار في مواجهة أي عدوان "إسرائيلي"".
المقاومة الإسلاميةالكيان الصهيونيالعدوان الإسرائيلي على لبنان 2024معركة أولي البأس