خاص العهد
تونس تتصدر الحراك الشعبي العربي بمواجهة صفقة القرن
تونس - روعة قاسم
تصدّر الشعب التونسي خلال الأسبوع الفائت الحراك الشعبي العربي المقاوم للتطبيع مع العدو الاسرائيلي. تحرك المجتمع المدني والأحزاب السياسية التونسية مجددا لوقف التطبيع وبعد الحديث عن زيارات قامت بها وفود صهيونية سياحية الى الأراضي التونسية بمباركة وزير السياحة التونسي رينيه طرابلسي. تمثل الحراك بمسيرات ومظاهرات في العديد من المدن التونسية شاركت فيها أحزاب وقوى مدنية وحقوقية تونسية وكذلك ناشطون تونسيون.
"يوم غضب ضد سياسة التطبيع لمنظومة الحكم في تونس".. "لن تكون تونس جسرا لتمرير صفقة القرن".. و"سنقاوم الصهيونية بكافة الاشكال" ونحو "تجريم التطبيع مع كيان العدو الصهيوني".. تلك أبرز الشعارات التي رفعها المتظاهرون في شارع الحبيب بورقيبة رفضاً لسياسة الحكومة التونسية، وذلك بدعوة من الملتقى الدولي للشباب المناهض للصهيونية والعنصرية والامبريالية وشركائه في المجتمع المدني.
يؤكد الناشط السياسي ومنسق الملتقى الدولي للشباب المناهض للصهيونية والعنصرية والامبريالية في تونس يحيى محمد في حديثه لموقع "العهد" الاخباري أن "الحراك الأخير الذي عرفته تونس انطلاقاً من الأسبوع الماضي جاء كرد صريح على الحكومة التونسية ووزير السياحة الذي تعتبره العديد من القوى المدنية والسياسية في تونس وزيراً صهيونياً قام بجلب صهاينة الى تونس، ونسق مع مؤسسات اسرائيلية من أجل حج الغريبة". يضيف "نعتقد أن الوزير الذي قام باستقبال وفد صهيوني هو جزء من منظومة التطبيع في تونس لذلك فإن الشباب التونسي خرج في مسيرات رفع فيها شعارات منددة بالممارسات التي قامت بها الحكومة وهذا الوزير المتصهين، وطالبوه بالاستقالة وبالمحاكمة وطالبوا ايضا الحكومة بالتراجع عن التطبيع مع الكيان الصهيوني وسن قانون يجرم التطبيع مع هذا الكيان نظراً لأن هذا المطلب كان مطلبا شعبيا في بداية الحراك في تونس في 14 كانون الثاني 2011 حينما رفع الشعب التونسي شعار "الشعب يريد تحرير فلسطين".
أما عن الخطوات القادمة لمناهضة ومقاومة كل أشكال التطبيع، يقول محمد "نحن في الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع لدينا العديد من التحركات خلال الأيام القادمة بالتنسيق مع كل القوى المدنية والوطنية ليس فقط في العاصمة التونسية بل ايضا بالتنسيق مع كل القوى الوطنية من بنزرت الى تطاوين، وسيكون هناك حراك شعبي في كل ولايات الجمهورية للمطالبة بخروج وزير السياحة من الحكومة واستقالته".
من جهته، يندد القيادي في حزب المسار ورئيس الحملة التونسية للمقاطعة الاكاديمية والثقافية لـ"اسرائيل" جنيدي عبد الجواد بالتطبيع السياحي والثقافي مع الكيان، معتبراً أنه مخالف للدستور التونسي ولمشاعر الشعب التونسي. ويرى في حديثه لموقع "العهد" الاخباري أن هذا التطبيع يجرى أمام أعين السلطات التونسية، مشيراً الى أن هناك وكالات سفر تونسية تتعامل مباشرة مع وكالات سفر اسرائيلية عبر الاردن وتنسق رحلات سياحية الى الكيان الصهيوني بشكل يخالف الدستور التونسي.
يضيف عبد الجواد "المقاطعة هي أفضل طريقة لمقاومة التطبيع وإجبار المطبعين على احترام الشرعية الدولية، وطلبنا من الحكومة فتح تحقيق ومعاقبة المسؤولين عن هذا التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري".
اليوم تبدو مختلف المنظمات الحقوقية والمدنية التونسية على أهبة الاستعداد لمقاومة محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني، وذلك بمشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل الذي قاد التحركات في العاصمة التونسية، وكذلك في بنزرت وصفاقس وغيرها من الولايات والمدن. وبرهنت كل هذه الفعاليات أن تونس لن تكون جسراً لإمرار صفقة القرن المشؤومة أو التعدي على حقوق الشعب الفلسطيني، وأن الحراك التونسي سيكون رأس الحربة في المعركة المتواصلة من أجل تجريم التطبيع ومحاربته سواء ثقافيا او امنيا او اقتصاديا او سياسيا.