خاص العهد
نصير زادة بعد لاريجاني في دمشق: تفويض بالدعم لدمشق والمقاومة
ما كاد يمضي يوم واحد على انقضاء زيارة كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية الإيرانية وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام علي لاريجاني إلى كلّ من دمشق وبيروت، حتّى حطّ وزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زادة في دمشق في زيارة رسمية بناء على دعوة من نظيره السوري، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد وكبار القادة العسكريين والأمنيين.
في تصريح لوسائل الإعلام، من قاعة الاستقبال في مطار دمشق الدولي، قال وزير الدفاع الإيراني إنه: " بناء على توصيات قائد الثورة الإسلامية؛ مستعدون لتقديم كلّ وسائل الدعم إلى سورية الصديقة". وشدّد على مكانة سورية الإستراتيجية في سياسة بلاده الخارجية، مشيرًا إلى أنه والوفد المرافق له سيبحثون مع المسؤولين السياسيين والعسكريين في دمشق عدة مسائل مشتركة في مجال الدفاع والأمن لتوسيع وتطوير العلاقات في هذا المجال بين البلدين.
لدراسة السيناريوهات كلّها
أكّد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الدكتور حسن حسن أنّ الجميع يدرك أن ما تمر به المنطقة من ظروف؛ يجعل الأخطار ترتفع إلى مستوى التهديدات الفعلية التي لا تستثني أحدًا أمام العدوانية "الإسرائيلية" المنفلتة من كلّ عقال، وأمام هذا التوحش الذي لم تعرف له البشرية مثيلًا منذ تاريخها الطويل بدعم ومشاركة أميركية أطلسية- ومع الأسف- عربية في بعض الأحيان.
وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري؛ أشار اللواء حسن إلى أن من يظن أمام هذا الواقع المأزوم والقابل للانفجار في أي لحظة بأنّ الأمور قد تبقى تحت السيطرة فعليه أن يُعيد الحسابات لأسباب كثيرة، الأمر الذي يجعل من الطبيعي أن تسارع دول محور المقاومة إلى تنسيق الأمور ودراستها ووضعها على دائرة التشريح والتحليل لمختلف السيناريوهات وكيفية التعامل مع أي سيناريو منها قد يحصل، ودور كلّ طرف من أطراف محور المقاومة في التعامل مع هذا السيناريو.
يضيف اللواء أنه: "في ظل هذا الواقع والتوتّر الذي يهدّد الجميع؛ يبدو مفهومًا تكرار زيارة المسؤولين الإيرانيين إلى دمشق، مع زيارة علي لاريجاني مبعوث وكبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية في إيران ومن بعده مباشرة وزير الدفاع عزيز نصير زادة".
وشدد الخبير العسكري والإستراتيجي على وجود الكثير ممّا يمكن للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تقدمه لسورية ولبقية حركات ودول محور المقاومة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر هو ضمن المتوقع وضمن الواجب لسبب أساسي يتمثل بكون الحرب المفتوحة منذ أكثر من عام وشهر تركت آثارها السلبية على الجميع. والكل يدرك أن إيران هي الدولة الأكبر جغرافيًا وسكانيًا والأقوى عسكريًا واقتصاديًا، وكذلك معروفة بثقلها الجيوسياسي على المستويين الإقليمي والدولي.
وختم اللواء حسن حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أن ما يمكن أن تقدمه إيران لسورية وبقية دول وحركات محور المقاومة يندرج ضمن متطلبات عدم السماح للكيان المدعوم أميركيًا باستباحة المنطقة.
خطر أكبر.. تنسيق أعلى
المحلل السياسي الدكتور حسام طالب أكد أن زيارة المسؤولين الإيرانيين إلى دمشق تأتي في ظل وجود تهديدات من الكيان الصهيوني باستهداف الرئيس بشار الأسد وقيام سلاح الجو "الإسرائيلي" بشن العديد من الاعتداءات؛ بغية قطع الطريق البري الواصل بين سورية ولبنان بالتزامن مع ارتفاع منسوب الوحشية الصهيونية في التصعيد الإجرامي على كلّ من غزّة ولبنان. وفي حديث خاص لموقع" العهد" الإخباري؛ أشار طالب إلى أنه أمر طبيعي الزيارات العسكرية والأمنية والسياسية بين المسؤولين، في كلّ من سورية وإيران، واللتين تجمعهما علاقات إستراتيجية منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وهي علاقة مستمرة وتبدو في كلّ يوم أقوى من اليوم الذي يسبقه.
وأضاف أنه: "ما دام هناك تحديات تواجه البلدين تكون العلاقة أقوى، ويكون عامل التنسيق أعلى على أساس قيام الكيان الصهيوني باعتداء شامل على المنطقة؛ حيث إن هجماته لم تعد تقتصر على جنوب لبنان وغزّة بل تعدته إلى الاعتداء على إيران وسورية والعراق واليمن، ونتنياهو يتحدث عن "شرق أوسط جديد" الأمر الذي يستدعي تحديث التنسيق بين سورية وإيران".
ولفت المحلل السياسي إلى أن زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق تحمل الكثير من الأهمية الإستراتيجية، في تعميق العلاقة العسكرية وتعزيز الدعم الدبلوماسي لقادة وبلدان محور المقاومة، بما يتناسب والثبات الموجود في الميدان، مشيرًا إلى أن التطورات الأخيرة الخطيرة تحتم على سورية وإيران تنفيذ الاتفاقيات الإستراتيجية الموقعة بينهما، بشكل كلي، والتي تشتمل على تقديم الدعم العسكري والاستشاري والأمني والأسلحة النوعية والمتطورة؛ فضلًا عن أن وجود القادة السياسيين والعسكريين الإيرانيين الكبار في دمشق يعطي زخمًا وقوة لفصائل المقاومة التي تريد أن تصرف إنجازات الميدان في السياسة.
كما شدد طالب على أن الدعم الإيراني المتوقع والمأمول مهم جدًا في هذه الظروف؛ لأن العدوّ الصهيوني يسعى إلى تغيير الواقع على خط فضّ الاشتباك وجعل المنطقة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة وقوات "الأندوف"منزوعة السلاح, وهذا الأمر يوحي باحتمال قيام الكيان بفتح جبهة جديدة، ما يستدعي التنسيق الكامل بين دول محور المقاومة وعلى رأسها سورية وإيران.
وختم طالب حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أن وجود وقائع جديدة على الأرض تفرض الذهاب إما إلى تهدئة شاملة، أو تصعيد شامل يستدعي التنسيق العسكري والأمني والسياسي بين سورية وإيران، وهذا ما يحصل دائمًا.
سورياالجمهورية الاسلامية في إيران