معركة أولي البأس

خاص العهد

بين مرّ الوطن.. وعلقم الغربة: 39 لبنانيا قضوا خلال عام
14/06/2019

بين مرّ الوطن.. وعلقم الغربة: 39 لبنانيا قضوا خلال عام

فاطمة سلامة

ما إن تسمع خبر وفاة أو مقتل لبناني في الغربة، حتى ترفع يديها، وتلهج بالدعاء لولدها بالعودة سالماً. لا أريد شيئاً، فقط رؤيته بـ"صحة وسلامة". هذا حال الكثير من الأمهات اللبنانيات اللواتي بات أقصى طموحهن ضم أولادهن وأحبابهن بعدما بات القتل في الغربة كـ"شرب الماء" كما يقال. تكثر من حولنا القصص والأحداث عن مقتل لبنانيين في بلاد الاغتراب. ما إن تفتح التلفاز حتى يُطالعك تقرير عن شاب قضى في الغربة، بعدما جرى سلبه، وأنت تتصفّح حسابك الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي تُطالعك الأخبار عن شُبان لبنانيين قضوا في بلاد الاغتراب بمآس متنوّعة، بعضهم وقع ضحيَّة عمل إرهابي، وآخر في حادث سيارة أو طائرة أو حتى غرقاً. 

هذا المغترب الذي دفعه "شظف العيش" الى ترك مسقط رأسه، متنقّلاً رُبما في بلد لا يعلم فيها أحداً، يلقى فيها الموت، أو ذاك المهاجر الذي قطع بلاداً كثيرة سعياً وراء شهادة علمية أفضل لإيجاد وظيفة في لبنان الذي باتت فيه فرصة العمل نادرة، إن لم نقل مستحيلة، يواجه من يقتله بلا ذنب. اللبناني حسن بيضون الذي هاجر الى استراليا طلباً للعلم أحدث الضحايا في هذا الإطار. سبقه الشاب هشام مراد، وقبله حسن خير الدين، وغيرهم الكثير. جل اللبنانيين لم يُسافروا حباً بالغربة، هاجروا بحثاً عن حياة كريمة بعدما ذاقوا "الأمرّين" في لبنان. يكفي أن نشير في هذا الصدد الى نسب البطالة المرتفعة التي وفق بعض الإحصاءات لامست حدود الـ36 بالمئة، لنتيقّن أن لبنان بات خارج مواصفات العيش الكريمة.  

حكاية اللبناني مع الموت في الغربة ليست غريبة. لطالما سمعنا عن أسماء أشخاص قضوا في ظروف متنوّعة. من منا لا يتذكّر حادثة الطائرة الجزائرية التي فارق فيها 20 لبنانياً الحياة، وقبلها قصّة العبارة التي وقع ضحيتها 40 شخصاً من منطقة عكار خلال رحلة لجوء غير شرعي كانت تقلهم الى استراليا، وحديثاً قصّة الشبان الأربعة الذين قضوا في حادث سير مروّع في كاليفورنيا، وغيرها الكثير من الأحداث التي راح ضحيتها لبنانيون تعرّضوا لعمليات سطو وسرقة؟ الإرهاب أيضاً لطالما لاحق المغتربين اللبنانيين في العديد من البلدان، منها فرنسا، تركيا، بوركينا فاسو، استراليا، أميركا. 

ورغم أنّ مأساة الموت والقتل التي رافقت المغتربين ليست جديدة كما قلنا سابقاً، إلا أن متابعين للملف يُؤكّدون في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ النسبة ازدادت خلال عام، وبدأنا نسمع عن أحداث "فردية" أكثر من السنوات الماضية، وبمعدّل ثلاث ضحايا شهرياً. "المنتدى اللبناني للتنمية والهجرة" أجرى إحصاء ـ لا يشمل اللبنانيين الذين توفوا بشكل طبيعي ـ أعلن فيه عن مقتل 39 لبنانياً في أحداث مختلفة في المهجر خلال عام وبالتحديد بين حزيران/ يونيو 2018 وحزيران/يونيو 2019. الضحايا قضوا  ـ وفق الإحصاء ـ على الشكل الآتي:  
ـ 16 شخصاً في جرائم قتل
ـ 17 شخصا في حوادث سير
ـ 4 في حالات اختناق
ـ مقتل شخص بظروف غامضة وآخر لسبب مجهول 

أما فيما يتعلّق بالبلدان التي قضى فيها المهاجرون، فقد توزّعت على الشكل التالي:

ـ البرزيل 1
ـ  استراليا 3
ـ الولايات المتحدة 12
ـ  ايطاليا 1
ـ الارجنتين 1
ـ المانيا 1
ـ كندا 3
ـ كوت ديفوار 4
ـ بلجيكا 1
ـ  فنزويلا 4
ـ نيجيريا 1
ـ انغولا 1
ـ السويد 1
ـ ليبيا 1
ـ سلوفينيا 1
ـ الدانمارك 1
ـ الباراغواي 2

إقرأ المزيد في: خاص العهد