خاص العهد
انقسامات واحتجاجات.. ما تأثير ذلك في حكومة نتنياهو؟
تشهد "تل أبيب" تحولًا ملحوظًا في أجواء الاحتجاجات ضدّ حكومة بنيامين نتنياهو، تجسّد في تظاهرات ضخمة وإضرابات شاملة، خاصة عقب مقتل ستة أسرى "إسرائيليين" في غزّة.
ورغم أنَّ هذا التصعيد يشير إلى تفاعل أوسع من قبل المعارضة والمجتمع الصهيوني، فإن تأثيره على المدى البعيد لا يزال غير واضح ويبدو أنه لا يشكّل تحولًا نوعيًا قادرًا على تغيير جذري في المشهد السياسي.
الخبير في الشؤون "الإسرائيلية" نهاد أبو غوش أكَّد أنَّ هذه التحولات، على الرغم من أهميتها، لا تصل إلى درجة تهديد استمرارية الحكومة أو دفعها للاستقالة. مقارنةً بفترة الاحتجاجات على التشريعات القضائية، حيث وصلت أعداد المتظاهرين إلى أكثر من خمسمئة ألف، فإن حجم الاعتراضات الحالية لا يزال أقل بكثير.
وفي حديث لموقع العهد الإخباري قال أبو غوش: " إن تصاعد الاحتجاجات، يترافق مع تهديدات من جانب نتنياهو وأعوانه الذين يشيرون إلى وجود قاعدة جماهيرية يمينية قادرة على التظاهر بأعداد أكبر"، مشيرًا إلى أنَّ هذا يهدّد بإثارة ما يسمّى "شارع ضدّ شارع"، وهو ما قد يساهم في زيادة حدة الانقسامات الداخلية.
وأضاف: " يشكّل الإضراب العام وانضمام قطاعات جديدة إلى حركة المعارضة خطوة مهمّة في إضعاف الحكومة "الإسرائيلية" وتقويض شرعية الحرب التي تخوضها. تكشف هذه الاحتجاجات عن تلاعب نتنياهو وإدارته، حيث يضعون شروطًا تعجيزية في المفاوضات التي تديرها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي تبدو متماشية مع مطالب نتنياهو رغم الانتقادات داخل الكيان لها.
من ناحية أخرى، يظهر التلاعب الأميركي في دعم مطالب نتنياهو، بحسب الخبير في الشؤون "الإسرائيلية"، الأمر الذي يثير استياءً واسعًا في "المجتمع الإسرائيلي"، ويدعم مصداقية المقاومة الفلسطينية. ومع ذلك، لا تبدو إدارة بايدن قادرة على ممارسة ضغط فعال على نتنياهو نظرًا لموقفها المتماهي مع بعض شروطه، مما يقلل من فرص التوصل إلى اتفاق عادل.
ولفت إلى أنَّ الاحتجاجات الحالية تواجه عقبات إضافية تتمثل في غياب القيادة الموحدة في صفوف المعارضة "الإسرائيلية" التي تفتقر إلى موقف متماسك وشامل يقدم بديلًا واضحًا للحكم القائم، لافتًا إلى أنَّ الانقسامات بين أطراف المعارضة، والتي تشمل بعض الأطراف الأكثر تطرفًا من نتنياهو، تُظهر عدم التوافق الداخلي وتنوع المواقف حول القضايا الكبرى، بما في ذلك القضايا المتعلّقة بالصراع مع الفلسطينيين.
إلى جانب ذلك، تفتقر المعارضة إلى برنامج عمل متكامل يهدف إلى إسقاط الحكومة الحالية أو تقديم بديل حقيقي وفق تعبير أبو غوش، ففي ظل الافتقار إلى إستراتيجية شاملة يصبح من الصعب تشكيل ضغط فعال يحقق نتائج ملموسة على الأرض.
ورأى أبو غوش في حديثه لـ"العهد" أنَّ ردود فعل بعض أطراف المعارضة على السياسات العسكرية "الإسرائيلية"، مثل التأييد لعمليات عسكرية ضدّ الفلسطينيين، تجعل من الصعب وجود توافق حقيقي بين مختلف أطياف المعارضة، ومع غياب خطة متكاملة للتعامل مع الوضع، يبدو أن الاحتجاجات تسير بشكل غير منتظم وتعتمد على ردود فعل ظرفية تتأثر بالأحداث اليومية.
وذكر أن الانتخابات الأميركية القادمة هي عاملٌ مؤثر، حيث يأمل نتنياهو في استخدام الفترة المتبقية حتّى موعد الانتخابات للحصول على دعم إضافي أو تحقيق تقدم في الملفات العالقة، وتابع: "لكن التحديات الميدانية، بما في ذلك التصعيد في الضفّة الغربية والتوتّرات الإقليمية، قد تعرقل خطط نتنياهو وتقلل من فرص نجاحه في تحقيق أهدافه".
واختتم الخبير نهاد أبو غوش حديثه لموقعنا بالقول: " إن الوضع داخل الكيان يشير إلى مرحلة من "عدم اليقين"، حيث يواجه المجتمع الصهيوني تحديات داخلية وخارجية كبيرة، في ظل الاحتجاجات والإضرابات والخلافات الناشبة على مختلف المستويات بين القادة الصهاينة".
الكيان الصهيونيبنيامين نتنياهوالكيان المؤقتتل أبيب